العراق يغلي تحت شمس آب… والحرّ يطرق أبواب الفقراء
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
12 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: يشتد وقع الموجة الحارة على أحياء العراق الفقيرة، إذ تتجاوز درجات الحرارة الخمسين مئوية، فيما تتسع دوائر الانقطاع الكهربائي حتى تحولت بعض المدن إلى جزر من الظلام والعطش.
وقال علي جاسم، وهو عامل بناء في ضواحي بغداد، إن يومه يبدأ مع شروق الشمس وينتهي قبل الظهيرة خوفاً من ضربات الحرارة: “أشعر أن الشمس فوق رأسي مباشرة، العمل بعد العاشرة صباحاً انتحار، لكنني مضطر للخروج كل يوم لأنني لا أملك قوت الغد”.
واشتدت الأزمة في 11 آب 2025 مع إعلان وزارة الكهرباء عن انقطاع وطني شامل، بعدما خرجت خطوط نقل عالية الجهد عن الخدمة في بابل وكربلاء بفعل الأحمال المفرطة والانهيار الحراري، لتفقد البلاد أكثر من 6,000 ميغاوات من إنتاجها، بينما تتراجع القدرة الكلية إلى حدود 28,000 ميغاوات، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى 55,000 ميغاوات لتأمين الطلب في ذروة الصيف.
وأضافت أم قاسم، وهي أرملة تسكن في بيت طيني بمحافظة ذي قار: “لا أملك سوى مروحة قديمة، وعندما تنقطع الكهرباء يصبح الهواء داخل البيت مثل الفرن، أضع أطفالي في أحواض ماء بلاستيكية كي يخف عنهم الحر، لكن الماء نفسه يسخن بعد دقائق”.
وتواصل درجات الحرارة تسجيل مستويات قياسية، حيث بلغت في البصرة 51.8 مئوية أواخر تموز، وتجاوزت الخمسين في الناصرية وتكريت وأمّارة، فيما تشير تقارير الأرصاد إلى أن هذه الموجة هي الأشد منذ عقدين، مترافقة مع انحسار المخزون المائي إلى أقل من 20 مليار متر مكعب، ما يفاقم أزمة الشرب والزراعة.
وأكد أبو مصطفى، صاحب مولدة أهلية في النجف، أن تشغيل أجهزة التبريد أصبح رفاهية لا يستطيع معظم الزبائن تحملها: “كثير منهم يطلب فقط تشغيل لمبات الإضاءة والمروحة، لأن الوقود غالٍ والكهرباء الوطنية شبه معدومة”.
وانعكست الأزمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر ناشط من البصرة تغريدة قال فيها: “الحر يطبخنا والكهرباء تخوننا، حتى ظل النخيل صار حار”، وكتب آخر من الكوت: “أطفالي ينامون على الأرض المبللة، أبحث عن أي نسمة هواء في الليل فلا أجد إلا الصمت”.
وتظهر المؤشرات أن العراق يواجه تحدياً مناخياً مركباً، تتداخل فيه موجات الحر الشديد مع هشاشة البنية التحتية للطاقة والمياه، ما يفرض على الحكومة إجراءات عاجلة لتفادي انهيارات أكبر في قادم السنوات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق يوقف استيراد البنزين
12 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: كشفت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية عن وصول الطاقة التكريرية في العراق إلى مستوى قياسي جديد، حيث بلغت نحو مليون ونصف مليون برميل يومياً، ما يعكس تقدماً ملحوظاً في صناعة النفط المحلية.
وأكد عضو اللجنة علي المشكور، في تصريح، أنَّ “هذا الرقم القياسي أسهم بشكل كبير في تقليص اعتماد العراق على استيراد المشتقات النفطية، إذ تم تحقيق الاكتفاء الذاتي بزيت الغاز (الكاز) والديزل والنفط الأبيض، مع تخصيص جزء من الإنتاج للتصدير”.
وأوضح المشكور أنَّ “خطة توسيع المصافي تهدف إلى تحقيق فائض للتصدير بعد اكتمال المشاريع القائمة، بما في ذلك مصافي الديوانية والجنوب، مما يوفر أموالًا كبيرة لخزينة الدولة عبر تقليل فاتورة الاستيراد وتحويل الخام إلى منتجات نفطية ذات قيمة مضافة”.
وأشار إلى أنَّ “العراق لا يزال يستورد نحو (15 %) من البنزين العادي و(80 %) من البنزين المحسّن، مع دخول نحو (25) مليون لتر يوميًا من المشتقات إلى السوق المحلية”.
وأضاف أنَّ “مشاريع عدة ستُنهي استيراد البنزين خلال النصف الأول من (2026)، من بينها الوحدة الرابعة في مصافي الجنوب التي تنتج نحو (4) ملايين لتر يوميًا”.
وفيما يخص الغاز الطبيعي، أكّد المشكور أنَّ “العراق يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام (2027) من خلال مشاريع معالجة الغاز في البصرة التي ستُضيف كميات كبيرة من الغاز المسال والمكثفات”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts