تعز.. مسيرة حاشدة تضامنًا مع غزة وتنديدًا بجرائم المجاعة واستهداف الصحفيين
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
شهدت محافظة تعز، مساء الأربعاء، مسيرة جماهيرية حاشدة، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يقارب العامين، والذي خلف آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
وتجمع الألاف من المتظاهرين في جولة العواضي تلبية لدعوة الهيئة الشعبية لنصرة فلسطين وانطلقوا في مسيرة حاشدة إلى مبنى المحافظة المؤقت في شارع جمال، تأكيدًا على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتة عليها صور الصحفيين الأربعة كتب عليها "اغتيال أنس الشريف وزملاؤه جريمة مكتملة الأركان".
وعبر البيان الصادر عن المسيرة دعمه الكامل لنضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ"تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية" لوقف العدوان.
وأكد البيان على "شرعية النضال الفلسطيني لانتزاع حقوقه كاملةً، بما فيها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
وندد البيان بـ "الجريمة البشعة" المتمثلة في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، التي تُظهر "ازدراءً صهيونيًا صارخًا بحرية الإعلام وقواعد القانون الدولي ومحاولة لإسكات الشهود محمّلًا البيان الحكومات الداعمة لإسرائيل بالسلاح مسؤولية المشاركة في هذه "الجريمة".
وشدّد البيان على أهمية التضامن الشعبي العربي والدولي مع القضية الفلسطينية، معربًا عن تقديره للمواقف الداعمة لفلسطين في أوروبا وآسيا وإفريقيا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: تعز اسرائيل غزة اليمن تظاهرات
إقرأ أيضاً:
مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها
مراكش– "تجوع غزة وتموت، ولا يشبع العالم من صور مآسيها"، هكذا يكتب مدون مغربي، وهو يساند نداء أطلقه مثقفون مغاربة، يحيون فيه كل أحرار العالم في كل الساحات، ويثمنون نضالهم الدؤوب لشجب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وإحراق وتجويع وإذلال.
يعلنون معهم، في هذه الفترة العصيبة، وقوفهم الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية، وفي حقه غير القابل للتقادم في العودة، وفي إقامة دولته المستقلة طبقا لقرارات الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نور محمدوف: فلسطين دعمت أيرلندا أثناء المجاعة والأخيرة ترد الجميلlist 2 of 2الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر المتكررةend of listيعكس النداء، كما الكلمة المساندة، وجدان شعب مغربي متحرك ومتعاطف، يرفض سياسة التجويع والقتل التي تمارس بحق الفلسطينيين، ويسهم كلٌّ على طريقته في شكل من أشكال التضامن.
ذلك كمن يرصد ما يجري في قطعة أرض تنتسب إلى هذا العالم، الذي لا يستطيع تحريك ساكن من أجل إنقاذ أهلها من أبشع الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب المحرمة دوليا، آخرها الحرمان من الحياة عن طريق الحرمان من الطعام.
لم يتوقف تضامن المغاربة منذ العدوان في الساحات والمواقع، ولم يكن نداء المثقفين الأول من نوعه، فقد سبقتهم بيانات تحمل آلاف التوقيعات لفئات أخرى من المجتمع من جامعيين ومحامين ومهندسين وغيرهم، وأيضا أطباء خاضوا الخميس الماضي إضرابا رمزيا عن الطعام ضد سياسة التجويع في غزة، بينما أسهم بعضهم في إغاثة المنكوبين واقعا في أرض المعركة.
تقول الشاعرة المغربية مالكة العاصمي للجزيرة نت، وهي من أوائل الموقعين على النداء: "يمارس الاحتلال تغولا غير مسبوق على الشعب الفلسطيني الأعزل بمساندة ودعم قوى دولية متعددة، والمغاربة بقيمهم الإسلامية وحسهم الإنساني لا يمكن أن يقبلوا بهذه الوحشية، يعبرون بكل ما أتيح لهم لوقف هذه الإبادة".
وتضيف أن النداء موجه "لمن يدعمون الاحتلال ويسلحونه ويحمونه لإيقاظ ضمائرهم إن كان لديهم ضمائر، كما أنه استنهاض لهمم المثقفين لفعل ما يتعين عليهم فعله لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية التي تجرى بدون وازع".
إعلانبينما يبرز عالم اللسانيات المغربي فؤاد بوعلي في حديث للجزيرة نت أن "النداء صرخة ضد الصمت الرسمي على المجزرة الإنسانية في غزة، والتي تجاوزت كل الأرقام والحدود، مجزرة أقل ما يقال عنها إنها إبادة جماعية تذكرنا بالمعارك النازية والاستعمارية التي أبادت أقواما وقرى وشعوبا، والآن تتغنى دولها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن أحداث غزة أتت لكشف اللثام عن جوهر هذه الأنظمة والدول".
من يتابع جرائم الاحتلال سيجده قد ارتكب كل الجرائم التي يمكن أن تخطر له على بال، وتعد سياسة التجويع ضد المدنيين من أكثر الانتهاكات فظاعة، إذ يستخدمها وسيلة لإجبار الشعب الفلسطيني على الاستسلام عبر تعطيل أبسط مقومات الحياة، وهو أسلوب يعكس عمق الانتهاك القانوني والأخلاقي الدولي.
يقول الأكاديمي والشاعر المغربي محمد أحمد بنيس للجزيرة نت: "ما يحدث هو دفع الفلسطينيين إلى حافة اليأس الشامل من خلال ضرب كل مصادر الحياة في القطاع، تمهيدا لتنزيل مخطط التهجير على أرض الواقع".
ويضيف: "ما يحدث سقوط مدو لكل القيم الأخلاقية والحقوقية والإنسانية التي ما فتئ يبشر بها الغرب بمؤسساته ونخبه ومنتدياته الغارقة في النفاق والتدليس".
بدوره، يبرز الباحث في التاريخ والحضارة إدريس الشنوفي أن ما يقترفه الاحتلال هو "ضمن تاريخ متواصل من الإجرام الصهيوني، القائم على تجاوز كل القوانين والشرائع، سواء المبادئ الدينية، أو الأعراف الإنسانية، أو التي أقرها القانون الدولي الذي ينص على أن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة مبدأ أساسي تترتب عليه واجبات، من بينها ضمان الإطعام والوصول إلى المساعدات الإنسانية".
ويضيف للجزيرة نت: "ما نراه هو تعمد شمولية الحرب من تخريب، ونهب ممتلكات، وتقتيل، وتعذيب وتجويع وقنص، وكلها أدوات تستعمل وسائل لإذلال جماعي، وسلاحا مباشرا لإخضاع الفلسطينيين، وهي تدخل في باب جرائم الحرب، وبنيت عليها الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية إلى مجرمي الحرب في الكيان".
يمثل استمرار الدعم الدولي والسياسي للكيان الصهيوني عاملا أساسيا في تقوية الاحتلال وتمرير سياساته، في حين يسهم التطبيع الرسمي في تقويض جهود التحرر والعدالة.
ويبرز الأكاديمي المغربي بنيس: "ما يحدث في قطاع غزة مأساوي بكل المقاييس، ما كان لدولة الاحتلال أن تنتقل في توحشها إلى طور التجويع الممنهج لولا أنها واثقة من التواطؤ الدولي والإقليمي".
ويتابع بنبرة حسرة: "هناك مؤامرة كبرى تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بالقتل والتجويع والتشريد والحصار".
بينما يؤكد الأكاديمي المغربي بوعلي أن "رفض التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني واجب أخلاقي ووطني، لأن هذا التطبيع لا يهدد القضية الفلسطينية فقط، بل يضرب في عمق القيم المغربية المبنية على التسامح والانتماء للأمة العربية والإسلامية".
وتضيف العاصمي: "ندعو إلى إسقاط التطبيع الذي نعتبره وصمة شنيعة لا يشرف بلادنا وتاريخها وقيمها".
موقف قاتل
قد يعجز الإنسان العادي عن الفعل في ظروف يعلمها الجميع، وقد يعبر عن موقف أو مشاركة في حركة تضامن قد لا يكون كافيا لتحريك الضمير العالمي.
إعلانأما موقف المتفرج فقاتل لا محالة، يزيد من آلام المتألمين ويشجع المجرم على الاستمرار في ارتكاب جرائمه، لذا يصبح الصمت وصمة عار وقد يصل إلى خانة التواطؤ.
أما مسؤولية المثقف فهي أولى في التضامن، فهو قادر على كشف الحقائق بالحجة والدلائل، وفضح الجرائم والمخططات، وعليه أن يعبئ ويفيق الوعي النائم لمواجهة الظلم المستمر.
في السياق، يبرز الباحث الأكاديمي الشنوفي أن "المثقف يجب أن يكون حاضرا في قلب المعركة، مسؤولا عن تحرير الوعي والتنوير والتعبئة، والتشجيع على النضال من أجل الإنسانية".
ويؤكد أن الكيان الصهيوني، ولسنوات طويلة، كان يسيطر على صورة الفن في الغرب، خاصة في هوليود، حيث كان يصور نفسه ضحية على طريقة "سحرة فرعون"، واليوم بدأ هذا القناع يسقط، ويجب على المثقفين فضح سردياته المضللة وأيضا المروجين لروايته الكاذبة، والمساهمة في خلق دينامية تضامنية متواصلة إلى جانب كل الأحرار في العالم.