متابعات – تاق برس- كشفت مصادر أن صحيفة صحيفة El Colombiano الكولومبية، نشرت، الأربعاء 13 أغسطس، مقطعًا حصريًا قالت إنه يُظهر مشاركة محتملة لجنود كولومبيين سابقين في القتال إلى جانب جيش شبه عسكري يقاتل الجيش السوداني، في إشارة إلى قوات الدعم السريع في السودان.

 

 

وأفادت منصة إيكاد المختصة لتحليل المصادر المفتوحة أنها بحثت عن المسجد الظاهر في الفيديو والذي تجري الاشتباكات قربه، وتبين أنه مسجد الفاشر العتيق، المعروف أيضًا بـ”جامع السوق الكبير” وسط مدينة الفاشر، قرب السوق الذي وصلت إليه قوات الدعم السريع في نوفمبر 2024.

 

وأضافت إيكاد أنه وبالرجوع إلى خرائط السيطرة من Vista maps تبيّن أن المسجد يقع ضمن مناطق سيطرة الدعم السريع، بينما تتولى قوات مرتزقة من كولومبيا وجنوب السودان الجهة الشرقية من المدينة، بحسب Vista maps.

 

وتابعت: يظهر كذلك أن ملابس المقاتلين وخوذهم تتشابه مع ما يرتديه مرتزقة كولومبيون آخرون سبق وسلطنا في إيكاد الضوء عليهم وعلى مناطق ظهورهم قرب الفاشر.

 

يُذكر أن قوات الدعم السريع تهاجم الفاشر من عدة محاور، وتحاصر المدينة التي تعيش وضعًا إنسانيًا متدهورًا نتيجة الحصار والهجمات المستمرة منذ أكثر من عام.

 

كولومبيامرتزقة كولومبيون في الفاشرمنصة إيكاد

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: كولومبيا منصة إيكاد الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الفاشر: قصة صمود بين الحصار والجوع

أنظار العالم مركزة على غزة، ومأساتها تستحق بلا شك كل هذا الاهتمام والتركيز الدولي. لكن في ركن آخر من عالمنا المثخن بالجراح، تعيش مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وجع الحصار والتجويع في ظل اهتمام محدود من المجتمع الدولي.

على مر العصور، شكل الحصار أحد أقسى أشكال الصراع، إذ يعزل المدن عن محيطها، ويجوع أهلها، ويمطرهم بالنيران، في محاولة لكسر إرادتهم قبل كسر أسوار دفاعاتهم. في مواجهة قسوة هذا السلاح، برزت أسماء مدن عبر مراحل التاريخ، سطرت ملاحم في الثبات، وجعلت من الصبر سلاحاً يعزز الصمود.

مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حالياً) ربما كانت الأشهر بعد صمودها 872 يوماً في وجه الحصار والجوع والبرد، ولم تسقط في أيدي القوات النازية إبان الحرب العالمية الثانية، لكن سراييفو عاصمة البوسنة هي في الواقع المدينة التي عرفت أطول حصار في الحروب الحديثة، إذ استمر 1425 يوماً عاش خلالها السكان تحت القصف والقنص ونقص الإمدادات مع الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه. إلى جانب هذين النموذجين، فإن التاريخ البعيد والقريب حافل بقصص عدة مدن قاومت الحصار لفترات تطول أو تقصر، يصعب إيرادها كلها هنا.

الفاشر في معاناتها المستمرة منذ أزيد من عام تنضم إلى القائمة، ورغم الحصار والتجويع نجحت في صد 227 هجوماً شنته «قوات الدعم السريع»، آخرها كان يوم الاثنين الماضي حينما هوجمت المدينة من ثلاثة محاور بعدد كبير من القوات والآليات، ونجح الجيش والقوات المشتركة مجدداً في كسر الهجوم بعد معركة ضارية.

بعد خسارتها للمعركة لجأت «قوات الدعم السريع» للانتقام من المدنيين الأبرياء فهاجمت معسكر أبو شوك للنازحين الواقع على تخوم المدينة، وارتكبت مذبحة ضد سكانه فقتلت 40 شخصاً وجرحت 19. فالهدف هو إفراغ المعسكر إما بالترويع والتجويع، أو بالقتل الممنهج، مثلما حدث مع معسكر زمزم، الذي هاجمته هذه القوات مراراً وتكراراً قبل أن تقتحمه وتسيطر عليه وسط تقارير عن انتهاكات واسعة، وقتل ممنهج قال عنه مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إنه «يكشف عن الثمن الباهظ لصمت المجتمع الدولي».

ووفقاً للأمم المتحدة فإن أكثر من 70 في المائة من سكان الفاشر يعانون منذ أشهر من انعدام الأمن الغذائي نتيجة الحصار. فـ«الدعم السريع» تمنع وصول المساعدات، علماً بأن الحكومة السودانية كانت قد استجابت لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووافقت على فتح معبر أدري على الحدود التشادية لإيصال المساعدات، رغم علمها بأنه يستخدم أيضاً لتهريب السلاح.

«قوات الدعم السريع» وداعموها رموا بكل ثقلهم في معركة الفاشر واستعانوا بمزيد من المرتزقة الذين جلبوا من كولومبيا ودول أخرى عدة، وكأن إسقاط المدينة يعني تحولاً نهائياً في مسار الحرب يقلب كل الموازين لصالحهم. لكن يبدو أن هؤلاء في تفكيرهم هذا لم يتعلموا شيئاً من دروس هذه الحرب.

الخرطوم اُحتلت نحو عامين، وسقطت مدني حاضرة ولاية الجزيرة، وتمددت «قوات الدعم السريع» في 70 في المائة تقريباً من مساحة السودان، حتى ظنت أنها باتت على مشارف إسقاط الدولة السودانية بأكملها وفرض سيطرتها عليها. لكنها استيقظت من هذا الحلم على كابوس هزائمها المتلاحقة حتى تقلصت مساحة وجودها وانحصرت في دارفور ومناطق من كردفان حيث تقاتل الآن لمنع الجيش من التقدم نحو معاقلها وتحقيق هدفه المعلن في استعادة كل الأراضي حتى آخر نقطة حدودية.
مع كل يوم تصمد فيه الفاشر تخسر قوات الدعم السريع
ولأن «قوات الدعم السريع» تدرك أنه لا يمكنها العودة إلى الخرطوم أو مدني أو أي من المناطق التي وصلت غليها أو كانت تحلم بالوصول إليها، فإن إصرارها الانتحاري على احتلال الفاشر على الرغم من الخسائر الهائلة التي تكبدتها في هجماتها المتتالية، ربما كان مرده أنها تتعرض لضغوط من داعميها لإكمال السيطرة على دارفور ضمن مخطط لتقسيم السودان بعدما فشل المخطط الأول للسيطرة عليه كله بانقلاب مباغت.

في هذا السياق يأتي تشكيلهم للحكومة «الموازية»، التي لم ولن تجد الاعتراف الذي تصبو إليه، إذ ووجهت بسيل من الإدانات الدولية، والرفض الصريح لخطوة إعلانها، والتشديد على عدم الاعتراف بها.

ومع كل يوم تصمد فيه الفاشر، تخسر «قوات الدعم السريع» المزيد من عتادها، ومن قواتها التي بدأ بعضها يفر من المعارك باتجاه مناطق أخرى، أو مستسلماً للجيش، مع ارتفاع وتيرة التذمر في صفوفها. ويصب ذلك بالتأكيد في صالح خطط الجيش وتحركاته لا لفك حصار الفاشر فحسب، بل لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي.

صمود الفاشر يسطّر صفحة جديدة في كتاب مدن وشعوب قاومت الحصار عبر التاريخ. وكما حفظت الذاكرة أسماء مدن أخرى، فإنها ستحفظ أيضاً اسم الفاشر التي عاندت الحصار وقاومت التجويع، وأثبتت أن روح الصبر والثبات لا تنكسر بسهولة.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • منصة إيكاد: كتيبة ليبية تقاتل مع “الدعم السريع” عبر ممر إمداد من الكفرة
  • بريطانيا تدين “الدعم السريع” وتطالب بفك حصار الفاشر
  • بريطانيا توجه اتهامات حادة إلى “الدعم السريع”
  • السودان يرحب ببيان أممي يدين خطط الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية
  • الفاشر: قصة صمود بين الحصار والجوع
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع ترتكب فظائع بحق المدنيين في الفاشر
  • شاهد بالفيديو.. جنود مرتزقة يقاتلون مع الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • مناوي يحدد وجهة تصريحات مستشار ترامب
  • مقتل قائد ميداني في “الدعم السريع” سخر من أطفال الفاشر الجوعى