مقرر أممي: الاحتلال يدير آلة تجويع ممنهجة في غزة والعالم شريك في الجريمة
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
اتهم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحق الغذاء، مايكل فخري، دولة الاحتلال الإسرائيلي بإدارة حملة تجويع ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، واصفاً ما يجري بأنه إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.
وقال فخري في تصريحات لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن الاحتلال الإسرائيلي "تبني آلة تجويع هي الأكثر كفاءة في العصر الحديث"، مؤكداً أن حكومات العالم "لا يمكنها الادعاء بأنها فوجئت بالمأساة التي تتكشف في غزة".
وحمّل فخري الاحتلال المسؤولية الكاملة عن المجاعة المستشرية في القطاع، مشيراً إلى أن الحصار الذي فرضه وزير الحرب الإسرائيلي السابق يوآف غالانت في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدى إلى أن يمثل سكان غزة 80% من حالات الجوع الكارثي في العالم بنهاية العام ذاته، وهو ما اعتبره استخداماً واضحاً للتجويع كسلاح حرب.
كما انتقد فخري بشدة ما وصفه بـ"التواطؤ الدولي"، مشيراً إلى أن مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قامت بتقليص مراكز توزيع الغذاء من 400 إلى 4 فقط، ما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.
دعوة لفرض عقوبات وإرسال قوات حماية
وفي دعوة صريحة لتحرك دولي عاجل، طالب المقرر الأممي المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، ووقف كافة أشكال الدعم العسكري والمالي المقدم لها.
كما دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إرسال قوات حفظ سلام ترافق قوافل الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وقال فخري: "السياسيون، والحكومات، والشركات، لا يملكون الآن أي أعذار. العالم يرى بأم عينه حجم التواطؤ مع جريمة التجويع هذه".
ووفقاً لبيانات أممية ودولية، فقد تم إدخال أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات بين نيسان/أبريل وتموز/يوليو 2024 نتيجة سوء تغذية حاد، في وقت أكدت فيه وكالة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن "أسوأ سيناريوهات المجاعة تتحقق حالياً في قطاع غزة".
وفي تموز/يوليو الماضي، أصدر عدد من خبراء الأمم المتحدة بياناً مشتركاً أكدوا فيه أن القطاع دخل رسميا في "مرحلة المجاعة"، بعد أشهر من التحذيرات المستمرة، وسط استمرار الاحتلال في منع دخول الغذاء، وتدمير المحاصيل الزراعية، وتعطيل خطوط الإمداد الأساسية.
وفي أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أعلنت الأربعاء أن عدد الوفيات جراء سياسة التجويع الإسرائيلية ارتفع إلى 193 شهيداً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، من بينهم 96 طفلاً، وذلك بعد تسجيل خمس حالات وفاة جديدة خلال 24 ساعة فقط، بسبب الجوع وسوء التغذية.
ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ أيام
وفي تحذير جديد، قال برنامج الأغذية العالمي إن "ثلث سكان غزة لم يتناولوا أي طعام منذ عدة أيام"، واصفاً الوضع الإنساني بأنه "غير مسبوق من حيث الجوع واليأس".
ورغم تكدّس شاحنات الإغاثة على مداخل القطاع، يواصل الاحتلال منع دخول المساعدات، أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أقرت في وقت سابق بأن هناك "خطرا حقيقيا بوقوع إبادة جماعية في قطاع غزة"، وأصدرت أوامر ملزمة للاحتلال الإسرائيلي بضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بتلك الأوامر، فيما اعتبره خبراء الأمم المتحدة انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني.
ويأتي هذا التصعيد في ظل صمت دولي شبه مطبق، رغم توالي التقارير الحقوقية والتحذيرات الأممية. ويرى مراقبون أن ما يجري في غزة ليس فقط حصاراً عسكرياً بل هندسة ممنهجة للتجويع والتهجير، ترقى إلى سياسات تطهير جماعي وجريمة إبادة بطيئة.
ويؤكد فخري أن المجاعة في غزة ليست نتيجة كارثة طبيعية أو نقص في الموارد، بل هي "نتاج سياسة متعمّدة ومخطط لها"، داعياً إلى موقف أخلاقي عالمي يحاسب المسؤولين عن هذه الكارثة الإنسانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تجويع غزة الحصار غزة أطفال حصار تجويع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش: الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي
غزة - صفا
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، مؤكدا أن أكثر من 80% من المباني السكنية والعامة دُمّرت أو تضررت بشكل بالغ.
وقال غوتيريش، في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن الغارات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة ما زالت تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء هشاشة الوضع الأمني واستمرار أعمال العنف التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن تحسّن دخول المواد الغذائية إلى القطاع لم ينعكس بشكل كافٍ على الأوضاع المعيشية، لافتا إلى أن مصادر البروتين الأساسية لا تزال بعيدة عن متناول معظم السكان.
وشدد الأمين العام على ضرورة ضمان المساءلة الكاملة عن أي "جرائم فظيعة أو انتهاكات جسيمة للقانون الدولي"، مؤكدا أن غياب المحاسبة يقوّض فرص تحقيق العدالة والاستقرار.
ومع دخول فصل الشتاء، يعيش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفا مأساوية، حيث تنعدم مقومات الحياة الأساسية داخل الخيام، وسط استمرار جيش الاحتلال في منع إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لتجهيز أماكن الإيواء.
وينص اتفاق "وقف إطلاق النار" الساري منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على إدخال مساعدات إلى قطاع غزة تقدّر بـ600 شاحنة يوميا، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالاتفاق، ويسمح فقط بدخول 200 شاحنة في اليوم على الأكثر.