انعقاد اللقاء الموسع لقيادات الدولة بمناسبة قدوم ذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
الثورة نت /..
عُقد بصنعاء اليوم اللقاء الموسع لقيادات الدولة بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ، امتثالًا لقوله تعالى “لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَٰتُ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ”.
وألقى عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، كلمة خلال اللقاء الذي حضره رؤساء مجالس النواب الأخ يحيى علي الراعي والوزراء أحمد غالب الرهوي والشورى محمد حسن العيدروس والقضاء الأعلى القاضي عبدالمؤمن شجاع الدين، أكد فيها أهمية هذه المناسبة ومكانتها العظيمة لدى أبناء الشعب اليمني وأهمية الاحتفاء بها امتدادًا لاحتفاء الأجداد بها على مدار قرون.
وأوضح أن المجلس السياسي الأعلى، يقدّر كثيرًا ما تقوم به أجهزة الدولة من أعمال ومهام وتنفيذ لموجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.
ونوه بروح المسؤولية الدينية العالية التي تجسّدها صنعاء اليوم وكافة المحافظات الحرة من خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ومستوى التفاعل الشعبي الطوعي مع كافة الفعاليات والأنشطة التي تقام للعام العاشر على التوالي بهذه المناسبة.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن الشعب اليمني قدّم موقفًا تضامنيًا أخويًا ودينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا مشرفًا مع القضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم كما في الماضي القريب لمؤامرة كبرى بتواطؤ قذر من قبل عدد من الأنظمة العربية وعلى رأسها المطبعة منها.
وذكّر في هذا الجانب بمؤتمر نيويورك بشأن فلسطين والذي جاء لحل وإلغاء القضية الفلسطينية وإفساح المجال أمام هيمنة العدو الإسرائيلي على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على الأقطار العربية، مشيرًا إلى ما حمله خطاب قائد الثورة الخميس الماضي، من رد قوي على مخرجات ذلك المؤتمر الصهيوني، الذي تجاوز الحقائق على الأرض وحجم التضحيات الجسيمة التي يقدّمها الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه وصنع استقلاله.
وحيا عضو السياسي الأعلى، القوات المسلحة اليمنية وجهودها العظيمة وغير المسبوقة في إسناد أبناء غزة وإغلاق الملاحة البحرية في البحر الأحمر أمام السفة الصهيونية وكافة الشركات المتعاونة مع العدو على النحو الجريء والفاعل والمؤثر على اقتصاد الكيان الغاصب.
وقال “على العالم أن يعرف بأن اليمن ليس دولة عابرة في التاريخ، بل دولة متجذرة في هذا الجزء من العالم منذ آلاف السنين وحاضر بقوة في التاريخ الإسلامي كما هو حاضر اليوم بقيادة قائد الثورة”.
وأضاف “إن كل من عمل في هذا الظرف واللحظة التاريخية يشعر باعتزاز كبير بأنه وقف إلى جانب الحق الذي تكالبت عليه 17 دولة بقيادة السعودية وبدعم من الدول الرأسمالية الكبرى في العالم”.
واختتم الدكتور بن حبتور، كلمته بالتأكيد على أهمية مشاركة كافة القيادات والمسؤولين، والمواطنين في عموم المحافظات الحرة الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة.
بدوره وصف رئيس مجلس الوزراء، احتفاء الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف بالمميز والفريد .. موضحًا أن الاحتفاء النوعي بهذه المناسبة الشريفة ليس بغريب على أبناء اليمن الذين ناصروا الرسول الكريم في مهد الدعوة واصطفوا وقاتلوا معه ويناصرونه اليوم بمختلف الوسائل.
ولفت إلى أن من المفارقات العجيبة أن الدول العربية التي تحتفل برأس السنة الميلادية على ذلك النحو العجيب تنظر للاحتفال بذكرى المولد النبوي على أنه بدعة، مؤكدًا أهمية الوحدة بين الأمة والسير على الهدي النبوي المحمدي لأن في هذا الخير كل الخير لها ورفعتها وعزتها بين الأمم.
واعتبر الرهوي، ما تمر به الأمة اليوم من هوان وضعف حد عدم قدرتها على إدخال قنينة ماء أو كسرة خبز للمحاصرين المظلومين المستضعفين في غزة، نتاجًا لابتعادها عن دينها ونهج نبيها .. لافتًا إلى أن العدو الصهيوني الذي يقتل أبناء غزة بمختلف شرائحهم لا يقيم وزن لأحد لأنه أمن المسألة والعقوبة.
وأفاد بأن اليمن بقيادة قائد الثورة منذ اللحظات الأولى كان يُدّرك حجم التبعات الكبيرة لإسناده لأبناء غزة الذي يُعّد موقفًا مشرفًا لجميع أبناء الشعب اليمني.
ودعا رئيس مجلس الوزراء الجميع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتوطيد الجبهة الداخلية، مبينًا أن المحافظات الجنوبية اليوم أكثر تمسكًا بالوحدة بعد تكشف الوجه القبيح لحاملي راية الانفصال المقيت وممارساتهم الكارثية التي تسببت بوصول الأوضاع إلى هذا الانحدار غير المسبوق في المحافظات والمناطق المحتلة.
وقال “اليوم نحن منشغلون بالوضع في غزة، وغدًا سنتفرغ لمواجهة المحتل الصغير السعودي، الإماراتي الذي ليس بحجم ولا قوة المحتل السابق البريطاني، وصنعاء ستعيد لليمن مكانته التاريخية ومجده وألقه وقدرته وقدرة شعبه على اجتراح الانتصارات تلو الانتصارات وصنع التطور والازدهار لهذا الشعب العريق”.
وعبر الرهوي، في ختام كلمة عن الأمل في أن يكون يوم 12 ربيع الأول المقبل يومًا عظيمًا من حيث حجم المشاركة الرسمية والشعبية في إحيائه والابتهاج بمولد خير البرية وخاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي اللقاء الذي حضره النائب الأول العلامة محمد مفتاح ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان ونائب رئيس مجلس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني ونائب رئيس مجلس النواب عبدالرحمن الجماعي ونائبي مجلس الشورى محمد الدرة وضيف الله رسام وعدد من الوزراء، أشار وزير الإعلام هاشم شرف الدين، إلى تزامن احتفال الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام مع احتفالاته بأعياد الثورة المباركة وفي خضم معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
واستعرض عدد من النقاط الأساسية التي ينبغي التركيز عليها من قبل الجميع خلال هذه المناسبة الدينية الجليلة وتفاعلهم مع فعالياتها وأنشطتها.
وأكد الوزير شرف الدين بهذا الشأن أهمية التأكيد على أن شخصية الرسول الأكرم، إنما هي التطبيق العملي لتعاليم القرآن الكريم وكذا ربطها بجهاده ضد الطواغيت الذي يعد جوهر السيرة النبوية واتصال ذلك بالواقع اليوم والجهاد ضد المشروع الصهيوني والدفاع عن غزة.
ولفت إلى أهمية تعرية جرائم العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك النموذج الأمريكي المشوه للإسلام الذي يقوم على إخضاع الأمة للهيمنة الأمريكية، الصهيونية والغربية.
وأشاد وزير الإعلام بالموقف الحكيم والشجاع للقيادة الثورية والشعب اليمني في الصمود ونصرة القضية الفلسطينية المتأسس على الارتباط الوثيق بالرسول الكريم، لافتًا أهمية تسليط الضوء على الوحدة الوطنية كواجب وطني وديني وربط الخطاب الديني بالخطاب الوطني السياسي.
حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات مدنية وعسكرية وأمنية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المولد النبوی الشریف بذکرى المولد النبوی رئیس مجلس الوزراء السیاسی الأعلى الشعب الیمنی قائد الثورة فی هذا
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ميلاد الزهراء - نص البيان
وفي بيان صادر عنه بهذه المناسبة، أكد قائد الثورة أن إحياء ذكرى مولد الزهراء يمثل محطة روحية وتربوية تستعيد فيها الأمة سيرة سيدة نساء العالمين، بما تحمله من قيم الإيمان والسمو الأخلاقي، وما تمثله من قدوة راسخة للمرأة المسلمة عبر العصور.
وأشار إلى أن النصوص النبوية المتواترة لدى مختلف المذاهب الإسلامية تؤكد مكانة الزهراء الرفيعة وعلو شأنها الإيماني.
وأوضح أن استحضار هذا النموذج الإيماني ضرورة ملحّة في ظل ما تواجهه الأمة من حرب ناعمة تستهدف هويتها وقيمها، وتسعى إلى صناعة ثقافات دخيلة تُبعد المرأة والرجل معًا عن نهج الإسلام الأصيل.
وشدد قائد الثورة، على أهمية تعزيز الوعي لدى المرأة المسلمة لحماية انتمائها الإيماني من محاولات التضليل والانحراف.
وفيما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}[الكوثر:1-3]
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة ذكرى مولد الصدِّيقة الطاهرة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وفي اليوم العالمي للمرأة المسلمة، أتوجَّه بأطيب التهاني والتبريك لأمّتنا الإسلامية، وعلى وجه الخصوص لشقائقنا المسلمات في كلِّ أنحاء العالم.
إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاء بقرَّة عين رسول الله صلى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء المؤمنين كما في النصوص النبوية المعروفة والمروية للأمّة الإسلامية بمختلف مذاهبها، وبما تدلّ عليه من كمالها الإيماني العظيم، وارتقائها الأخلاقي والإنساني إلى المراتب العليا، وموقعها في القدوة الحسنة والنموذج الملهم لكل النساء المسلمات، وهذا مِنْ أهم ما ينبغي ترسيخه لدى المرأة المسلمة في هذا العصر، الذي تواجه فيه أمتنا الإسلامية جمعاء برجالها ونسائها وكبارها وصغارها أعتى وأشدّ حرب شيطانية ناعمة مضلة مفسدة، تستهدف هويّتها الإيمانية، وترمي إلى صنع ثقافات وولاءات تنحرف بها عن نهج الإسلام العظيم، وتربطها بالمضلّين والمغضوب عليهم من الله رب العالمين، الذين هم أعداؤها الذين حذّرها الله منهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100] ، وفي قوله جلَّ شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51]، وقال تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، وقال تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة:64].
إنَّ أمّتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة المفسدة المضلّة أكثر من الحرب الصلبة، وما حالة التيه، والشتات، والحالة المخزية، والذلة، والمسكنة، والتبعية العمياء للأعداء، التي نرى عليها معظم أمة الملياري مسلم، إلَّا شاهد على ذلك، حيث نجح الأعداء بذلك بتطويع معظم الأنظمة وأكثر الشعوب وإخضاعها لإملاءاتهم، وحوّلوا ثرواتها إلى مأكلة لهم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية، وقوّتها البشرية إلى أدوات طيِّعة مسخَّرة مستعبدة لهم، وفرَّغوها من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي إلى مستوى فظيع، وكان من أبرز تجلّيات هذه الحالة- ولا يزال- موقف معظم أمة الملياري مسلم تجاه ما يقوم به العدو اليهودي الصهيوني، وشريكه الأمريكي، وداعموه من صهاينة الغرب من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وممارسة أبشع وأفظع الجرائم الرهيبة بحقه، بما في ذلك: إعدام وقتل الأطفال الخدَّج في حضانات الأطفال، والأطفال الرضّع الذين قتل منهم الآلاف بالقنابل والسلاح الناري، وبالتجويع ومنع الحليب عنهم، وقتل بعضهم عقب ولادة أمّهاتهم لهم، وكذلك قتل الآلاف من النساء المسلمات من كل الفئات العمرية وفي مختلف الأحوال، بما في ذلك النساء الحوامل، والمسنّات، والصغيرات، والكبيرات، إضافة إلى امتهان كرامتهن الإنسانية، وارتكاب جرائم الاغتصاب لانتهاك حرمة البعض منهن... وغير ذلك من الممارسات الإجرامية الفظيعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي لهولها وفظاعتها تحرّكت شعوب في أقصى الأرض بدافع الضمير الإنساني، وخرجت في مظاهرات كثيرة ومستمرّة، وعبَّرت عن سخطها الشديد تجاه العدوّ الصهيوني وجرائمه، وتحرّكت قوى حيّة في مختلف أنحاء الأرض لأنشطة متنوعة لنصرة الشعب الفلسطيني، بينما كانت الحالة المختلفة تماماً هي في معظم البلدان العربية والإسلامية التي لم تتخذ أي موقف، ولم يصدر منها أي تحرك.
بل والأسوأ من ذلك: ما فعلته بعض الأنظمة العربية من تقديم العون الاقتصادي، والمالي، والإعلامي، والاستخباراتي للعدوّ الإسرائيلي، إضافة إلى الإسهام في تكبيل الأمّة عن أي تحرك فاعل لنصرة الشعب الفلسطيني، إنَّ هذا من أكبر وأوضح التجلّيات للخلل الرهيب في واقع الأمة، والانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي، وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي، فمعظم المسلمين في أنحاء الأرض يعيشون أزمة حقيقية، وإفلاس على مستوى الوعي، وعلى مستوى الأخلاق والقيم، وهذا هو السرّ الحقيقي الذي جعل من هذه الأمة الكبرى: أمّة الملياري مسلم، التي تمتلك الإمكانات الهائلة، والعدد الملياري، والجغرافيا الواسعة، فاقدة لقيمة كل تلك العوامل والعناصر المهمّة للقوة، وتحوّلت إلى غثاء كغثاء السيل كما في الحديث النبوي الشريف؛ ولهذا تجرَّأ عليها عدوّها اللدود اليهودي الصهيوني إلى درجة أنَّه يسعى بكل طمع لفرض معادلة الاستباحة لها في الدم، والعرض، والأرض، والمقدّسات، والدين، والدنيا، ويسعى إلى إرغامها لتقبل بذلك، ويشاركه الأمريكي لفرض ذلك على الأمّة، وأصبحت كثير من الأنظمة العربية ومعها كثير من النخب قابلة بذلك، وتوجّه لومها إلى من لا يقبل بذلك من أحرار الأمّة، ممّن بقي لهم كرامة إنسانية، وعزّة إيمانية.
إنَّ الحالة التي عليها المنافقون من أبناء الأمّة الإسلامية في ولائهم للصهاينة، ومعاداتهم للمؤمنين والمجاهدين في سبيل الله من أبناء الأمة؛ هي الحالة التي عبَّر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}[البقرة:18]؛ لأن البراهين من الوقائع الكبرى والأحداث اليومية تشهد وتدلّ بشكل قاطع على بطلان خيارهم ومسارهم في النفاق والخنوع للأعداء، والولاء لهم، والقبول بالعبودية لهم تحت عنوان: [السَّلام]، الذي حرَّفوه عن معناه الحقيقي، وجعلوا محتواه الاستسلام، والقبول بالاستباحة التامّة، والعبودية المطلقة المذلّة لأجرم وأحقد وأقبح وأسوأ عدوّ للأمة، وهو العدوّ الإسرائيلي، والقبول بسيطرته على المنطقة بكلها تحت عنوان: [تغيير الشرق الأوسط]، والارتباط به في كل شيء، والتخلّي عن الدين، والكرامة، والحرية، والعزّة، وبيع كل القيم من أجله.
إنَّ نموذجاً واحداً من نماذج الخيار النفاقي والاستسلامي، والتعبير عن الولاء لأمريكا، والارتماء في الحضن الصهيوني، والنتيجة لذلك هو كاف في إيضاح الحقيقة لكل إنسان بقي له أدنى مستوى من الفهم والإدراك الإنساني، وذلك النموذج هو الجماعات المسيطرة على سوريا، فهي واضحة وصريحة في خيارها وارتباطها وتوجهاتها التي تعلن فيها ولاءها للأمريكي، وأنّها لا تعادي إسرائيل، وأنّها تسعى لعلاقة معها، وأنّها تعادي من يعاديها، وهي بالفعل كذلك، ومع كلِّ ذلك بلغ عدد الغارات الجوية المدمِّرة أكثر من ألف غارة، والاحتلال لمساحة ثمانمائة كيلو متر، والتوغّلات العسكرية الإسرائيلية إلى ريف دمشق، على بعد كيلوهات من العاصمة دمشق، والاختطافات يومية لأبناء الشعب السوري... وغير ذلك من أشكال الاستباحة التامة، كما أنَّ من الشواهد الجليّة لحقيقة العدوانية والإجرام الصهيوني: الانتهاكات المستمرّة للاتفاقات الدولية التي عليها ضمناء، كما هو الحال في غزة ولبنان.
إنَّ انعدام البصيرة والوعي، وموت الضمير الإنساني لدى معظم أنظمة ونخب وشعوب العالم الإسلامي إلَّا القليل، هي نتاج للحرب الشيطانية المفسدة المضلّة؛ ولذلك فإنَّ من المهم جدًا الاستفادة من هذه الذكرى المباركة، والمناسبة العزيزة: ذكرى مولد الزهراء عليها السلام، وسائر المناسبات الإسلامية في إحياء الروح الإسلامية، والإضاءة بنور الهدى لتصحيح المفاهيم، وكشف الظلمات المتراكمة، وإزاحة الغشاوة التي أعمت قلوب الكثير والله المستعان.
إنَّ الإسلام العظيم بقرآنه ورسوله هو النور الأسمى، الذي يتحقق من خلال الارتباط الوثيق به تحقيق الارتقاء والكمال الإنساني إلى أعلى المراتب، كما هو في النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة: فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وكما نماذجه الراقية من رجال ونساء ممن ينبغي أن تستلهم الأمّة منهم أسمى الروحية، وأرقى الوعي، وأعظم التأثير، لتستعيد الأمّة بذلك كرامتها الإنسانية، وعزّتها الإيمانية، وحضورها العالمي، ودورها المفترض بها في حمل الرسالة الإلهية، وإرث الأنبياء، والسعي لإقامة القسط، وإنقاذ المستضعفين والمظلومين والمحرومين، وكسر شوكة الطغاة والمجرمين والظالمين، والإضاءة بنور الله للعالمين، بدلاً من التبعيّة والعبودية والخنوع للمستكبرين والشياطين والمفسدين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛