انكوريج (الولايات المتحدة) «أ.ف.ب»: اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس اليوم.

وقال المصدر: إنّ المقترح عُرض خلال مكالمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.

وأضاف: «كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأمريكي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي»، مضيفا: «من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)» خلال قمته مع ترامب أمس في ألاسكا.

ويعتمد الأمن المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي على المادة الخامسة من معاهدته، التي تنصّ على أنّه إذا تعرّض أحد الأعضاء لهجوم، فإنّ التحالف بأكمله يدافع عنه.

وأكد مصدر آخر مطلع على الأمر أنّ فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها الناتو طُرحت خلال المكالمة.

غير أنّه أشار إلى أنّ: «لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك؟ ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعّالة لسيادة أوكرانيا؟».

وأوضح المصدر أنّ هذه المسألة قد تُطرح خلال اللقاء الذي سيُعقد بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن غدًا. ومن بين القضايا «العديدة» التي يفترض أن يتمّ التطرّق إليها، تنظيم لقاء ثلاثي محتمل بين بوتين وترامب وزيلينسكي، و«دور أوروبا» في عملية السلام، والضمانات الأمنية «وفعاليّتها»، إضافة إلى قضية الأراضي الأوكرانية التي تحتلّها موسكو.

ووفق المصدر: «نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلّى الأوكرانيون عن إقليم دونباس» الواقع في شرق أوكرانيا، الأمر الذي يعارضه زيلينسكي. 

وتسعى أوكرانيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى الناتو، غير أنّ ترامب رفض هذا الاحتمال بعد عودته إلى البيت الأبيض.

وتطالب أوكرانيا بـ«ضمانات أمنية» قوية لمنع روسيا من مهاجمتها مجددا، بعد وقف إطلاق النار على الجبهة.

من جهتها، تعارض موسكو انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقول: إنّه يشكل تهديدا وجوديا لأمنها.

واستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم وقفا فوريا لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى أنّه يدفع مباشرة نحو «اتفاق سلام»، غداة القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. 

وكان ترامب أكد أنّه يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وذلك قبل القمة التي لم يحقّق خلالها الرئيسان أي اختراق على طريق إنهاء النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام ونصف العام. ولكن بعد عودته إلى واشنطن، قال في منشور عبر منصته «تروث سوشال»: «قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان».

وأشار إلى أنه سيستقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض بعد ظهر الغد.

وأضاف: «إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء مع الرئيس بوتين»، مشيرا إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني. وفي وقت سابق اليوم، أعلن فولوديمير زيلينسكي الذي لم يكن مدعوا إلى أنكوريج، كما هي حال الأوروبيين، أنّه سيتوجه إلى واشنطن غدًا للقاء نظيره الأمريكي، مشيرا إلى أنّ الأخير أطلعه على «النقاط الأساسية» من محادثته مع بوتين، ودعا القادة الأوروبيين إلى الانخراط في «كلّ مرحلة» من المحادثات. وأكد القادة الأوروبيون في بيان مشترك، استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامب وزيلينسكي وبوتين وقالوا: «سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم». 

من جهته، حذّر ماكرون على إكس من «ميل روسيا الراسخ إلى عدم الوفاء بالتزاماتها».

أما ستارمر، فأكد أنّ «جهود» ترامب «تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى» من إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال في بيان: «مع إحراز تقدّم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء المزيد من المناقشات» التي تشمل زيلينسكي، مؤكدا أنّه «لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه».

بدوره، رحّب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الزعيم الأكثر قربا في الاتحاد الأوروبي من موسكو، بالقمة، بينما دعت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن إلى توخّي الحذر.

وقالت في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، ولم يكن هناك اتفاق. من ناحية أخرى، نفذ الروس عمليات قصف طوال الليل، وهذا، في رأيي، دليل واضح على أن روسيا لا تريد السلام».

وبعد اختتام المحادثات بين ترامب وبوتين، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا تبادلا فيه كلمات الثناء من دون أن يجيبا على أسئلة الصحفيين.

وقال ترامب: «لم نصل إلى هناك بعد، لكننا أحرزنا تقدما. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق». ووصف الاجتماع بأنه «مثمر جدا» مع التوافق في «العديد من النقاط»، مردفا من دون إسهاب «لم يتبق فقط سوى عدد قليل جدا، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم». وتحدث بوتين أيضا بكلمات عامة، وقال: «نأمل بأن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه الطريق للسلام في أوكرانيا».

وبينما كان ترامب يفكر في لقاء ثان، ابتسم بوتين وقال بالإنجليزية «المرة المقبلة في موسكو».

وصرّح الرئيس الأمريكي لقناة «فوكس نيوز» بأن الأمر الآن «يقع على عاتق الرئيس زيلينسكي»، مضيفا: إن تقييمه للقمة «عشرة من عشرة». وبعدما توعد روسيا قبل القمة بـ«عواقب خطيرة» إذا لم تقبل بوقف الحرب، قال ترامب ردا على سؤال لفوكس نيوز: إنه «بسبب ما جرى اليوم، أعتقد أنه لا يتحتم علي التفكير في ذلك الآن». 

أما بوتين فحذّر كييف والعواصم الأوروبية من وضع «عقبات» أمام عملية السلام أو «محاولات تعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية». وحققت روسيا في الأيام الأخيرة مكاسب ميدانية قد تعزز موقف بوتين في أي مفاوضات لاحقة لوقف إطلاق النار، على الرغم من أن أوكرانيا أعلنت أثناء وصول بوتين أنها استعادت عدة قرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی فی أوکرانیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا.. لا اتفاق حول أوكرانيا وابتسامة موسكو أوسع

انتهى اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية بمدينة أنكوراج بولاية ألاسكا، مساء الجمعة، دون التوصل إلى أي اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا، رغم الأجواء الاحتفالية التي صاحبت القمة، والتي أثارت جدلاً واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها.

اللقاء، الذي وُصف بأنه "تاريخي"، استمر ثلاث ساعات فقط بدلاً من جولتين كان من المقرر أن تمتدا لوقت أطول. وفي المؤتمر الصحفي المقتضب الذي أعقب المحادثات، بادر بوتين إلى الحديث أولاً معلنًا تحقيق "تفاهمات"، قبل أن يقاطعه ترامب بالقول إنه "لا اتفاق حتى الآن"، ليُنهي المؤتمر فجأة دون السماح للصحفيين بطرح أسئلة.

ورغم فشل المحادثات، سعى ترامب في مقابلة لاحقة مع الإعلامي المقرب منه شون هانيتي (فوكس نيوز) إلى تصوير اللقاء باعتباره "مثمراً للغاية"، قائلاً إن محادثاته مع بوتين كانت "10 من 10"، وإن الرئيس الروسي تحدث "بصدق" عن رغبته في إنهاء الحرب. لكنه في الوقت نفسه نصح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"عقد صفقة"، مؤكداً أن "الحروب سيئة جداً، لكن لدي قدرة على إنهائها".

القمة التي قوبلت بانتقادات حادة في كييف، اعتبرها مراقبون وفق صحيفة الغارديان البريطانية، انتصاراً دعائياً لبوتين، إذ ظهر على الأراضي الأمريكية بعد عزلة دولية استمرت لسنوات، وحظي بمعاملة وُصفت بأنها "استقبال الملوك" من ترامب، في مشهد قارنته صحيفة Kyiv Independent بزيارة زيلينسكي السابقة للبيت الأبيض حيث تعرّض لـ"إذلال علني".

جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، قال لشبكة CNN إن "ترامب لم يحقق شيئاً ملموساً سوى وعد بلقاءات جديدة، بينما خرج بوتين منتصراً باستعادة صورته الدولية وتجنب أي التزامات بوقف إطلاق النار".

في الخارج، تظاهر محتجون في أنكوراج رافعين علماً أوكرانياً ضخماً رفضاً لمصافحة بوتين على الأراضي الأمريكية، في حين خرج مؤيدون لترامب لتحيته على الطريق المؤدي إلى القاعدة العسكرية، ما عكس الانقسام الداخلي العميق حيال سياسته الخارجية.

وفيما أصر ترامب على أن "لا اتفاق حتى يكون هناك اتفاق"، يبدو أن الكرملين حقق هدفه الأساسي: إعادة بوتين إلى صدارة المشهد الدولي كشريك تفاوضي لا يمكن تجاوزه، بينما خرجت أوكرانيا من القمة بقلق متزايد من أن تُترك وحيدة في مواجهة الحرب الطويلة.

وتأتي هذه القمة في وقت تواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية حصد الأرواح، حيث تشير تقديرات أممية إلى سقوط أكثر من 500 ألف قتيل وجريح منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022، فضلًا عن نزوح الملايين وتدمير واسع للبنية التحتية، ما يجعل أي فشل في جهود الوساطة الدولية كلفة مباشرة على المدنيين العالقين في أتون الصراع.


مقالات مشابهة

  • واشنطن تقترح على كييف ضمانات أمنية دون انضمامها للناتو
  • قمة حاسمة في واشنطن.. ترامب يدعو زعماء أوروبيين وزيلينسكي لاجتماع بشأن أوكرانيا
  • مصدر دبلوماسي: واشنطن عرضت على كييف ضمانات أمنية مشابهة للناتو
  • قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا.. لا اتفاق حول أوكرانيا وابتسامة موسكو أوسع
  • خبير تركي: واشنطن تقترب من اعتماد مقترحات موسكو لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • هل يمنح ترامب ضمانات أمنية لأوكرانيا لوقف إطلاق النار مع روسيا؟
  • روبيو: تحقيق السلام في أوكرانيا يتطلب مناقشة ضمانات أمنية وتبادل للأراضي
  • ترامب: أعتقد أن بوتين لديه رغبة بإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • فرنسا: ترامب يتعهد بالمساهمة في ضمانات أمنية لأوكرانيا خلال وقف إطلاق النار