اليد الميتة.. لماذا تُعدّ منظومة الردع الروسية أخطر ما خلفته الحرب الباردة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
عاد شبح الحرب النووية ليلوح في الأفق، مع تحذير وُجّه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كاشفاً عن وجود واحدة من أكثر المنظومات غموضًا ورعبًا في الترسانة الروسية. اعلان
عاد الحديث عن نظام "اليد الميتة" الروسي إلى الواجهة، ليس من باب التحليل العسكري، بل عبر تحذير علني أطلقه دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.
وقد جاء الرد الروسي عبر مدفيديف الذي وجّه انتقادًا لاذعًا لتصريحات ترامب، قائلًا: "روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران". وأضاف: "ليتذكّر ترامب أفلامه المفضلة عن الموتى الأحياء، ليفهم كيف يمكن لليد الميتة التي لا وجود لها في الطبيعة أن تتحول إلى خطر حقيقي".
كيف تعمل منظومة "اليد الميتة"؟منظومة "اليد الميتة" الروسية، المعروفة رسميًا باسم "نظام المحيط" (Perimeter System)، تم تطويرها خلال ثمانينيات القرن الماضي في الحقبة السوفيتية، وتُعدّ أحد أكثر أنظمة الردع النووي تطرفًا في العالم.
جاء تصميم نظام "اليد الميتة" في ذروة الحرب الباردة كاستجابة لمخاوف موسكو من ضربة أمريكية أولى قد تشلّ القيادة الروسية. لتفادي هذا السيناريو، ابتكر السوفييت منظومة قادرة على العمل في غياب أي قيادة بشرية، لضمان انتقام نووي شامل حتى في أسوأ السيناريوهات.
هذا النظام يمثل رادعًا رئيسيًا صُمم لضمان الرد على أي هجوم نووي حتى لو تم القضاء بالكامل على القيادة الروسية.
وآلية عمل هذا النظام أشبه بـ"كابوس تكنولوجي": إذا رصدت الحساسات الأرضية والجوية الخاصة به إشارات لهجوم نووي كاهتزازات زلزالية، أو موجات إشعاع مرتفعة، أو تعطّل خطوط الاتصال، ولم تصدر أي أوامر من القيادة السياسية أو العسكرية، فإن النظام يباشر تلقائيًا بإطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات، أبرزها صواريخ "توبول"، نحو أهداف محددة مسبقًا.
تشير بعض التقارير إلى أن أحد نماذج هذا النظام يستخدم صاروخ قيادة يحلّق فوق الأراضي الروسية، ناقلًا شيفرات الإطلاق إلى الصوامع النووية الأرضية خلال طيرانه، ما يعني أن القرار قد يُتخذ آليًا، من دون أي تدخل بشري.
وفي حين تظل مواقع المنظومة وبروتوكولات تشغيلها مصنّفة ضمن أسرار الدولة، فإن قدراتها المعلنة تشمل استهداف مدن أمريكية كبرى ومنشآت عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي، ما يجعلها سلاح ردع من الدرجة القصوى.
Related ويتكوف في موسكو خلال يومين وزيلينسكي يعلن التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع روسيامن الخطوط الأمامية.. زيلينسكي يتهم روسيا بتجنيد "مرتزقة أجانب" بينهم صينيونروسيا تطلق وابلًا من المسيّرات على عشر مناطق أوكرانية قبيل وصول ويتكوف إلى موسكوورغم الغموض الرسمي الروسي بشأن ما إذا كان نظام "اليد الميتة" لا يزال فعّالًا، ترجّح تقديرات دفاعية أنه لا يزال نشطًا وقد خضع لتحديثات شملت دمجه بتقنيات الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لتعزيز سرعة الاستجابة ودقة الإطلاق.
وتكمن خطورة المنظومة بغياب القرار البشري بعد تفعيله، ما يجعله عرضة للتفعيل الخاطئ بفعل كوارث طبيعية أو هجمات إلكترونية أو أعطال تقنية، وهو ما دفع الخبراء لوصفه كأحد أخطر إرث الحرب الباردة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب روسيا قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو إسرائيل دونالد ترامب روسيا قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو روسيا الولايات المتحدة الأمريكية أوكرانيا دونالد ترامب أسلحة نووية الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب روسيا قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس الصحة حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرسوم الجمركية الید المیتة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. سلاح الردع الأمريكي مهدد بالنفاد بسبب إسرائيل
يبدو أن تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية لم يكن على الشرق الأوسط فحسب، بل على الولايات المتحدة أيضا، حيث تواجه واشنطن أزمة بسبب تعرض مخزونها الاستراتيجي من صواريخ ثاد بعيدة المدى إلى استنزاف كبير، بسبب الدعم الذي قدمته لحليفتها إسرائيل.. فما هي القصة ؟
إرسال بطاريتي صواريخ إلى إسرائيلمصادر مطلعة حذرت خلال تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، من أن المخزون الدفاعي للجيش الأمريكي من الصواريخ، أصبح في خطر، بسبب الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الأشهر الماضية، حيث أرسلت واشنطن منظومتين لصواريخ ثاد إلى تل أبيب من أصل سبع بطاريات تمتلكهم الولايات المتحدة.
150 صاروخاأطلقت لاعتراض الصواريخ الإيرانيةوخلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أطلقت الولايات المتحدة نحو مائة وخمسين صاروخا من أجل التصدي لوابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران أثناء الحرب، إذ نجح بعض من صواريخ ثاد في اعتراض الصواريخ الإيرانية، فيما فشلت الأخرى في التصدي إلى تلك الصواريخ.
استنفاذ ربع مخزون صواريخ ثادوأدى استخدام هذا العدد الكبير من صواريخ ثاد الاعتراضية خلال فترة حرب الاثني عشر يوما إلى كشف فجوة في شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية، حيث أن وتيرة التصدي للهجمات فاقت قدرات الإنتاج الحالية، كما تشير التقديرات أن الحرب استنفذت نحو استهلاك ربع مخزون ثاد من الصواريخ.
توفير مظلة دفاعية حتى 200 كيلومتروتشتمل منظومة "ثاد" الصاروخية على ست قاذفات، توجد في كل قاذفة ثمانية صواريخ اعتراضية، يمكنها اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه، وقد أثبت قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، كما توفر "ثاد" مظلة دفاعية للأهداف التي تقع على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.
الولايات المتحدة وسباق التسلح العالميالاستنزاف السريع لصواريخ ثاد، أثار أيضا مخاوف بشأن الموقف الأمني الأمريكي على الساحة الدولية، والقدرة على تعويض الإمدادات بسرعة، في ظل سباق التسلح العالمي خاصة مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقتي المحيط الهندي والهادئ.
شراء 37 صاروخ ثادمسؤولون دفاعيون سابقون حذروا من أن استمرار فقد مخزون "ثاد" يهدد الولايات المتحدة، مطالبين بتسريع وتيرة الإنتاج لتعويض ما فقد أثناء الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وهو ماد فع واشنطن إلى شراء نحو سبعة وثلاثين صاروخاً من طراز "ثاد" العام المقبل.
يشكل الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين، ويعكس التزامًا طويل الأمد من واشنطن بضمان تفوق إسرائيل العسكري في منطقة الشرق الأوسط.. فهل يمكن ان يختل هذا الدعم إذا تعلق الأمر باختلال مخزون واشنطن الاستراتيجي من الصواريخ.