عربي21:
2025-08-07@08:14:54 GMT

عن “قسوة” حماس و”وحشيتها المطلقة”!

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

بدل أن يكون أداة لتحقيق السلم الدولي وفضّ النزاعات المسلحة بين الدول وإنهاء الحروب التي تنشب في شتى أنحاء العالم، وهي مهمته الأولى منذ إنشائه فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، أثبت مجلس الأمن الدولي أنّه مجرّد أداة في يد الولايات المتحدة والغرب وربيبهم الصهيوني، فقد عجز تماما عن إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها الكيان على غزة منذ 22 شهرا، وعجز عن إدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع المنهجي للفلسطينيين لتهجيرهم من بلدهم، ولم يكتف بذلك، بل عقد ليلة الأربعاء جلسة طارئة درس فيها وضعية الأسرى الصهاينة في غزة، بطلب من الاحتلال الذي اتّهم “حماس” بتجويعهم عمدا، على طريقة “رمتني بدائها وانسلّت”!

من أجل 20 أسيرا صهيونيا حيا في غزة، اجتمع مجلس الأمن الدولي، بعد أن بثّت المقاومة فيديوهات تظهر أسيرين يعانيان الإنهاك والوهن والهزال بسبب الجوع، في حين أنّ 2.

3 مليون فلسطيني بالقطاع يعانون مجاعة حادّة منذ أسابيع عديدة بسبب ندرة المساعدات الإنسانية التي لا يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة، وقد توفي منهم إلى حدّ الساعة 193 من شدّة الجوع، منهم 96 طفلا، فضلا عن 1516 شهيد و10067 جريح من طالبي المساعدات، والقائمة لا تزال مفتوحة..

لكنّ ذلك كلَّه لم يكن كافيا ليعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، واجتمع فقط حينما بثّت المقاومة صور أسيرين جائعين!

قبل أن يجتمع هذا المجلس الذي يخضع لهيمنة غربية مطلقة، كان عدد من قادة الدول الغربية قد انتفضوا بدورهم لمنظر الأسيرين الصهيونيين وشنّوا حملة جائرة وحاقدة على “حماس” وتبنّوا سردية الاحتلال التي تتهم الحركة بتجويع أسراه عمدا؛ إذ وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صور الأسيرين بـ”المروّعة”.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنها “تكشف عن بربرية حماس”، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنها “تعبّر عن قسوة مطلقة ووحشية بلا حدود”، وحتى وزير خارجية صربيا، ماركو غوريتس، عدّها “شهادة على الوحشية غير المعقولة لآسريهم، ونحافتهم جريمة فظيعة”، وتجاهل هؤلاء المسؤولون الغربيون تماما صور أطفال غزة وهم يموتون جوعا بعد أن تحوّلوا إلى هياكل عظمية، وصور الفلسطينيين وهم يقتلون كل يوم أمام مراكز توزيع المساعدات برصاص جنود الاحتلال بكل همجية وسادية، وإمعانا في التحيّز والظلم والبغي، اتّهموا “حماس” بتجويع الأسرى الصهاينة مع أنّهم متيقّنون أنّ المجاعة منتشرة في غزة كلّها بفعل السياسة الإجرامية للاحتلال، ولا يمكن للأسرى أن يتناولوا طعاما لا يحصل عليه الفلسطينيون!

منذ قرابة سنتين، والاحتلال يرتكب إبادة واسعة في غزة ويقتل عشرات الأطفال والنساء وبقيّة المدنيين يوميا في مجازر مهولة، ويهدم البيوت والمستشفيات والمدارس على رؤوس الفلسطينيين، ويحرقهم أحياء في خيمهم، لكن أغلب قادة الغرب كانوا يتجاهلون المحرقة المتواصلة ويلزمون الصمت، بل إنّ بعضهم واصل دعم الاحتلال بالأسلحة والذخائر للاستمرار في ارتكاب جرائمه، وشجّع هذا الصمت والتواطؤ الغربي الاحتلال على محاولة التطهير العرقي للسكان وتهجيرهم إلى سيناء عبر التجويع والحصار، فكانت “خطة الجنرالات” ثم “عربات جدعون” ومحاولة إنشاء “المدينة الإنسانية” في رفح، وغلق المعابر منذ 2 مارس الماضي ومنع إدخال أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع حتى تفشّت المجاعة وبدأ الناس يموتون من الجوع وصور الأطفال والكبار الذين تحوّلوا إلى هياكل عظمية تملأ شاشات الفضائيات…
هي فقط مجرّد صور “غير مقبولة” في نظرهم
لكنّ قادة الغرب لم يتحرّكوا عمليا لإنهاء المجاعة، ولم يتحدّث أي منهم عن تجرّد الاحتلال من إنسانيته وعن قسوته الشديدة وهمجيته التي فاقت كلّ الحدود، وسمعنا فقط قادة أوروبيين يقولون إنّ صور الجوع في غزة “غير مقبولة”.. نعم.. هي فقط مجرّد صور “غير مقبولة” في نظرهم! ولكنّ حينما نشرت المقاومة صور أسيرين جائعين بفعل سياسة حكومتهما الجائرة، انتفض هؤلاء بسرعة وبدأوا يتّهمون المقاومة بـ”الوحشية والبربرية” وأيّدوا دعوة وزارة الخارجية الصهيونية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لدراسة “الوضع المتردّي للرهائن في غزة”! إنّها الذاتية المقيتة عندما تتحكّم في النفوس وتدفعها إلى التعامي عن الحقائق السّاطعة كالشمس، والعنصرية البغيضة في أبشع صورها، والكره الغربي الأعمى لكلّ ما هو عربي وإسلامي.

ومع ذلك، أحسن عدد من ممثلي الدول الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن الدولي صنعا حينما استغلوا فرصة الجلسة “الاستثنائية” لمحاكمة العدوّ الصهيوني على جريمة نشر المجاعة في غزة لإبادة أهلها أو إجبارهم على الهجرة، وطالبوا بالوقف الفوري للحرب وفتح المعابر وإيصال المساعدات، وانتقدوا الغرب على سياسة الكيل بمكيالين والتغاضي عن جرائم الاحتلال، ورفع ممثل الجزائر، عمار بن جامع، صور أطفال فلسطينيين استشهدوا بفعل المجاعة، ونبّه قادة العالم إلى أنّ الأجيال القادمة ستسأل: “أين كنتم عندما كانت غزة تتضوّر جوعا، وعندما مات الأطفال وهم يبحثون عن الخبز، وحينما سحق شعب بأكمله باسم الأمن؟”، وانتقد ضمنيّا كل قادة الغرب المتحيّزين للاحتلال وقال: “التاريخ سيسجّل أسماء الذين كثيرا ما يعطون دروسا للآخرين باسم حقّ الدفاع عن النفس، أولئك الذين ينكرون الجريمة وكانوا شركاء فيها، وأولئك الذين صمتوا وكانوا شهود عار”.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الأسرى الاحتلال المقاومة المجاعة غزة الأسرى الاحتلال المقاومة المجاعة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمن الدولی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يبحث تطورات الأوضاع في غزة وتحذيرات من تفاقم خطر المجاعة

عقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعا رسميا ناقش خلاله تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
وسلط ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال إحاطة إعلامية شهدها الاجتماع، الضوء على الظروف الصعبة والخطيرة التي يعيشها سكان قطاع غزة المحاصر، وعمليات إيصال المساعدات الغذائية والمنقذة للحياة إلى مختلف مناطق القطاع.
ولفت ميروسلاف ينتشا في هذا الصدد إلى تحذيرات شركاء الأمم المتحدة العاملين في القطاع بشأن النقص الحاد في الغذاء، والذي يهدد فرص بقاء السكان على قيد الحياة.
وفي السياق ذاته، أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا» بيانا أكد فيه أن سكان غزة لا يزالون يكافحون من أجل البقاء، في ظل استمرار تزايد مظاهر التجويع والمجاعة في جميع أنحاء القطاع.
وأوضح البيان أن كميات الإمدادات الغذائية التي تدخل غزة حاليا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان وأشار إلى وجود عوائق كبيرة أمام وكالات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني، تمنعهم من إيصال المساعدات بكميات كافية وتوزيعها على المجتمعات المحلية.
وقال إنه «مع تزايد مستويات سوء التغذية، يصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بضعف في الجهاز المناعي، مما يهدد نموهم وتطورهم في المستقبل البعيد».
ونوه إلى قيام 71 مطبخا يوم الخميس الماضي، بتحضير وتوزيع أكثر من 270 ألف وجبة ساخنة في مختلف أنحاء غزة، منها 10 آلاف وجبة خُصصت للمرافق الصحية التي تعاني أصلا من صعوبات جسيمة في العمل نتيجة الأضرار الواسعة في البنية التحتية ونقص الإمدادات الأساسية.
وأكد أن هذه الكمية من الوجبات تُعد أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب لسد احتياجات أكثر من مليوني شخص في القطاع.
وشدد البيان على الحاجة العاجلة لزيادة حجم الإمدادات الغذائية، وضرورة توفير بيئة آمنة تتيح للعاملين في المجال الإنساني الوصول إلى المحتاجين بسرعة وكفاءة.
ولفت «أوتشا» إلى النقص الحاد في الأدوية، مما فاقم الضغط على العاملين في القطاع الصحي، الذين يواصلون أداء مهامهم في ظروف شديدة الصعوبة وبموارد محدودة للغاية.

أخبار ذات صلة الإمارات تُدين وتستنكر بشدة اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد الإمارات تنفذ الإنزال الجوي للمساعدات الـ63 ضمن عملية «طيور الخير» وتُدخل 32 شاحنة غذائية إلى غزة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يدعو المجتمع الدولي لإنهاء أزمة غزة ووقف المجاعة
  • مجلس الأمن يبحث تطورات الأوضاع في غزة وتحذيرات من تفاقم خطر المجاعة
  • الحكومة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف تفشي المجاعة بغزة
  • الجزيرة ترصد معاناة كبار السن في ظل المجاعة التي تضرب قطاع غزة
  • نداء فلسطيني عاجل لمجلس الأمن الدولي
  • لوتان: أرقام تكشف كيف أصبحت غزة بؤرة المجاعة في العالم
  • إعلام إسرائيلي: تحذيرات من كارثة إستراتيجية وانهيار الموقف الدولي في غزة
  • جنرالات سابقون للاحتلال يصرخون: نحن على حافة الهزيمة بغزة (شاهد)
  • مئات قادة الاحتلال السابقين يطالبون ترامب بإجبار نتنياهو على وقف الحرب