طائرات هيركوليس ومخيم غالانغ.. خطة إندونيسية لدعم غزة إنسانيا وأمنيا
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
جاكرتا- قال حسن نسبي رئيس مكتب الإعلام الرئاسي في إندونيسيا -في مؤتمر صحفي اليوم الخميس- إن الأطراف التي تسعى إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد طلبت من بلاده إرسال قوات حفظ السلام إلى هناك إذا توقفت الحرب، مشيرا إلى أن جاكرتا سترسل طائرتي هيركوليس لمهمة إيصال المساعدات جوا، وهو ما قامت به قبل فترة.
وأضاف أن هناك حاليا العديد من الأطراف التي تسعى إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وقد طلبت من إندونيسيا المشاركة وإرسال قوات حفظ السلام في حال نجاح وقف إطلاق النار، وقد أعلن الرئيس برابوو سوبيانتو أمس أن "إندونيسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ السلام إلى غزة للحفاظ على السلام، كما فعلنا في لبنان".
وقال نسبي "أصدر الرئيس أمس، خلال اجتماع مجلس الوزراء، توجيهاته إلى الحكومة للمشاركة في إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، وطلب من وزير الدفاع تجهيز طائرتين من طراز هيركوليس للمشاركة في عملية الإنزال الجوي للمساعدات إلى سكان غزة، وسترسل إندونيسيا قوات حفظ السلام إلى غزة، وستشارك أيضا في تقديم المساعدات الإنسانية عن طريق الجو".
وأوضح أن الرئيس أصدر توجيهاته بأن تقدم إندونيسيا المساعدة الطبية لحوالي ألفي مواطن من سكان غزة الذين وقعوا ضحايا للحرب، وأصيبوا بجراح جراء القصف والقذائف الإسرائيلية.
ولفت نسبي إلى أنه من المقرر إنشاء مركز علاجي في جزيرة غالانغ، حيث توجد مرافق مستشفى ومرافق أخرى داعمة أخرى لعلاج حوالي ألفين من سكان غزة، بما في ذلك إيواء أسر ضحايا الحرب.
وعندما سأله الصحفيون عما يتعلق بتوقيت بعملية إجلاء الجرحى الغزيين وأسرهم إلى غالانغ تحديدا والترتيبات اللوجستية والأمنية، أجاب نسبي: هذه المساعدة الطبية عمل إنساني، وستتم في هذا الجزيرة، وهي مكان منفصل عن مواطنينا الذين يعيشون في جزر أخرى.
إعلانوأضاف أن غالانغ كانت في السابق مأوى إنسانيا ومركزا لعلاج مرضى فيروس كورونا، من ناحية الأمن وراحة السكان، ويمكن إدارة الوضع هناك و"هذه ليست عملية إجلاء بل مهمة علاجية".
وحول مدة بقائهم المتوقعة في غالانغ، أجاب نسبي في ذات المؤتمر الصحفي "بعد تماثلهم للشفاء، سيعودون إلى غزة، هذا ليس نقلا للسكان، بل أحد أشكال الأعمال الإنسانية لمساعدة أكبر عدد ممكن. حتى الآن، تستهدف الحكومة تقديم العلاج لألفين من سكان غزة، وقد طلب الرئيس من وزارتي الدفاع الخارجية إعداد الإجراءات والخطوات اللازمة، ويمكنكم متابعة ذلك مع الخارجية أو الدفاع".
تقع غالانغ ضمن أرخبيل جزر رياو الإندونيسية، الذي يحيط جغرافيا بجزيرة سنغافورة، وتحديدا قرب جزيرة باتام عاصمة الإقليم، وتبعد غالانغ حوالي 27-28 كيلومترا عن سنغافورة، وترتبط بعدد من الجزر المجاورة عبر شبكة من الجسور.
وتحمل سجلا تاريخيا بارزا مرتبطا بالحرب الفيتنامية الأميركية، إذ أقامت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين مخيما على الجزيرة استُخدم لإيواء اللاجئين من منطقة الهند الصينية، واستقبل المخيم فترات ذروته ما يقارب 250 ألف لاجئ معظمهم من فيتنام، إلى جانب أعداد من لاوس وكمبوديا، وذلك بين عامي 1975 و1996، عقب انتهاء الحرب التي استمرت من 1955 حتى 1975.
وحسب الأرقام الفيتنامية، كان هذا المخيم يشهد ولادة 50 طفلا كل شهر في مجتمع اللاجئين من دول ما كانت تعرف دول الهند الصينية، قبل انضمامها لرابطة آسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) في النصف الثاني من التسعينيات.
لاجئو القواربوقبل أكثر من 3 عقود، كان اللاجئون الفيتناميون -الذين عُرفوا بـ"لاجئي القوارب"- يصلون إلى غالانغ عبر قوارب وسفن صغيرة تعبر القسم الغربي من بحر جنوب الصين، متجهين نحو بحر ناتونا الإندونيسي، قبل أن يرسوا في غالانغ الواقعة في نقطة إستراتيجية جنوبية بين طرق الملاحة البحرية التي تربط جزر سومطرة وشبه جزيرة الملايو وجزيرة كالمنتان (بورنيو).
وعام 1996، أُغلق المخيم في غالانغ رسميا، وغادر آخر اللاجئين من الهند الصينية في الثاني من سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وذلك بعد 7 سنوات من بدء تنفيذ خطة العمل الشاملة التي بموجبها أعادت المفوضية الأممية جميع الفيتناميين إلى بلدهم. وعام 1997، نُقلت إدارة المخيم -الذي كان يُعرف باسم "مخيم سينام"- إلى هيئة تنمية جزيرة باتام الإندونيسية.
وبحسب بيانات المتحف الفيتنامي، بلغت مساحة المخيم حينها نحو 16 كيلومترا مربعا، وشملت منشآته مرافق إدارية، ومستشفى تابعا للصليب الأحمر الإندونيسي، وكنيسة، ومعبدا بوذيا، ومقبرة، ومركزا للشباب. وقد تم تقسيم المخيم إلى 3 مواقع رئيسية، وأدارت العديد من المنظمات غير الحكومية الغربية مدارس لتعليم اللغات والمهارات المهنية داخله.
تجدر الإشارة إلى أن إندونيسيا، مثل ماليزيا، ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، مما يجعل التزاماتها القانونية الدولية مختلفة عن تلك التي تتحملها الدول الموقعة على الاتفاقية.
إعلانولاحقا، تحوّل الموقع السابق للمخيم إلى وجهة سياحية في إقليم جزر رياو، وازدادت شهرته ليس فقط لارتباطه بتاريخ حرب فيتنام، بل أيضا لأنه صُنّف في ذلك الوقت كأفضل مخيم للاجئين من قبل المفوضية الأممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات قوات حفظ السلام سکان غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
339 ألف زائر في جزيرة ياس خلال سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ«الفورمولا-1»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة
أعلنت شركة إثارة، الجهة المنظمة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ «الفورمولا-1»، أن أسبوع سباق 2025 سجّل رقماً قياسياً في الحضور، حيث جذبت فعاليات جزيرة ياس 339 ألف زائر، في مؤشر يعكس الإقبال الكبير على الحدث.
وشهدت حلبة مرسى ياس واحدة من أكثر الجولات الختامية إثارة في تاريخ البطولة، مع احتدام المنافسة الثلاثية بين سائقي ماكلارين لاندو نوريس وأوسكار بياستري وسائق ريد بُول ماكس فيرستابن، حيث تابع 203 آلاف متفرج جولة حسم اللقب من المدرجات في زيادة ملحوظة مقارنة بـ192 ألف متفرج في العام الماضي.
وبالإضافة إلى أجواء الحماس التي شهدتها الحلبة مع فوز فيرستابن بالسباق، وتتويج نوريس بأول ألقابه في فئة السائقين، استقطب برنامج «ياسلام» الترفيهي المُقدَّم من e& رقماً قياسياً بلغ 136 ألف مشجع «بزيادة قدرها 9% تقريباً عن حضور عام 2024 البالغ 125300»، خلال أربع أمسيات من حفلات ما بعد السباق من بنك الإمارات دبي الوطني، بمشاركة بنسون بون، وإليانا وبوست مالون، وميلتالكا وكاتي بيري، إلى جانب حفلات الأفتربارتي الرسمية التي أحياها إدريس إلبا وكالفن هاريس، وفرقة كاين ميوزيك.
وقال سيف راشد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة إثارة: «سيظل سباق جائزة أبوظبي الكبرى لهذا العام محطةً بارزة في تاريخ «الفورمولا-1»، بعدما حُسم لقب البطولة تحت أضواء حلبة مرسى ياس، نفخر في شركة إثارة بتقديم فعالية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الاستثنائي».
وأضاف: «شهد السباق أكبر حضور جماهيري منذ انطلاقه، مدعوماً ببرنامج ترفيهي عالمي المستوى وابتكارات متميزة في تجارب المشجعين، شملت تقديم مفاهيم الضيافة الجديدة والمنصات والأنشطة المبتكرة في موقع السباق، إضافة إلى المزايا الموسعة للتذاكر، وأسهم ذلك كله في تقديم تجربة استثنائية لا تُنسى، ونجحت أبوظبي في ترسيخ مكانتها مجدداً كأفضل وجهة لاستضافة الجولة الختامية من بطولة العالم».
وكان من أبرز الإضافات هذا العام توسيع نطاق الأنشطة الجماهيرية، بما في ذلك جولتان مفتوحتان في منطقة الصيانة وجولات المشي على المسار من بنك أبوظبي الأول يوم الخميس، ومع الأداء المميز لبنسون بون ضمن حفلات ما بعد السباق، تحوّل يوم الخميس من مجرد بداية لعطلة نهاية الأسبوع، إلى يوم حافل بالترفيه وتجارب الجمهور، ليسجّل أكبر حضور ليوم خميس في تاريخ الحدث.
ومع تعزيز مكانة جائزة أبوظبي الكبرى كأحد أكثر السباقات تألقاً في عالم «الفورمولا-1»، شهدت منطقة البادوك ظهور عدد من النجوم العالميين، من بينهم مقدمي الحفلات الرئيسية بينسون بون، كاتي بيري، وميتاليكا، إلى جانب الممثلة آنا دي أرماس التي لوّحت بالعلم المربّع، والممثلين جيسون ستاثام وإيميلي راتاجكوسكي ومادلين بيتسش وجيسيكا تشاستين، ورجل الأعمال ورائد العمل الخيري بيل جيتس، وأساطير الرياضة تييري هنري ورونالدينيو ويانيك سينر.
ومع تزايد الإقبال الجماهيري عاماً بعد عام، تواصل شركة إثارة تطوير مبادرات مستدامة تعزّز مسؤوليتها البيئية، شهدت جائزة أبوظبي الكبرى 2025 زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في استخدام الطاقة الشمسية المؤقتة، حيث جرى تشغيل عدد من المناطق الرئيسة في الحلبة، ومنها المنعطفات 2 و5 و9- باستخدام الطاقة النظيفة بالكامل، كما اعتمدت جميع المولدات المؤقتة على وقود حيوي بنسبة 100% ضمن الفئات B5 وB20 ما أدى إلى خفض ملموس في الانبعاثات عبر العمليات التشغيلية طوال أيام الحدث.
وشكّلت الشراكة مع شركة «ما-هوا» الإماراتية، المتخصصة في إنتاج المياه بتقنية تحويل الهواء إلى ماء، إحدى أبرز مبادرات هذا العام، وأنتجت المحطات الموزعة في مواقع الجمهور أكثر من 260 ألف لتر من المياه، ما ألغى الحاجة إلى أكثر من 520 ألف عبوة بلاستيكية بسعة نصف لتر، خلال الأيام الأربعة للفعالية.
ومع كتابة التاريخ على الحلبة وتواصل الفعاليات الترفيهية في أرجاء جزيرة ياس كافة، جاء سباق جائزة أبوظبي الكبرى لعام 2025، ليكون النسخة الأضخم والأكثر تشويقاً على الإطلاق، وكان ختاماً يليق بالموسم الـ75 التاريخي لسباقات «الفورمولا-1».