دولة عربية في المركز الثامن وأمريكا تتراجع وفق مؤشر أقوى جوازات السفر 2025
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أنّ الولايات المتحدة باتت على وشك الخروج من قائمة المراكز العشرة الأولى لأقوى جوازات سفر في العالم.
ففي آخر تحديث ربع سنوي لمؤشر هينلي لجوازات السفر، الذي تصدره الشركة الاستشارية العالمية المعنية بالجنسية والإقامة، "هينلي وشركاه"، والتي تأخذ من لندن مقرًا لها، تراجعت الولايات المتحدة التي كانت تحتل المرتبة الأولى في العام 2014، إلى المركز العاشر في التصنيف.
إنه أدنى مركز تحتله الولايات المتحدة على الإطلاق في تاريخ المؤشر الذي انطلق قبل عشرين عامًا، والذي يتتبّع حرية التنقل العالمية لحاملي 199 جواز سفر إلى 227 دولة وإقليماً حول العالم، وذلك باستخدام بيانات حصرية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
ونظرًا لأن "هينلي" تحتسب الدول التي تحصل على ذات عدد النقاط كمركز واحد في الترتيب، فإن هناك فعليًا 33 دولة تتفوق على الولايات المتحدة في القائمة.
ومع دخولنا النصف الثاني من العام، حافظت سنغافورة على مركزها الأول كأقوى جواز سفر في العالم للعام 2025.
ويتمتّع حاملو هذا الجواز، الأكثر رغبة بالعالم، بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 193 من أصل 227 وجهة حول العالم، ويتفوّق بذلك على أي دولة أخرى على وجه الأرض.
ومن الطبيعي أن سنغافورة لا توزّع جوازات السفر على الأجانب بسهولة. إذ أن التقدّم بطلب للحصول على الجنسية السنغافورية يتطلب الإقامة الدائمة لمدة لا تقل عن سنتين، ومراجعة "المساهمات الاقتصادية" وغيرها من المؤهلات، إضافة إلى الخدمة الوطنية الإلزامية للمتقدمين الذكور.
تقدّمت كوريا الجنوبية بالترتيب لتتشارك مع اليابان في المركز الثاني من التصنيف، مع إمكانية الدخول إلى 190 وجهة من دون تأشيرة، ما يضمن تفوّق الدول الآسيوية في سباق حرية التنقل العالمي.
أما دول الاتحاد الأوروبي التي تتشارك المركز الثالث فهي: الدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، وإسبانيا، بالتوازي مع فنلندا. ويتمتع مواطنو هذه الدول بإمكانية الدخول إلى 189 وجهة من دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وتهيمن أوروبا أيضًا على المركز الرابع في التصنيف، والذي تتشارك فيه سبع دول، هي: النمسا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والنرويج، والبرتغال، والسويد. يتمتع مواطنو هذه الدول بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 188 وجهة.
وتحتل المركز الخامس كل من اليونان، وسويسرا، ونيوزيلندا، إذ يتمتع مواطنو هذه الدول بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 187 وجهة.
وعلى الجهة المقابلة من القائمة، تحتل أفغانستان المركز الـ99 والأخير، إذ لا يزال مواطنوها يتمتعون بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 25 وجهة فقط، أي وجهة واحدة أقل مما كان عليه الوضع في بداية هذا العام.
وتأتي سوريا في المركز الـ98 (بإمكانية الدخول إلى 27 وجهة)، بينما تحتل العراق المركز الـ97 (بإمكانية الدخول إلى 30 وجهة).
وهذا يمثّل فجوة هائلة في حرية التنقل تبلغ 168 وجهة بين جوازات السفر الأعلى تصنيفًا وتلك الأدنى.
وتراجعت المملكة المتحدة مركزاً واحداً إلى المرتبة السادسة في التصنيف، مع إمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 186 وجهة. وحلّت كل من أستراليا، وجمهورية التشيك، وهنغاريا، ومالطا، وبولندا في المرتبة السابعة، في حين أتت كندا، وإستونيا، والإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثامنة.
وتعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز قصص النجاح في المؤشر، حيث صعدت 34 مركزًا خلال العقد الماضي، من المرتبة 42 إلى المرتبة الثامنة.
وقفزت الصين أيضًا من المرتبة 94 إلى المرتبة 60 منذ العام 2015، وهو ارتفاع تحقق رغم عدم حصولها على إمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى الدول الـ29 في منطقة شنغن الأوروبية.
أما المرتبة التاسعة، فتتقاسمها كل من كرواتيا، ولاتفيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، في حين تحتل المرتبة العاشرة كل من آيسلندا وليتوانيا والولايات المتحدة. وتتمتع الولايات المتحدة حاليًا بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 182 وجهة حول العالم.
وفي بند ضمن مشروع قانون السياسات الداخلية الذي أقرّته إدارة ترامب أخيرًا، ستبدأ الولايات المتحدة قريبًا بفرض "رسوم نزاهة التأشيرة" جديدة لا تقل عن 250 دولارًا، تُضاف إلى تكاليف طلب التأشيرة الحالية. وستطبّق هذه الرسوم على جميع الزوار الذين يطلب منهم الحصول على تأشيرات غير المهاجرين لدخول الولايات المتحدة.
وقد انتقد نقّاد، من بينهم جمعية السفر الأمريكية، وهي منظمة وطنية غير ربحية تهدف إلى زيادة السياحة إلى الولايات المتحدة، رسوم التأشيرة الجديدة واعتبروها عاملًا يثني الزوار عن القدوم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آيسلندا إستونيا المملكة المتحدة سلوفاكيا مالطا التشيك سنغافورة لاتفيا الولایات المتحدة جوازات السفر الدخول إلى فی التصنیف Getty Images
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدرس فحص حسابات السوشيال ميديا للسياح
في تحول قد يعيد رسم قواعد السفر إلى الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، طرحت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية مقترحًا جديدًا يُلزم السياح القادمين من أوروبا ودول أخرى بالكشف عن سجلّ حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة تمتد إلى خمس سنوات سابقة، قبل الحصول على الموافقة لدخول البلاد. الإجراء الجديد، الذي ما زال في مرحلة الاقتراح، يُهدد بتغيير طبيعة السفر السهل الذي اعتاد عليه مواطنو الدول المستفيدة من نظام تصريح السفر الإلكتروني ESTA.
يستند هذا المقترح مباشرة إلى أمر تنفيذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب بعنوان "حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب وغيرهم من التهديدات للأمن القومي"، وهو أمر شكّل محورًا رئيسيًا في سياساته المتعلقة بملف الهجرة والحدود خلال عامه الأول في البيت الأبيض.
وبحسب الوثائق الرسمية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية ستبدأ – حال تفعيل المقترح – في مراجعة ما يسمى بـ"التواجد الإلكتروني" للمتقدمين وأسرهم، وهو ما يتطلب منهم جعل حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ذات إعدادات عامة. كما سيُلزم المسافرون بالإفصاح عن جميع حساباتهم على المنصات المختلفة، مثل فيسبوك، إنستغرام، إكس، تيك توك وغيرها، خلال السنوات الخمس الماضية. وأي محاولة لإخفاء حساب أو معلومة قد تؤدي إلى رفض فوري للتأشيرة وربما حرمان المسافر من الحصول عليها مستقبلًا.
ولم تكشف إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية حتى الآن عن نوعية المعلومات التي ستبحث عنها في هذه الحسابات، كما لم توضّح ما هي العوامل التي قد تؤدي إلى رفض الطلب، وهو ما يثير مخاوف واسعة بين المسافرين، خصوصًا أولئك الذين اعتادوا على سهولة إجراءات ESTA.
ولا يقتصر المقترح على حسابات السوشيال ميديا فحسب؛ إذ قد يُطلب من المتقدمين أيضًا تقديم أرقام هواتفهم المستخدمة خلال السنوات الخمس الماضية، وعناوين بريدهم الإلكتروني التي استخدموها خلال الأعوام العشرة الأخيرة، إلى جانب معلومات تفصيلية عن أفراد الأسرة.
هذا التوسع في البيانات المطلوب تقديمها سيُضاعف من الأعباء الإدارية، إذ تشير وثيقة رسمية إلى أن تطبيق النظام قد يحتاج إلى 5.6 مليون ساعة عمل إضافية سنويًا، أي ما يعادل 3,000 وظيفة بدوام كامل، فضلًا عن الزيادة الكبيرة المتوقعة في تكاليف معالجة طلبات ESTA. تبلغ تكلفة التصريح حاليًا 40 دولارًا، ويتيح لحامليه زيارة الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 90 يومًا، وهو صالح لمدة عامين من تاريخ الحصول عليه.
ردود الفعل الأولى على المقترح كشفت عن حالة من القلق لدى المسافرين. صحيفة الغارديان نقلت عن سياح أستراليين كانوا يخططون لحضور كأس العالم أن بعضهم ألغى سفره بالفعل، فيما وصف آخرون القواعد الجديدة بأنها "مخيفة" وتمسّ خصوصيتهم بشكل غير مسبوق.
لكن الرئيس ترامب لم يُبدِ أي قلق حيال تأثير المقترح على السياحة، إذ قال في تصريحات سابقة: "وضعنا ممتاز. نريد فقط التأكد من عدم دخول الأشخاص غير المناسبين إلى بلادنا."
من جانبها، أكدت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن ما يجري الحديث عنه الآن ليس قاعدة نهائية، بل خطوة أولية لفتح نقاش حول خيارات جديدة لتعزيز الأمن. وقال متحدث رسمي للـBBC: "لم يطرأ أي تغيير حتى الآن على إجراءات الدخول. المقترح مجرد بداية لحوار أوسع."
وفي حال تطبيقه، سيؤثر النظام الجديد على جوازات سفر 40 دولة، من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا واليابان. أما الزوار القادمون من المكسيك وكندا – الذين يشكلون نحو نصف عدد السياح – فلن يتأثروا مباشرة، لأنهم لا يحتاجون إلى تأشيرة أو تصريح ESTA.
ووفقًا لبيانات المكتب الوطني للسفر والسياحة، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا في عدد الزوار بنسبة 3% مقارنة بعام 2024 حتى أغسطس 2025، وهو ما يزيد من حساسية أي تغييرات قد تُضيف قيودًا جديدة على حركة السفر.
من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟