يسخر من ترامب ويهدد بغزو كينيا.. من ابن موسيفيني الطامح لرئاسة أوغندا خلفا لوالده؟
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريرا مطولا عن الجنرال موهوزي كاينروغابا (نجل الرئيس الأوغندي المخضرم يوري موسيفيني) حيث يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الوريث الأقرب لخلافة والده بعد 4 عقود من الحكم.
وفي تحليله لشخصية موسيفيني الابن، رسم مايكل فيليبس (مراسل الصحيفة للشؤون الأفريقية) ملامح شخصية متناقضة وقلقة لموهوزي، تجمع بين السخرية والتهكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبين نزعة سلطوية مفرطة تصل حد التفاخر بالتعذيب والتهديدات العلنية.
ففي حين يشبّه موهوزي نفسه أحياناً بالمهاتما غاندي الأب الروحي للهند "لكن من دون اللاعنف" ويسخر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدّعياً أنه هو شخصيا أكثر وسامة وطولا وجاذبية منه، أو يتحدى مغني الراب جاي زي في مبارزة يظفر الفائز فيها بالمغنية والممثلة الأميركية بيونسيه، فإنه في الوقت ذاته لا يتردد في التباهي بتعذيب إدوارد سيبوفو حارس زعيم المعارضة الرئيسي في أوغندا في قبو منزله.
ونقلت الصحيفة عن 3 أشخاص -أطلعهم سيبوفو على المحنة التي مرّ بها- أن موهوزي أجبره على الركوع وأداء قسم الولاء لموهوزي القائد العام للقوات المسلحة الأوغندية، ولوالده.
وتباهى موهوزي بأنه استخدم بوبي واين الحارس الشخصي لزعيم المعارضة ككيس ملاكمة بعد احتجازه في قبو، حيث تعرّض للإيهام بالغرق والضرب والصعق الكهربائي، قبل أن يُجبر على إعلان ولائه للرئيس ونجله -بحسب المراسل فيليبس- الذي أفاد بأنه رغم استنكار منظمات حقوقية محلية ودولية، فإن الجنرال لم يتراجع بل وصف ما حدث بأنها مجرد "مقبّلات فاتحة للشهية".
يعود تاريخ صعود عائلة موسيفيني إلى عام 1986 حينما قاد الرئيس الحالي تمردا مسلحا أطاح بسلفه ميلتون أوبوتي، حيث رحب به العالم كزعيم شعبي ديمقراطي التوجّه، أوقف المجازر العرقية التي ارتُكبت في عهد النظام المخلوع.
إعلانوفي خطابه تنصيبه آنذاك، قال موسيفيني "إن مشكلة أفريقيا عموما وأوغندا خصوصا ليست في الشعوب، بل في القادة الذين يرغبون في البقاء بالسلطة أكثر مما ينبغي".
بيد أن 4 عقود في سدة الحكم حوّلته -برأي الصحيفة الأميركية- إلى نموذج للقائد الذي يتلاعب بالضوابط القانونية ويرفض مغادرة السلطة، إذ عدّل الدستور أكثر من مرة لضمان استمراره. ورغم إعلانه الترشح مجددا لانتخابات 2026، فإن المؤشرات كلها تدل على أنه يُعدّ نجله لخلافته.
ومع ذلك، لم يفعل الرئيس الكثير لثني موهوزي (51 عاما) -المعروف على نطاق واسع باسمه الأول فقط- عن التفكير في أنه الخليفة المنتظر، فقد كتب الأخير على منصة إكس في يوليو/تموز الماضي "باسم يسوع المسيح إلهي، سأكون رئيس هذه البلاد بعد والدي".
وتصف الصحيفة سلوكيات موهوزي بالمتقلبة وتثير قلق الكثير من الأوغنديين والمسؤولين الغربيين بشأن مستقبل بلدٍ ساهم والده في استقراره بمنطقة مضطربة، وإن كان ذا نزعة قمعية ويسعى لتحقيق مصلحته الاقتصادية الشخصية.
نشأته ودراستهبينما كان موسيفيني يقاتل في الأدغال خلال مراحل من طفولة موهوزي، كان ابنه يتنقل بين تنزانيا حيث وُلد، وكينيا حيث درس، والسويد حيث عاش، قبل أن يستقر أخيرا في أوغندا بعد استيلاء والده على السلطة، طبقا لتقرير فيليبس.
وتلقى موهوزي تعليمه في مدارس نخبوية داخلية أنجليكانية وكاثوليكية، عُرف فيها بالخجل والهدوء، قبل أن يسلك مسار التعليم العسكري المرموق في كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية وكلية القيادة والأركان الأميركية.
ومع أن مقربين منه يشككون -بحسب الصحيفة- في شغفه الحقيقي بالعمل العسكري، فإنه ترقّى سريعا في الرتب حتى وصل إلى قيادة القوات الخاصة ثم القوات البرية، ليعيّنه والده لاحقا قائدا أعلى لقوات الدفاع.
شخصية مثيرة للجدلما يجعل موهوزي شخصية إشكالية -في تقدير المراسل فيليبس- ليس موقعه العسكري فقط بل أسلوبه في مخاطبة الداخل والخارج.
فهو يطلق تهديدات سياسية عبر منصة إكس، وتارة يتوعد باعتقال "كل الحمقى في البرلمان" وتارة أخرى يهدد بمعاقبة أي ضابط شرطة لا يُنهي الاجتماعات التي تُنتقد فيها عائلته. وفي مواقف أخرى أمر بتفتيش وسائل الإعلام، أو سخر من معارضين دخلوا في إضراب عن الطعام، متمنيا لهم الموت العاجل.
غير أن الأكثر خطورة -برأي الصحيفة- كانت تغريداته عام 2022 حول غزو كينيا، حيث قال إنه قادر على السيطرة على نيروبي خلال أسبوعين فقط، بل أخذ يفكر علنا في الحي الذي سيقطنه بعد الاستيلاء على العاصمة.
ورغم محاولة مستشاريه تفسير الأمر على أنه "مزحة" فإن والده شعر بالحرج الشديد، فقام بعزله من منصبه كقائد للقوات البرية مع تقديم اعتذار رسمي إلى الكينيين، لكنه في الوقت ذاته رقّاه إلى رتبة جنرال، في خطوة تمزج بين العقاب والمكافأة.
خصم موسيفيني وموهوزي اللدودفي قلب هذا الصراع يبرز اسم بوبي واين، النجم الموسيقي الذي تحوّل إلى رمز معارضة جماهيرية، وحصد رسميا 35% من الأصوات بانتخابات 2021، رغم ما شابها من تزوير وترهيب، على حد تعبير صحيفة وول ستريت جورنال.
وطبقا للتقرير، فإن شعبية واين بين الشباب تشكِّل تهديدا مزدوجا لموسيفيني وابنه معا، ولذلك يتعامل معه الأخير بعدائية لافتة، إذ وصفه بـ"البابون" و"بوبي الصغير" وتحداه في مباراة ملاكمة، ووعد بمكافأة مالية لأي جندي يقوم بخصيه.
إعلانوتعكس هذه العدائية -بحسب واين نفسه- شخصية ابن مدلل لدكتاتور نشأ وهو يرى السلطة المطلقة وسوء استخدامها، فاعتاد أن يفعل ما يشاء بلا محاسبة، وذكرت الصحيفة أن موهوزي لم يستجب لطلبها مقابلته، كما لم يرد على الأسئلة المكتوبة التي وُجِّهت له.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري: السيسي يسخر من الكيان باختيار محادثات غزة يوم 6 اكتوبر 2025
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن منصات التواصل الاجتماعي في مصر ربطت بين موعد المفاوضات في شرم الشيخ وأحداث نصر السادس من أكتوبر، ووصفت ذلك بأنه “جزء من الاحتفالات”. فاليوم الاثنين، تحتفل مصر بالذكرى الثانية والخمسين للهجوم المفاجئ الذي أشعل فتيل حرب أكتوبر، في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه محادثات إنهاء الحرب في قطاع غزة ظهرًا في شرم الشيخ. واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصرية هذا التزامن “إهانة رمزية” للكيان الصهيوني، واقترحوا، من بين أمور أخرى، تحديد موعد بدء الاجتماع مع “ساعة الصفر” التي انطلقت فيها حرب أكتوبر، أو دعوة الوفد الإسرائيلي لزيارة سيناء ضمن فعاليات الاحتفالات الوطنية. وغادر الوفد التفاوضي الإسرائيلي إلى مصر حوالي الساعة الثانية ظهرًا، وهو التوقيت ذاته الذي بدأت فيه المعارك بين مصر وإسرائيل قبل 52 عامًا. وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن المصريين يحتفلون اليوم بـ”انتصار السادس من أكتوبر”، كما تصور حرب “يوم الغفران” في الرواية المصرية، وقد بدأت فعاليات إحياء هذا اليوم، ذي الأهمية البالغة لديهم، منذ صباح أمس. وزار الرئيس عبد الفتاح السيسي قبر الجندي المجهول في مدينة نصر، وقبري الرئيسين المصريين السابقين أنور السادات وجمال عبد الناصر، وعقد اجتماعًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ووفق الصحيفة، يُمنح المصريون في السادس من أكتوبر من كل عام عطلة رسمية، لكن تقرر في الآونة الأخيرة تأجيل عطلة هذا العام إلى التاسع من أكتوبر ودمجها مع عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت بشمت ييفت الصهيونية المحاضرة في قسم دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة أريئيل في تل أبيب، إلى أن هذا التأجيل — حتى لو كان محض صدفة — يعكس محاولة واضحة ومتواصلة من جانب مصر الرسمية لفصل ذكرى السادس من أكتوبر 1973 عن ذكرى السابع من أكتوبر 2023. وفي حديث مع موقع الصحيفة Ynet، أوضحت ييفت أنه على الرغم من أن التحقيقات تُظهر أن حماس لم تكن تقصد أن يقع هجومها في السابع من أكتوبر بالقرب من ذكرى حرب أكتوبر في مصر، فإن ذلك أثار على الفور مقارنات داخل مصر نفسها، واعتبر البعض هجوم حماس جزءًا من “إرث أكتوبر”. ومن المقرر أن يصل إلى شرم الشيخ مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، للمشاركة في المحادثات، على أن ينضم إليهما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بعد وصولهما بوقت قصير، وذلك رهنًا بالتطورات الميدانية. وستجرى المحادثات بوساطة مصر وقطر، وقد وصل وفد حماس برئاسة رئيس الوفد المفاوض خليل الحية إلى مصر ليلة أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات ستتناول أيضًا توقيت الانسحاب الإسرائيلي الأولي وفقًا لما نص عليه اتفاق يناير، والذي ينبغي أن يتبعه — مع تقدّم تنفيذ الاتفاق — إطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة والأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ولفتت يديعوت إلى أن القاهرة تخشى ما وصفته بـ”المفاجآت الإسرائيلية”، سواء في مسألة الانسحاب أو في قضية سلاح حماس. وأضافت أن مصر تعمل على تسريع جهود المصالحة الفلسطينية، على أمل استضافة قمة للفصائل قريبًا لحسم ملف سلاح حماس، حتى لا يُستخدم كذريعة لمماطلة إسرائيلية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.