ابي المنى في إتصال مع المطران عبد الساتر: زيارة الراعي موضع اهتمام وترحيب
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت وفداً، ضمّ: المحامي ايلي قرداحي، مستشار مطرانية بيروت والجبل للروم الكاثوليك د. سهيل ابو حلا ومستشار البنك الدولي الدكتور منير حمزة، وتناول البحث قضايا متصلة بأوضاع منطقة الجبل والزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني الكردينال بشارة الراعي في 8 ايلول المقبل.
وفي هذا السياق جرى اتصال بين الشيخ أبي المنى وراعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، وقد جدد خلاله شيخ العقل "الترحيب بالزيارة التي هي موضع اهتمامنا جميعا كأبناء الجبل، وهي تأكيد على جوهر رسالة هذه المنطقة".
كما استقبل شيخ العقل "لجنة وقف مقام النبي شعيب في بلدة الفرديس، ضمّ: المشايخ هايل نصر، فؤاد سليقا، عصام سليقا ومستشار شيخ العقل الشيخ وسام سليقا، وجّهوا له دعوة لافتتاح قاعة مجاورة للمقام.
كذلك استقبل العميد المتقاعد علي عوّاد وجرى البحث حول موضوع "ميثاق الاعتدال" وغيره من المسائل.
كما استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه مدير مكتبة بعقلين الوطنية الاستاذ غازي صعب، يرافقه عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطّار وقد وضعه في صورة الحركة الثقافية في المكتبة وطرح مجموعة من الافكار المستقبلية.
والتقى رئيس بلدية شانيه حسين أبي المنى وبحث معه التحضيرات الجارية لإعادة فتح المدرسة الرسمية في شانيه والاتصالات الجارية مع وزارة التربية بهذا الخصوص.
واستقبل وفداً من عائلة الاشقر من الخريبة الشوف، ضمّ: الشيخين يوسف وزهير الاشقر وصبحي الاشقر من المديرية العامة للاسكان، ثم الشيخين كميل وصالح هاني.
وعرض الشيخ أبي المنى مع بعض قضاة المذهب قضايا متصلة بشؤون محاكمهم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أبی المنى شیخ العقل
إقرأ أيضاً:
صناعة القرار الاستراتيجي واختبار العقل القيادي
في اللحظات التي لا تحتمل التأجيل، يقف القائد أمام خريطة معقدة للوضع الميداني.. تبدو الخيارات أمامه محدودة، والمعلومات متضاربة، والوقت يضغط بثقل اللحظة ولا يمنح ترف التريث. في هذا المشهد تبدأ صناعة القرار الحقيقي، حيث لا مجال للخطأ ولا للحدس غير المدعوم بالمعرفة.
ولهذا ترتبط فكرة القيادة الفعالة بالقدرة على صنع القرار في اللحظات الملتبسة، حين تتقاطع المعطيات وتتزاحم الأحداث ويبدو المنطق أبعد ما يكون عن منطقه. من هذا المنطلق يكتسب التمرين الوطني السنوي «صنع القرار» الذي تنظمه كلية الدفاع الوطني في أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية في ختام دورة «الدفاع الوطني» السنوية، أهميته بوصفه تجربة معرفية وتدريبية تستبطن سؤالًا محوريًا في الفكر السياسي والعسكري المعاصر وهو: كيف يتعلم القادة اتخاذ القرار في زمن الارتباك العالمي؟ ناقشت نظريات العلاقات الدولية والعلوم السياسية السياقات التي تؤثر في متخذ القرار: من البنية المؤسسية إلى القيم الفردية، ومن الضغوط الداخلية إلى التفاعلات الخارجية. لكن تلك الدراسات، رغم عمقها، ظلت في أغلبها تنظر إلى القرار من الخارج، فيما تُدرك المؤسسات الاستراتيجية الجادة اليوم أن القرار لا يُفهم إلا من الداخل، من خلال التمرين الممنهج الذي يضع القادة في مواجهة حقيقية مع الأزمة، بظروفها وتشابكاتها ومفاجآتها. وهذا بالضبط ما تقوم به كلية الدفاع الوطني عندما تحوّل المعرفة إلى ممارسة. فالقرار ليس مجرد نتاج للذكاء أو للمعطيات المتاحة، بل هو فعل مركب يتطلب بناء قدرة على التوازن بين ما هو ممكن وما هو مأمول، بين الانفعالات والوقائع، وبين التكتيك والغاية.
بهذا المعنى تأتي أهمية تمرين «صنع القرار» سواء في اختبار الكفاءات، أم -وهذا هو الأهم- في تشكيلها، عبر بيئة افتراضية واقعية تُمكّن المشاركين من تجريب الأدوار، وتوسيع المدارك، وفهم التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية التي تُطوّق القرار وتُوجهه.
وتمرين «صنع القرار» هو تتويج لعام من الدراسة المكثفة التي تتجاوز المحاضرات النظرية، وتمتد إلى التحليل العملي والاشتباك المباشر مع القضايا الحقيقية، بما يعكس الفهم العميق لأهمية «القرار» كأداة سيادية لا يجوز أن تُتخذ بارتجال. وبلغة أخرى، يدرب القادة في كلية الدفاع الوطني خلال عامٍ أكاديمي على مبدأ أن كل قرار - مهما صغر أو كبر - هو جزء من بناء استراتيجي متكامل، وأن قراءة المشهد لا تتم من خلال الحدس فقط، بل عبر أدوات منهجية تراعي الزمن والبيئة والمعنى العام للأحداث.
وأثبتت تجارب الدول الكبرى أن صناعة القرار لا يمكن أن تُترك للمصادفة أو الحظ أو الموهبة الفطرية وحدها، بل يجب أن تكون ثمرة إعداد وتدريب وتجريب طويل المدى. وفي هذا السياق الذي تبدو فيه الأحداث العالمية شديدة التسارع والتشابك الأمر الذي لا يملك فيه القادة مساحة الوقت المفتوحة فإن مؤسسات الدراسات الاستراتيجية تعتبر شديدة الأهمية بما تملكه من معارف وتجارب وخبرات تستطيع بها جميعًا إعداد من سيصوغ قرارات الغد.
إن المعارف والتجارب التي يوضع المتدربون على محكها تمنحهم قيم المسؤولية والقدرة على التفكير المنظومي، والشجاعة في مواجهة المجهول.. وكلها صفات لا غنى عنها لمن سيقودون المؤسسات في اللحظات التي يكون فيها القرار هو كل شيء.