تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة تريم، إحدى كبرى المدن في وادي حضرموت، مساء الجمعة، للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات العامة، وعلى رأسها أزمة الكهرباء، ورفضًا لسياسة القمع الوحشية التي تنتهجها قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان تجاه المتظاهرين السلميين.

وشهدت شوارع المدينة تظاهرات غاضبة، رفع فيها المحتجون لافتات ورددوا شعارات تطالب بإقالة المحافظ مبخوت بن ماضي، و"رحيل حكومة الفساد"، وتندد بسوء الخدمات وانهيار البنية التحتية، في مشهد احتجاجي يتسع يومًا بعد آخر في وادي حضرموت.

وأفاد شهود عيان لـ"نيوزيمن" أن قوات الأمن والجيش المنتشرة بشكل كثيف في شوارع تريم أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين، دون تسجيل إصابات في تلك اللحظة. فيما استمر المحتجون تحركاتهم واحتشادهم حتى إغلاق البوابة الشرقية للمدينة، ما تسبب في شل حركة المرور على الخط الدولي الحيوي الرابط بين محافظتي حضرموت والمهرة، واحتجاز عشرات الشاحنات وسيارات النقل في طوابير طويلة على جانبي الطريق.

ورغم إعلان السلطات المحلية الخميس عن الإفراج عن المعتقلين الذين تم احتجازهم خلال الأيام الماضية، لم تتوقف الاحتجاجات. حيث عاد المتظاهرون بعد ساعات فقط إلى إغلاق الطريق مجددًا عند المدخل الغربي لتريم، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم.

المحتجون افترشوا الأرض أمام مدرعات وعربات عسكرية، في مشهد تحدٍّ واضح للإجراءات الأمنية والعسكرية، مؤكدين تمسكهم بحقوقهم المشروعة ورفضهم لمظاهر العسكرة والقمع، التي باتت – حسب قولهم – تتخذ من مطالب الناس ذريعة لتكميم الأفواه.

كانت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت قد أصدرت بيانًا أكدت فيه "تفهمها لمعاناة المواطنين"، وأعلنت عن "إطلاق سراح كافة المعتقلين"، معتبرة أن قطع الطريق الدولي أدى إلى "أضرار اقتصادية ومادية جسيمة"، وطالبت بضرورة احترام القانون والحفاظ على هيبة الدولة.

وأضافت اللجنة أنها "لن تسمح بانفلات أمني أو المساس بالسلم المجتمعي"، داعية المواطنين للتعاون مع قوات الأمن. كما شددت على متابعة التحقيقات في قضية مقتل الشاب يادين خلال الاحتجاجات، وتكفلت – وفقًا للبيان – بمعالجة الجرحى وجبر ضرر المصابين من المدنيين والعسكريين.

ورغم هذه التصريحات، اعتبر نشطاء وحقوقيون أن البيان لم يتطرق إلى جوهر المشكلة المتمثل في الانهيار الخدماتي الشامل، بل حاول التغطية على فشل الحكومة المحلية في توفير أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها الكهرباء، التي يعاني منها أهالي الوادي منذ سنوات.

وتعد مدينة تريم، كبرى مدن وادي حضرموت، وتعيش منذ أكثر من أسبوع حالة احتقان شعبي متزايد، على خلفية التدهور المتسارع للخدمات، في ظل عجز السلطة المحلية وتجاهل الحكومة المركزية للمطالب المتكررة التي يرفعها أبناء المنطقة.

وامتدت شرارة الاحتجاجات من تريم إلى مدن أخرى في حضرموت، بينها المكلا، في مشهد احتجاجي يومي، يعكس تفاقم الأوضاع المعيشية وتزايد السخط الشعبي. وتتهم قطاعات واسعة من السكان قوات المنطقة العسكرية الأولى، ذات التوجهات الإخوانية، بممارسة القمع واحتكار القرار الأمني، على حساب مطالب المواطنين.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

انتهاكات ترافق توسع الانتقالي في حضرموت.. وتعليق سعودي

دعا محافظ حضرموت اليمنية سالم الخنبشي، إلى تشكيل لجان لحصر "الانتهاكات" التي حدثت بعد دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى المحافظة شرقي البلاد، متحدثا عن "عمليات سطو وسرقة لممتلكات خاصة وعامة".

جاء ذلك في تصريحات إعلامية للخنبشي، الأربعاء، مع تصاعد التوتر شرقي اليمن عقب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي استكمال سيطرته على محافظة المهرة وبسط نفوذه على وادي حضرموت، بينما كشف وفد سعودي عن اتفاق مبدئي لتحييد حقول النفط وسط دعوات دولية لخفض التصعيد.

وفي حين لم تفلح جهود إقليمية ودولية في إحلال السلام باليمن جراء حرب بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، يشهد شرقي البلد العربي منذ أيام مستجدات أمنية عززت مخاوف من تقسيم البلاد.



وخلال الأيام الماضية، أكملت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" السيطرة على محافظة المهرة، كما سيطرت على مناطق بحضرموت وشبوة، بينها حقول ومنشآت نفطية، بحسب المجلس والسلطات المحلية.

وجاءت هذه السيطرة بعد مواجهات محدودة خاضتها قوات "الانتقالي" ضد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وضد قوات "حلف قبائل حضرموت"، وهو كيان قبلي محلي.

وقال الخنبشي: "بعد دخول قوات الانتقالي حدثت انتهاكات منها عمليات سطو وسرقة بعض الممتلكات الخاصة والعامة".

وخلال تصريحات لقناة "العربية" السعودية، دعا الخنبشي "المجلس الانتقالي" بالتعاون مع السلطات المحلية إلى "تشكيل لجان لحصر الانتهاكات بحق المواطنين بالمحافظة واتخاذ المعالجات اللازمة لتعويض المتضررين".

وأضاف: "لم نرصد وصول تعزيزات عسكرية إضافية للمجلس الانتقالي إلى المحافظة".
وأشار إلى أن "المستفيد من الوضع الحالي هو جماعة الحوثي والذين لا يرغبون أن تعيش محافظة حضرموت في هدوء واستقرار وأمن وتسامح اجتماعي".

على جانب آخر، أكد رئيس الوفد السعودي، اللواء محمد القحطاني، موقف المملكة الثابت في دعم التهدئة ووقف الصراع في حضرموت، بعد تصاعد التوتر العسكري في المحافظة الغنية بالنفط في جنوبي شرق اليمن. 

وبحسب "سي أن أن" قال القحطاني، في لقاء مع قبائل المحافظة، الأربعاء، إن السعودية تدعم "فرض التهدئة والاستقرار ووقف الصراع، بعيدًا عن أية محاولات تعيق مسار التهدئة في هذه المحافظة".

وأضاف: "نرفض إدخال المحافظة في صراعات جديدة لا تتحمل المحافظة، المجتمع الحضرمي مسالم وسلمي، فلابد من المحافظة على السلم المجتمعي". 

وأوضح القحطاني مطالبة السعودية "بخروج كافة القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة وعودتها إلى معسكراتها ومقراتها، وأن تتولى قوات درع الوطن مسؤولية وحماية المعسكرات في حضرموت والمهرة".

وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، شهدت حضرموت هدوءا حذرا غداة مواجهات محدودة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي و"حلف قبائل حضرموت"، أسفرت عن مقتل 10 عناصر من الجانبين، في خرق لهدنة جرى التوصل إليها قبل يومين بوساطة سعودية.

وجاء تحرك القبائل على خلفية الانتشار الكبير لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في عدد من المواقع الاستراتيجية في حضرموت، بينها مدينة المكلا، وعدد من الجبال والتلال المحيطة بمقر شركة بترومسيلة" النفطية.

وتأسس "حلف قبائل حضرموت" عام 2013، وينادي بالحكم الذاتي لحضرموت، وهو كيان خاص بأبناء المحافظة، ولا يتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي ولا الحكومة.

وعسكريا تخضع مدن ساحل حضرموت، من بينها المكلا والشحر التاريخية لقوات النخبة الحضرمية، التي تخضع للمجلس الانتقالي الجنوبي، بينما تسيطر على مدن وصحراء وادي حضرموت ألوية عسكرية تتبع الحكومة اليمنية.

مقالات مشابهة

  • لحظة هبوط طائرة فوق سيارة على الطريق السريع بأمريكا.. فيديو
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • مشهد مزدوج: اللاجئين الصوماليين يغادرون اليمن وسط استمرار تدفق المهاجرين
  • انتهاكات ترافق توسع الانتقالي في حضرموت.. وتعليق سعودي
  • الرياض تتحرك من جديد لاحتواء التصعيد شرق اليمن وتطالب بعودة الأمور لنصابها
  • مصر تقود مشهد التهدئة.. عبد العاطي: سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • مسؤول سعودي: المملكة تطالب بخروج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة
  • الانتقالي يعلن بسط سيطرته شرقي اليمن ووفد سعودي يبحث التهدئة
  • ألمانيا تكشف عن موقفها من الأحداث في حضرموت والمهرة  
  • مسئول بحماس: لا مرحلة ثانية من التهدئة في ظل استمرار انتهاكات إسرائيل