وثيقة رسمية: برنامج الغذاء العالمي وزع مواد إغاثية تالفة على نازحي مأرب
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
فجّرت مذكرة رسمية صادرة عن مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة مأرب، فضيحة جديدة تتعلق ببرنامج الغذاء العالمي في اليمن، بعد كشفها عن توزيع مواد إغاثية تالفة – بينها دقيق مسوّس وأرز – على مئات الأسر النازحة في مخيمات المحافظة.
المذكرة، المؤرخة في 6 أغسطس/ آب 2025، والموجهة إلى الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، أفادت بأن البرنامج صرف كميات كبيرة من الدقيق التالف تجاوزت ألف كيس، قبل أن تتدخل فرق التفتيش التابعة للمكتب وتضبط ما تبقى من الشحنة.
وأكدت الوثيقة أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، محذرة من استمرار صرف المواد دون التأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وشددت المذكرة على ضرورة الالتزام بالآلية المعتمدة، التي تنص على عدم صرف أي مواد غذائية قبل التحقق من سلامتها، مع المطالبة بتعويض المتضررين.
كما كشفت محاضر الضبط المرفقة عن اختلالات في صلاحية المخازن المخصصة لتخزين المواد الإغاثية، ما يثير مخاوف بشأن جودة الشحنات المستقبلية.
الناشط عبدالقادر الخراز، الذي نشر الوثيقة عبر صفحته على فيسبوك، تساءل عن الإجراءات التي ستتخذها الوحدة التنفيذية تجاه هذه الفضيحة، وعن مدى استعداد الجهات المعنية لمحاسبة البرنامج الأممي والمتسببين في الحادثة، أو الاكتفاء باستبدال الكميات التالفة، إضافة إلى دور مؤسسة إتلاف الخير – الشريك المحلي لبرنامج الغذاء العالمي – في عمليات التخزين والتوزيع.
في السياق، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأحد المتضررين، توثق بوضوح حالة التلف التي أصابت المواد الموزعة، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للبرنامج الأممي.
من جانبهم، اعتبر حقوقيون ومراقبون أن التقاعس عن محاسبة المتورطين في توزيع مواد غذائية تالفة، يمثل شراكة في ما وصفوه بـ"الجرائم الإنسانية المستمرة" بحق النازحين، داعين إلى فتح تحقيق شفاف وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي تهدد صحة وحياة المواطنين.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
الأغذية العالمي: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الملايين في الصومال يواجهون خطر تزايد الجوع وسوء التغذية، وذلك بسبب النقص الحاد في التمويل الذي أجبر المنظمة على تخفيض عدد الأشخاص الذين تدعمهم بالمساعدات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة بنسبة تزيد على الثلثين.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية طارئة إلى 350 ألف شخص فقط، انخفاضا من 1.1 مليون في أغسطس/آب الماضي. وهذا يعني أن البرنامج سيقدم الدعم لأقل من واحد من كل 10 أشخاص بحاجة إلى المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وقال روس سميث مدير برنامج الطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي: "نشهد ارتفاعا خطيرا في مستويات الجوع الطارئ بالصومال، وقدرتنا على الاستجابة تتقلص يوميا، ومن دون تمويل عاجل ستواجه آلاف العائلات كارثة إنسانية".
وأضاف أن الآثار المركبة للجفاف الشديد والنزاع وتقليل المساعدات الإنسانية دفعت العائلات الأكثر ضعفا بسرعة إلى مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدا أنه إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة فمن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، وقد يدفع أولئك الأكثر تأثرا إلى أوضاع كارثية.
ويُظهر أحدث تقرير حول تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) أن 4.4 ملايين شخص في الصومال يواجهون مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ (IPC 3+)، بما في ذلك نحو مليون شخص في مستويات الجوع الطارئ (IPC 4)، وهو عدد زاد بنسبة 50% خلال 6 أشهر فقط.
ولا يزال سوء التغذية مرتفعا بشكل مقلق، إذ يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، و421 ألفا منهم يعانون من سوء تغذية شديد، بينما يتلقى 180 ألف طفل فقط علاج التغذية.
ويقود برنامج الأغذية العالمي أكبر عملية إنسانية في الصومال، حيث يدعم أكثر من 90% من استجابة الأمن الغذائي في البلاد. وهذا الشريان الحيوي الآن مهدد، وقد أجبرته القيود التمويلية المتزايدة بالفعل على تقليص تغطيته الشهرية إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.
إعلانويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 98 مليون دولار أميركي للحفاظ على الحد الأدنى من العمليات المنقذة للحياة لـ800 ألف شخص عبر موسم العجز حتى مارس/آذار 2026. ومن دون تمويل إضافي عاجل، قد تتعمق هذه التخفيضات في الوقت الذي تستمر فيه الاحتياجات الإنسانية في النمو.