عربي21:
2025-08-08@07:40:21 GMT

احتلال غزة بين تكتيك الجيش واستراتيجيا السياسة ...!

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

البقرة المقدسة في إسرائيل هو رئيس الأركان لأنه يمثل الجيش، ولم يسبق في تاريخ إسرائيل أن تعرض رئيس الأركان للإهانات التي تعرض لها السابق هرتسي هاليفي والحالي إيال زامير فقد كان هذا المنصب فوق النقد، في إسرائيل مسموح مهاجمة رئيس الوزراء والوزراء وكل شيء لكن رئيس الأركان فوق ذلك.

بعد السابع من أكتوبر ظهر الجيش عارياً لتؤدي العملية الكبيرة التي قامت بها حركة حماس لبعض الانزياحات في ميزان القوى والقرار داخل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية.



فقد أضعفت المستوى العسكري لصالح المستوى السياسي لدرجة سمحت بتصاعد الانتقادات ضد رئيس الأركان ليس من الوزراء فحسب بل وأيضاً من زوجة رئيس الوزراء المرأة القوية ومن ابنه.
لكن ما تأثير ذلك على غزة والصراع الذي نشأ بين الجيش بممثله في الكابينت وبين السياسة ممثلة برئيس الوزراء، وكيف يتخذ القرار في إسرائيل، ولماذا هذا الصراع الذي خرج إلى العلن طالما أن القيادة تعود للمستوى السياسي وأن المستوى العسكري هو مجرد أداة تنفيذية للسياسة وقد قالها زامير أمس إن الجيش ملتزم بما يقرره المستوى السياسي.

فلماذا لم يقرر نتنياهو وعلى زامير أن ينفذ كما في كل الدول؟
كلها تساؤلات تعكس حضور الجيش وضرورة موافقته وتعكس أيضاً فرادة اتخاذ القرار في إسرائيل والذي يلعب فيه الجيش دوراً مركزياً يسبق السياسة في كثير من الأحيان.

تكمن قوة الجيش الكبرى في آلية اتخاذ القرار، فهناك توجهات واتجاهات ومعارك وصراعات يفكر بها المستوى السياسي فيطلب من الجيش وضع خططها التنفيذية وحينها يقرر الجيش تسهيل الأمر على السياسي أو جعله صعباً، وحين لا يريد الجيش للقرار أن يمر فإنه يضع سيناريوهات سوداوية ويشكك بالقدرة على نجاح المهمة ويهول من حجم الخسائر وتشاؤم التداعيات الإستراتيجية، حينها ماذا يعني ذلك؟

تلك التقديرات السوداوية يحتفظ رئيس الأركان بنسخة منها فيما لو قرر المستوى السياسي الذهاب للعملية أو الحرب وصدقت تقديرات الجيش وتشكلت لجنة تحقيق، حينها ستتم الإطاحة برئيس الوزراء باعتباره تلقى ما يلزم من التحذيرات من قبل جهات الاختصاص وهنا وحده يتحمل مسؤولية الفشل.

سابقاً أراد نتنياهو القيام بالكثير من العمليات منها ضرب مفاعلات إيران النووية قبل أكثر من عقد ليضع له الجيش سيناريوهات الفشل فيصاب نتنياهو بالجبن، صحيح أنه يمكنه تغيير رئيس الأركان لكن لا يمكنه تجاوز تقديراته هكذا اعتدنا القول والتحليل أن الجيش هو صاحب القرار في إسرائيل ليس فقط لأن رئيس الأركان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وفقاً للقانون، بل بسبب آلية اتخاذ القرار التي وضعها بن غوريون مبكراً بيد الجيش.

هنا كانت معضلة نتنياهو مع زامير رغم ضعف الجيش كما ذكر سابقاً لكن الآلية ظلت كما هي ما يفسر هجوم عائلة نتنياهو على رئيس الأركان، فقد باتت العائلة تشعر بأن الأخير بعرقلته لاحتلال القطاع فإنه يمس بمستقبل رب الأسرة السياسي الذي بات عليه خلال أشهر حسم أمر غزة قبل الذهاب للانتخابات.

فإسرائيل خلال أسابيع ستدخل عام البطة العرجاء هذا لو استمرت الحكومة بولايتها كاملة.
نتنياهو لا يؤمن بالجيش ولا بالمؤسسة لسببين، الأول أن الجيش الذي ضبط متلبساً بالعجز يوم السابع من أكتوبر عليه أن ينكمش تاركاً الأمر لـ «السياسي الأقدر على تقرير مصلحة الدولة» والثاني أن بنيامين نتنياهو بعد اقتحام محافظة رفح في السادس من أيار العام الماضي بات مقتنعاً أن الجنرال برنارد مونتجمري يصلح ليكون تلميذاً في مدرسته حين حذره الجميع آنذاك من اقتحام المدينة التي كان يتكدس بها أكثر من مليون من سكان القطاع وطلب الرئيس الأميركي خطة إخلاء واضحة قبل دخول رفح وبينما كان الجيش يحذر ويضع العراقيل قرر نتنياهو اجتياحها غير آبه بكل تقديرات الجيش.

وكان نجاحاً باهراً يستخدمه كنموذج في قدرته على تقدير الموقف العسكري بكفاءة تجاوزت هرتسي هاليفي ومعه يوآف غالانت وجو بايدن وأوروبا والأمم المتحدة وحجم المؤسسات التي تقف خلف كل هؤلاء.

كان نتنياهو أكثرهم دقة وبكل أسف هكذا أثبت لأنه أخلى المحافظة خلال ساعات وسيطر على شريطها الحدودي ومعبرها، تلك السيطرة التي شكلت تحولاً هائلاً في مسار الحرب وفي مكانة حركة حماس وإمكانياتها.         

نتنياهو يتصرف مثل الفيل الذي يحطم كل شيء، وعليه أن ينتصر ولا يسمح لنفسه بالهزيمة أو يسمح للآخرين بهزيمته فهو يقاتل الجميع في إسرائيل، أطاح بوزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس المخابرات والمستشارة القضائية ويتعارك مع المحكمة العليا في كل قرار يتخذه، هذا ليس مهماً لديه بل الأهم أن ينتصر ويذهب للانتخابات ولديه ما يكفي من الأوراق للفوز ومنها الآن ورقة غزة.

فهو يشعر بأن إيال زامير يريد منعه من النصر وأن عليه أن يجتاح غزة، هكذا طلب منه وأن يستعيد الأسرى أحياء أو أموات وأن ينهي حركة حماس وأن يدمر كل شيء كما تفعل الفيلة وأن يستغل اللحظة التي توفرت لإعادة هندسة غزة.

لكن الأمر أبعد من ذلك بين الجيش والسياسة، فهو صراع بين التكتيك والاستراتيجيا حيث العسكر والأمن الخبير بالتكتيك والمناورة لكنه الجاهل بالاستراتيجيات والما بعديات.

وهنا يلتقط نتنياهو الفرصة باتجاه الاستراتيجيات التي وعد بن غفير بها بتهجير سكان غزة وهذا لم يفهمه الجيش والتخلص من المكان ديمغرافياً بعد أن تمكن من تدميره تاريخياً وجغرافياً، وأن كل ما كان يفعله خلال الحرب وهو تهيئة المناخ للمشاريع الكبرى وهو ما تحمله خطة اجتياح القطاع التي تأخرت لأسباب سياسية بحتة.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه زامير غزة نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة زامير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستوى السیاسی رئیس الأرکان رئیس الوزراء فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غزة

تشهد المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية واحدة من أخطر أزماتها منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بعد اتساع الهوة بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بشأن خطط إعادة احتلال القطاع الفلسطيني المدمر.

وتفجرت الأزمة مع تزايد الضغوط من اليمين المتطرف، الذي يدفع باتجاه الحسم العسكري الكامل، في وقت تتعالى فيه أصوات رافضة لهذا المسار داخل قيادة الجيش.

ودعا وزير الأمن إيتمار بن غفير رئيسَ أركان الجيش إيال زامير إلى الالتزام الكامل بتعليمات القيادة السياسية "حتى لو شملت الاحتلال والحسم" مشيرا إلى ضرورة إعلانه ذلك صراحة.

وبالمقابل، رد الجيش سريعا -مساء أول أمس- بإعلان إلغاء حالة الطوارئ القتالية المعمول بها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي كانت تُلزم الجنود النظاميين بالاستمرار في الخدمة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء خدمتهم.

وأفاد بيان رسمي أن هذا القرار سيُطبق اعتبارا من منتصف الشهر الجاري، مما يعني بدء تسريح آلاف الجنود في وقت حساس من العمليات العسكرية في غزة.

ورأى محللون أن قرار إلغاء حالة الطوارئ يعكس عدم رغبة الجيش الانخراط في مرحلة جديدة من التوغل العسكري الكامل بالقطاع.

ويأتي ذلك في وقت نقلت فيه القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر بمكتب نتنياهو تأكيدها اتخاذ قرار احتلال كامل للقطاع -بدعم أميركي- بزعم البحث عن الأسرى الإسرائيليين الذين يُقدر عددهم بـ50 أسيرا، بينهم 20 على قيد الحياة.

نجل نتنياهو يتهم الجيش بالتمرد

وفي السياق ذاته، هاجم يائير نتنياهو (نجل رئيس الوزراء) رئيسَ الأركان، متهما إياه بالوقوف وراء ما سماه "انقلابا عسكريا" ضد الحكومة.

وكتب يائير في منشور على منصة إكس "هذه ليست جمهورية موز! لا يحق للجيش أن يقرر إن كانت هناك حاجة إلى الحسم أم لا". وأضاف أن هذه الممارسات تعيد إلى الأذهان انقلابات أميركا الوسطى في السبعينيات.

إعلان

وجاءت تصريحات يائير في رد على منشور للمحلل العسكري يوسي يهوشواع، الذي دعا فيه نتنياهو لتوضيح كلفة العملية المحتملة في غزة.

وكتب يائير عبر المنصة إن من صاغ هذه الدعوة -في إشارة لزامير- يقود تمردا شبيها بـ"جمهوريات الموز" في السبعينيات، واصفا ذلك بأنه "إجرامي تماما".

وجاء هذا الجدل بعد تسريبات من مقربين من نتنياهو أكدوا فيها أن الأخير اتخذ قرارا باحتلال غزة، داعين زامير إلى الاستقالة إن لم يكن موافقًا.

احتلال القطاع

وكشفت "هآرتس" أن نتنياهو قدم مؤخرا خطة أميركية إلى المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) تتضمن احتلال أجزاء من قطاع غزة بشكل دائم، تحت ذريعة "تأمين المناطق الحدودية والبحث عن الرهائن".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الخطة مدعومة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي كانت تنتقد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

وفي المقابل، تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، متسببة في إبادة جماعية أسفرت عن أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء، إضافة لأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعانون من مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية، وسط تجاهل تام لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

مقالات مشابهة

  • خطأ استراتيجي.. رئيس الأركان الإسرائيلي يعارض خطة نتنياهو لاحتلال غزة
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يصر على موقفه الرافض لـ"احتلال غزة"
  • فخ جديد.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذر نتنياهو من خطة احتلال غزة
  • هكذا وصف رئيس الأركان الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة
  • تفاصيل نقاش حاد بين نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي بشأن احتلال غزة
  • صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غزة
  • نجل نتنياهو يتهم رئيس الأركان الإسرائيلي بـ”التمرد والانقلاب العسكري”
  • بن غفير يطالب رئيس الأركان الإسرائيلي بإعلان امتثاله لأوامر احتلال غزة
  • بن غفير يواجه رئيس الأركان بشأن خطة احتلال قطاع غزة