بوابة الوفد:
2025-06-06@18:11:59 GMT

الشباب.. و«متلازمة القلب الحزين»

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

من أكثر من ألف وأربعمائة سنة قال نبينا -صلى الله وعليه وسلم-: «إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة».. هذا ما نراه فى يومنا هذا، فلم يعد الموت كما كان، بحادث أو مرض أو كبر سن، ولكن تخطى الموت الآن هذه الأسباب التقليدية له، وأضحت أرواح الشباب على أكف قلوبهم.. وأصبح يسمى الموت الفجأة.. وأسميه الموت الفجعة؛ لشدة تأثيره على أهل الموتى، فى فجعهم لعدم سابق إنذار، وأصبح موت الشباب المفاجئ ظاهرة لافتة للنظر، حيث تعددت حالات الشباب الذين توفوا بسببها خلال الفترة الماضية، فبالأمس القريب، بل الوقت القريب كان بصحة وقوة، فهو ابن الثلاثين من عمره، لا يشكو من تعب ألمّ به، أو مرض عاناه يومًا أو بعض يوم.

. لقد ذاع صيته ونُشرت أخبار وفاته المفاجئة للمحيطين به، أو تداولت الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعى مفاجأة وفاته، فهذا هو الفنان مصطفى درويش توفى بسبب توقف مفاجئ فى عضلة القلب، وهذا هيثم أحمد زكى الذى عثرت قوات الأمن على جثته داخل المرحاض بعد تعرضه لهبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة ضعف عضلة قلبه، وهذه شهيدة الثانوية العامة  ابنة الـ ١٧عامًا التى سقطت جثة هامدة أمام لجنتها عند دخولها امتحان الفيزياء إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية أيضًا، وهذا لقبوه بشهيد الواجب الطبيب ابن الـ33 سنة الذى وافته المنية أثناء إجراء عملية جراحية لأحد مرضاه.

** إذن نحن أمام غول جديد يدخل مضمار السباق لينافس أسماء تهتز لها النفس البشرية، فهذا سرطان وذاك فيروس سى، بل ينهى حياة الشباب من أول جولة بالضربة القاضية، ألا وهو الهبوط الحاد فى الدورة الدموية أدى لتوقف عضلة القلب ما أدى لإنهاء حياة الشاب.

وذهب الأطباء لرحلة تشخيصه، فأكد خبراؤهم أن أمراض القلب المجهولة لها النصيب الأكبر فى حدوثه، لمَ لا وقد أظهر تقرير رسمى صادر عن منظمة الصحة العالمية فى ديسمبر 2020، عن أن أمراض القلب كانت هى السبب الرئيسى للوفاة فى العالم خلال العشرين سنة الماضية، إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنها إلى تسعة ملايين حالة فى عام 2019، مقارنة بمليونين فى عام 2000.

وأرجع الأطباء المؤرخون بداية أعراض الموت المفاجئ لعام 1977 عند مجموعة من اللاجئين من دول شرق آسيا بالولايات المتحدة.

** ومع أننا ندرك جميعًا أن الأعمار بيد الله، إلا أن هناك تساؤلًا يتبادر إلى أذهاننا جميعًا: لماذا كثر الموت المفاجئ بين الشباب؟ وهل يمكن تفاديه؟

الجواب يكمن فى الحزن.. وما أدراك ما الحزن، فكما أن الأسباب تتعدد والموت واحد، تتعدد أسباب الموت الفجأة والحزن فى المقدمة.. هكذا أكد الخبراء والأطباء، وننصح بالبعد عنه، وعدم التوتر والقلق والخوف من المستقبل لأنه يتسبب فى إصابة الإنسان بمتلازمة القلب الحزين التى تعمل على اعتلال عضلة القلب وحدوث الوفاة بشكل مفاجئ.. ومن عجب أن مواقع التواصل الاجتماعى «آفة المجتمع اليوم» أصبحت سببًا فى حدوث اضطرابات نفسية ناتجة من المقارنة مع الآخرين مما ينشرونه عبر هذه المنصات من نشر صور أولاد ومناصب ومصايف وسيارات وغيرها من النعم التي إذا وجدت عند زيد حرم منها عبيد، وبالتالى الشعور بانعدام الثقة بالنفس والدونية، ويصاب الشباب خاصة والإنسان عامة بعدم الرضا فيمرض فى غفلة.. ولو اتجه هؤلاء وهؤلاء إلى قول الله تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).. ولو اطمأن قلبه بأن رزقه لن يأخذه غيره وتمعن فى قوله «إِنّ رَبّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا»؛ لارتاحت نفسه وارتاح من حوله.

حفظ الله مصر.. ورفع قدرها

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشباب إمارات

إقرأ أيضاً:

العيد في غزة وانتظار الموت

يحل عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الموافق السادس من شهر حزيران/ يونيو، بينما يعيش المسلمون، ولا سيما سكان قطاع غزة، أسوأ الظروف المعيشية منذ بدء العدوان المستمر في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

في ظل هذا الواقع المأساوي الذي يشمل القتل والتهجير والمجاعة، يستقبل أهالي القطاع العيد.. في ظل المجازر المستمرة والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين.

يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام، ليكون العيد الرابع الذي يمر على الغزيين في ظل العدوان المستمر، الذي خلف أكثر من 179 ألف قتيل وجريح فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وما يزيد الوضع سوءا؛ المجاعة التي أودت بحياة الكثيرين، بمن فيهم أطفال ونساء.

غابت بهجة العيد عن غزة الجريحة، المنهك أهلها والمحاصرة من عدوٍّ بغيض محتل لا يعرف إلاّ القتل والخراب والفساد، ومن قريب يرى الظلم ويسمع ولا يحرّك ساكنا
فخلافا للأعياد الثلاثة السابقة، يأتي هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة، نتيجة لإغلاق الاحتلال المعابر أمام الإمدادات منذ 2 آذار/ مارس الماضي.

تستذكر العائلات أن العيد فقَدَ بهجته بعد أن سلبت الحربُ أرواح أحبائهم، وتركتهم يعيشون في خوف دائم من أصوات الانفجارات الناجمة عن قصف الاحتلال العنيف لكل شيء في قطاع غزة. وقد قضى فقدان المسكن الآمن والملابس الجديدة النظيفة على فرحة العيد، إذ يعيشون في ظروف إنسانية قاسية داخل خيام مهترئة تعج بالحشرات والقوارض، مما يزيد من معاناتهم، ويؤكدون أن الحرب سرقت فرحتهم، ولم يبقَ ما يحتفلون به، فالكثير ممن كانوا يجتمعون في هذه الأعياد والمناسبات قد استشهدوا، ولم يبقَ سوى ذكريات تزيد الجراح ألما، خاصة في أيام العيد التي تمر على الفلسطينيين في قطاع غزة كالملح على الجرح.

غابت بهجة العيد عن غزة الجريحة، المنهك أهلها والمحاصرة من عدوٍّ بغيض محتل لا يعرف إلاّ القتل والخراب والفساد، ومن قريب يرى الظلم ويسمع ولا يحرّك ساكنا.

انطفأت الألوان الزاهية والأضواء البراقة وضجيج الناس، وتلك الخطوات المتسارعة التي تملأ الأرصفة والشوارع والحارات، وحلّت محلها أصوات القصف والصراخ والفقد والدمار، لا ملابس جديدة إلّا الأكفان إن وجدت، ولا بحث عن أماكن للتنزه سوى النزوح المتكرر إلى أماكن أخرى.

القلوب ممتلئة بالحزن والوجع، والحياة شاحبة في العيون، والحناجر تغص بالألم. ترتجف الأصوات رهبة وتفيض الدموع أسى، وتكاد الصدور تختنق من ضيق الأنفاس، تتوقف عجلة الحياة للحظات من هول المصاب الجلل الذي يعجز عن استيعابه إنسان. على الرغم من الألم والمآسي المستمرة، يطل عيد الأضحى على غزة وسط الإبادة والقصف والجوع؛ لا فرحة، لا زينة، ولا أصداء لضحكات الأطفال التي كانت تملأ الأرجاء، أكثر من ثمانية عشر شهرا من الحرب المتواصلة حوّلت العيد إلى يوم آخر من أيام المعاناة، لا بيوت تستقبل الزوار، ولا أسواق تعج بالمتبضعين، لم يعد العيد مناسبة للفرح، بل تحول إلى جرح مفتوح يذكّر أهلها بمن فقدوهم، ومع كل قصف ومع كل شهيد، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل معقودا على انتهاء الحرب، ليعود العيد محملا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوحولا ساحات تفيض ببهجة الصغار. أصبح العيد في غزة ذكرى حزينة، والأطفال الذين كانوا ينتظرونه بملابس جديدة وألعاب ملونة، يمضونه اليوم في أكفان وبين الأنقاض أو في مخيمات النزوح، بحثا عن حياة سُلبت منهم بفعل الحرب والمذابح اليومية.

يتذكر سكان غزة كيف كانت ثلاجاتهم تمتلئ بلحوم الأضاحي، سواء أُهديت إليهم من الأقارب والجيران، أو بعد ذبح أضاحيهم، أما الآن، فهم يتوقون إلى تذوق أي نوع من اللحوم التي اختفت من الأسواق منذ أشهر، بعد أن كانت تدخل بكميات محدودة للغاية بسبب إجراءات الحصار "الإسرائيلي".

في شوارع غزة التي كانت تتزين بالفوانيس في كل عيد، لا يرى المرء اليوم سوى الدمار والخراب، الأسواق التي كانت تعج بالحياة تحولت إلى أطلال، والمتاجر إما مدمرة أو خاوية بفعل الحصار.

في بيوت غزة، حيث كان العيد يُستقبل بالكعك ورائحة القهوة، أصبح تأمين لقمة العيش معركة يومية، ونقص الغذاء والماء جعل أبسط مظاهر العيد ترفا بعيد المنال. لم يعد العيد مناسبة للفرح، بل تحول إلى جرح مفتوح يذكّر أهلها بمن فقدوهم، ومع كل قصف ومع كل شهيد، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل معقودا على انتهاء الحرب، ليعود العيد محملا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوح. فبدلا من استقبال العيد بالبهجة، يمضي سكان غزة أيامهم في البحث عن جثث أحبائهم، وانتشال الرفات من تحت الأنقاض، ودفن الشهداء الذين يسقطون يوميا، والأحياء ينتظرون الموت عوضا عن العيد.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يصف مقتل الجنود في خان يونس بـ”اليوم الحزين والصعب”.. ووزير الحرب: الكلمات تعجز عن التعبير (تفاصيل ساخنة)
  • الموت يفجع الفنانة إيمي سالم في أول أيام عيد الأضحى
  • تساؤلات حول الدعم المالي المفاجئ لغلطة سراي في صفقة أوسيمين: من يزايد على اللاعب؟
  • متلازمة موروثة تهدد عشرات الأسر في إسرائيل.. وتحذير من طفرة مسرطنة
  • “يمن نت” تحرم آلاف الشباب من مصدر دخلهم.. وانهيار أرباح المحتوى الرقمي في اليمن
  • تكيس المبايض..ما أعراض هذا المرض وعلاجاته المتاحة؟
  • العيد في غزة وانتظار الموت
  • ما الذي يُفسر الارتفاع المفاجئ في وفيات الرضع بدول الاتحاد الأوروبي؟
  • وقفة عرفة.. جمال شعبان يوجه نصائح لضيوف الرحمن
  • ماكدونالدز السعودية تختتم حملتها الخيرية لدعم 164 طفلا من ذوي متلازمة داون بالشراكة مع 3 جمعيات خيرية