مجلس الوزراء يجري تقييماً شاملاً للإجراءات المتخذة للرقابة على الأسعار وتخفيضها بما يتناسب مع تحسن سعر الصرف
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / عدن:
عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم الأربعاء في العاصمة المؤقتة عدن برئاسة رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، أجرى خلاله تقييماً شاملاً للإجراءات التي اتخذتها الوزارات والجهات الحكومية للرقابة على أسعار السلع والخدمات وتخفيضها بما يتناسب مع التحسن الإيجابي الملموس في سعر صرف العملة الوطنية.
واطلع المجلس على إيضاحات تفصيلية من الوزارات المعنية حول مستوى الالتزام بتنفيذ التوجيهات الحكومية، والتي شملت تكثيف حملات الرقابة الميدانية على الأسواق وملاحقة المخالفين، ومنع أي ممارسات احتكارية أو تلاعب بالأسعار، مؤكداً بهذا الخصوص أن هذه الإجراءات تمثل جزءاً من سياسة اقتصادية متكاملة، هدفها كسر حلقات المضاربة والفوضى التي وظفتها مليشيات الحوثي الإرهابية في إطار حربها الاقتصادية الممنهجة على الشعب اليمني.
وشدد مجلس الوزراء على مواصلة العمل الميداني والرقابة الصارمة على الأسواق، وعدم التهاون مع أي مخالفات، والعمل بخطط متكاملة لتأمين احتياجات المواطنين الأساسية، ومواكبة المتغيرات الاقتصادية الإيجابية بما ينعكس مباشرة على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، موجهاً الالتزام بالإجراءات القانونية والمعايير المهنية في تنفيذ حملات التفتيش والرقابة على الأسعار، بما يضمن حماية المستهلك والحفاظ على استقرار الأسواق، ومنع أي ممارسات أو تجاوزات تعسفية بحق التجار أو المنشآت التجارية، مؤكداً أن هذه الحملات ليست موجهة ضد القطاع الخاص والتجار، بل لضبط الأسواق وضمان بيع السلع للمواطنين بأسعار عادلة تتناسب مع المتغيرات الإيجابية في سعر صرف العملة الوطنية.
وألزم المجلس السلطات المحلية في عدن والمحافظات المحررة بتحمل مسؤولياتها في المتابعة والتنفيذ لعمل المكاتب المختصة بالرقابة على أسعار السلع والخدمات، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الوزراء بحظر استخدام العملات الأجنبية بديلاً عن العملة الوطنية في المعاملات التجارية والخدمية والتعاقدات المالية، لافتاً إلى أهمية استيعاب انخفاض أسعار المشتقات النفطية خاصة البنزين والديزل وعكسها على أسعار المنتجات الزراعية والأسماك وخدمات النقل وغيرها.
وأكد دولة رئيس الوزراء أن الحكومة تمضي في تنفيذ إصلاحات شاملة وعميقة في المجالات الاقتصادية والمالية والإدارية وفق خطة واضحة المعالم، وبتنسيق كامل مع مجلس القيادة الرئاسي والبنك المركزي اليمني لضمان استدامة استقرار سعر الصرف، ورفع كفاءة مؤسسات الدولة في الرقابة ومكافحة الفساد والتوظيف الأمثل للموارد المتاحة بما يعود بالنفع على حياة ومعيشة المواطنين، مجدداً التأكيد على أن تحسن سعر صرف العملة الوطنية ليس مجرد رقم اقتصادي، بل يجب أن يترجم فوراً إلى انخفاض حقيقي في أسعار السلع والخدمات، وقال “إن الحكومة لن تتهاون مع أي جهة أو شخص يحاول الالتفاف على القرارات، أو استغلال التحسن الاقتصادي لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب معيشة المواطنين”.
ولفت رئيس الوزراء إلى حرص الحكومة على الشراكة مع القطاع الخاص الوطني واعتماد نهج تشاركي يحفظ حقوقه المشروعة في الحصول على هوامش ربح معقولة وعادلة، مشددًا على أن هذه الشراكة لا تنفصل عن مسؤولية الجميع تجاه المواطنين من خلال خفض أسعار السلع والخدمات بما يتناسب مع التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة الوطنية، وعدم السماح بأي ممارسات احتكارية أو تلاعب بالأسعار، واستمرار العمل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيض الخدمات وبينها رسوم المدارس الخاصة والجامعات والمستشفيات وتكثيف الرقابة على أسعار الأدوية لتخفيضها بشكل فعلي.
وثمّن مجلس الوزراء عالياً الدعم السخي والمواقف الأخوية الصادقة للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن هذا الإسناد كان ولا يزال ركيزة أساسية لصمود الشعب اليمني ولقدرة الحكومة على القيام بواجباتها رغم التحديات الكبيرة والظروف المعقدة، داعياً إلى تقديم إسناد عاجل ودعم مباشر للحفاظ على ما تحقق من استقرار في سعر الصرف، مؤكداً أن دعم شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة في هذه الظروف يمثل عاملاً حاسماً في تثبيت الثقة بين المواطن والحكومة، وتعزيز فرص التعافي الاقتصادي، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي صنعتها مليشيا الحوثي الإرهابية بسياساتها التدميرية.
وصادق مجلس الوزراء على الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية، والمنبثقة من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، على أن يتم استيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وشريطة عدم تعارضها مع القوانين والتشريعات النافذة، وكلف وزيري النقل والمياه والبيئة بالتنسيق مع وزيري الخارجية والشؤون القانونية لاستكمال الإجراءات القانونية.
ويمثل انضمام اليمن إلى الاتفاقية خطوة استراتيجية وبيئية ضرورية لمواكبة التحولات العالمية في حماية المحيطات، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي وبناء القدرات، والاستفادة من الموارد البحرية العالمية بشكل منصف ومستدام، إضافة إلى المساهمة في الحد من الأنشطة غير القانونية في أعالي البحار والتي تؤثر بشكل مباشر على النظم البحرية لليمن، ودعم خطط التنمية المستدامة للمجتمعات الساحلية.
ووافق المجلس على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن إصدار الاتفاقية النمطية للصيد الصناعي للأسماك السطحية والقاعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للجمهورية اليمنية، على أن يصدر وزير الزراعة والثروة السمكية جميع القرارات والتعليمات المنظمة لشروط وإجراءات منح حق الاصطياد ومعايير المفاضلة بين المتقدمين للحصول على حق الاصطياد.
ووقف مجلس الوزراء أمام الإحاطة التي قدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي، وما تضمنته من مؤشرات إيجابية أكدت مجددًا تورط مليشيات الحوثي الإرهابية في تصعيدها العسكري والاقتصادي واستمرار انتهاكاتها وجرائمها، مرحباً بما ورد في الإحاطة من إشادة بجهود الحكومة والبنك المركزي وإجراءاتها الأخيرة في استقرار سعر الصرف وضبط أسعار السلع الأساسية، مشدداً على أن الإشارات الواردة في الإحاطة حول ممارسات مليشيات الحوثي ومنها إصدار عملات غير قانونية، وتوسيع الهجمات البحرية في البحر الأحمر، وعرقلة حركة الموانئ، واحتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تمثل جرائم وانتهاكات تستوجب إجراءات عملية رادعة، وليس مجرد إدانات لفظية.
وجدد المجلس التزام الحكومة بخيار السلام العادل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً والمؤيدة إقليمياً ودولياً، مؤكداً أن إنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال استعادة مؤسسات الدولة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وأن أي جهود أممية أو دولية يجب أن تركز على معالجة جذور الأزمة ومحاسبة الطرف المعرقل لجهود السلام.
وأدان مجلس الوزراء بأشد العبارات قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتلال قطاع غزة، واعتبره تصعيدًا خطيراً وعدواناً سافراً على الشعب الفلسطيني، وامتداداً لسياسات الاحتلال القائمة على القمع والتهجير القسري والحصار والتجويع، وينسف أي أفق لتحقيق السلام العادل والشامل، ويهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً، مجدداً موقف اليمن الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: سعر صرف العملة الوطنیة أسعار السلع والخدمات مجلس الوزراء سعر الصرف على أسعار على أن فی سعر
إقرأ أيضاً:
انعكاسات مرتقبة لتراجع أسعار الوقود في المناطق المحررة مع تحسن أسعار الصرف
في خطوة من شأنها تخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين، أعلنت شركة النفط اليمنية في عدن، اليوم الأربعاء، عن خفض جديد في أسعار المشتقات النفطية شمل البنزين المحلي (المحسن) والمستورد، إضافة إلى مادة الديزل، وذلك في ظل استمرار استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني للأسبوع الثاني على التوالي.
وبحسب التسعيرة الجديدة، انخفض سعر لتر الديزل من 1550 إلى 1200 ريال، مسجلاً تراجعاً قدره 350 ريالاً، فيما هبط سعر لتر البنزين المحلي (المحسن) من 1350 إلى 1015 ريالاً، أي بفارق 335 ريالاً، بينما انخفض البنزين المستورد من 1550 إلى 1190 ريالاً للتر، بانخفاض 360 ريالاً. وأكدت الشركة أن التخفيض يسري في جميع محطاتها الحكومية والأهلية في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع.
يرى مراقبون اقتصاديون أن تراجع أسعار الوقود، في ظل استقرار نسبي للعملة المحلية، سيؤدي إلى خفض تكاليف التشغيل في عدد من القطاعات الخدمية والإنتاجية، وعلى رأسها قطاع النقل والمواصلات، حيث من المتوقع أن تتراجع أجور النقل البري بين المدن وداخلها، بما يخفف من عبء التنقل اليومي على المواطنين، خاصة العاملين والطلاب.
ومن المرجح أن يسهم انخفاض تكاليف النقل في تراجع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، نظرًا لاعتماد حركة التجارة على الشاحنات ووسائل النقل البري، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على السوق ويحد من موجات التضخم التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
كما يتوقع أن ينعكس انخفاض أسعار الديزل بشكل مباشر على تكاليف إنتاج الكهرباء، سواء في محطات التوليد الحكومية أو لدى المولدات التجارية الخاصة، مما قد يساهم في تحسين استقرار الخدمة الكهربائية وتقليل فاتورة المستهلكين في بعض المناطق.
ورغم الترحيب الشعبي بهذه الخطوة، يحذر خبراء من أن الحفاظ على هذا التحسن يتطلب استمرار استقرار سعر الصرف وضبط الأسواق من أي استغلال للتخفيضات في تحقيق أرباح إضافية على حساب المستهلك، مشددين على أهمية متابعة تأثير الأسعار الجديدة على جميع حلقات النشاط الاقتصادي خلال الأسابيع المقبلة.