تحليق تجسسي بريطاني فوق غزة يثير جدلًا حول دعم الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
كشفت تقارير بريطانية أن لندن تواصل تسيير رحلات تجسس جوية شبه يومية فوق قطاع غزة، رغم الجدل المتصاعد حول طبيعة المعلومات التي يتم جمعها، وإمكانية مشاركتها مع الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية.
ووفقًا لمتابعي حركة الطيران العسكري، نفذت طائرات RAF Shadow التابعة لسلاح الجو الملكي أكثر من 600 رحلة منذ انطلاق هذه العمليات في ديسمبر 2023، انطلاقًا من قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، بزعم البحث عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ عملية "طوفان الأقصى".
بدأت هذه الرحلات في عهد حكومة المحافظين، لكنها استمرت في عهد حكومة العمال، مع خفض وتيرة الطلعات من نحو رحلتين يوميًا إلى رحلة واحدة في الآونة الأخيرة. وفي أواخر يوليو الماضي، تولّت شركة أمريكية متعاقدة، Sierra Nevada Corporation، إدارة هذه المهام لتقليل التكاليف.
غير أن خطأ وقع بعد أيام، حين ظهر أن إحدى الطائرات كانت تحلّق فوق خان يونس في 28 يوليو، وهو ما أكد للمرة الأولى أن الطائرات ـ سواء بإدارة سلاح الجو أو الشركة المتعاقدة ـ تنفذ مهمات مباشرة فوق غزة، وليس على أطرافها فقط، كما كانت الرواية الرسمية.
تُستخدم طائرات "شادو" في عمليات المراقبة البصرية نهارًا وليلًا، وغالبًا لدعم مهام قوات خاصة بريطانية، حيث كشف مصدر دفاعي أن التركيز ينصب على “تحديد مبانٍ معينة” بحثًا عن مؤشرات على وجود حياة للرهائن، الذين يُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا أحياء.
انتقادات داخلية واسعة
السياسي اليساري جيريمي كوربن اعتبر أن "استمرار التعاون العسكري البريطاني مع إسرائيل أمر لا يمكن الدفاع عنه، في وقت يُبث فيه الإبادة مباشرة للعالم"، متسائلًا عن طبيعة المعلومات التي تُشارك مع تل أبيب.
If the government was truly horrified by Israel’s occupation of Gaza, it would stop supplying them with the weapons they need to carry it out.
The Prime Minister can condemn Israel’s plans all he wants. He cannot hide the truth: his government is complicit in genocide. — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) August 8, 2025
أما هيلين ماغواير، المتحدثة باسم الشؤون الدفاعية في حزب الديمقراطيين الأحرار، فأكدت دعمها لجهود تحرير الرهائن، لكنها شددت على ضرورة أن تضمن الحكومة البريطانية عدم استخدام المعلومات في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
The MOD's use of a US private firm to carry out surveillance raises alarm bells about the UK's sovereign intelligence-gathering, and there are serious questions to answer about whether this is a direct result of failures of the UK government to properly invest in these… — Helen Maguire BEM MP ???? (@helenmaguiremp) August 6, 2025
النائبة العمالية كيم جونسون وصفت استمرار الطلعات بأنه “أمر مقلق للغاية”، خاصة في ظل “غياب الشفافية” حول الهدف الفعلي منها، وتحذيرات من أن مشاركة أي بيانات ذات قيمة عسكرية مع إسرائيل قد تجعل بريطانيا “طرفًا في الحرب”.
موقف الحكومة
الحكومة البريطانية تقول إنها تفرض رقابة صارمة على ما يُشارك من معلومات، وإن الهدف الوحيد لهذه المهام هو المساعدة في تحديد أماكن الرهائن. وزير الخارجية ديفيد لامي أكد الشهر الماضي أن لندن “لن تساعد في تنفيذ الحرب على غزة”، مشددًا على أن ما يُقدم لإسرائيل لا يرقى إلى المشاركة في العمليات العسكرية.
غير أن خبراء عسكريين يحذرون من أن أي معلومات تُسلّم لطرف ثالث لا يمكن التحكم في كيفية استخدامها لاحقًا، خاصة في سياق تُوجه فيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجدل الإسرائيلي بريطانيا بريطانيا إسرائيل علاقات جدل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر بحزب الله في لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- أنه قتل عنصرا في حزب الله يتهمه بالضلوع في "توجيه" مجموعات في سوريا لإطلاق قذائف نحو هضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك في غارة جوية على منطقة البقاع شرق لبنان.
وقال في بيان إن إحدى طائراته "هاجمت مساء أمس منطقة البقاع في لبنان وقضت على المدعو حسام قاسم غراب" مشيرا إلى أن الأخير "قام بتوجيه خلايا إرهابية في سوريا لإطلاق قذائف صاروخية نحو هضبة الجولان" التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية -في بيان أمس- أن "غارة للعدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة بريتال أدت إلى سقوط شهيد" وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الهجوم نفذته مسيّرة إسرائيلية واستهدف بـ3 صواريخ سيارة مدنية.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن الأخيرة خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، مما أسفر عن 268 قتيلا و567 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تلقّى خلالها ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية، خصوصا اغتيال أمينه العام حسن نصر الله.