يشهد مشروع بناء سفارة صينية ضخمة في قلب العاصمة البريطانية لندن تصاعدًا متزايدًا في الجدل السياسي والأمني، وسط تحذيرات من مخاطر محتملة تتعلق بالتجسس والنفوذ السياسي. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الحكومة البريطانية إلى تحقيق توازن دقيق بين متطلبات الأمن القومي والحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصاد اعلان

تتجه الأنظار إلى قلب العاصمة البريطانية، حيث تواجه خطط الصين لبناء ما سيكون أكبر سفارة لها في أوروبا، موجة انتقادات سياسية وأمنية واسعة.

فمع اقتراب موعد اتخاذ القرار النهائي بشأن المشروع، تطالب وزيرة الإسكان البريطانية، أنجيلا راينر، بكشف تفاصيل "مظلّلة" في مخطط البناء، وسط مخاوف متزايدة من التداعيات الأمنية والدبلوماسية.

مشروع ضخم في موقع حساس

يقع الموقع المختار على مقربة من برج لندن، ويشكّل جزءًا من التاريخ البريطاني، إذ كان يضم في السابق دار سكّ العملة الملكية.

وقد اشترته بكين في عام 2018 مقابل 225 مليون جنيه إسترليني، بمساحة تصل إلى 20 ألف متر مربع (ما يعادل خمسة أفدنة). أوكلت الصين تصميم المشروع إلى المهندس البريطاني الشهير ديفيد تشيبرفيلد، ليكون مقرًا دبلوماسيًا ومركزًا ثقافيًا في آنٍ واحد.

لكن ما بدا للوهلة الأولى كمشروع معماري طموح، سرعان ما تحوّل إلى مصدر قلق داخلي وخارجي، بعد أن حذّر معارضون صينيون من أن السفارة قد تُستخدم كأداة لمراقبة الجاليات الصينية وقمع الأصوات المعارضة على الأراضي البريطانية.

من جهتهم، يُعبّر سكان المنطقة عن خشيتهم من أن يتحوّل المبنى إلى بؤرة احتجاجات دائمة ومصدر اضطراب أمني، بينما يرى سياسيون محافظون أن الموقع القريب من المؤسسات المالية وشبكات الاتصالات الحيوية يشكّل فرصة ذهبية لأنشطة استخباراتية.

Related لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصينالصين وروسيا تجريان مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان تحفّظ أمني ورسمي

وزارة الداخلية والخارجية البريطانية أوصتا بإنشاء "حاجز أمني صلب" حول المبنى لحماية المارة والمنطقة المحيطة، فيما أكدت شرطة العاصمة أن الموقع سيستدعي تعزيزات أمنية دائمة بسبب التظاهرات المتوقعة.

ووصف النائب المحافظ إيان دانكن سميث المشروع بأنه "دعوة مفتوحة للتجسس"، محذراً من السماح ببنائه في قلب لندن المالي.

وكان مجلس بلدية "تاور هامليتس" قد رفض المشروع في عام 2022 لأسباب أمنية وسياحية، لكن الصين أعادت تقديم نفس الطلب بعد فوز حزب العمال بالانتخابات في 2024.

وبدلاً من ترك القرار للمستوى المحلي، قررت أنجيلا راينر "استدعاء" الملف وتحويله إلى الحكومة المركزية، نظراً لحساسيته.

وطالبت في رسالة رسمية السفارة الصينية بإزالة التعتيم عن بعض أجزاء المخطط، لا سيما تلك المتعلقة بغرف غير معروفة الوظيفة في قبو المبنى. كما طلبت تفاصيل إضافية بشأن كيفية تعامل السفارة مع التحديات الأمنية، ما قد يؤدي إلى تأجيل الموعد النهائي المقرر في 9 سبتمبر، في حال تطلب الأمر مشاورات عامة إضافية.

ورغم أن قرارات التخطيط يُفترض أن تُتخذ بناءً على معايير فنية وإجرائية بحتة، إلا أن الاعتبارات السياسية تلقي بظلالها على المشهد. فبينما يطالب البعض بوضع حدّ للنفوذ الصيني المتزايد والتصدي لمخاطر محتملة على الأمن القومي، ترى الحكومة البريطانية في تعزيز العلاقات مع بكين فرصة لإنعاش اقتصاد يعاني من تباطؤ واضح، ولجذب الاستثمارات الصينية في وقت حرج.

كيف ردت الصين؟

في المقابل، تصرّ السفارة الصينية، التي تتخذ من شارع بورتلاند مقراً لها منذ القرن التاسع عشر، على أن مشروعها الجديد يهدف إلى "تعزيز التفاهم والصداقة" بين الشعبين.

وفي بيان بثّته عبر وسائل إعلام بريطانية، اعتبرت السفارة أن "قوى معادية للصين" تستخدم ذريعة المخاطر الأمنية للتأثير على قرار الحكومة، ووصفت ذلك بأنه "تحرك دنيء ومآله الفشل".

وفيما يبدو أنه رد دبلوماسي مباشر، قامت بكين بتجميد طلب بريطانيا المتعلق بإعادة بناء سفارتها في العاصمة الصينية، ما يضيف بُعدًا آخر إلى التوتر القائم.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب فرنسا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب فرنسا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أخبار العالم الصين أوروبا سفارة بريطانيا إسرائيل غزة دونالد ترامب فرنسا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلاديمير بوتين قطاع غزة أوروبا ضحايا تحاليل طبية الصحة

إقرأ أيضاً:

لندن تعلن بدء تنفيذ اتفاقها مع باريس بشأن المهاجرين

أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، دخول اتفاق مشترك مع فرنسا حيّز التنفيذ، يقضي بإعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى الأراضي البريطانية على متن قوارب صغيرة، مقابل استقبال المملكة المتحدة مهاجرين من الموجودين داخل الأراضي الفرنسية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر: «نوجّه اليوم رسالة واضحة: من يصل إلى المملكة المتحدة عبر قارب صغير بطريقة غير قانونية، سيكون عرضة للترحيل إلى فرنسا».
ويأتي هذا الاتفاق ثمرة مباحثات جرت بين ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة الأخير إلى لندن مطلع يوليو الماضي. وأوضح مكتب وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، أن الاتفاق تم توقيعه رسميًا، وسيدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأربعاء.
ويُعد هذا الاتفاق ساريًا حتى يونيو 2026، ويهدف إلى ردع محاولات عبور المانش عبر قوارب غير آمنة، والتي تشكّلها وتديرها شبكات تهريب منظمة. ورغم توقيع الاتفاق، لم يُفصح حتى الآن عن التفاصيل التشغيلية، بما في ذلك عدد المهاجرين المشمولين بالترحيل أو الاستقبال.
وتُشير بيانات وزارة الداخلية الفرنسية إلى أن 18 شخصًا لقوا حتفهم منذ بداية العام، أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة عبر هذه القوارب.
وأوضح بيان صادر عن مكتب الهجرة البريطاني، مساء الاثنين، أن النص النهائي للاتفاق وُقّع الأسبوع الماضي، وأن المفوضية الأوروبية أعطت "الضوء الأخضر لهذا النموذج المبتكر لردع الهجرة غير الشرعية".
من جانبها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، إن تنفيذ الاتفاق «سيبدأ بأعداد محدودة من المهاجرين، وسيتوسع تدريجيًا»، مؤكدة أن الحكومة تعمل على وضع آلية تتيح تطوير هذا البرنامج وتوسيعه لاحقًا.

أخبار ذات صلة فرنسا تجدد دعمها لحق ضحايا مرفأ بيروت وذويهم في العدالة بسبب عطل كهربائي.. فرنسا تلغي 16 قطارا تابعا لـ«يوروستار» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • بريطانيا توجه اتهامات لثلاثة أشخاص بدعم فلسطين أكشن بعد تصنيفها إرهابية
  • لندن تطالب بكين بكشف التصميمات المحجوبة.. سوبر سفارة أم حصن استخباراتي؟
  • دعم واسع لقرار الحكومة بشأن حصرية السلاح والثنائي الشيعي يدعو للتصحيح
  • عباد يتفقد أعمال الرصف الحجري والترميمات الاسفلتية في مديرية آزال
  • اجتماع لجنة تيسير أنشطة مشروع مركز متكامل للنباتات الطبية ببني سويف
  • تيته تبحث في لندن دعم بريطانيا لخارطة الطريق الأممية في ليبيا
  • هل سيعيد الأشرار عجلة التاريخ إلى عقد الثمانينات ؟
  • السفارة البريطانية تعلن فتح باب التقديم لمنح تشيفننغ للدراسة في المملكة المتحدة
  • لندن تعلن بدء تنفيذ اتفاقها مع باريس بشأن المهاجرين