"وادي حنيفة".. واجهة حضرية متكاملة تفعّل الاستدامة البيئية بالترفيه الواعي
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
تمثّل المشاريع الحضرية التي تجمع بين الحفاظ على الموارد الطبيعية وتوفير مرافق ترفيهية متكاملة، توجهًا حديثًا في تطوير المدن الكبرى؛ إذ تسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز العلاقة بين الإنسان والبيئة، من خلال تحويل العناصر الطبيعية إلى واحات حضرية مفتوحة تتيح للسكان والزوار الاستمتاع بالتجارب الترفيهية في الهواء الطلق ضمن بيئات آمنة ومستدامة.
وفي إطار ترجمة مستهدفات التنمية الحضرية المستدامة، طُوّر"وادي حنيفة"، ليكون إحدى الوجهات الرئيسة ضمن مشروع المسار الرياضي في العاصمة الرياض، ويمتد بطول (13.4) كيلومترًا من سد العلب شمالًا حتى طريق جدة جنوبًا، ليشكل نموذجًا متقدمًا في استثمار الموارد البيئية داخل النطاق العمراني، عبر تصميم يراعي الانسيابية الطبيعية للتضاريس، ويحتوي على مرافق متنوعة تلبي احتياجات الزوار من مختلف الفئات.
ويشتمل المشروع على مسارات مخصصة للمشي وركوب الدراجات الهوائية ورياضة الخيل، نُفذت بأسلوب يتناغم مع المشهد الطبيعي، وتتوزع على امتداده محطات توقف، ومرافق خدمية تشمل مواقف للمركبات، ومناطق مظللة للاستراحة، مما يعزز من جاذبيته وجهةً ترفيهيةً مفتوحةً تستقطب العائلات وهواة الأنشطة الخارجية.
وأوضح المهتم برياضة الدراجات زياد الكثيري، في حديثه لـ"واس"، أن المنطقة تشهد إقبالًا متزايدًا خلال فصل الصيف، نظرًا لما تتمتع به من كثافة في الأشجار والمظلات الطبيعية التي تسهم في تلطيف الأجواء، مشيرًا إلى أن وجود المسارات المظللة والبنية التحتية المناسبة مكّن الزوار من ممارسة أنشطة رياضية في أوقات كانت تمثل تحديًا سابقًا بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
من جانبه، أشار ممارس رياضة الجري عبدالله السميري إلى أن الوجهة تُعد من أبرز المواقع الترفيهية المفتوحة في الرياض، لا سيما مع تنوع المسارات وجودة المرافق، مؤكدًا أن امتداد المسارات يتيح ممارسة الجري لمسافات طويلة ضمن بيئة طبيعية مريحة وآمنة.
ويمثل المشروع كأحد المكونات الرئيسة التي تسهم في تعزيز التفاعل المجتمعي، وتوفير متنفس طبيعي للعائلات والمهتمين بالأنشطة الخارجية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة داخل المدن، وتحقيق التكامل بين التنمية الحضرية والاستدامة البيئية.
ويعكس المشروع توجهًا إستراتيجيًّا نحو تحقيق الاستدامة الحضرية، من خلال إعادة توظيف المجرى الطبيعي ليكون شريانًا بيئيًّا يربط بين أحياء المدينة، ويسهم في تحسين المناخ المحلي عبر تعزيز الغطاء النباتي، وتقليل الجزر الحرارية، إلى جانب دوره في إثراء المشهد العمراني وتعزيز التوازن بين التنمية والبيئة.
ويجسد هذا النموذج الحضري مفهومًا متقدمًا في التخطيط العمراني، بوصفه عنصرًا بيئيًّا فاعلًا أُعيد تأهيله ليخدم الإنسان والمكان، ويكون جزءًا من مدينة مستقبلية ذات بيئة مستدامة وحياة نابضة.
البيئةالسياحةوادي حنيفةالطبيعةقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: البيئة السياحة وادي حنيفة الطبيعة
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة العامة تطلق حملة للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية
أطلقت وزارة الصحة العامة، حملة للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية وذلك بمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، خلال الفترة من 1 إلى 7 أغسطس الجاري تشمل العديد من الأنشطة والفعاليات الهامة إلى جانب نشر رسائل وفيديوهات توعوية مكثفة حول أهمية الرضاعة الطبيعية في حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، نظمت الوزارة فعالية في مبناها الرئيسي استهدفت توعية موظفي قطاع الصحة العامة حول أهمية الرضاعة الطبيعية، حيث تم تعريف الموظفين بالإرشادات الخاصة بتغذية الأمهات والأطفال الرضع، والصحة النفسية، ومعلومات عن سياسات واستحقاقات الإجازات للأمهات المرضعات، ونفذت بهذه المناسبة فعاليات وأنشطة توعوية بالتعاون مع شركائها في القطاع الصحي من أبرزها إقامة فعالية بالشراكة مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمركز السد الصحي تهدف إلى دعم الأمهات، وتعزيز مشاركة المجتمع في الترويج للممارسات المُثلى لتغذية الرضع وصغار الأطفال، وذلك من خلال توعية مراجعي المركز من النساء الحوامل، والأمهات المرضعات، والعائلات، إضافة إلى مقدمي الرعاية الصحية، وأفراد المجتمع، وفعالية توعوية بالتعاون مع "سدرة للطب" تتضمن استقبال أسئلة الجمهور من المراجعين حول الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى تخصيص ركن للأطفال "بسدرة للطب" يتضمن أنشطة تتمحور حول التغذية الصحية.
كما تتضمن الحملة العديد من المبادرات والبرامج الهامة في مجال تغذية الأم والطفل وتعزيز الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية، ومن أبرزها تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل بهدف تشجيع الرضاعة الطبيعية منذ اللحظات الأولى بعد الولادة وضمان تحويل جميع مرافق خدمات رعاية الأم والطفل إلى مراكز تدعم ذلك.
وإضافة إلى ذلك، تسعى وزارة الصحة العامة في إطار الحملة، إلى تعزيز كفاءة العاملين في القطاع الصحي من خلال تدريبهم على دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية والتدريب العملي على الممارسات المُثلى في هذا المجال، وحماية وتعزيز صحة الحوامل والأمهات وأطفالهن.
وأكدت الوزارة في هذا السياق، حرصها على تدريب الكوادر الطبية بخصوص تطبيق مخططات النمو للأطفال دون سن الخامسة التابع لمنظمة الصحة العالمية والذي يهدف إلى الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية (السمنة – زيادة الوزن – الهزال والتقزم).
كما تم إعداد الدلائل الإرشادية للتغذية لدولة قطر: للأم والطفل (0-5 سنوات) والتي سيتم نشرها قريباً باللغتين العربية والإنجليزية وتهدف إلى دعم صحة الأمهات وأطفالهن عبر توصيات علمية تغطي مراحل ما قبل الحمل، وأثناءه، وبعد الولادة، وكذلك خلال السنوات الأولى من عمر الطفل.
يذكر أن جمعية الصحة العالمية أصدرت قراراً في عام 2018 اعتمدت فيه الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية كاستراتيجية مهمة للتشجيع على الرضاعة الطبيعية.
وبدعمٍ من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووزارات الصحة، وشركاء المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، يقدم الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية فرصةً لتذكير عامة الناس وراسمي السياسات بأن الرضاعة الطبيعية ترسي الأساس للصحة والتنمية مدى الحياة.