ميمي وتمبوشة والجدة صاحبة السبعين عامًا.. كيف يتحدى أطفال السودان ويلات الحروب؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
الحروب لا تعرف الهدأة والاستقرار، فدائمًا تكون طلقات الرصاص جاهزة في البنادق لتكون الصوت المسموع ولا صوت يعلو على صوته، حروب لا تفرق بين أطفال وصغار وشباب وكبار، فكلًا على الهاوية، ولكن لا بد أن ننظر إلى الطفل الصغير الذي يتربى في بيئة لا تعرف سوى الرصاص، هل عندما يكُبر هذا الطفل سيكون إنسان صالح لنفسه ومجتمعه، أم مشرد لجأ إلى السرقة والنهب والسطوة ليعيش، أي بيئة تخلفها هذه الحروب، من أين تأتي الأجيال النافعة والبلاد المتقدمة والسلاح فيها سابق العقل، كيف لطفل يحمل لعبته أن يتحول فجأة لكهل يريد الخلاص من أجل الخلاص!.
وفي سياق متصل، يجلس الأطفال الصغار في مراكز إيواء النازحين بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان حول فرقة مسرحية تقدم فنون درامية تحت مسمى " فن العرائيس"، لتخفيف آثار الحرب عن هؤلاء الأطفال الذين لا يسمعون في حياتهم سوى طلقات الرصاص والقذف في كل مكان.
وتقدم هذه المبادرة التي يقوم عليها ممثلون سودانيون صورة مغايرة لواقع القتل ورعب البنادق التي كونها الأطفال قبل فرارهم مع أسرهم من الحرب المحتدمة في الخرطوم، من خلال مسرحيات بسيطة مليئة بالحياة والأمل والمستقبل المشرق.
وامتدت أعمالهم الدرامية إلى الإشراف على ورش عمل الرسم والتلوين التي يقوم بها الأطفال في مركز الإيواء كجزء من برنامج العلاج النفسي، ولا تتوقف عند عمل الدراميون عند حد تمثيل المسرحيات القصيرة فقط.
وتضرر هؤلاء الأطفال كثيرة من ويلات الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، فراح الآلاف منهم ضحية للقتل والتشريد والجوع.
ونقلت منظمة يونيسف ما يقرب إلى 2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل بمتوسط واحد على الأقل في الساعة، إلى جانب نزوح 1.9 مليون طفل داخل السودان، وأجبر 1.7 مليون طفل إضافة على ترك منازلهم وهم يتنقلون الآن داخل البلاد وعبر حدودها.
من أين جاءت الفكرة ؟وجاءت هذه الفكرة لدى مبادرة مسرح العرائيس بمجرد خروجها بعائلتها من الخرطوم عقب اندلاع الحرب، وأن المسرحية مستوحاه مما تم مشاهدته من تأثيرا على صغارها بسبب القتال، كما أن هذه المبادرة فكرت في أن يكون الطفل في مراكز إيواء النازحين منتجًا لشتى الفنون الإبداعية من رسم وحكايات حتى يتمكن من التغلب على آثار الحرب التي تمثلت في الخوف والرعب وغياب الإحساس بالأمان
وأشارت مبادرة مسرح العرائس إلى أن عملها يقوم على ثلاث عرائس، وهي بنت الماحي الجدة صاحبة السبعين عامًا والتي تعرف محليًا بالحبوبة، وتحظى بحب الاطفال نظرًا لحكايتها المشوقة، إلى جانب العروستين ميمي وتمبوشة، وهن صغيرتان يتحدثا بلغة وأسلوب الأطفال بشكل شبه حقيقي.
وتعمل الماحي إلى جانب طبيب نفسي يدعى معاذ شرفي والذي يقوم بتصميم الرسائل التوعوية حسب حاجة الأطفال في كل مركز إيواء بناء على ما تعرضه له، ومن ثم يقوم الممثلين بتقديمها بشكل مختصر يناسب حالة الصغار
ويتواجد في مدينة ود مدني أكثر من 30 مركزًا لإيواء للنازحين من الحرب الدائرة في الخرطوم، كما أنها تضم آلاف الأطفال الذي يعيشون وسط نقص في الأغذية وظروف إنسانية بالغ السوء، وكان يعاني أطفال السودان العديد من المخاطر قبل اندلاع الصراع، لا سيما ارتفاع معدلات الإصابة بسوء التغذية والتسرب المدرسي ووجود ملايين من الأطفال خارج التعليم، فالقتال والحرب الدائرة أدت إلى تفاقم المشكلة، حسب أسماء جمعة مدير مركز الإرشاد النفسي بجامعة النيلين السودانية.
وارتفعت هذه المخاطر بعد الحرب خاصة جانبي التغذية والتعليم، الذي نتج عن غلق المدارس، وحالات الرعب والخوف التي خلفها الصدام المسلح، وكل هذه المعطيات هي التي نتج عنها وجود برامج للعلاج والدعم النفسي للأطفال، فالمسرح وجميع الفنون من شأنها أن تحمو آثار الحرب عن الاطفال.
وفي النهاية، فهناك الحاجة الماسة إلى مزيد من هذه المبادرات الهادفة من مسرح وفنون ورسم تعمل وسط الأطفال النازحين حتي يتمكنوا من تجاوز هذه المصاعب النفسية، ومن غير ذلك سيكون التهديد الوجودي لنواة المستقبل حاضر في البلاد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المد مخاطر ارتفاع المستقبل مراكز علي ترك حاج السودان أطفال حقوق الطفل
إقرأ أيضاً:
فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي
البردقوش (Marjoram) هو من الأعشاب العطرية التي تُستخدم منذ القدم في الطب الشعبي، ويُعرف بفوائده المتعددة للكبار والصغار. يحتوي على مركبات نباتية نشطة مثل الفلافونويدات، الزيوت الطيّارة، ومضادات الأكسدة التي تساهم في تعزيز المناعة وتنظيم الهضم.
أولًا: الفوائد العامة للبردقوش للطفل1. تعزيز صحة الجهاز الهضمييساعد البردقوش على تحسين عملية الهضم وتقليل الانتفاخ والمغص عند الأطفال.
يُستخدم كعلاج طبيعي للقولون العصبي والإمساك عند الأطفال الأكبر سنًا.
2. رفع المناعةيحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الكارفاكرول والثيمول، والتي تساعد في مقاومة الالتهابات والعدوى، خاصة نزلات البرد.
3. تهدئة الأعصاب وتحسين النوميعمل البردقوش كمهدّئ طبيعي، ويساعد على تهدئة الأطفال العصبيين أو الذين يعانون من اضطرابات النوم.
4. مضاد للبكتيريا والفيروساتيُستخدم كمشروب دافئ في حالات الكحة، التهاب الحلق، والزكام، إذ يطرد البلغم ويخفف الاحتقان.
5. تنظيم الهرمونات (للأطفال الأكبر سنًا وخاصة الفتيات في سن البلوغ)يعمل على تحقيق توازن هرموني خفيف، ويفيد في تخفيف تقلبات المزاج.
ثانيًا: البردقوش لفتح الشهية وزيادة الوزن عند الأطفاليُعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو النحافة بسبب مشاكل هضمية أو نفسية أو نقص في الفيتامينات. وهنا يُمكن أن يلعب البردقوش دورًا فعّالًا:
كيف يساعد البردقوش في فتح الشهية؟ينشّط إفرازات المعدة واللعاب
مما يحفّز الشهية بشكل طبيعي عند الطفل، ويجعله يرغب في تناول الطعام.
يُحسّن امتصاص العناصر الغذائية
حيث يساعد في تهيئة المعدة والأمعاء لامتصاص الحديد والكالسيوم والبروتينات.
يُقلل الغازات والانتفاخ
مما يمنع الشعور بالشبع الكاذب الذي يمنع الطفل من الأكل.
يحسّن المزاج ويخفف التوتر
وهو أمر مهم للأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية بسبب القلق أو الضغط.
شاي البردقوش الخفيف:
ملعقة صغيرة من البردقوش المجففتُغلى في كوب ماء ثم تُترك لتبرديُصفّى ويُعطى للطفل دافئًا، مرة واحدة يوميًا (يفضل قبل الأكل بـ 30 دقيقة).ثانيًا: للأطفال الأكبر من 6 سنواتيمكن تقديمه مرتين يوميًا.يمكن مزجه مع عسل النحل الطبيعي (إن لم يكن لدى الطفل حساسية). تحذيرات هامةلا يُعطى للأطفال الرُضع أو من هم دون سنة ونصف دون استشارة طبيب.لا يُستخدم لفترات طويلة متواصلة، يُفضّل استخدامه 5 أيام ثم التوقف ليومين.تجنب إعطائه بجرعات عالية، ويُراعى دائمًا التوازن.يُفضل استشارة طبيب الأطفال أو مختص تغذية قبل إدخاله في النظام الغذائي بشكل دائم.البردقوش من الأعشاب المفيدة جدًا لصحة الطفل، خاصة في دعم الجهاز الهضمي وفتح الشهية بطريقة طبيعية وآمنة. لكن يبقى الاعتدال أساس كل شيء، والمتابعة مع طبيب مختص ضرورية لضمان سلامة الطفل واستفادته القصوى من الأعشاب الطبيعية.