هل يعيد لقاء ترامب وبوتين المرتقب تشكيل النظام العالمي؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – رصدت تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية آراء عدد من الخبراء بشأن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الجمعة القادم.
وأفاد تيبيريو غراتسياني، رئيس معهد Vision & Global Trends للتحليل العالمي ومركزه إيطاليا، أن ترامب اختار ألاسكا للقاء بوتين استنادا على سببين، مشيرا إلى أن ترامب بهذا يؤكد على نيته لتعزيز دور البيت الأبيض كعنصر دبلوماسي أمريكي.
وأوضح غراتسياني أن السبب الآخر يرجع إلى أن المنطقة تعكس التاريخ والموقع المشترك مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والتقارب بين ترامب وبوتين والمساقبة بين ترامب والاتحاد الأوروبي.
وذكر غراتسياني في تصريح لوكالة سبوتنيك أن القمة لا تركز فقط على أوكرانيا، بل في الوقت نفسه ستتناول خطة الميراث الأمني الذي سينهي مخاوف روسيا الوجودية بشان نوايا بروكسيل ولندن، وستعترف بمصالح أمريكيا في القارة الأوروبية.
وأكد غراتسياني أن ترامب وبوتين يعملان على إعادة تشكيل النظام العالمي، مشيرا إلى اختلاف أهداف كل من ترامب وبوتين وأن ترامب يرغب في حماية سيادة الولايات المتحدة في المنظومة الدولية متعددة الاقطاب الجديد في حين يهدف بوتين بتعريف النظام الدولي الجديد بإشراك الدول الجنوبية العالمية في عملية النقاش واتخاذ القرار.
على الصعيد الآخر، صرح نجوين مينه تام، المدير السابق لمركز المعلومات والتوثيق التابع لوزارة الأمن العام في فيتنام، أن ترامب يسعى لتحميل الناتو والاتحاد الأوروبي مسؤولية أوكرانيا، قائلا: “الولايات المتحدة ستحمل الناتو ودول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص مسؤولية حل الأزمة عبر التفاوض مع روسيا. وسيلعب الأمريكان فقط دور داعم”.
وأفاد نجوين أن روسيا لن تقدم أية تنازلات فيما يتعلق بنزع السلاح النازي ومنح كييف وضع الحياد قائلا: “الهدف النهائي للعملية العسكرية الخاصة التي تشنها روسيا في أوكرانيا ان يتغير مهما قدم الأمريكان لروسيا من أجل التفاوض”.
Tags: الاتحاد الأوروبيالحرب الروسية الأوكرانيةالناتوالنظام العالمي الجديددونالد ترامبفلاديمير بوتينلقاء ترامب وبوتين
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الحرب الروسية الأوكرانية الناتو النظام العالمي الجديد دونالد ترامب فلاديمير بوتين لقاء ترامب وبوتين ترامب وبوتین أن ترامب
إقرأ أيضاً:
المحرض العالمي
ما زال القلق يثار إزاء الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" حيال سياسته الخارجية. وما زال قادة العالم يشككون فيما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بسياستها الخارجية التي ترتكز على مبدأ ( أمريكا أولا) مستعدة للاضطلاع بدور قيادي في الشؤون العالمية أم لا. يأتي ذلك نتيجة لما عكسته سياسة ترامب من علامات استفهام حيث إنه منذ أن تولى منصبه كرئيس للولايات المتحدة قلب السياسة الخارجية الأمريكية رأسا على عقب، وقلص المساعدات الخارجية، وفرض رسوما جمركية على دول صديقة ومعادية على حد سواء، وأقام علاقات أكثر دفئا - وإن كانت لا تخلو من التقلبات - مع روسيا، وسعى إلى حل عدد من أكثر النزاعات في العالم ولم يحقق النجاح المأمول.
جاءت كلمة " دونالد ترامب" مؤخرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مرور ثمانية أشهر من ولايته الثانية التي اتسمت بتخفيضات حادة في المساعدات، وأثارت مخاوف إنسانية و شكوكا حول مستقبل الأمم المتحدة مما دفع الأمين العام للمنظمة الدولية إلى محاولة خفض التكاليف وتحسين الكفاءة. ومؤخرا بادر " ترامب" فعقد اجتماعا مع مسؤولين من مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان لمناقشة الوضع في غزة. وجاء ذلك قبل أيام من استضافته لرئيس وزراء إسرائيل " بنيامين نتنياهو". وفي المقابل خرج " ترامب" يحرض ضد الفلسطينيين ويجهر بمعارضته قيام دولة فلسطينية، ولم يخف بذلك معارضته للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وبذلك وضح الموقف الأمريكى وهو الرفض الصريح لفكرة استقلال فلسطين كدولة قائمة بذاتها.
لم يكن ذلك غريبا، ففي يونيو الماضي قال " مايك هاكابي" السفير الأمريكى الحالى لدى إسرائيل بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تؤيد إنشاء دولة فلسطينية، وسبقه في ذلك " ماركو روبيو" وزير الخارجية الأمريكى عندما صرح قائلا: "بأن حركة حماس ستشعر بمزيد من الجرأة بفعل الوضع الدولى نحو الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة". وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفى مشترك مع " بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل في اللقاء الذي جمعهما في 15 سبتمبر الماضى ليردد بذلك الحجة الإسرائيلية القائلة بأن الاعتراف بفلسطين كدولة يمثل مكافأة للإرهاب. هذا بالاضافة إلى ما قاله من أن "الولايات المتحدة حذرت المؤيدين لفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث إن أمرا كهذا قد يدفع إسرائيل نحو ضم الضفة الغربية المحتلة".
سبق ذلك ما قاله " ماركو روبيو" للصحفيين في مطلع سبتمبر الماضي:" قلنا لهم: إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيقود إلى مثل هذه الإجراءات المتبادلة، وسيجعل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة أكثر صعوبة، بل ويعد جائزة لحركة حماس ومكافأة لها". وزيادة في توضيح موقفه قال "روبيو": "أنا في ذلك أختلف مع رئيس الوزراء البريطانى " كير ستار مر" بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية". أكثر من هذا بادر " ترامب" فانتقد إعلان فرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى الاعتراف بدولة فلسطينية، وأضاف: "إن إسرائيل وغزة مسألة معقدة ولكن إدارته ستتعامل معها". وفي حين وصف هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل بأنه أسوأ الأيام وأكثرها عنفا في تاريخ العالم، فقد تجاهل الإشارة إلى عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال حربها المستمرة على غزة منذ نحو عامين.