المسلة:
2025-08-11@14:09:54 GMT

مؤشرات ترتفع.. ومصداقية تهبط!

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

مؤشرات ترتفع.. ومصداقية تهبط!

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: علي مارد الأسدي

ليس من أخلاقيات البحث العلمي، أن يلزم طالب دراسات عليا بالاستشهاد ببحوث أساتذته أو بزملائهم. وليس من المعقول أن يفرض عليه تزيين هوامش رسالته بأسماء لا تربطها بموضوع بحثه إلا صلة الجغرافيا أو سلطة المشرف أو الجامعة.

بتعبير أوضح: حين نرغم الباحث على أقحام أسماء ومجلات ومصادر لا تمت بصلة حقيقية لإطروحته، فإننا لا نرتكب خطيئة علمية فقط، بل نمارس تزويرًا ناعمًا تحت مظلة الشرعية الأكاديمية.

أن هذه الممارسات تحول الاستشهادات العلمية Citations إلى أداة ترقيعية غير أمينة هدفها رفع مؤشرات H-index لمجلات الجامعة وأساتذتها، حتى وإن لم تكن تلك الأبحاث ذات قيمة أو صلة بالبحث. ولأن التشدق بالوطنية (ملاذ الأنذال) كما يقول أحد الفلاسفة، ربما يتوسل بعضهم مبررًا بعبارات من قبيل “الهوية الوطنية للبحث” أو حتى “تشجيع الإنتاج المحلي”، لكن ما يحدث حقيقة لا يتجاوز تعزيز الهيمنة الأكاديمية غير المستحقة لبعض الأسماء، وتمهيد الأرضية لنيل الترقيات أو الجوائز عبر شبكة من المجاملات والعلاقات والمسارات الإدارية المفروضة.

ولهذا يعاني طالب شهادة الماجستير أو الدكتوراه كثيرًا ليس فقط في إعداد البحث، بل أيضًا لتلبية متطلبات الاستشهاد الداخلي، التي تحولت إلى هدف البحث وغايته. وهذا الأمر ينسحب على التدريسي كذلك، فقد لا تحتسب له أبحاثه لغرض الترقية إلا إذا قام بالواجب واستشهد بزملائه في القسم، أو نشر في مجلات الجامعة نفسها، التي غالبًا ما تمنح كتب الشكر والتقدير على عدد مرات الاستشهاد، لا على جودة البحث ذاته!

ولا تتوقف المهازل عند هذا الحد، بل تطورت وتحولت إلى ثقافة سائدة في الأوساط الأكاديمية، تتمظهر في الاستشهادات المتبادلة بين الأصدقاء والمعارف، التي يجري ترتيبها مسبقًا خارج أسوار المنطق والأمانة العلمية، بهدف تضخيم المؤشرات الشخصية في قواعد البيانات مثل Scopus في لعبة تخادم مكشوفة عنوانها: أذكرني لأذكرك!

إن هذه الممارسات لا تسيء فقط إلى الباحث، بل تهز الثقة في المنظومة والبيئة الأكاديمية بأكملها. لأن الاستشهاد العلمي ليس وسيلة للمحاباة، بل أداة للدقة والمنهجية والرجوع إلى كل ما له صلة حقيقية بموضوع البحث. فإذا تحول إلى فرض إداري أو عرف اجتماعي، فهنا تفقد البحوث معناها، وتضيع جدواها، وتشوه نزاهتها، وتضعف مصداقيتها.

ولا عجب السكوت عن هذه الانتهاكات الشائعة، فمعظم الطلبة والتدريسيين يفضلون الصمت، ومجاراة الوضع العام، لأنهم يعلمون أن ثمن المواجهة والرفض والتصادم قد يعني التضحية بمستقبلهم الأكاديمي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 11 فلسطينيا بسبب المجاعة في غزة.. والحصيلة ترتفع إلى 212

استشهد 11 فلسطينيا في غزة بسبب المجاعة وسوء التغذية حيث يعاني القطاع من حصار إسرائيلي خانق منذ مارس الماضي، إلى جانب عدوان مستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف.

مصر وتركيا تعلنان رفضهما القاطع لإعلان إسرائيل السيطرة على قطاع غزةالسلطات الإيرانية تلقي القبض على 20 مشتبهاً بأنهم عملاء للموساد الإسرائيلي

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، نقلا عن مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم السبت، بأن 11 فلسطينيا استشهدوا، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت وكالة وفا أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 212 شهيدًا، من بينهم 98 طفلًا.

يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

الدول العربية والإسلامية:خطة إسرائيل للسيطرة على غزة انتهاك صارخ ومحاولةً لفرض أمر واقعذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي تصيب عسكريين بالجيش اللبناني

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.

طباعة شارك استشهاد 11 فلسطيني المجاعة في غزة المجاعة وسوء التغذية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • مؤتمر قريباً.. الجلالة الأهلية تسعى لتوظيف البحث العلمي لدعم الاقتصاد الوطني
  • تراجع الكوليرا في الخرطوم ومعدلات الإصابة ترتفع بإقليم دارفور
  • أسعار الأرز تهبط لأدنى مستوياتها منذ 8 سنوات الاسعار الجديدة
  • أسعار الأرز تهبط لأدنى مستوياتها منذ 8 سنوات بعد حصاد قياسي
  • مقاتلة بريطانية تهبط اضطرارياً في مطار ياباني
  • وفيات الجوع في قطاع غزَّة ترتفع 35 ضعفاً
  • استشهاد 11 فلسطينيا بسبب المجاعة في غزة.. والحصيلة ترتفع إلى 212
  • السوداني: تم إحالة 4 وزراء للقضاء بسبب شبهات رافقت أدائهم
  • مؤشرات وول ستريت ترتفع بدعم من أسهم شركات التكنولوجيا