كتب نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق (2007-2012) في كتابه “زمن المعارك”، عن علاقته الخاصة مع المغرب والملك محمد السادس، رافضا سياسة الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يتقرب إلى الجزائر. ففي كتابه الذي صدر مؤخرا روى أنه  بعد مرور النصف الأول من ولايته الرئاسية، وشعوره بضجر الفرنسيين ونفاد صبرهم بسبب تأخر ظهور نتائج عمل الحكومة، كان بحاجة إلى لحظة تأمل وتفكير وراحة، فجاءت الفرصة للقيام بذلك بمبادرة من ملك المغرب محمد السادس.

يقول دعانا الملك إلى البقاء بضعة أيام في مقر إقامته بمراكش للراحة… والاجتماع المتعمق حول العلاقات بين بلدينا. “لقد أحببت المغرب دائمًا، وهو من بين دول شمال إفريقيا الأقرب إلينا، فهو البلد الوحيد  الذي عرف كيف يهضم ماضينا المشترك بسلام دون أن نشعر بأدنى مرارة أو أدنى استياء مشيرا إلى أن المقارنة مع الجزائر تظهر أن الفارق واضح.

وقال “المغرب بلد شقيق… إنه مساوٍ لفرنسا ويجب اعتباره كذلك من الآن فصاعدًا” مضيفا “أصبحت المملكة قوة إفريقية عظمى”، وأشار إلى أن “الملك محمد السادس سيدرج في التاريخ كأحد أعظم الملوك المغاربة… سيكون إرثه أكثر إثمارًا من إرث والده”.

وقال إنه على فرنسا أن تعتز بهذه العلاقة المتميزة مع المغرب، وأن تحافظ عليها محذرا من أن  المغاربة حساسون… عليك أن تكون حذرا، لأن أدنى خطأ، حتى لو كان غير مقصود، يمكن أن تكون له عواقب مؤسفة. إذن الملك هو الملك… وهو علاوة على ذلك فهو السليل المباشر للرسول (ص). ويجب أن يتمتع رئيس الجمهورية الفرنسية بالحكمة لفهم هذه الخصوصية واستخلاص كل النتائج من حيث البروتوكول. الملك محمد السادس رجل ذو ثقافة واسعة وبراعة فكرية مبهرة… كم مرة أعجبت بقدرته على توقع الأحداث والبقاء على المسار الصحيح برؤيته للمملكة… إنه يعرف كيف يكون صديقًا يتمتع بولاء قوي. نادرا ما يظهر انزعاجه أو خيبة أمله… ولكن عدم الرد على الإساءة لا يعني أنه لم يفهمها. العلاقة تتطلب الثبات واللباقة والإخلاص. كما تتطلب الاحتياط.

وكتب ساركوزي أن الرئيس ماكرون لم يتمكن دائمًا من العثور على الكلمات أو الإيماءات التي توقعها المغاربة، لأن اهتمامه الجزائري سيسبب له الكثير من خيبات الأمل.

وقال إن هذه “نقطة خلاف معه”. مضيفا “لا أعتقد أننا بحاجة إلى زيادة عدد المبادرات مع القادة الجزائريين… كلما حاولنا بناء صداقة “مصطنعة”، معهم  كلما رفضوا ذلك… إنهم بحاجة إلى خصم يصرف انتباه شعبهم عن الفشل الواضح الذي أغرقوا فيه هذا البلد الرائع، الذي يعد من أغنى دول العالم بسبب فائض أرضه بالمواد الخام، خاصة في سياق الطاقة الذي نعرفه.

وقال “نحن نخاطر بخسارة كل شيء… لن نكسب ثقة الجزائر وسنخسر ثقة المغرب. وهو رهان خطير، علاوة على ذلك، محكوم عليه بالفشل مقدما”.

كلمات دلالية الجزائر المغرب زمن المعارك ساركوزي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجزائر المغرب زمن المعارك ساركوزي الملک محمد السادس

إقرأ أيضاً:

طلبة مدارس المتميزين وكلية بغداد يعانون من ترجمات غوغل في الامتحانات الوزارية

شبكة انباء العراق ..

كشف عدد من أولياء أمور طلبة الصف السادس الإعدادي في مدارس المتميزين وكلية بغداد عن معاناة حقيقية يواجهها الطلبة خلال الامتحانات الوزارية، بسبب ترجمة الأسئلة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية باستخدام أدوات الترجمة الآلية مثل “غوغل” ما يؤثر بشكل مباشر على وضوح الأسئلة ودقتها، وبالتالي على مستقبل الطلبة.

وتُعد هذه المدارس نخبوية في العراق، حيث يُدرّس الطلبة من الصف الأول المتوسط وحتى السادس الإعدادي باللغة الإنكليزية، بينما يعتمد المنهج نفسه المُستخدم في المدارس العامة باللغة العربية.
ورغم أن المحتوى الدراسي واحد، إلا أن الأسئلة الوزارية يتم إعدادها باللغة العربية ثم تُترجم إلى الإنكليزية، ووفقًا لمصادر تربوية وأكاديمية، فإن “عملية الترجمة لا تتم عبر لجان تربوية متخصصة، بل غالبًا ما تُنجز من خلال الترجمة الآلية، ما يفتح الباب أمام أخطاء لغوية ومفاهيمية قد تضع الطالب في حيرة وربكة أثناء الامتحان”.
ويقول أحد أولياء الأمور ، “ابني في الصف السادس الإعدادي ضمن مدارس المتميزين، تعب لسنوات وهو يدرس المفاهيم العلمية بلغة إنكليزية دقيقة، ليتفاجأ بأسئلة مترجمة ترجمة حرفية غير مفهومة”، متسائلا “كيف يُعقل أن يُترك مصير الطلبة للترجمة الآلية؟”.
ويُعد الصف السادس الإعدادي مرحلة مفصلية في حياة الطالب العراقي، حيث تحدد نتيجته القبول الجامعي ومساره الأكاديمي، ما يجعل أي خلل في الامتحانات خطراً حقيقياً على مستقبل آلاف الطلبة.
دعوات للتحرك العاجل
ويطالب أولياء الأمور ومختصون في الشأن التربوي وزارة التربية بتشكيل لجنة ترجمة تربوية متخصصة تعمل على إعداد نسخة إنكليزية دقيقة من الأسئلة، تُراعي المصطلحات العلمية والأسلوب الأكاديمي المناسب للمناهج التي تُدرّس باللغة الإنكليزية.

كما يدعون إلى مراجعة شاملة لآلية تقديم الامتحانات للمدارس التي تعتمد اللغة الإنكليزية، وإشراك الخبراء التربويين في عملية إعداد وتدقيق الأسئلة المترجمة.
هل تتحرك وزارة التربية؟
حتى الآن، لم تُصدر وزارة التربية توضيحاً رسمياً حول آلية الترجمة المستخدمة في الامتحانات الوزارية للمتميزين وكلية بغداد.
لكن تصاعد الشكاوى والتحذيرات قد يدفع الجهات المعنية إلى إعادة النظر في هذه الممارسة التي تهدد مبدأ تكافؤ الفرص وتضع تميّز هؤلاء الطلبة على المحك.

user

مقالات مشابهة

  • فتح باب الترشيح لانتقاء الفيلم الطويل الذي سيمثل المغرب في جوائز الأوسكار 2025
  • مصرع شاب غرقا بمياه بحر الكفور بمركز الابراهيمية بالشرقية
  • لليوم السادس.. استمرار صرف السلع التموينية لشهر يوليو 2025
  • وزارة التضامن تصرف 38 مليون جنيه لأسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي بتبرع من رجل أعمال
  • «5 ملايين لكل متوفي وراتب ثابت».. شركة حفار جبل الزيت تصرف تعويضات للضحايا
  • موتسيبي : نسخة المغرب من كأس افريقيا للسيدات ستظل في الذاكرة
  • تصرف مفاجئ من ليفربول.. سر غريب في غياب محمد صلاح عن جنازة ديوجو جوتا
  • طلبة مدارس المتميزين وكلية بغداد يعانون من ترجمات غوغل في الامتحانات الوزارية
  • ماكرون يُكثِّف ضغوطه على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين خلال زيارته المرتقبة إلى بريطانيا
  • إصابة 14 إثر حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا