صحيفة البلاد:
2025-10-12@20:09:13 GMT
قبيل زيارة لاريجاني لبيروت.. الرئيس اللبناني: الاستقواء بالخارج مرفوض
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
البلاد (بيروت)
يصل رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت اليوم، قادماً من بغداد، في زيارة تتزامن مع أجواء سياسية وشعبية مشحونة في لبنان، على خلفية مواقف إيرانية علنية ترفض قرار الدولة اللبنانية حصر سلاح حزب الله بيد الجيش.
أفادت مصادر بلقاء جمع مستشار الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكد الجانبان حرصهما على الوحدة الداخلية ودعم الجيش اللبناني في مهامه، في وقت تشهد فيه البلاد احتجاجات ليلية لأنصار حزب الله.
وخلال زيارته إلى بغداد، وقّع لاريجاني مذكرة تفاهم أمنية مع الحكومة العراقية، قال: إنها تهدف إلى منع أي طرف من زعزعة استقرار البلدين، مع إمكانية تعميمها على دول أخرى.
وقبيل وصوله، شدد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، خلال لقائه مجموعة من المغتربين اللبنانيين، على أن البلاد حسمت خيارها بالتوجه نحو الدولة وحدها، داعياً جميع القوى السياسية إلى وضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، ومؤكداً أن “سياسة الاستقواء بالخارج ضد الداخل أمر مرفوض”.
زيارة لاريجاني تأتي قبل أيام من زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص توم برّاك إلى بيروت، التي يُتوقع أن تحمل رداً على مطالب لبنان الأخيرة بشأن الورقة الأميركية لنزع سلاح حزب الله. وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت الأسبوع الماضي أهداف الورقة، التي تتضمن 11 نقطة؛ أبرزها ضمان وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني بعد سحبه من جميع الجهات غير الشرعية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إعادة إعمار من نوع آخر.. بيروت على موعد مع هذه المشاريع
بعد خمس سنوات من الجرح الذي خلّفه انفجار المرفأ، يعود الحديث عن مرحلة استكمال لمشاريع ترميم الثقافة في بيروت. مصادر متابعة تؤكد أن شراكة أممية، لبنانية، مع جهات مانحة ستعيد تشغيل عجلة الترميم، بجدول زمني واضح وتمويل موزّع على مواقع تراثية ومؤسسات تعليمية وفنية، بهدف الانتقال من الإسعاف الأوّلي إلى ترسيخ عودة الحياة الثقافية.بحسب المعلومات، فان محطة قطار مار مخايل الخارجة من التاريخ والضاربة في وجدان العاصمة، تتحوّل تدريجيًا إلى مجمّع ثقافي يتجاوز 10 آلاف م². العمل جارٍ على دمج العناصر الباقية من المعالم الصناعية القديمة بتجهيزات حديثة للعرض، التدريب، والأرشفة، على أن يشكّل الموقع نقطة وصل بين الفنون المعاصرة والحِرَف التراثية. تمويلٌ أساسي يقدّمه مانحون أوروبيون، فيما الموعد المستهدف لإنجاز المشروع محدّد في عام 2027 إذا سارت الأعمال من دون عوائق إدارية.
"مسرح بيروت الكبير"… الستارة ترتفع تدريجيًا
المسرح الذي أقفل أبوابه مطلع التسعينيات وأصيب بأضرار إضافية بفعل الانفجار، يعود إلى الخارطة الثقافية بخطّة مرحلية: تدعيم هيكلي ثم إطلاق برنامج ثقافي تجريبي يسبق الافتتاح الكامل. مساهمة عربية مباشرة موّلت المرحلة الأولى تمهيدًا لاستكمال التأهيل التقني والصوتي لاحقًا. الفكرة ليست ترميمًا "تجميليًا" بقدر ما هي إعادة توظيف المسرح كمنصّة مدينية ترفد وسط بيروت بنبض ثقافي دائم.
بعلبك وصور… الحِرَف شريان التعافي
لا تتوقف الحركة في العاصمة فقط. وفق المعطيات، سبعة مشاريع لدعم الفنون والحِرَف تتوزّع بين بعلبك وصور، تتناول تدريبًا وإنتاجًا وتسويقًا محليًا ودوليًا. الرهان هنا على سلاسل قيمة قصيرة تُبقي المردود في بيئته، وتثبّت الحِرَفيين الشباب في بلداتهم بدل هجرة المهارة إلى الخارج.
المبادرات الثقافية تتكئ على مظلة أوسع. برنامج لإعادة تأهيل المدارس ومراكز التدريب المهني والمباني التراثية والأعمال الفنية، وُضع بتمويل متعدّد المصادر قُدّر بعشرات ملايين الدولارات، وهدفه نقل ملف بيروت من خانة الطوارئ إلى مرحلة الاستدامة المؤسسي. في السياق نفسه، أُنجز خلال 2020–2025 ترميم 12 مبنى سكنيًّا في أحياء الأشرفية والمدوّر والرميل ضمن مسارٍ تقني ركّز على السلامة الإنشائية والمعايير التراثية، ما أعاد الحياة إلى كتل سكنية كانت على شفير الإخلاء الدائم.
دوائر التنسيق الأممية تنقل قناعةً وصلت إلى حدّ "العقيدة العملية": حماية التراث ودعم الثقافة جزء من التعافي الاقتصادي والاجتماعي لا ترفًا. وفي خلاصة هذه المرحلة، تتحدث مصادر عن "نتائج ملموسة" تحققت بفعل تعبئة دولية وصلابة مبادرات محلية، مع التشديد على أن المشوار لم ينتهِ بعد وأنّ الأولوية الآن هي ضمان التشغيل والصيانة كي لا تتحوّل المشاريع إلى “واجهات من دون مضمون".
بيروت التي سقطت مرّات، وعادت وقاومت، تختبر الآن سقوطًا معاكسًا.. سقوط الردم أمام الإصرار على إحياء الذاكرة. وحسب المعلومات، فان الأشهر المقبلة ستشهد انتقالًا من ورشٍ متفرّقة إلى شبكة مترابطة، لإحياء قلب لبنان. ليست المعركة مع الحجر فقط، هي معركة مع النسيان. وإذا كُتب لهذه المشاريع أن تكتمل وفق الجدول والتمويل والتشغيل، فستستعيد المدينة قدرتها على رواية قصتها بنفسها… لا بذكريات الآخرين عنها.