صوت غزة للعالم.. كيف تناول الإعلام الأفريقي اغتيال أنس الشريف ورفاقه؟
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
في مساء العاشر من أغسطس/آب، وبينما كانت غزة ترزح تحت القصف الإسرائيلي، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة مروعة بحق خمسة من صحفيي قناة الجزيرة، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع.
لم يكن الحدث مجرد استهداف للأفراد، بل محاولة ممنهجة لإسكات الحقيقة في لحظة مأساوية. وبينما التزمت بعض وسائل الإعلام الغربية الصمت أو لجأت إلى التبرير، جاء صوت الصحافة الأفريقية مختلفا: صادقا، وغاضبا، ومتضامنا.
في هذا العرض الصحفي، نستعرض كيف تناولت أبرز وسائل الإعلام الأفريقية هذه الجريمة، من نيجيريا إلى جنوب أفريقيا، مرورا بغانا وكينيا والسنغال.
نيجيريانقل موقع "صوت نيجيريا" بيانا صدر عن مؤتمر علماء نيجيريا، حيث وصف الشيخ عبد الرحمن أحمد ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، واعتبر اغتيال صحفيي الجزيرة "جريمة مدبرة ضد حرية الصحافة".
ونقل الموقع عنه قوله إن "العدوان الحالي ليس دفاعا عن النفس، بل هو فصل جديد من ممارسة الإبادة والتجويع كسلاح حرب".
وصفت صحيفة "توكو" الكينية اغتيال أنس الشريف بأنه "فصل غير مسبوق في تاريخ الإعلام"، ونشرت وصيته التي كتبها قبل استشهاده: "إذا وصلتكم كلماتي، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي… لم أتردد يوما في نقل الحقيقة كما هي".
كما نقلت الصحيفة إدانة لجنة حماية الصحفيين للهجوم، والتي اتهمت إسرائيل بعدم تقديم أدلة على ادعاءاتها.
وأضافت اللجنة أن إسرائيل تتبع نمطا راسخا، سواء في الحرب الحالية أو في العقود الماضية، يتمثل في قتل الصحفيين ثم تصنيفهم كإرهابيين دون تقديم أدلة دامغة.
غاناأشار موقع "جي بي سي غانا" إلى أن أنس الشريف كان "الصوت الوحيد الذي ينقل ما يحدث في غزة"، ونقل عن الجزيرة أن الهجوم كان "استهدافا متعمدا لحرية الصحافة".
إعلانوأضاف الموقع أن "الصحفيين كانوا في خيمة قرب بوابة المستشفى، ولم يكونوا في ساحة قتال".
جنوب أفريقياوصفت صحيفة "بريتوريا نيوز" الحادث بأنه "هجوم مباشر على حرية الصحافة"، ونقلت عن منتدى المحررين الوطنيين في جنوب أفريقيا إدانته الشديدة، مؤكدا أن "هذا النمط من السلوك يشكل تهديدا مباشرا لحق الجمهور في الوصول إلى الحقيقة".
السنغالنقل موقع "ليرال نت" السنغالي عن منظمة مراسلون بلا حدود وصفها للاغتيال بأنه "جريمة معلنة"، ورفضها للاتهامات الإسرائيلية الموجهة لأنس الشريف دون أدلة. وأضافت المنظمة: "أنس الشريف كان صوت المعاناة في غزة، واستهدافه محاولة لإسكات الحقيقة".
صوت أفريقي بالمهجرقامت قناة "أفريكان نيوز" بتغطية جنازة محمد قريقع في غزة، مشيرة إلى أن المئات شاركوا في وداعه، وسط صدمة من استهداف الصحفيين قرب مستشفى الشفاء. وذكرت على موقعها: "الجيش الإسرائيلي اعترف باستهداف أنس الشريف، في سابقة هي الأولى من نوعها خلال الحرب."
تكشف هذه التغطيات أن الإعلام الأفريقي، رغم التحديات، أصبح أكثر وعيا واستقلالية في تعاطيه مع القضايا الدولية، خاصة تلك التي تمس جوهر العدالة والحرية.
اغتيال أنس الشريف ورفاقه لم يكن مجرد جريمة بحق أفراد، بل محاولة لضرب الرواية الفلسطينية في جوهرها وهو ما عكسته مواقف الكثير من الصحف والمواقع الأفريقية.
وفي زمن تتصارع فيه السرديات، تظل الصحافة الحرة خط الدفاع الأخير عن الحقيقة والضمير الإنساني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات اغتیال أنس الشریف فی غزة
إقرأ أيضاً:
هيئات مغربية تدين اغتيال طاقم الجزيرة في غزة.. جريمة صهيونية لإسكات الحقيقة
أدانت جماعة العدل والإحسان ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في بيانين منفصلين، ما وصفاه بـ"الجريمة الصهيونية البشعة" التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأحد 10 آب/أغسطس 2025، باستهداف وإعدام طاقم من قناة الجزيرة في قطاع غزة، بينهم المراسل أنس الشريف وزميله محمد قريقع، والمصورون إبراهيم الظاهر ومحمد نوفل.
وقالت جماعة العدل والإحسان، في بيان موقع باسم مسؤول مكتب إعلامها عمر أمكاسو، إن الشهداء "أدوا واجبهم المهني والإنساني في نقل الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن دماءهم "ستبقى شاهدة على شرف المهنة ورسالة الإعلام الحر"، وأن صورهم وكلماتهم ستظل "منارة للأجيال ووبالاً على الكيان الصهيوني وحلفائه ومن اختار الصمت أمام الإبادة الجماعية النازية".
أما مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، فقد اعتبرت أن استهداف الصحفيين "عملية غادرة ومقصودة لحجب الصورة وخنق الحقيقة وتغييب الأدلة على جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني الصامد منذ أكثر من 22 شهراً".
عملية الاغتيال وردود الفعل
وقع القصف الإسرائيلي على خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في غزة، حيث كان طاقم الجزيرة يعمل لتغطية الأحداث الميدانية، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم الصحفيين والمصورين. وأقرت إسرائيل بالعملية، متهمة أنس الشريف بالانتماء إلى "خلية إرهابية" في حركة حماس، وهو ما رفضته الشبكة الإعلامية ومنظمات حقوقية دولية وصفت الاتهامات بأنها "غير مدعومة بأدلة".
وأثارت الجريمة موجة من الغضب والاستنكار على المستويين المحلي والدولي، حيث أدانت نقابات الصحفيين الفلسطينيين، ومنظمات حقوق الإنسان، واللجنة الدولية لحماية الصحفيين، الجريمة وطالبت بمحاكمة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية. كما دعت العديد من الدول ومنظمات الأمم المتحدة إلى تحقيق مستقل في الحادثة التي تصنف ضمن سلسلة استهداف ممنهج للصحفيين في مناطق النزاع.
تأتي هذه الجريمة في سياق تصعيد كبير في حرب الإعلام بين الاحتلال والفضائيات والقنوات التي تغطي الصراع الفلسطيني، حيث يُنظر إلى استهداف الصحفيين على أنه جزء من استراتيجية لتكميم الأفواه وحجب معاناة المدنيين في غزة عن العالم، مع استمرار الحصار العسكري والاقتصادي والإنساني المفروض على القطاع.
وأشارت البيانات إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى التي تستهدف الإعلاميين، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الهجمات التي أدت إلى استشهاد مئات الصحفيين الفلسطينيين، مما يعكس حالة الإفلات من العقاب التي تستغلها قوات الاحتلال في تصفية الأصوات المعارضة والمصداقية الإعلامية.
وختمت المؤسستان بيانيهما بالترحم على "شهداء الكلمة والصورة"، مؤكدتين التزامهما بفضح جرائم الاحتلال ودعم الأصوات الحرة التي تواجه الحصار الإعلامي المفروض على غزة.