وتساءلت الحلقة عن مدى نجاح زيارة لاريجاني في خفض التوتر بين الأطراف المختلفة في لبنان، وبحثت السيناريوهات المتوقعة في ظل استمرار الضغط الأميركي والتهديدات الإسرائيلية والأوضاع الاقتصادية الهشة في لبنان.

وشارك في الحلقة الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران حسن أحمديان.

تقديم: عثمان آي فرح

13/8/2025-|آخر تحديث: 21:59 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

تعاون في حدود السيادة.. قراءة في زيارة لاريجاني إلى لبنان

بيروت- في مشهد يحمل أبعادا سياسية لافتة، حطّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الأربعاء، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث اصطف العشرات من مناصري حزب الله على جانبي الطريق المؤدي إلى المطار، مرددين هتافات التأييد، بينما ترجَّل لاريجاني لبرهة من موكبه لتحية الحشود، في لقطة تعكس الرمزية السياسية لهذه الزيارة.

وتأتي الزيارة في توقيت حساس، بعد أيام من تصريحات إيرانية رفضت أي مسعى لنزع سلاح حزب الله، في مواجهة مباشرة مع القرار الرسمي اللبناني الساعي إلى حصر السلاح بيد الدولة، ما يعكس عمق التوتر بين حسابات الإقليم وخيارات الداخل.

وفور وصوله، أكد لاريجاني التزام بلاده بالوقوف لجانب الشعب اللبناني "في جميع الظروف"، قائلا للصحفيين "إذا عانى الشعب اللبناني يوما، سنشعر نحن أيضا بهذا الألم، وسنقف معه في كل الأوقات".

احترام السيادة

ويشمل جدول أعمال لاريجاني سلسلة لقاءات رسمية رفيعة، بدأها بالرئيس جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، كما استقبل شخصيات لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الإيرانية.

وخلال لقائه لاريجاني، شدد الرئيس عون على رغبة لبنان في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والاحترام المتبادل، معتبرا أن الصداقة الحقيقية يجب أن تشمل جميع اللبنانيين، لا أن تُختزل بطائفة أو مكوّن واحد، كما أكد أن بيروت لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولا تقبل أي تدخل خارجي بشؤونها.

لاحقا، اجتمع لاريجاني بنبيه بري، قبل أن يعقد مؤتمرا صحفيا نفى فيه أي تدخل إيراني في الشؤون اللبنانية، مؤكدا أن بلاده لا ترغب في المساس بعلاقاتها مع بيروت ومستعدة لتقديم المساعدة إذا طلبت الحكومة ذلك.

وأضاف "نحترم أي قرار تتخذه الدولة بالتنسيق مع القوى اللبنانية، ونؤمن أن الحوار الجاد هو السبيل لاتخاذ قرارات صائبة"، مشددا على أهمية "الحفاظ على المقاومة" ومشيدا بأداء اللبنانيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

إعلان

وفي المساء، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لاريجاني في السرايا الحكومية، حيث أكد، في تصريحات عقب اللقاء، أن لبنان "لن يقبل أن يستخدم منبرا لتصفية الحسابات أو ساحة لتمرير رسائل إقليمية".

وأوضح أن قرارات الحكومة اللبنانية "ليست موضع نقاش في أي دولة أخرى"، مضيفا أن بلاده "لن تقبل بأي شكل التدخل بشؤونها الداخلية"، معربا عن تطلعه إلى "التزام الجانب الإيراني بهذا المبدأ".

علي لاريجاني (متحدثا) نفى خلال مؤتمر صحفي أي تدخل إيراني في الشؤون اللبنانية (الجزيرة)دعم أم تحريض؟

ويرى محللون سياسيون تحدثوا للجزيرة نت أن الزيارة تحمل رسائل مزدوجة؛ داخليا، هي دعم مباشر لحزب الله وتأكيد على أن التموضع الإيراني ما زال ركنا في معادلة القوة اللبنانية. أما إقليميا، فهي إشارة واضحة للقوى الدولية والإقليمية بأن طهران متمسكة بنفوذها ولن تسمح بمحاولات تقليص قدرات حلفائها.

في المقابل، يعتبر آخرون أن هذه الزيارة قد تزيد الفجوة بين لبنان الرسمي وإيران، وتُعمِّق الانقسام الداخلي، لكنهم يستبعدون أن تحدث تغييرا جذريا في توازنات المشهد السياسي الراهن.

ويقول المحلل السياسي يوسف دياب للجزيرة نت إن دلالات زيارة لاريجاني إلى بيروت، تجلّت بلقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث بدا واضحا أن الموقف الإيراني لم يتبدل، تماما كما لم يتغير الموقف الأميركي. وأوضح أن الرسالة التي حملها لاريجاني هي ذاتها التي نقلها سابقا مستشار المرشد الأعلى عباس عراقجي، لكن بصيغة أكثر دبلوماسية.

وأضاف دياب أن تصريح لاريجاني بضرورة "وحدة لبنان وتشاور الحكومة مع جميع الأطراف بشأن سلاح المقاومة" يعني عمليا رهن قرارات الدولة بما يوافق عليه حزب الله، مرجحا أن يتضمن لقاؤه مع قيادات الحزب مزيدا من التحريض الإيراني على التمرد على قرارات الحكومة اللبنانية.

وأشار إلى أن الموقف الإيراني يعكس بوضوح توجهات القيادة في طهران، ويترجم بمزيد من التحريض وإثارة التوتر الداخلي، في مقابل موقف رسمي لبناني وصفه بـ"الواضح والحازم".

ورأى دياب أن الموقف الإيراني قد يدفع حزب الله للتصلب أكثر ببعض الملفات، لكنه لن يغيّر من الموقف الرسمي للدولة اللبنانية ولا من حتمية حصر السلاح بيدها، واعتبر أن الاختبار الحقيقي لهذا المبدأ سيكون في 31 أغسطس/آب الجاري، خلال جلسة الحكومة المقررة لمناقشة خطة قيادة الجيش لترجمة حصرية السلاح بيد الدولة.

وختم قائلا: إن هذه الزيارة مرشحة لزيادة الفجوة بين لبنان وإيران الرسمية وتعميق الانقسام الداخلي، غير أنها -برأيه- لن تُحدث تحولا جوهريا في المشهد القائم.

إيران وركائزها

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي علي مطر للجزيرة نت إن زيارة لاريجاني إلى بيروت، تحمل أبعادا سياسية وأمنية لافتة، سواء في الشكل أو المضمون، خاصة أن طهران بعد الحرب التي شُنّت عليها بمشاركة إسرائيلية وأميركية، تعتبر العراق ولبنان ركيزتين أساسيتين في إستراتيجيتها الإقليمية.

وفي الشكل -يوضح مطر- تأتي الزيارة في سياق سلسلة تطورات، أبرزها قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، وما أثاره ذلك من جدل داخلي، بالإضافة إلى محاولات واشنطن تضييق الخناق على المقاومة.

إعلان

وأشار إلى أن مشاهد الاستقبال الشعبي التي حظي بها لاريجاني من مؤيدي المقاومة، عكست حجم التأييد الشعبي لهذه الزيارة، مقابل تحفظ وانتقاد من أطراف سياسية أخرى.

لاريجاني (متحدثا): مستعدون لتقديم المساعدة إذا طلبت الحكومة اللبنانية ذلك (الجزيرة)

أما في المضمون، فيؤكد مطر أن الرسالة الإيرانية واضحة: لبنان دولة محورية في رؤية طهران للمنطقة، وإيران تسعى لتكريس حضورها فيه حتى لا تنفرد أميركا بالتأثير على مساره. وهي تقول: إن إعادة صياغة المشهد الإقليمي لن تكون أميركية إسرائيلية فقط، بل إن طهران طرف فاعل في رسم موازين القوى.

ورغم أن تصريحات لاريجاني جاءت هادئة ودبلوماسية، وفقا لمطر، وتجنبت التدخل المباشر في الشؤون اللبنانية، فإنه شدد على أن حزب الله يمتلك رصيدا سياسيا وشعبيا يمكّنه من اتخاذ قراراته باستقلالية، مع التأكيد أن طهران لن تتوانى عن دعمه في مواجهة إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تعاون في حدود السيادة.. قراءة في زيارة لاريجاني إلى لبنان
  • زيارة لاريجاني إلى بيروت.. ما الرسائل والدلالات؟
  • هل حسمت زيارة لاريجاني لبيروت مصير سلاح حزب الله؟
  • رسائل لبنانية حازمة لإيران في أول زيارة للاريجاني لبيروت
  • سلام مخاطباً لاريجاني: التهديدات الإيرانية مرفوضة وسيادة لبنان خط أحمر
  • زيارة لاريجاني لبيروت.. رسائل دعم إيرانية للبنان في كل الأوقات
  • بشأن لبنان والعراق.. هذه رسائل زيارة لاريجاني
  • على هامش زيارة لاريجاني.. كيف تُقرَأ الاعتراضات عليها؟
  • قبيل زيارة لاريجاني لبيروت.. الرئيس اللبناني: الاستقواء بالخارج مرفوض