قبل قرن من الزمان، لم تكن المحركات تعرف فلاتر الزيت بالمعنى الحديث، إذ كانت تعتمد إما على عدم وجود ترشيح للزيت أو على شبكة معدنية بدائية وغير فعالة. 

لكن عام 1923 شهد ولادة أول فلتر زيت من نوع الخرطوشة، الذي استمر لعقود حتى جاء عام 1954 ليشهد ابتكار الفلتر الدوار، محدثًا ثورة في عالم صيانة السيارات.

أهمية الفلتر ودوره في حماية المحرك

رغم بساطة تصميمه وانخفاض تكلفته التي غالبًا لا تتجاوز بضعة دولارات، يلعب فلتر الزيت دورًا محوريًا في إطالة عمر المحرك.

 

فهو يعمل على إزالة الملوثات مثل الكربون، الغبار، والجسيمات المعدنية الناتجة عن تآكل الأجزاء الداخلية، مما يحافظ على نظافة الزيت بين فترات تغييره التي أصبحت أطول بفضل التطور في تكنولوجيا الزيوت.

الفلاتر الدوارة: سهولة في الاستبدال لكن ليست مثالية

الفلاتر الدوارة مغلقة داخل علبة معدنية مزودة بحشية مدمجة، ويتم تثبيتها مباشرة على المحرك بعد إزالة القديمة. 

وتبدو هذه العملية بسيطة وسريعة، لكنها تحتاج إلى دقة، خاصة للتأكد من إزالة الحشية القديمة لتجنب مشاكل التسريب.

وقد لاقت هذه الفلاتر رواجًا كبيرًا منذ الستينيات، خصوصًا في السيارات الأمريكية، نظرًا لسهولة التعامل معها.

رغم سيطرة الفلاتر الدوارة لعقود، عادت فلاتر الخرطوشة لتكسب أرضًا جديدة، خاصة بين الشركات الأوروبية والألمانية، وذلك لأسباب بيئية. 

إذ يمكن إعادة استخدام غلافها البلاستيكي لمرات عديدة، كما أنها لا تحتوي على الغلاف المعدني الملوث الذي يحتاج إلى التخلص منه، ما يقلل من النفايات ويجعلها خيارًا صديقًا للبيئة.

وفقًا لشركة "إيكوجارد"، يتم التخلص من أكثر من 70 مليون فلتر زيت مستعمل سنويًا في ولاية كاليفورنيا وحدها، وهي كمية من الفولاذ تكفي لبناء ثلاثة ملاعب رياضية. 

دفعت هذه الأرقام العديد من المصنعين إلى التفكير مجددًا في حلول أكثر استدامة.

مهما كان نوع الفلتر المستخدم، تبقى جودة وسائط الترشيح هي العامل الحاسم في حماية المحرك. 

فالخيارات الأرخص التي تباع بأقل من ثلاثة دولارات قد لا تقدم الحماية الكافية، ما يجعل الاستثمار في فلتر جيد خطوة ضرورية للحفاظ على أداء السيارة على المدى الطويل.

طباعة شارك الفلاتر الدوارة فلاتر السيارة سيارات صيانة سيارات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلاتر السيارة سيارات صيانة سيارات

إقرأ أيضاً:

لذة لا تُباع ولا تُشترى

 

ريم الحامدية

[email protected]

 

لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحوِّل ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟

لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.

صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟

تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟

أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.

لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!

إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.

هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.

المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.

هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.

أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.

لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.

لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.

نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.

نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.

ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.

ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.

وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.

فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيسة مصلحة الضرائب: التسهيلات الضريبية الجديدة تستهدف إزالة تحديات الممولين
  • لذة لا تُباع ولا تُشترى
  • مجلس الوزراء يوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • مجلس الوزراء يوافق على استكمال طرح محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح بـ580 ميجاوات بجبل الزيت
  • مجلس الوزراء يُوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • الوزراء يوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • لماذا تخطط المالية استبدال ضرائب الأرباح الرأسمالية بالدمغة..الوزير يجيب
  • سعر الزيت والسكر على بطاقات التموين في شهر ديسمبر 2025
  • غوغل تعترف بعيوب Pixel 9 Pro وتطلق إصلاحًا مجانيًا .. تفاصيل
  • سعر ومواصفات سيارة باجاج كيوت بديلة التوكتوك.. وطريقة التقديم للحصول عليها