عربي21:
2025-08-08@22:05:07 GMT

سيناريو عالمي غير مستحب

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

ابتلي العالم من خلال الكيان الصهيوني، بنتنياهو رئيسا للحكومة، وابتلي العالم من خلال دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وقد راح يغطي نتنياهو، ويدعمه بسياسة الإبادة الإنسانية والتجويع الوحشي للشعب في قطاع غزة. واستمرا هكذا طوال عهد ترامب في الرئاسة، حتى الآن.

لقد طال أمد حرب الإبادة الإنسانية، والتجويع الجمعي، فانتقل نتنياهو منذ أسبوع، وبدعم من ترامب، لمواصلة حرب شاملة، تستهدف تصعيدا للإمعان في الإبادة، والقتل والتجويع الجمعي بالنسبة إلى الشعب، كما تصعيد الحرب ضدّ المقاومة.

، والسيطرة على مدينة غزة تستهدف قتل المزيد، فالمزيد من قيادات المقاومة وشبابها، مما سيترك آثارا من جراح عميقة، ومن غضب عارم، حتى الحدّ الأقصى، في قلوب الملايين، خصوصا من الشباب (فتيانا وفتيات)، من العرب والمسلمين وأحرار العالم.

والبعض قد يذهب لا محالة، أمام كل هذه الجرائم، للردّ والانتقام الفردي العنيف، ضدّ مؤسسات وأفراد عاديين، من أمريكيين وغربيين. ولن يكون من الممكن لهؤلاء أن يستمعوا إلى صوت العقل، وهم لم يسمعوا صوتا للعقل يوقف الإبادة والقتل جوعا، ووضع حدّ للكارثة الغزاوية، فيما يحظى شعب غزة بأعلى درجات الحب والتعاطف، من جانب الشعوب العربية والإسلامية والرأي العام العالمي.

والأنكى، أن كلا من نتنياهو وترامب، وربما بتواطؤ غربي عام، أطاحا بالقوانين الدولية، والقوانين الإنسانية، وبكل الأعراف الأخلاقية، وباستهتار معيب بحقوق الإنسان وكرامته، مما يفتح الأبواب على مصاريعها لأيّة ردود تنسَب للإرهاب، تطيح، بدورها، بكل تلك القوانين والأعراف.

وهنا ينطبق بيت شعرٍ يقول:

"إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضاربا    فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ"

وذلك حين تدوس أمريكا على القانون الدولي. وهنا تجب إضافة عدم اقتصار ما تقدّم على غزة، وذلك بمتابعة توسّع نتنياهو وبدعم، أو تغطية، من ترامب، بارتكاب الاعتداءات العسكرية والجرائم، وبضرب الحائط بالقانون الدولي، في لبنان وسوريا، واليمن، وإيران، فضلا عن الضفة الغربية والمسجد الأقصى، ومع التهديد لكل من مصر والأردن.

وكان نتنياهو أعلن هدفه بتغيير خرائط الشرق الأوسط، الأمر الذي يرشح أعدادا كبيرة أخرى لاختيار الردود الفوضوية العفوية، على مستوى عالمي، فيزيد من احتمال تشكّل السيناريو الذي وجب التحذير منه؛ لأن انفلاتها يجعل من الصعب جدا ضبطها، أو السيطرة عليها. فهي عفوية، تنطلق حين يستفحل الظلم، وتنتشر الجريمة الدولية، ويطاح بالقوانين والقِيَم الإنسانية الضابطة. وتكون الدولة الكبرى، عمليا، وراء كل ما يدعو إلى هذا السيناريو الخطر، وغير المستحب.

بكلمة، ما ينبغي لأحد ألّا يتوقع من نتنياهو ألّا يقود إلى هذا السيناريو، بحماقة ووحشية وانحطاط، ما دام ترامب يدعمه، أو يغطيه، وما دام نتنياهو معزولا دوليا، ومأزوما داخليا، ومهَدَّدا بالسجن، وتُرِك يعتدي كما يشاء، ولو بميزان قوى في غير مصلحته، وينتظره الفشل المحتوم، وخطر الفوضى العالمية.

ويبقى سبب أخير يمكن لفت الانتباه إليه، وهو ما يقابل جهود الدول العربية والإسلامية من فشل وعجز في وقف الإبادة البشرية، مما سمح بافتقاد أيّة ثقة أو أمل، ومن ثم ضرورة فعل شيء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو غزة الجرائم غزة نتنياهو جرائم ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الفاشر وغزة: مجاعة واحدة… وضمير عالمي ميت

1 قال الرئيس البرهان أمس وهو يتفقد قواته في كردفان ( العالم ماشغال بينا الفاشر محاصرة والسلاح يدخل رغم قرار مجلس الأمن .). مجلس الأمن الذي انعقد بالأمس..وصف الحالة بمدينة الفاشر باعتبارها “نقطة انهيار إنساني مركزي” رغم هذا الوصف لم يصدر أى قرار ( بل بيان سمج)!! مجلس الأمن وهو وهو يرى المدينة تموت لم يقدم على اى تدخل إنساني لإنقاذ المحاصرين حتى لو بإسقاط الطعام.

بعد جلسة الامس الا يحق لنا أن نتساءل الهذا العالم دين يعتنقه أو إله يعبده؟ إذن، كيف يشاهد هذا الموت الذي تفرضه المليشيا على الفاشر ويقف مشلولًا؟! كيف يرى هذا القتل والتجويع الذي يفرضه الصهاينة على غزة.. ويصهين؟! كل الشواهد تدل على أن العالم تخلّى عن دينه وإنسانيته واختبأ في أقبية الخزي.

أكثر ما يثير الغثيان أنهم يصدّعون رؤوسنا بترهات الديمقراطية والحريات، وكل الشعارات المسمومة التي يلوّثون بها آذاننا صباح مساء، عن حقوق الإنسان ومسؤولية الحماية، وكوكب يجمعنا، وكثير من هذا اللغو الفارغ وبلا حياء.
2
كل طرق الإمداد منذ مايو 2024… مغلقة على الفاشر، الماء ممنوع، والدواء محجوب. عشرات الآلاف (800 ألف بحسب الأمم المتحدة) يعيشون وضعًا إنسانيًا هو الأسوأ في تاريخ السودان الحديث. تصنّف الأمم المتحدة الجوع هناك بـ”المرحلة الخامسة (مجاعة)” وفق تصنيف الأمن الغذائي العالمي (IPC). وصل الحد بالناس إلى أكل “الامباز”، طعامهم الوحيد الآن.
يموت الأطفال يوميًا، بالقصف وبالجوع. وصلت نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى 33.7٪، بينما فاقت الوفيات في بعض الأيام 3 وفيات لكل 10,000 طفل يوميًا — معدل يتجاوز تعريف المجاعة بأشواط. المأساة تتضاعف، ويختلط الجوع بطين الخريف. السكان هناك يأكلون أوراق الأشجار. ومع ذلك، لا تُفتح الممرات، وكأن العالم اتفق على أن يموت السودانيون بصمت!
3
بالأمس قال بيان مجلس الأمن أن مدينة الفاشر تحولت إلى معقل محاصر يقطنه نحو 800 ألف مدني، يعيشون دون ماء أو دواء أو غذاء كافٍ. وبحسب الإحاطة الأممية، فإن المعابر كافة، بما فيها المعبر الحدودي مع تشاد (أدر)، مغلقة، بينما تتعرض قوافل الإغاثة للاستهداف المتكرر، مما يجعل القرار 2736 الصادر في يونيو 2024 – والذي طالب بإنهاء الحصار فورًا – بلا أثر فعلي على الأرض. والى ذلك حذّرت المفوضية السامية من أن “أساليب التجويع القسري” المتبعة قد ترقى إلى جرائم حرب، بل وربما إلى جرائم ضد الإنسانية، إذ ثبتت نية الإبادة الجماعية في استهداف مجموعات سكانية بعينها، كما حدث في وقت سابق بمناطق المساليت بغرب دارفور

من الغرائب أن يجتمع مجلس الأمن لأكثر من ثلاث مرات ليقرّر ويناشد المليشيا لرفع الحصار عن مدينة يموت اهلها بالجوع! مدينة تُحاصر لتُجوَّع، وتُجوَّع لتُخضَع، وتُنسى لتموت ومجلس الامن لايزال يرسل المناشدات الباردة للمليشيا
إنك لتستغرب كيف لمليشيا مجرمة ترتكب الإبادة الجماعية أن تكون قادرة على فرض أجندتها وموقفها على ما يسمى “المجتمع الدولي”! منذ صدور القرار 2736 في يونيو 2024، والمجتمع الدولي ومجلس أمنه يناشدون المليشيا بفك الحصار عن الفاشر، حتى بعد إعلان مجاعة في معسكر زمزم!!

وقبلها في يونيو 2025، دعا مفوّض الأمم المتحدة السامي إلى ضرورة التنفيذ الفوري لحظر السلاح بموجب القرار 1556، باعتبار أن استمرار تدفّق الأسلحة يشكّل تهديدًا مباشرًا للمدنيين في دارفور. ولكن، الأسلحة تتدفّق بالطائرات يوميًا على نيالا، وفي مطارات أم جرس، وليبيا، وكلها تساهم في تسعير الحرب، والعالم يرى ذلك ويعجز عن إلزام المليشيا وداعميها بوقف تسليحها. سلاح يتدفق من كل الجهات، وجوع يقتل المدن، والعالم لا يملك سوى المناشدة!! هل حقا باتت الفاشر “سربرينيتسا السودان”؟ يقول الخبراء، هناك أوجه تشابه مقلقة مع جرائم الإبادة في البوسنة ورواندا!!

المليشيا تحاصر الملايين في كردفان ودارفور، والعالم يغمض عينيه ويصمّ آذانه. المليشيات تقتل وتغتصب وتنهب، حتى الأغذية من قوافل الإغاثة التي تحملها عربات الأمم المتحدة، والعالم لا يرى ولا يسمع. أُصيب العالم فجأة بهاء السكْت، فسكت!!
ما سر هذه المليشيا التي تتمرّد على العالم كله، وليس على السودان فحسب؟ إنها أموال الكفيل، التي تعمل كمصادات في عالم يتلقّى الرشاوى بصدر رحب.. ألم يأتك حديث رشوة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم؟!! تعتمد المليشيا على رشوة هذا العالم المنحط حتى يبقى صامتًا، متجاهلًا الموت الجماعي الذي يواجه الملايين في الفاشر دون أن يُصاب بحكّة ضمير.

ليس الفاشر وحدها تُحاصر لتموت، بل غزة أيضًا، والعالم كله يرى ويسمع… ولكنه عاجز عن الحركة، مات ضميره، وانعدمت أخلاقه، وأضحى بلا عقل، ولا ضمير.
5
على شواطئ غزة، يعيش 2.3 مليون فلسطيني تحت حصار إسرائيلي خانق منذ أكثر من 18 عامًا. ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، دخل القطاع مرحلة غير مسبوقة من الحرمان الغذائي، حيث دُمّرت الغارات المستودعات، الحقول، والمخابز، وتسببت في تجويع مئات الآلاف.
تُقدّر نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بأكثر من 80٪، فيما تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن الملايين الآن يواجهون مجاعة مميتة.

الأطفال يقبرون أمام الكاميرات، والرجال في الطرقات، والنساء على أسِرّة الموت، وكله مبثوث على الهواء مباشرة. الصهاينة يفعلون ذلك… لا يخشون مجلس أمن، ولا رأيًا عامًا عالميًا، ولا الله!!
قرّر العالم، لا إسرائيل وحدها، أن يقتل أهل غزة بالصمت المريب. أمام عينيه تُغلق المعابر، وتُعرقل قوافل المساعدات الدولية أمام عدسات الكاميرات، وهو صامت، عاجز، ومتواطئ.
6
عالمٌ يدّعي التحضّر ويحتفي بالمدنية، يرى الجوع يتربّع على عروش المدن المحاصرة. من الفاشر إلى غزة، ضحاياه المدنيين، الأطفال، النساء، والمرضى. في الحالتين، لا يتعلق الأمر بندرة الغذاء أو بكارثة طبيعية، بل بـحصار متعمّد يُستخدم كأداة سياسية لإخضاع السكان، أو كعقوبة جماعية خارجة عن القانون الدولي.

كيف يُعقل أن يُمنع الغذاء عن طفل في زمزم أو بيت حانون؟ كيف تُترك المدن المحاصرة تحت رحمة القتلة؟! لقد فشلت الأمم المتحدة في كسر حصار الفاشر، كما فشلت في منع إسرائيل من تجويع غزة.

تُرى، على أي شيء اتّحدت تلك الأمم؟ أين وكيف ابتلعت مسؤولية الحماية؟!! هل اتّحدت على قتل الشعوب وقهرها؟ أم على تسويق سياساتها المسمومة؟
هل يمكن، بعد كل ما عرفناه وشهدنا، أن يدّعي عاقل أن لهذا العالم ضميرًا، أو دينًا، أو أية قيم تليق بالإنسان… أو حتى بالحيوانات؟!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: وسط حرب الإبادة والتجويع.. هل تعيد غزة ضبط بوصلة العالم؟!
  • 280 مسيرة جماهيرية بإب نصرة لغزة وتنديداً بالصمت الدولي إزاء جرائم الإبادة والتجويع
  • وقفة قبلية لأبناء مديرية التحرير تنديدا بجرائم الإبادة والتجويع بغزة
  • وقفة قبلية لأبناء مديرية التحرير نصرة لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة والتجويع
  • حماس تدعو لتصعيد الحراك في الأيام المقبلة ضد الإبادة والتجويع بغزة
  • الفاشر وغزة: مجاعة واحدة… وضمير عالمي ميت
  • مسيرة طلابية في مكيراس بالبيضاء تنديدا بجرائم الإبادة والتجويع
  • جامعة 21 سبتمبر تنظم وقفتين تنديداً بجرائم الإبادة والتجويع في غزة
  • مسيرة طلاب بالسخنة في الحديدة تنديدا باستمرار جرائم الإبادة والتجويع بغزة