خبير عسكري: احتلال غزة فشل جديد ينتظر إسرائيل بعد عربات جدعون
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن خطة إسرائيل لإعادة احتلال كامل قطاع غزة أو قصرها على احتلال مدينة غزة تشبه عملية "عربات جدعون" وأهدافها، متوقعا إعادة العملية ذاتها تحت عنوان آخر لكن مع "فشل جديد".
وأوضح جوني -خلال فقرة الجزيرة لتحليل تطورات المشهد العسكري بغزة- أن هدف "عربات جدعون" كان اختراق الحزام الأمني الداخلي للمقاومة، وبالتالي يريدون الهدف ذاته عبر احتلال مدينة غزة.
وأواخر الشهر الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية تدرس عدة بدائل بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي أطلقتها في منتصف مايو/أيار الماضي، ولم تنجح في إحداث تحول بقضية الأسرى.
لكن الخبير العسكري رجح فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من إعادة احتلال مدينة غزة، مرجعا ذلك إلى أن المقاومة لا تزال نشطة في أحياء الشجاعية والدرج والزيتون والتفاح وهي تخوم غزة الشرقية، في حين المقاومة تعتبر أقوى داخلها نتيجة ظروف المدينة وتعقيداتها وخريطة عمل المقاومة.
وفي ضوء الخلاف في إسرائيل، يبدو أن ثمة تفاهما قد حدث بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– ورئيس الأركان إيال زامير بشأن العمل العسكري المرتقب في قطاع غزة، وضرورة أن يكون تدريجيا ويبدأ باحتلال غزة والسيطرة عليها.
ووفق جوني، فإن الاختلاف الدائم بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل ينعكس على معنويات الجنود والجيش في تنفيذ أي قرار على الأرض.
كما أن الاختلاف الدائم بين نتنياهو ورؤساء الأركان وكذلك مع وزير الدفاع السابق يوآف غالانت يعود إلى كون الأول مع وزير دفاعه الحالي يسرائيل كاتس غير عسكريين، ولا يملكان المعرفة العسكرية لتقدير الموقف الصحيح في القطاع، ولا يقبلان التقدير الصحيح من قبل القيادة العسكرية.
ومع ذلك، يبدو احتلال مدينة غزة بدلا من كامل القطاع أهون الشرين لزامير -إذا صحت التقارير بهذا الصدد- لكن يبقى تنفيذ هذا الخيار من الصعوبة بمكان، في الواقع وعلى أرضية الميدان، كما يقول جوني.
إعلانبدورها، كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الأركان عارض بشدة خلال الاجتماع الأمني المصغر (الكابينت) احتلال غزة، وقال إنه سيستغرق عاما إلى عامين.
وحسب زامير، فإن احتلال غزة يعرّض حياة الأسرى للخطر، وقد يؤدي إلى مقتل مزيد من الجنود، كما أن دخول مدينة غزة وضرب البنى التحتية سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش "يعتقد أنه قادر على السيطرة على الأجزاء المتبقية من غزة في غضون أشهر".
ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن إنشاء نظام بغزة مماثل للنظام في الضفة "يتطلب 5 سنوات من القتال المتواصل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات احتلال مدینة غزة عربات جدعون احتلال غزة
إقرأ أيضاً:
تشاؤم عسكري من فكرة احتلال غزة.. وجيش الاحتلال يقدم رؤيته
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقدّر أن تؤدي العملية المحتملة لإعادة احتلال قطاع غزة إلى مقتل جميع الأسرى وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوفه.
وأشارت الصحيفة الخاصة في تقرير إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متشائمة بشكل خاص بشأن خطة احتلال قطاع غزة، فيما يصرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليها وعرض مؤخرا موقفه بشأن الطريقة الدقيقة التي يرغب في تنفيذها بها".
وأوضحت الصحيفة أن "نتنياهو يطالب باحتلال قطاع غزة كاملا تحت ضغط من التيار اليميني المتطرف في حكومته، وعلى رأسه وزراء المالية بتسلئيل سموتريتش، والاستيطان أوريت ستروك، والأمن القومي إيتمار بن غفير".
لكن- في المقابل - والكلام للصحيفة، "يرغب المستوى العسكري في استغلال الإنجازات التي تحققت حتى الآن والقيام بعمليات تطويق ومداهمات" لقطاع غزة.
وقالت: "رؤية نتنياهو هي دخول واسع النطاق لألوية وفرق عسكرية إلى داخل الـ20 بالمئة من مساحة قطاع غزة التي لا يسيطر عليها الجيش حتى الآن".
وبحسب وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتي "يسرائيل هيوم" و"معاريف" يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما بين 75 بالمئة إلى 80 بالمئة من قطاع غزة.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في 25 مايو/أيار الماضي أن إسرائيل تفرض سيطرتها على 77 بالمئة من القطاع المحاصر "عبر التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة، ضمن مساعيها لإعادة رسم الخريطة السكانية بالقوة".
وحذّرت معاريف من أن "الحديث يدور عن منطقة مأهولة ومزدحمة بالسكان، وبحسب تقدير الاستخبارات الإسرائيلية فهي بمعظمها مزروعة بالألغام ومفخخة".
وذكرت أنه رغم أن "خطة نتنياهو هي تنفيذ عملية خاطفة لاحتلال وحسم المعركة مع حماس، فإنه لا يعرض حاليا المرحلة التي ستلي الحسم وليس واضحا ما مصير المناطق التي سيتم احتلالها".
وقالت: "إذا كانت الخطة مدفوعة من قبل وزراء اليمين المتطرف، فإن احتلال قطاع غزة يهدف إلى إخراج السكان الغزيين من المنطقة وإقامة استيطان إسرائيلي على الأراضي التي سيتم إخلاؤها، وهي خطة لا تعد جزءا من أهداف الحرب الأصلية".
ولفتت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "سيعرض الليلة الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل في عملية احتلال قطاع غزة".
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت"، مساء الخميس، لمناقشة خطة احتلال غزة التي يعارضها رئيس الأركان إيال زامير، واصفًا إياها بـ"الفخ الاستراتيجي".
وبحسب معاريف، فإن التقديرات في الجيش هي أن معظم الأسرى الأحياء إن لم يكن جميعهم سيموتون في هذه العملية على يد المقاومة، أو بنيران طائشة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة: "الثمن الإضافي لاحتلال غزة هو عدد قتلى الجيش الذي سيبلغ بحسب تقدير الجيش عشرات ومئات الجرحى".
إضافة إلى ذلك قالت الصحيفة "يُقدّر الجيش الإسرائيلي أن التقدم نحو احتلال المنطقة سيستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل، وقد تستغرق عملية التطهير عامين آخرين"، وفق تعبيراتها، في إشارة إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من القطاع.
وحذرت من أنه "في نهاية العملية سيكون الجيش ملزما بإقامة حكم عسكري والاعتناء بكافة احتياجات جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة"، في إشارة إلى الوضع وفق القانون الدولي بصفته جهة احتلال.
وتابعت الصحيفة أن "عملية احتلال قطاع غزة ستفرض على المجتمع الإسرائيلي ثمنا ليس هيّنًا".
وأردفت أن "العبء على المجتمع الإسرائيلي بحسب الجيش، سيتجسد في تعبئة فورية وواسعة لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، واستدعاء جميع الفرق النظامية للعودة إلى القتال في قطاع غزة في الأيام القادمة".
ووفق وسائل إعلام عبرية، تتصاعد خلافات في إسرائيل إذ يتجه نتنياهو نحو إعادة "احتلال قطاع غزة بالكامل"، بما في ذلك المناطق المرجح وجود أسرى إسرائيليين فيها، وفق مكتب رئيس الوزراء.
بينما يطرح رئيس الأركان "خطة تطويق" تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة "حماس" لإجبارها على إطلاق الأسرى.
والأربعاء، وصف زامير خطة نتنياهو بـ"الفخ الاستراتيجي"، مؤكدا أنها ستنهك الجيش لسنوات وتعرّض حياة الأسرى للخطر.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 عاما بين 1967 و2005.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع "حماس" بالدوحة، بعد تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
ويُحمّل 52 بالمئة من الإسرائيليين حكومتهم المسؤولية كاملة أو جزئيا عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفق استطلاع للرأي نشر نتائجه الأحد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفا و158 قتيلا فلسطينيا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.