الثورة نت:
2025-10-12@22:28:04 GMT

سلاحُ المقاومةِ.. بينَ بقاءِ الأمّةِ وفنائِها

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

 

 

“السلاحُ إن ضاعَ، ضاعَتْ معهُ الكرامة، وإن خُلع، خُلعَتْ هيبةُ الأمة من جذورها، فما كانت الأممُ لتنهضَ إلا بصليلِ السيوفِ ورائحةِ البارود.”
ففي زمنٍ تعالتْ فيه الأصواتُ المناديةُ بنزعِ سلاحِ المقاومة، وانبرى فيه بعضُ من أبناءِ الأمّةِ للعبِ دورِ المحامي عن “السلام الموهوم”، كان لزامًا علينا، نحن أبناءَ الضاد، أن نصدعَ بالحقيقة كما هي، ناصعةً لا يشوبها التزييف، نقيّةً لا يعتريها التمويه، جهرًا لا همسًا، وبلاغةً لا تلعثمًا.


فالسلاحُ ليس قطعةَ حديدٍ تحملها الأيدي، بل هو عنوانُ كرامةٍ، ورمزُ عزةٍ، وحصنٌ منيعٌ تتكسر عليه سهامُ الطغيان. هو، وإن طال صمتُ العربِ، ما زال الناطقَ الوحيدَ باسمِ الأرضِ والعرضِ، وهو وحدهُ من صانَ فلسطينَ حين تخلى عنها الملوكُ والرؤساءُ، وغابتْ عنها المؤتمراتُ والبياناتُ.
إن نظرةً في مرآةِ التاريخِ تكشفُ لنا أن كلَّ أمةٍ نالت حريتها، لم تنلها بالمفاوضات، ولا بالاستجداء، بل بنارِ البندقيةِ، وزئيرِ الثوار.
الجزائر، تلك الأرضُ الطاهرةُ التي خضبتها دماءُ مليون ونصف المليون شهيد، لم تتحرر من نيرِ الاستعمار الفرنسي إلا بعد أن استلّ أبناؤها السلاح، وجعلوا من الجبالِ معاقلَ ومن الصحارى ميدانًا.
الفيتناميون، دكّوا جحافلَ أمريكا تحت نيرانهم، ولم يُمهلوا الاحتلالَ أن يستوطنَ أرضهم.
كوبا تحت رايةِ “تشي غيفارا” و”فيدل كاسترو”، لقّنت الاستعمار درسًا لا يُنسى في المقاومةِ المسلحة.
بل حتى أوروبا ذاتها، ما نالت الخلاص من النازية إلا بالمقاومة المسلحة.
فمن ذا الذي يجرؤ، بعد هذا، أن يقول إن السلاحَ خطرٌ؟ بل الخطرُ كلُّ الخطرِ أن يُنزعَ من يدِ المقاوم، فيصيرَ الوطنُ لقمةً سائغةً في أفواهِ المحتلين، وأرضًا بلا حرّاس.
إنّ ما نشهده اليومَ من دعواتٍ خبيثةٍ لنزعِ سلاحِ المقاومةِ في فلسطين، وفي لبنان – لا سيّما من حزب الله – ليس إلّا حلقةً من حلقات المشروعِ الصهيونيّ الممتد، والذي عجز عن النيلِ من المقاومةِ في الميدان، فأرادها الآن أعزلَ، وحيدًا، محاصرًا لا بسلاحِ العدو، بل بخذلانِ القريب.
السلاح، كما يرى السيد القائد، هو صمّامُ أمانٍ، وهو الحصنُ الأخيرُ بعد انهيارِ جدرانِ الأمة. وإننا إذ نتأملُ في دعوته لتسليحِ فلسطين، لا نملك إلا أن نقفَ مذهولين من واقعٍ فيه تُخذلُ فلسطين من العربِ، وتُدعم من الأحرارِ حيثُ وُجدوا.
فإن التعايشُ مع الصهيونيّ محال، لأن عقيدته تجرّمه. ففي تلمودهم ما يُجيزُ لهم قتلَ غير اليهود، واحتقارَهم، ويصفُ أبناءَ هذه الأمة بأبشعِ الصفات. فكيف يُعقلُ التعايشُ مع من يرى فيك أقلَّ من الحيوان؟!
أليس هذا ما قاله حاخاماتهم؟ بل ألم تُترجم تلك العقيدةُ في المجازرِ المتلاحقةِ: صبرا، شاتيلا، جنين، غزة، وكل بقعةٍ من أرض فلسطين الطاهرة؟
فيا أبناء الأمة، لا تكونوا شهودَ زورٍ على خيانةِ قرنٍ بأسره. إنَّ نزعَ سلاحِ المقاومةِ هو نزعٌ لقلوبِ الرجال، ونزعٌ لراياتِ الكرامة، بل هو خيانةٌ لأشرفِ قضيةٍ في التاريخ.
افتحوا أعينكم، فإنّ المشروعَ الصهيونيّ لم ييأس، بل غيّر التكتيك، وإنّ أصواتَ “الحياد” ليست إلا سهامًا في ظهر المقاومة، وإن صيغت بلغة “العقلانية”.
فالسلاحُ لا يُنزع من المقاوم إلا ويُمنح للعدو، والأمةُ التي تُجرَّدُ من بندقيتها، كالشاةِ التي تنتظرُ الذبحَ، لا تملكُ إلا أن تُذبح.”
لا تخذلوا أنفسكم قبل أن تخذلوا فلسطين. اجعلوا سلاحَ المقاومة مقدّسًا لا يُمسّ، فذلك وحدهُ الكفيلُ بأن تظلَّ الرايةُ مرفوعة والأرضُ مصانة والكرامةُ محفوظة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قيادي بـ”حماس”: نرفض أي دعوة لنزع سلاح المقاومة في ظل وجود الاحتلال

الثورة نت /..

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد نزال، اليوم الأحد، إن “السلاح بالنسبة لحماس مرتبط بوجود الاحتلال وأي دعوة لنزعه أو وضعه جانبا أو التحفظ عليه إذا كانت تعني تجريد المقاومة منه فهي مرفوضة”.

وشدد القيادي بـ”حماس”، في تصريح لوكالة سبوتنيك، على ضرورة تحديد طبيعة مهمة أي قوة دولية يُطرح نشرها في قطاع غزة كي تقرر المقاومة قبولها أو رفضها.

وأضاف أن “حركة حماس لديها تصورات بشأن المرحلة القادمة في غزة وستطرحها عند استئناف المفاوضات”.

وأوضح نزال، أن “حماس ترى تكليف لجنة من التكنوقراط المستقلين بإدارة غزة لفترة انتقالية تُجرى بعدها انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية والقطاع”، مؤكدا أن “الحركة لا تقبل فكرة “المندوب السامي” لإدارة قطاع غزة والشعب الفلسطيني لديه من الكفاءات ما يغنيه عن الوصاية الدولية ويجب أن يحكم نفسه”.

وتابع: “تصورنا لإدارة قطاع غزة يقوم على تكليف لجنة من الخبراء التكنوقراط المستقلين بإدارة القطاع في المرحلة الانتقالية، وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي يتم تحديد مدتها، يمكن الذهاب إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة لانتخاب رئيس جديد وانتخاب مجلس تشريعي جديد، حتى يحتكم الناس إلى صناديق الاقتراع ويختاروا قيادتهم وممثليهم”.

وفجر الخميس الماضي، أعلنت حركة “حماس” التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن دخول المساعدات وتبادل الأسرى، داعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الضامنة للاتفاق، إضافة إلى الدول العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول عسكري أردني سابق: تسليم سلاح حماس مرتبط بهيئة انتقالية فلسطينية - مصرية
  • قيادي بـ”حماس”: نرفض أي دعوة لنزع سلاح المقاومة في ظل وجود الاحتلال
  • اليمنيات في ذكرى “الطوفان”: حضورٌ يكتب الموقف بالوعي والإيمان
  • عضو المكتب السياسي لحماس: هناك من يحاول أن يصور أن سلاح "المقاومة" هو معضلة استقرار المنطقة
  • قبل صفقة تسليم الأسرى.. حماس: نزع سلاح المقاومة خارج النقاش
  • هدوء هش تحت النار.. نزع سلاح حماس يعيد التوتر إلى اتفاق ترامب
  • حماس: سلاح المقاومة خارج النقاشات ونزعه غير وارد
  • حماس: لن نسلم سلاحنا بالكامل بل سنمنحه إلى جيش دولة فلسطين
  • محافظة إب تشهد 346 مسيرة حاشدة دعمًا للشعب الفلسطيني وإحياءً لمعركة “طوفان الأقصى”
  • فلسطين وسلاح الدمار الشامل!