شدراك يوسف.. قامة رياضية عراقية رحلت وتركت إرثا خالدا
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
ودّعت الأوساط الرياضية العراقية، اليوم الثلاثاء، قامة من قاماتها البارزة، إذ رحل اللاعب الدولي السابق والمعلق الرياضي القدير شدراك يوسف عن عمر يناهز 83 عاما بعد صراع مع المرض.
ونعى الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، وفاة اللاعب الدولي السابق شدراك يوسف، مقدما تعازيه لعائلة الفقيد والأسرة الرياضية.
وأشار إلى أن يوسف مثّل المنتخب الوطني والعسكري وفريق بغداد الأهلي خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات. كما كان للفقيد بصمات واضحة في مجال التعليق التلفزيوني على مباريات المنتخبات الوطنية، وعمل لسنوات طويلة في قسم العلاقات بالاتحاد العراقي لكرة القدم.
لم يكن يوسف مجرد لاعب أو معلق، بل كان أيقونة رياضية ونموذجا للعطاء والإخلاص، ترك بصمة لا تُمحى في قلوب عشاق كرة القدم العراقية.
مسيرة حافلة بالإنجازاتيُعد شدراك يوسف أحد أبرز نجوم كرة القدم العراقية في فترة الستينيات والسبعينيات. بدأ مسيرته الكروية من مدينته الحبانية، متنقلا بين فرق مختلفة قبل أن يستقر في صفوف فريق الفرقة الثالثة، حيث اختتم مسيرته كلاعب.
خلال هذه الفترة، مثّل المنتخب الوطني العراقي في 31 مباراة دولية، وسجّل هدفين، وكان جزءا من الفريق الذي فاز بكأس العرب عامي 1964 و1966، وشارك في نهائيات كأس آسيا عام 1972.
كان يوسف لاعب خط وسط متميزا، اتسم بمهاراته الفنية العالية وأدائه الثابت، وبعد اعتزاله اللعب عام 1974، اتجه إلى التدريب لفترة وجيزة، إذ أشرف على تدريب المنتخب النسوي العراقي قبل أن يعتزل العمل التدريبي مبكرا عام 1979.
لم يكن اعتزال اللعب نهاية مسيرة يوسف الرياضية، بل كان بداية فصل جديد من العطاء. اتجه إلى مجال التعليق الرياضي، ليصبح أحد أشهر الوجوه الإعلامية الرياضية في العراق. تميز بأسلوبه الفريد وصوته المحبب الذي علق في أذهان الأجيال، فقد كان صوته بمثابة جزء لا يتجزأ من المتعة الكروية للجمهور العراقي.
إعلانوإلى جانب التعليق، عمل يوسف مديرا للقناة العراقية الرياضية في التسعينيات من القرن الماضي ومسؤولا للقسم الرياضي في قناة عشتار الفضائية كما قدم برنامج "الحقيبة الرياضية" على تلفزيون الشباب، وفي هجرته إلى عنكاوا في أربيل، أسس مدرسة كروية لتعليم الأجيال الشابة، مؤكدا على إخلاصه الدائم للرياضة.
تميز شدراك يوسف بصورة راقية ونزيهة طيلة حياته، لم ينجرف وراء الجدل أو الخلافات الشخصية. وكان مثقفا يتقن لغات عدة، محتفظا بمكانة مرموقة في قلوب الجميع، ومثلّ قيم الرياضة والإعلام بأبهى صورها.
إشادة بمسيرته الكرويةأشاد المدرب العراقي جمال علي بمسيرة الكابتن الراحل شدراك يوسف، كأحد أبرز رموز كرة القدم العراقية، مستذكرا مسيرته الحافلة بالإنجازات.
وقال علي خلال حديثه للجزيرة نت: "يُعدّ المرحوم الكابتن شدراك يوسف من الرموز التي ارتبط اسمها ببطولة كأس العرب عام 1966، وقدّم الكثير كلاعب للمنتخب الوطني العراقي والفرقة الثالثة آنذاك. لقد كان لهذا الجيل الجميل تأثير كبير على الأجيال اللاحقة، إذ كان قدوة يُحتذى بها في الملاعب".
وأضاف: "حتى بعد اعتزاله اللعب، ترك شدراك يوسف بصمة واضحة في مجال التعليق الرياضي، إذ تميّز بحضور مختلف ومؤثر"، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، مباركا لكل زملائه في ذلك الجيل الرائع الذين "كان لهم تأثير كبير على جيلنا في مرحلة الطفولة".
من جانبه أكد المدرب الكروي بسام رؤوف، أن اسم الراحل شدراك يوسف ارتبط بالزمن الجميل للكرة العراقية.
وقال رؤوف خلال حديثه للجزيرة نت: "منذ الثمانينيات والتسعينيات، اعتدنا على صوته المميز في التعليق على المباريات، كما كنا نتابع كل صغيرة وكبيرة عن الكرة العراقية من خلال تقديمه للبرامج الرياضية".
وأضاف: "على المستوى الرياضي، خدم شدراك يوسف الكرة العراقية لسنوات طويلة، وكانت مسيرته تتسم بالهدوء والتفاني في العمل، إذ كان يضحي ويقدم كل ما لديه دون كلل أو ملل"، مؤكدا "لقد فقدت الكرة العراقية اليوم أيقونة كروية لمعت لسنوات طويلة، ونتمنى أن تخلد ذكراه من قبل الجهات المعنية تقديرا لما قدمه".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً: