في الوقت الذي خذلها الناس وباعها الإخوان، وتفرج عليها الأشقاء، في هذا التوقيت العصيب الذي تكالب فيه أعداء الأمة وأعداء فلسطين عليها، في الوقت الذي تنصلت أغلب الشعوب والأنظمة عن واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه غزة، يبرز موقف يمن الحكمة والإيمان كموقفٍ ديني وأخلاقي وإنساني، هذا الموقف المشرف الذي لا يناله جميع الناس، فالقضايا المقدسة لا يتوفق لنصرتها إلا من هو ذو توفيقٍ إلهي، وكان شعب اليمن وقيادته الربانية هم أصحاب ذلك التوفيق الإلهي…
لقد وفق الله اليمن قيادةً وشعباً لنصرة غزة ومظلوميتها منذ يومها الأول، منذ انطلاقة شرارة عملية (طوفان الأقصى) المباركة، فالتحم القائد والشعب في ملحمة الدفاع المقدس عن قضية الأمة كل الأمة، وشقوا بعصا الثقة بالله أمواج التخاذل والمؤامرات والفتن .
إن انخراط الشعب اليمني في هذه المعركة المقدسة لا يعني إسقاط واجبٌ فقط، بل هو أيضاً واجبٌ مقدس، وإقامة حجة على الشعوب والأنظمة الساكتة والمتخاذلة، وموقفٌ أخلاقي وإنساني راقي، وليقدموا للأمة درساً أن الأمة حينما تتحرك وتبذل مجهودها فإنها بإذن الله وتوفيقه ستكون لها الفاعلية والأثر ….
فما كادت شرارة عملية طوفان الأقصى المباركة تنفجر حتى كانت صواريخ ومسيَّرات اليمن تعانق أرض الإسراء، ولم تثُر براكين الإباء والاستبسال لمجاهدي غزة الأبطال حتى كانت الجموع الهائجة والهادرة من أبناء يمن الحكمة والإيمان تملأ ساحات الجمهورية اليمنية ثورةً وتضامناً وشموخاً، ولأن القضية ليست عاطفية أو مجرد انفعال، فقد واكبت العمليات العسكرية والحراك الجماهيري اليمني كل مراحل عملية طوفان الأقصى في كل تفاصيلها، وكان مئات الآلاف من أبناء اليمن يطالبون بعالي أصواتهم دول طوق فلسطين بأن تفتح الحدود للإلتحام المباشر مع العدو الصهيوني …
بإرادة الله وعزيمة الشعب اليماني، أصبح البحران الأحمر والعربي محرمين على الصهاينة، وبإشارة من القائد أصبح البحر لا يقبل أن يمخر الصهاينة عبابه، هكذا أراد الله، وكانت إرادة القائد من إرادة الله، ومن تمرد أو أنف، فلن يكون مصيره بأقل من أن يقتاد مع سفينته إلى سواحل بلدنا، كما كان مصير سفينة (جلاكسي ليدر) وطاقمها، ومن يأنف ويكابر أكثر، فلن يكون مصيره بأقل من أن يفجر ويحرق، كما حدث لسفنٍ أخرى .
أما من يهب لإسناد الصهاينة ويمشي متبخترا بهنجهيته المعهودة، كما فعلت الولايات المتحدة، فلن تكون ضيافته بأقل من صواريخ باليستية وبحرية ومسيَّرات تدك حاملات طائراته وأسطوله، وكلما أمعن في عنجهيته، أمعن الشعب اليمني في إصراره، لأن الحق سنته أن يدمغ الباطل وقد كان …
فرأينا حاملات طائرات العدو والقطع الملحقة بها، تجر أذيال خيبتها، منسحبة من وسط البحر الأحمر والبحر العربي، مثخنةً بجراحها التي ألحقتها بها صواريخنا المسددة إلهياً، ورأينا أفراد وضباط بحرية العدو المتمركزين على قطعهم الحربية المتاخمة لبلادنا بعد عنجهيتهم، يصفون أبطال قواتنا البحرية بـ(العدو المرعب)، إنه الله وإنها إرادته…
الآن وبعد قرابة العامين على انطلاق عملية طوفان الأقصى، يواصل الشعب اليمني مشواره المقدس، مواكباً كل مراحل العملية وكل الأحداث والمتغيرات على ساحة فلسطين الإباء، ليثبتوا وليبرهنوا أن فلسطين قضيتنا الأولى وقضيتنا المحورية، يمخرون عباب البحار نصرةً لمظلومية إخوانٍ لهم خذلهم الأشقاء، ويقطعون شريان الإمداد الصهيوني، ويملأون الساحات هادرين غاضبين مطالبين بفتح قنوات ومعابر من خلالها يستطيع المجاهدون اليمنيون دخول أرض الإسراء، لأداء الواجب المقدس، إنها اليمن يا سادة .. بلد الحكمة والإيمان …
فسلامٌ على هذا الشعب المجاهد وقيادته ما بقي الليل والنهار ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وقفات نسائية في حجة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني
الثورة نت /..
نظمت الهيئة النسائية بمحافظة حجة، اليوم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وإسناد غزة.
ورددت المشاركات في الوقفات، شعارات منددة بجرائم الكيان الصهيوني اليومية في قطاع غزة، مجددات البراءة من أعداء الإسلام والخونة والعملاء واستمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته.
وعبرن في الوقفات في أفصر بكحلان الشرف وقلعة حجر والرصعة وحجر والطويلة ومشن والشجعة وبني أسد وشمسان والمدينة في المحابشة، عن الفخر والاعتزاز بالانتماء للدين الإسلامي والنهج المحمدي الأصيل والاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأخلاقه.
واستنكرت وقفات في أبو دوار في مستبأ والربوع في وشحة والمشجعة والعيز في أفلح الشام والوعلية والمساجد وبني مجمل والقزعة في المفتاح والحدب وجياح في أفلح اليمن، الصمت الأممي الدولي والتخاذل العربي، الإسلامي تجاه الجرائم الصهيونية في غزة.
وجددّ بيان صادر عن الوقفات، التأكيد على الموقف اليمني الثابت والمبدئي الذي لا يتزحزح ولا يتبدل مع غزة وفلسطين والمقدسات.
وأكد وقوف أحفاد الأنصار مع المقاومة التي تقدّم أغلى التضحيات دفاعاً عن الأمة بأكملها أمام أبشع وأشنع وأقسى الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي، بحق أبناء غزة ويسعى لارتكابها بحق كل الأمة.
وشدد البيان، على أنه صار من الضروريات القصوى أمام الوحشية التي يمارسها العدو الصهيوني في غزة وفاقت كل التصورات وضج من هولها العالم والأمة والبشرية جميعاً، تجريم الصهيونية والعمل على نزع سلاح العدو الصهيوني لما يمثله من خطورة على شعوب المنطقة والسلم العالمي كله.
كما أكد الرفض عملياً المخطط الذي جاهر به مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو عن طموحات المنظومة الصهيونية العالمية في تنفيذ مشروعها المسمى بـ “إسرائيل الكبرى”، والذي يفصح عن سعي الصهاينة للسيطرة على عدد من الدولة العربية كلياً أو جزئياً بما في ذلك مكة والمدينة أقدس مقدسات الإسلام.