خوان سلفادور.. حكاية بطريق يغيّر حياة معلم وطلابه

فيلم "دروس البطريق" هو فيلم درامي من تأليف الكاتب "توم ميشيل"، وسيناريو "جيف بوب"، وبطولة "ستيف كوجان، وجوناثان برايس، وفيفيان الجابر، وبيورن جوستافون"، وإخراج "بيتر كاتيانو".

تم تصوير الفيلم في إسبانيا عام 2023م، وفي الأرجنتين وأوروجواي عام 2024م، وعُرض الفيلم لأول مرة في سبتمبر 2024م في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

تدور أحداث هذا الفيلم عن معلم بريطاني يُدعى "توم ميشيل" سافر إلى الأرجنتين بعد صراع نفسي ويأس من الحياة ليكون معلم لغة إنجليزية في مدرسة داخلية للبنين تُدعى "كلية سانت جورج" عام 1976م، أيضًا مدربًا لرياضة "كرة الرجبي"، ويتعرف في سكن المدرسة على مدبرة المنزل ماريا وحفيدتها صوفيا، وهي ناشطة سياسية تعارض سياسة القمع والانقلاب الأرجنتيني المتصاعد في ذلك الوقت، ويتفاجأ ميتشل بتوتر الأوضاع السياسية في المنطقة ويعطيه مدير المدرسة مع الطلاب إجازة لمدة أسبوع حتى تهدأ الحرب وينتهي القصف في المدينة.

يقرر ميشيل السفر إلى الأوروجواي برفقة معلم العلوم "تابيو" لقضاء الإجازة في منتجع على شاطئ البحر، ويدخلان ناديا ليليا ليتعرف توم على "كاترينا" لتبدأ بينهما علاقة ودية، وأثناء سيرهما على الشاطئ عثرا على مجموعة بطاريق تعاني الموت بسبب بقع الزيت المغطاة الناتجة عن تلوث مياه البحر، ويلاحظا نجاة بطريق واحد فقط وهو يصارع الموت، فتصر كاترينا على ميشيل إنقاذ البطريق وتنظيفه في حوض الاستحمام في المنتجع بعد تهريبه، وبعد لحظات تعترف كاترينا لميشيل بزواجها من رجل آخر فتقرر الانفصال عنه ليبقى توم وحيدا مع البطريق.

عندما يقرر ميشيل العودة إلى المدرسة لانتهاء فترة الإجازة، يصطحب معه البطريق مجبورا نظرا لملاحقة البطريق له وعدم حصول البطريق على الرعاية، فقرر تهريبه إلى داخل سكن المدرسة ووضعه في الشرفة مع الماء والطعام. وخلال الأيام خبأ توم سر البطريق الذي أضرب عن الطعام لتكشفه مدبرة المنزل ماريا وحفيدتها صوفيا التي حاولت أن تطعمه بطريقة ودية وبدأ في الأكل، وقررت تسمية البطريق "خوان سلفادور"، وحاول الاتصال أكثر من مرة بحديقة الحيوان لتحتضن البطريق "خوان"، وعندما يحين الوقت المناسب لتسليمه للحديقة يتفاجأ ميشيل بالبيئة الصعبة التي تعيش فيها الحيوانات أثناء انتظارها للتبنّي فيغيّر رأيه ويأخذ البطريق معه للكلية.

أثناء ذلك كان ميشيل يحاول رفع مستوى طلاب الصف أكاديميا وضبطهم، فقرر استخدام البطريق وسيلة للتعليم والتركيز، ووضع مكافأة إطعام البطريق في شرفته للطلاب شرط انضباطهم، ولاحظ تحسّن مستوى الطلاب بوجود البطريق "خوان" بالإضافة إلى جعله وسيلة لتفريغ هموم من يجاوروه لحوارهم الدائم معه.

في جولة لميشيل أثناء التسوّق شهد جماعة من السلطة تخطف صوفيا ولكنه كان عاجزا عن إنقاذها خشية اعتقاله معها، وخلال الأيام المتوترة شهدت المدينة اعتقالات همجية لشباب وشابات حاولوا المطالبة بحقوقهم للعيش بكرامة من دون دكتاتورية ومن ضمنهم حبيب صوفيا بائع السمك.

حاول ميشيل أثناء تعليمه توصيل فكرة الحريات والتفكير المتعلق بحقوق الأفراد لطلابه، ولاحظ مدير المدرسة ذلك وهدده بالالتزام بالتدريس فقط، وفي أثناء الحوار يكتشف المدير أمر البطريق، ويهدد ميشيل بالطرد من المدرسة، ولكنه يقنع مدير المدرسة بمساهمة البطريق في ضبط الطلاب، وخلال الأيام يصادف ميشيل الرجل الذي اختطف صوفيا في مقهى المدينة، ويطلب منه الإفراج عن صوفيا، فيتعرض هو للاعتقال والضرب أيضًا.

وبعد يوم تم الإفراج عن ميشيل وفي خضم ذلك أصر ميشيل على إيصال فكرة الحرية ومساعدة ماريا جدة صوفيا على كتابة خطابات مدروسة ومعبّرة إلى الجنرالات للمطالبة بالإفراج عن حفيدتها، وكانت علاقة ميتشل بصوفيا أبوية لأنها تذكّره بابنته المتوفية وهي بعمر 13 عاما بسبب حادث دهس مروري بسبب رجل سكير.

بمرور الأشهر وبينما كان ميشيل عائدا من العمل إلى غرفته، يعثر على البطريق سلفادور ميتًا فيبكي بحرقة على فراقه، ويقوم بمراسم دفنه بحضور المدير وطلاب المدرسة في باحة المدرسة، وفي أثناء ذلك تدخل صوفيا عليهم بعد الإفراج عنها وتحتضنها جدتها وسط مشاعر مختلطة.

وفي نهاية الفيلم تم ذكر معلومات تتعلق بمصير ميشيل حيث درّس في كلية سانت جورج لمدة عامين آخرين، وبعد سنوات من تقاعده تم العثور على بكرة فيلم في عليّة منزله تحوي على لقطات عفوية للبطريق "خوان سلفادور" وهو يسبح في مسبح كلية سانت جورج ويمشي بين الطلبة، كما تم العثور على مذكراته بعنوان "دروس البطريق" التي تم نشرها عام 2015م، وبعد انقلاب عام 1976م استمرت الدكتاتورية العسكرية لمدة سبع سنوات، ولا يزال 30 ألفا من المختفين قسرا مجهولي المصير، ولا تزال أمهات "بلازا دي مايو" نشطة إلى يومنا هذا.

رغم أن البطريق لم ينطق بكلمة، فإنه قدّم في كلية سانت جورج دروسًا عظيمة في التعاطف والتكافل والوفاء وقيمة الحريات.

المصدر: لجريدة عمان