خبير: تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى تخالف معاهدة السلام مع مصر
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتعقيدات السياسية المتلاحقة، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول مفهوم "إسرائيل الكبرى" لتثير موجة من القلق والتحذيرات، ليس فقط لما تحمله من دلالات أيديولوجية، بل أيضا لما قد يترتب عليها من تداعيات تمس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك خطورة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يعرف بـ"إسرائيل الكبرى".
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن خطورة هذه التصريحات تكمن أولا في صدورها عن رأس السلطة في إسرائيل، وليس عن أي وزير أو مسؤول أقل مستوى، مشيرا إلى أنها تمثل سابقة لم يسبق لأي مسؤول إسرائيلي، حتى في حكومات نتنياهو السابقة، أن تحدث بمثل هذا التبجح حول "إسرائيل التوراتية".
وأشار فهمي، إلى أن تصريحات نتنياهو تتعارض مع نصوص وبنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتي تم توقيعها برعاية أمريكية، معتبرا أن بيان الخارجية المصرية كان من المهم أن يشير صراحة إلى هذا الخرق، خاصة أن الاتفاقية موقعة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، إلى جانب الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن.
واختتم: "هذه التصريحات قد تشجع مسؤولين آخرين، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، فضلا عن قادة الأحزاب الدينية المتطرفة، على تكرار مثل هذه المزاعم".
والجدير بالذكر، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول النوايا الحقيقية للحكومة الإسرائيلية، ومآلات العملية السلمية في ظل هذا الخطاب المتشدد.
كما تضع المجتمع الدولي، وبصفة خاصة الولايات المتحدة، أمام مسؤولياته في لجم هذا التصعيد ومنع انجراف المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الاحتلال إ سرائيل نتنياهو بنيامين نتنياهو
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".