الثورة نت:
2025-08-09@00:53:29 GMT

ردع استراتيجي يمني متصاعد

تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT

 

 

في تطور لافت، يؤكد اليمن أنه لم يعد رقماً هامشياً في معادلة الصراع الإقليمي، حيث دشّنت القوات المسلحة اليمنية المرحلة الرابعة من عمليات الردع البحري، معلنة بوضوح أن استهداف السفن المرتبطة بالعدو لم يعد مشروطاً بالجنسية أو الموقع، بل مرتبط بالفعل والتعامل. القرار يحمل في طياته تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك ورسالة حازمة لكل من لا يزال يتعامل مع موانئ الكيان الصهيوني بأن مصالحه لم تعد آمنة في البحر الأحمر أو خارجه.


هذا التصعيد لا يأتي في فراغ، بل تتويجاً لتراكمات موقف يمني منسجم مع قضايا الأمة وفي طليعتها القضية الفلسطينية. لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر ملاحي، بل بات ساحة رد حقيقية على العدوان المستمر على غزة ووسيلة ضغط فعالة على داعمي الكيان الغاصب.
الخطوة اليمنية تمثل انتقالاً من مرحلة الدفاع إلى صناعة التأثير وتغيير الموازين، وهي تعكس إرادة سياسية وعسكرية تمضي بثبات نحو فرض معادلة توازن جديدة، حيث تصبح الكلفة السياسية والاقتصادية لأي انحياز للمحتل باهظة وغير مضمونة النتائج.
إنها ليست استعراضاً للقوة بقدر ما هي تموضع واعٍ ضمن مشروع تحرري واضح المعالم، يمنح الشعوب هامشاً من الكرامة والسيادة في وجه مشاريع الهيمنة، ويعيد تعريف مفهوم الردع ليصبح أداة لفرض احترام الحقوق لا فقط لدرء العدوان.
اليمن اليوم لا يخوض معركة موسمية ولا يعبر عن حالة انفعال آنية بل يرسم ملامح مشروع متكامل يتقاطع فيه السياسي بالعسكري ويتداخل فيه الوطني بالقومي والديني فقد بات واضحا أن الاستراتيجية اليمنية لم تعد تقتصر على ردود الأفعال، بل تجاوزتها إلى فعل المبادرة المدروسة التي تربك العدو وتعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
المرحلة الرابعة من الردع اليمني جاءت تتويجا لمراحل سابقة من الالتزام والتصعيد المحسوب، فكل بيان يصدر عن القوات المسلحة اليمنية أصبح يحمل ثقله في الميدان ويرسم اتجاها للمعركة الكبرى التي تخوضها غزة المقاومة نيابة عن الأمة، لا تتحدث اليمن، بل تنفذ، لا تهدد بل تفعل وما تفعله اليوم في البحر الأحمر يمثل ذروة العقل الاستراتيجي الذي بات يملك أدواته ويحدد توقيته بنفسه.
في ظل صمت عربي مطبق وتخاذل دولي مقزز تحضر اليمن كصوت مختلف صوت لا تشتريه الصفقات ولا تكسره التحذيرات، صوت يأتي من عمق المعاناة والإيمان بالقضية ومن فهم حقيقي لطبيعة المعركة، اليمن لا يتفاوض على الكرامة ولا يقايض على السيادة ولا يفرط بحق فلسطين وغزة حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار.
الرسالة وصلت للعالم بأسره أن من أراد أن يتعامل مع الاحتلال، فعليه أن يتحمل تبعات قراره ومن أراد الأمن لمصالحه فليوقف دعمه لهذا الكيان، فالمرحلة لم تعد تحتمل الرمادية والمواقف المتلونة المعركة اليوم مفتوحة والمبادرة لم تعد بيد الكبار التقليديين، بل بيد الشعوب الحرة التي تقرر أن تتحرك وأن ترد وأن تدافع بشرف وشجاعة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تعاون هندوي روسي متصاعد رغم العقوبات الأمريكية.. شراكة استراتيجية في الطاقة والتقنية

أعلنت وزارة التجارة والصناعة الهندية توسيع التعاون بين الهند وروسيا في عدد من القطاعات الاستراتيجية، من بينها إنتاج الألمنيوم والأسمدة والنقل السككي، وذلك عقب الجلسة الحادية عشرة لفريق العمل الهندي-الروسي المعني بالتحديث والتعاون الصناعي.

وذكر بيان رسمي أن الجانبين رحّبا بتعزيز التعاون في مجالات متعددة شملت معدات التعدين، الاستكشاف، إدارة النفايات الصناعية والمنزلية، فضلاً عن بناء القدرات وتبادل التكنولوجيا.

كما شمل التعاون مجالات العلوم والتكنولوجيا الفضائية، بما في ذلك تطوير محركات المكبس للطائرات الصغيرة، وتقنيات ألياف الكربون، والتصنيع الإضافي، والطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأشار البيان إلى أن المحادثات تناولت أيضًا فرص التعاون في تعدين المعادن الأرضية النادرة والمعادن الإستراتيجية، وتغويز الفحم تحت الأرض، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية صناعية حديثة.

وأكد الطرفان التزامهما المتجدد بتعميق الشراكة الصناعية والاقتصادية، في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الهندية دفعة قوية رغم التوترات الدولية.

ويأتي هذا التطور في ظل ضغوط أميركية متصاعدة، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات هندية، مبررًا الخطوة بعلاقات الهند المستمرة مع روسيا، ولا سيما في مجال الطاقة.

في المقابل، نقلت صحيفة “مينت” عن مصادر مطلعة أن مصافي النفط الهندية المملوكة للدولة لا تزال تشتري النفط من روسيا، رغم التلميحات الأميركية إلى عكس ذلك. وتُعد الهند ثالث أكبر مستورد للطاقة في العالم، وتعتمد على الخارج لتغطية أكثر من 80% من احتياجاتها النفطية.

وتزامن هذا مع بيانات حديثة كشفت عن ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي في يونيو/حزيران الماضي إلى أعلى مستوياتها خلال 11 شهرًا، بحسب شركة “كبلر” لتحليلات أسواق السلع، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران.

ويعكس استمرار التعاون بين نيودلهي وموسكو رغبة الجانبين في تعزيز الشراكات الاستراتيجية، رغم التحديات الجيوسياسية والضغوط الغربية المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • سفير بريطانيا في اليمن: ملتزمون بدعم أمن اليمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر
  • مصرع 7 إثيوبيين في البحر الاحمر قبالة سواحل اليمن
  • حالة الطقس اليوم.. جو حار رطب وأمطار في هذه المناطق
  • تعاون هندوي روسي متصاعد رغم العقوبات الأمريكية.. شراكة استراتيجية في الطاقة والتقنية
  • فتى يمني ينتزع الآهات بتعليق رياضي فريد وآمال بوصوله إلى العالمية
  • حالة الطقس المتوقعة اليوم:
  • مجلة عسكرية بلجيكية: صواريخ اليمن غيّرت معادلة الردع الاقليمي
  • طقس اليمن.. توقعات بهطول أمطار شديدة الغزارة خلال الفترة من (5- 18 اغسطس الجاري)
  • اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر