د. أمين حسن عمر يكتب: ديمقراطية أهل السودان
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
كان ينبغي لديمقراطية أهل السودان أن تشبه أهل السودان . وأن تلائم وتوائم عقيدتهم وثقافتهم وعرفهم بل وأمزجتهم . فهي تكون بذلك أكبر قابلية للإستمرار. ولكننا أغرمنا بنقل تجارب الآخرين بما لها وما عليها، وسواء انسجمت مع أفكارنا واعرافنا ومزاجنا العام أم اختلفت.
ولذلك لم تُكتب الاستدامة لتجاربنا السياسية والدستورية.
وديمقراطية أهل السودان ينبغي أن تكون لعموم أهل السودان لا للخاصة دون العامة . ولا للصفوة دون سائر الناس بل أنها لن تكون مستحقة لأسمها ووصفها ما لم تشابه العامة من الناس . وأن تستلهم حكمتهم وتجربتهم الحضارية الممتدة عبر القرون والأجيال.
وديمقراطية أهل السودان يتوجب ان تكون ديمقراطية شعبية Popular Democracy . وأعني بمفردة شعبية أن ترتقي القيادات من أسفل إلى أعلى . وأن تبتدر السياسات والاتجاهات من أسفل إلى أعلى. ولن يكون ذلك إلا بالتركيز على فكرة ديمقراطية القاعدة من خلال نظام للجان الشعبية، والشورى الشعبية التي تصف الأحوال وتؤمىء للمعالجات وتترك الصياغة الفنية للسياسات للفنيين والخبراء من بعد.
كذلك ينبغي أن تُؤسس الأحزاب على أساس الأحزاب الشعبية فلا يُسمح لحزب بالدخول إلى المعترك الإنتخابي ما لم يؤسس حضوراً شعبياً مقدراً . سواء على مستوى الولاية أو المستوى الأتحادي. ولا يعني ذلك منع الأحزاب وجماعات الرأي من الحضور في الساحة السياسية والتعبير عن رؤاها وأفكارها .
فلن تتجدد الحياة السياسية ما لم يسمح للأحزاب الجديدة والأفكار الجديدة بالنشؤ والتوسع . ولكن السماح بالممارسة السياسية شيء والسماح بادعاء تمثيل الشعب شيء آخر . ولذلك فإن أفضل أشكال الانتخابات هي الانتخاب بالقوائم النسبية بنسبة مائة بالمائة.
وتلك النسبة مشروطة على أن تكن نسبة الاستحقاق للتمثيل البرلماني عالية كالشأن المعمول به في تركيا حيث تبلغ النسبة 10% . ولذلك فأن من يوجد بالبرلمان يمثل كتلة شعبية حقيقية وليس مجرد لافتات متعددة وأصوات عالية مرتفعة وضجة مفتعلة ليس من ورائها طائل.
من كتاب جدل الحرية والديموقراطية والهوية
د. أمين حسن عمر
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أهل السودان
إقرأ أيضاً:
احتجاحات شعبية غاضبة ضد حكومة التحالف في حضرموت
الجديد برس|
شهدت محافظة حضرموت، شرقي اليمن، الخميس، احتجاجات شعبية غاضبة ضد الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.
وخرج أبناء مدينة تريم، في تظاهرات منددة بانهيار الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات، محمّلين السلطات والحكومة الموالية للتحالف مسؤولية الانهيار.
وقالت مصادر، إن قوات أمنية تابعة للسلطات الموالية للتحالف أطلقت الرصاص الحي لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة، بينهم حالات خطيرة نُقلت إلى المستشفى.
يأتي ذلك، في ظل سخط شعبي واسع ضد حكومة “بن بريك” والفصائل الموالية للتحالف، مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.