الجزيرة:
2025-08-08@09:49:59 GMT

لعبة التراشق النووية بين واشنطن وموسكو إلى أين؟

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

لعبة التراشق النووية بين واشنطن وموسكو إلى أين؟

بعد فترة من التهدئة النسبية والتصريحات الدبلوماسية الناعمة، عاد التوتر ليخيم على العلاقات بين واشنطن وموسكو خلال الأيام الأخيرة. فقد صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، بأنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مواقع "مناسبة"، ردا على ما وصفه بـ"تصريحات استفزازية للغاية" للرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.

وجاء هذا التطور في سياق إنذار وجهه ترامب إلى روسيا، طالبها فيه بوقف هجومها العسكري في أوكرانيا خلال 10 أيام، ملوحا بعقوبات شاملة إن لم تستجب.

وفي تصعيد إضافي، أعلنت روسيا، الاثنين، انسحابها رسميا من معاهدة عام 1987 للحد من انتشار الصواريخ النووية متوسطة المدى، في خطوة أثارت قلقا دوليا بشأن مستقبل الاستقرار الإستراتيجي.

فهل يمثل هذا التصعيد المتسارع خطرا فعليا يهدد الأمن العالمي؟ أم أنه مجرد جزء من تكتيكات ترامب التفاوضية للضغط على الكرملين من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان (يمين) ونظيره السوفياتي ميخائيل غورباتشوف يوقعان معاهدة القوى النووية متوسطة المدى عام 1987 (رويترز)توتر مفاجئ

اتسم وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة بتقارب ملحوظ بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وصل حدا أزعج الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الأميركية خصوصا من الأوروبيين.

بيد أنه وحسب تقرير مشترك بصحيفة "ذا هيل" الأميركية بعنوان "ترامب يُصعّد التوترات النووية مع اقتراب الموعد النهائي لروسيا"، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تغيرا في المزاج الأميركي فيما يتعلق بروسيا وحالة إحباط متنام من الرئيس الأميركي تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أجهض وعدا كان قد تباهى به ترامب خلال حملته الانتخابية، حين تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه السلطة.

لكن الحرب لا تزال مشتعلة بعد أكثر من نصف عام على دخول ترامب البيت الأبيض، بل تزداد سخونة وتزداد الضربات الروسية ضراوة.

إعلان

ويبدو، بحسب ما أوردته الصحيفة الأميركية، أن صبر ترامب تجاه بوتين قد نفد، إذ أعلن عن مهلة 50 يوما، قلصها الأسبوع الماضي إلى 10 أيام تنتهي يوم الجمعة الثامن من أغسطس/آب، طالبا من الرئيس الروسي إنهاء الحرب في أوكرانيا وإلا فإن روسيا، وكذلك الدول التي تشتري النفط الروسي، ستواجه عقوبات أميركية شاملة.

هذه الإنذارات -كما يبدو- أثارت غضب الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، فصرح بأن كل إنذار من ترامب لروسيا يُمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب، ليس فقط بين روسيا وأوكرانيا، بل بين روسيا وأميركا، مذكرا ترامب بأن روسيا تمتلك "اليد المميتة"، وهو اسم يطلق على المنظومة النووية التي أنتجها الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.

وفي يوم الجمعة الماضي، وصف الرئيس الأميركي تصريحات ميدفيديف بأنها "استفزازية للغاية"، وأعلن ردا عليها إصدار أوامر بنشر غواصتين نوويتين في "مناطق مناسبة".

تحول في المسار

وفي تقرير بعنوان "الحرب في أوكرانيا: هل غير دونالد ترامب مساره بنشر الغواصات النووية؟ اعتبرت صحيفة "فرانس إنفو" الفرنسية أن هناك تحولا في مسار الرئيس الأميركي تجاه روسيا فبعد مرحلة من التقارب والمواقف الودية مع الرئيس الروسي جاء التحول فجأة ليصل حد إطلاق تهديدات صادمة باستخدام الغواصات النووية.

ورأت الصحيفة أن إعلان ترامب نشر الغواصتين في حد ذاته مؤشر على أنه مُنزعج بشكل بالغ، حيث إن الغواصتين يُمكنهما الوصول إلى أهدافهما على بُعد آلاف الكيلومترات، لكنها إشارة من ترامب إلى تغيير في توجهه.

وتضيف الصحيفة أنه بعد إذلال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، أصبحت روسيا بقيادة بوتين الآن مُهددة بالإنذارات والعقوبات الأميركية.

وتنقل الصحيفة عن أستاذ التاريخ في الجامعة الكاثوليكية الأميركية مايكل كيميج قوله: "أعتقد أن تعامل البيت الأبيض في الأشهر الأولى فيما يخص بوتين وروسيا طبعته السذاجة، والآن أدرك ترامب أن الوضع في طريق مسدود ولا طائل منه، لكني لا أشك في أن حصول مزيد من التقلبات والمنعطفات يبقى واردا".

روسيا تصعد

في بيان نشرته قناة "آر تي" الروسية الاثنين أعلنت روسيا انسحابها من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لعام 1987، مُلقية باللوم على ما وصفته بـ"أفعال الدول الغربية" في خلق "تهديد مباشر" لأمن روسيا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن شروط الحفاظ على المعاهدة "انتهت"، وإن البلاد لم تعد تلتزم بالقيود التي فرضتها على نفسها سابقا.

وحظرت معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، الموقعة عام 1987، الصواريخ الأرضية التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

وفي منشور لاحق على موقع إكس، ألقى ميدفيديف باللوم في انسحاب بلاده من معاهدة الحد من الصواريخ النووية على ما وصفه بالسياسة المعادية لروسيا التي تنتهجها دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحذّر من "توقع خطوات أخرى".

بوتين أعلن دخول صاروخ أوريشنيك الباليستي متوسط المدى والقادر على حمل رؤوس نووية الخدمة (غيتي)

وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية بعنوان "روسيا تقول إنها ستتوقف عن الالتزام بمعاهدة الصواريخ"، فإن روسيا كانت قد جسدت الجمعة الماضي فعليا وبشكل علني خروجها من معاهدة حظر نشر الصواريخ النووية متوسطة المدى.

إعلان

فقد أعلن الرئيس بوتين أن صاروخ أوريشنيك الباليستي متوسط المدى والقادر على حمل رؤوس نووية دخل الخدمة وسيتم نشره في بيلاروسيا التي تشترك في حدود مع 3 دول أعضاء في الناتو.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن إعلان انهيار معاهدة الصواريخ النووية يثير مخاوف في الغرب خصوصا في أوروبا، حيث يمكن للصواريخ الروسية فائقة السرعة والمزودة بأسلحة نووية الوصول إلى العواصم الأوروبية في غضون دقائق، مع قدرة ضئيلة على التصدي.

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الروسية تفاخرت بأن صاروخ أوريشنيك يمكن أن يصل إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا في غضون 15 دقيقة فقط.

وتعد اتفاقية الحد من الأسلحة الرئيسية الوحيدة المتبقية بين موسكو وواشنطن هي معاهدة ستارت الجديدة، لكن بوتين أعلن عام 2023 أن روسيا ستعلق مشاركتها في تلك المعاهدة.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي فيل بريدلوف -الذي قاد القيادة الأوروبية الأميركية من عام 2013 إلى 2016- قوله إنه لم يتفاجأ بإعلان روسيا عن هذه الخطوة بعد وقت قصير من تهديد ترامب باتخاذ موقف صارم تجاه موسكو بشأن الصراع في أوكرانيا.

هل ينجح ويتكوف في خفض التصعيد؟

اعتبر تقرير للكاتبة لورا غوزي من هيئة البي بي سي البريطانية أنه رغم التوتر المتصاعد بين الطرفين، لا تزال واشنطن وموسكو على تواصل، وقد رحب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بزيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الذي وصل روسيا، يوم الأربعاء السادس من أغسطس/آب، وأجرى مباحثات مع مسؤولين روس.

وقال بيسكوف: "يسعدنا دائما رؤية السيد ويتكوف في موسكو.. نعتبر هذا التواصل مهما وذا معنى ومفيدا".

لكن تقرير البي بي سي لا يتأمل كثيرا من زيارة ويتكوف، حيث يشير إلى أن 3 جولات سابقة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا لم تُفلح في إنهاء الصراع، كما أن الشروط العسكرية والسياسية التي وضعتها موسكو للسلام منذ بداية الحرب لا تزال كما هي.

وتتلخص هذه الشروط التي يؤكد عليها القادة الروس من وقت لآخر في:

أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة. أن يتم خفض حجم جيشها بشكل كبير. أن تتخلى عن طموحاتها للانضمام لحلف الناتو. أن تتنازل عن 4 مناطق محتلة جزئيا (دونيتسك، لوغانسك، زابوريزجيا، خيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.

ووفقا للتقرير، فإن هذه الشروط لا تزال مرفوضة من كييف وشركائها الغربيين.

وفي السياق ذاته، اعتبر الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز والخبير في الشؤون الروسية سيرجي رادشينكو في مقابلة معه نشرتها محطة "إن بي آر" الأميركية أنه لا يتوقع أن تختلف كثيرا زيارة ويتكوف الحالية لموسكو عن زياراته السابقة والتي التقى خلالها بوتين عدة مرات.

وأوضح رادشينكو أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن بوتين يُفكّر جديا في الرضوخ لمهلة ترامب وقبول وقف إطلاق النار، إذ يشعر بأن الحرب تسير في صالحه، حيث تحرز قواته تقدما في ساحات القتال بأوكرانيا، وبالتالي فهو يعتقد أنه يُمكنه إجبار أوكرانيا على السلام الذي يريده هو، وليس السلام الذي يريد ترامب.

ولا يرى رادشينكو أن مهلة ترامب ستحدث تغييرا فحتى الدول التي تشتري النفط الروسي مثل الصين والهند من الصعب جدا أن تذعن لضغوطات ترامب ولو فرض عليها رسوما جمركية إضافية، وإن كان الأمر قد يتسبب في مشاكل خصوصا في العلاقات الصينية الأميركية.

بوتين (يسار) استقبل ويتكوف بالعاصمة موسكو في 6 أغسطس/آب 2025 (الفرنسية)حقيقة التهديد الأميركي

ووفقا لتقرير صحيفة ذا هيل، فليس من الواضح ما إذا كان ترامب بإعلانه نشر الغواصتين النوويتين يشير إلى الغواصات المُسلحة نوويا أم الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية.

لكن الصحيفة تؤكد أن الالتباس يُفاقم التهديد الذي يتزامن مع قرب انتهاء الموعد النهائي الذي حدده ترامب لروسيا لإنهاء الحرب أو مواجهة المزيد من العزلة الاقتصادية.

إعلان

ونقل التقرير عن خبراء أن هذا تكتيك محفوف بالمخاطر، ومن غير المرجح أن يُقنع بوتين، فقد قالت إيرين دومباتشر، وهي عضو سابق في قسم الأمن النووي بمجلس العلاقات الخارجية بالبنتاغون: "لا أرى الكثير من الفوائد أو المزايا، بالنظر إلى أن الروس يدركون جيدا أننا، لعقود، نمتلك غواصات مُسلحة نوويا قادرة على استهدافهم.. أرى خطر استخدام مثل هذه التصريحات أكبر من فوائدها".

وأوضح التقرير أن الخبراء قد لا يرون تهديدا وشيكا، إلا أنهم يحذرون من التصريحات الطائشة والمبالغ فيها التي قد تؤدي إلى سوء تقدير ومواجهة خطيرة.

وبدوره، اعتبر جون تيرني النائب الديمقراطي السابق عن ماساتشوستس والمدير التنفيذي لمركز الحد من التسلح في تصريح لصحيفة ذا هيل أن تبادل التراشق اللفظي بين ترامب وسياسي روسي عادي "غير لائق وغير مفيد"، مضيفا: "المطلوب هو موقف ثابت، وليس شخصا يسمح لغضبه من إهانة شخصية أن يتفاقم إلى موقف خطير".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ليس أول تهديد لترامب باستخدام الترسانة النووية الأميركية، فقد فعلها خلال محاولاته إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتها النووية أثناء ولايته الأولى، وطرح حينها احتمال نشوب حرب نووية مع بيونغ يانغ، متفاخرا بأنه سيُطلق "نارا وغضبا" على كوريا، وبأن لديه ترسانة نووية "أكبر بكثير" و"أقوى".

لكن ذا هيل ترى أنه من غير المرجح أن تُثير خطوة ترامب الأخيرة بإرسال غواصتين نوويتين أميركيتين للدوران قرب روسيا قلقا كبيرا لدى موسكو، نظرا لأن هذه السفن تُجوب محيطات العالم يوميا، وفقا للخبراء.

بيد أن التقرير يؤكد أن الخطاب المُتصاعد والمخاوف من سوء التقدير يُبرزان ثغرات رئيسية في جهود ضبط الأسلحة النووية ومنع انتشارها.

وأشارت الصحيفة إلى حالة من التناقض في مواقف ترامب الذي يعلن نشر غواصات نووية لمواجهة روسيا رغم أنه تفاخر مؤخرا بأنه تمكن من وقف القتال بين باكستان والهند وأنه نجح بذلك في تفادي حرب نووية.

الغواصة النووية "ميشيغان" تقترب من قاعدة بحرية في كوريا الجنوبية (أسوشيتد برس)الحرب النووية مُحتملة

اعتبر الأستاذ في جامعة جونز والخبير في الشؤون الروسية هوبكنز سيرجي رادشينكو أن التراشق النووي بين روسيا والولايات المتحدة يمثل لعبة مغامرة، لكنه يؤكد أن الحرب النووية مُحتملة دائما، مهما كان احتمالها ضئيلا.

لكنه قلل من أهمية عملية إعادة نشر الغواصات النووية التي أعلنها ترامب، موضحا أن هناك دائما غواصات تُجوب المحيطات، وبعضها مُسلّح بصواريخ نووية باليستية، ويُمكن استخدامها للرد على روسيا، لذا لا يرى رادشينكو أي جديد بهذا الخصوص.

وفيما يتعلق بدلالة الخطوة التي أعلنها ترامب أوضح رادشينكو أن هناك طرقا مُختلفة للإشارة إلى مستوى التأهب في المجال النووي.

فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، لديها نظام يُسمى بـ"ديفكون" لقياس مستوى الخطر، وقد استخدم هذا النظام خلال الحرب الباردة وتم رفعه أثناء أزمة الصواريخ الكوبية إلى "ديفكون 2″، وهو مستوى أقل بدرجة واحدة من الحرب النووية.

ويضيف رادشينكو: "لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، لذا فالأمر أشبه بتغريدة من ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي لا نعرف تداعياتها، ولكن الشيء المُثير للاهتمام هو أن ذلك لم يحدث قط، فلم تُنقل الغواصات من قبل ردا على تغريدة نُشرت على موقع إكس، لهذا فهو أمر جديد فعلا من هذه الزاوية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الصواریخ النوویة متوسطة المدى الحرب فی أوکرانیا معاهدة الصواریخ الرئیس الأمیرکی الرئیس الروسی بین روسیا من معاهدة لا تزال إلى أن ذا هیل عام 1987

إقرأ أيضاً:

لماذ يقلل الخبراء الروس من أهمية لقاء بوتين-ويتكوف في موسكو؟

موسكو – قبل يومين من نهاية المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا أو اتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا، اختتم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط تقييم رسمي إيجابي من الجانبين.

ورغم أن الاجتماعات الأربعة السابقة بين الرئيس الروسي وويتكوف حظيت بإشادة من الكرملين والبيت الأبيض، فإنها لم تحقق اختراقا فعليا في مسار وقف الحرب الأوكرانية.

لكن مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف وصف اللقاء الأخير بأنه "عملي وبنّاء"، مؤكدا أن الطرفين يمكن أن يكونا راضيين عن نتائجه.

وأشار مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية إلى مناقشة أفكار لمواصلة العمل المشترك لحل الأزمة، معتبرا أن العلاقات بين موسكو وواشنطن يمكن أن تسلك مسارا جديدا قائما على المنفعة المتبادلة.

من جانبه، قال ترامب عبر منصاته على مواقع التواصل إن الاجتماع كان "مثمرا للغاية". وزادت التوقعات عقب اللقاء، الذي استمر 3 ساعات خلف أبواب مغلقة في موسكو، بشأن احتمال عقد اجتماع قريب بين ترامب وبوتين مطلع الأسبوع المقبل، سيكون الأول بين الرئيسين منذ اندلاع الحرب.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ترامب أنه أبلغ قادة أوروبيين بنيته إجراء محادثات مع بوتين، وتنظيم لقاء ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما امتنعت موسكو عن التعليق على هذه التصريحات حتى الآن.

ويتكوف يلتقي بوتين قبيل انقضاء المهلة التي حددها ترامب (رويترز)حوار بلا اختراقات

ويرى الكاتب في الشؤون الدولية ديميتري كيم أن زيارة ويتكوف إلى روسيا تعكس رغبة واشنطن في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الكرملين، لكن من دون مؤشرات على اختراق وشيك في الملف الأوكراني.

ويضيف كيم في حديثه للجزيرة نت أن "مثل هذه الاجتماعات توفر فرصة لتبادل الآراء مباشرة، وهي عنصر مهم في إدارة النزاعات، حتى إذا لم تفض إلى نتائج فورية".

إعلان

ويشير كيم إلى أن الأولوية في واشنطن حاليا هي التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية، على أن يتم بعد ذلك الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، بينما تحرص موسكو على توسيع أجندة المباحثات لتشمل ملفات أخرى تتجاوز أوكرانيا.

ويرى أن "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة لا ترغب في تعاون ترامب مع روسيا، بل تسعى إلى دفع المفاوضات بما يخدم المصالح الأميركية أو المضي في سياسة التشديد وفرض عقوبات جديدة.

ويؤكد أن ويتكوف، بصفته مبعوثا خاصا، ليس مخولا بالتفاوض أو عقد اتفاقات، بل يقوم بدور ناقل الرسائل الدقيقة والسرية بين الطرفين.

تكهنات وهدنة محتملة

قبل زيارة ويتكوف، تناولت وسائل إعلام روسية وغربية احتمالات فرض وقف إطلاق نار جزئي في أوكرانيا، عبر هدنة "جوية" محدودة تشمل وقف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ، شريطة التزام كييف بالخطوة نفسها، كما حذرت تقارير أميركية من أن واشنطن قد تفرض قيودا إضافية على موسكو في حال تعثر المحادثات.

أما المستشار في معهد دراسات الأمن والدفاع ليف زابولوتوف، فيرى أن ترامب لا يملك خطة حقيقية لإنهاء الصراع، وأن إرسال ويتكوف إلى موسكو كان بهدف إظهار أنه يتحرك في هذا الملف.

ويضيف زابولوتوف في حديثه "للجزيرة نت" أن الخطوة جاءت لصرف الانتباه عن إخفاقات السياسة الخارجية الأميركية، مثل فرض الرسوم الجمركية والعقوبات على الهند والصين لتعاونهما مع موسكو، والتي لم تحقق أهدافها، فضلا عن محاولة التغطية على الأوضاع الاقتصادية المتراجعة داخل الولايات المتحدة.

ويتابع زابولوتوف أن ترامب لم يبدِ قدرة على صنع السلام، الذي يتطلب فهما عميقا لجذور الأزمة في المنطقة، معتبرا أن أي حل يظل بعيد المنال ما دامت الإدارات الأميركية أسيرة نفوذ التيار المتشدد وتتجاهل المطالب الروسية، وفي مقدمتها ضمان بقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) ووقف توسعه شرقا.

وخلص المستشار في "معهد دراسات الأمن والدفاع" إلى أن زيارة ويتكوف إلى موسكو، بهذا المعنى، "فاشلة" ولم تحقق أي تقدم نحو تسوية الأزمة بين الجانبين.

يشار إلى أنه منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، قام المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بعقد 4 اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركزت على محاولة تضييق فجوة الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل الأزمة الأوكرانية، وآليات تخفيف العقوبات، وضمانات الأمن الإقليمي في أوروبا.

مقالات مشابهة

  • ترامب: وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في يد بوتين
  • لماذ يقلل الخبراء الروس من أهمية لقاء بوتين-ويتكوف في موسكو؟
  • هل وقع ترامب في فخ بوتين؟
  • الكرملين: اتفاق مبدئي على قمة بوتين ـ ترامب ولا حديث عن مشاركة زيلينسكي
  • عاجل. قمة مرتقبة بين بوتين وترامب.. وموسكو تتحفّظ على مقترح لقاء ثلاثي مع زيلينسكي
  • القاهرة الإخبارية: محادثات بوتين والمبعوث الأمريكي مستمرة وموسكو ترفض التهديدات
  • زيلينسكي يحث أمريكا على تكثيف ضغوطها على روسيا لوقف الحرب
  • ماذا قالت المصادر لـCNN عن زيارة ويتكوف إلى روسيا التي تأتي بعد تهديدات ترامب لبوتين؟
  • بوتين يشكك في جدوى مهلة الرئيس الأميركي