في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بتطورات الوضع في قطاع غزة، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا مهمًا في البيت الأبيض، خصص بالكامل لبحث السياسة الأمريكية المقبلة حيال الأزمة المستمرة في القطاع. 

وجاء هذا الاجتماع في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب وإيجاد تسوية شاملة تضمن إدخال المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء لما تصفه واشنطن بـ"اليوم التالي" للحرب.

اليوم التالي في غزة

وشهد الاجتماع مشاركة بارزة لكل من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي ومبعوثه السابق إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر، إلى جانب مسؤولين بارزين من الإدارة الأمريكية، وهو ما يعكس الأهمية السياسية والدبلوماسية التي توليها واشنطن لهذا الملف المعقد.

وخلال الاجتماع، تمت مناقشة مجموعة من المحاور الرئيسية، أبرزها زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، والعمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بالإضافة إلى وضع إطار سياسي لما بعد الحرب، بما يضمن الحد من التصعيد وفتح آفاق عملية سلام مستقبلية وفق الرؤية الأمريكية. وأكد المشاركون أن الخطة الأمريكية لا تقتصر على الجانب الإغاثي فقط، بل تشمل ترتيبات سياسية وأمنية إقليمية.

وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد كشف، قبيل انعقاد الاجتماع، أن الخطة الأمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة قبل نهاية العام الجاري، مشددًا على أن هذا الإطار الزمني يحظى بتوافق واسع داخل الإدارة الأمريكية ويتم مناقشته مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة. وأوضح ويتكوف أن واشنطن تسعى لتنسيق الجهود مع إسرائيل ودول عربية مؤثرة من أجل ضمان تنفيذ هذه الخطة بنجاح.

وفي السياق ذاته، ناقش وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تفاصيل الخطة الأمريكية مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، حيث تطرق اللقاء إلى الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية التي تتطلب تعاونًا وثيقًا بين واشنطن وتل أبيب، في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة.

هذا الاجتماع يعكس مرحلة جديدة من التحركات الأمريكية تجاه غزة، تجمع بين الأبعاد الإنسانية والسياسية والأمنية، في محاولة لصياغة مسار متوازن يحقق المصالح الأمريكية والإسرائيلية من جهة، ويستجيب للنداءات الدولية لوقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية من جهة أخرى.

ومن جانبه، حذر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، من خطورة السياسات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، معتبرًا أن اقتحام قوات الاحتلال مدينتي رام الله والبيرة بحجة اعتقال مطلوبين ومصادرة أموال مزعومة يأتي ضمن سياسة منظمة تهدف إلى تدمير ما تبقى من معالم السلطة الفلسطينية.

وأكد الرقب في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الادعاءات الإسرائيلية ليست سوى ذريعة لاستباحة مدن الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن اقتحام نابلس يعكس تعامل الاحتلال مع الضفة كأرض بلا سيادة، رغم أن جزءًا منها يخضع للإدارة الفلسطينية رسميًا.

وأضاف الرقب أن هذه الإجراءات تمثل جزءًا من مخطط أشمل لإنهاء دور السلطة الفلسطينية بالتوازي مع تسريع الاستيطان، موضحًا أن بناء وحدات جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم" يهدف إلى فصل القدس عن الضفة الغربية وتعميق عزل الفلسطينيين ومنع قيام دولة مستقلة.

وفي السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ213 وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ201، وسط تعزيزات عسكرية وانتشار مكثف، حيث أعاقت حركة المواطنين واعتلت مبانٍ تجارية دون الإعلان عن اعتقالات.


 

طباعة شارك غزة قطاع غزة دونالد ترامب ترامب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة دونالد ترامب ترامب

إقرأ أيضاً:

تصاعد عنف المستوطنين يدفع آلاف الفلسطينيين للنزوح في الضفة

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من ألف فلسطيني اضطروا للنزوح داخل الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية منذ مطلع عام 2025.

إعلام إسرائيلي: المجلس الوزاري المصغر صدق على تنظيم 19 مستوطنة جديدة بالضفة الغربيةالكابينت الإسرائيلي يصادق على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة في الضفة الغربيةالأمم المتحدة: 2025 شهد أكبر توسع للاستيطان في الضفة الغربيةأوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة


وأوضح المكتب أن حالات النزوح تركزت في المنطقة (ج)، التي تشكّل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، وتتمتع فيها السلطات الإسرائيلية بسيطرة شبه كاملة، الأمر ذاته في القدس الشرقية.


كما ندّد المكتب بتصاعد عنف المستوطنين وما يخلّفه من "تبعات إنسانية كارثية"، لافتاً إلى تسجيل ما يقارب خمسة اعتداءات استيطانية يومياً منذ اندلاع الحرب. وأضاف أن أعداد النازحين المسجلة هذا العام تمثل "ثاني أعلى معدل سنوي منذ عام 2009

طباعة شارك مكتب الأمم المتحدة الشؤون الإنسانية الضفة الغربية السلطات الإسرائيلية القدس الشرقية

مقالات مشابهة

  • تصاعد عنف المستوطنين يدفع آلاف الفلسطينيين للنزوح في الضفة
  • واشنطن تبحث ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • المملكة تشارك في اجتماع المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنيويورك
  • بوتين يدعم مادورو أمام الضغوط الأمريكية.. هل يتصاعد التوتر؟
  • فنزويلا: مستعدون لكسر أنياب الإمبراطورية الأمريكية.. ترامب: رئيس كولومبيا التالي بعد مادورو!
  • أشبه بلوحة.. الضباب يرسم ملامح سكان الريف في بابل (صور)
  • مناقشة الخطة الإنتاجية لقطاع الدواجن للعام المقبل بصنعاء
  • أطباء بلاحدود:تصاعد العنف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين منذ 7 من أكتوبر
  • تحديث الأنظمة وإطلاق ملامح استراتيجية 2026 يتصدران اجتماع المكتب التنفيذي للكشافة بالرياض
  • السودان: ترتيبات عاجلة لاحتواء تفشي الحصبة وتأهب لحمى «ماربوغ» في الولايات الحدودية