أمين البحوث الإسلاميَّة يُبرِز المسارات الإيمانيَّة والإنسانيَّة في سيرة الرسول ﷺ
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
ألقى الأستاذ الدكتور محمَّد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء اليوم، كلمةً خلال الاحتفال الذي أُقيم بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمناسبة ذِكرى المولد النبوي الشريف، استعرض فيها المعاني الإيمانيَّة والإنسانيَّة والوجدانيَّة التي تجلَّت في مولد النبي ﷺ، مؤكِّدًا أنَّ ميلاده كان رحمةً إلهيَّةً ووقايةً للوجود كلِّه.
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ شخصيَّة النبي ﷺ تجلَّت في مسارات متعدِّدة؛ منها: مسار الضَّمان، الذي يظهر في حديث الشفاعة يوم القيامة، ومسار الحنان، الذي تجلَّى في موقف المرأة من بني دينار، التي قالت عند رؤيته بعد فَقْد زوجها وأخيها وأبيها في غزوة (أُحُد): «كلُّ مصيبة بعدك جلل»، مشيرًا إلى مسار التنبيه والضَّمان للأمَّة في خطبته بعد الصَّلاة على شهداء (أُحُد) حين قال: «إنِّي فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم... وإنِّي والله ما أخاف عليكم أن تُشرِكوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافَسوا فيها».
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ سيرته ﷺ عبَّرت أيضًا عن مسار الشعور والوجد حين علَّم الأمَّة أن ما يُقدَّم لله يبقى كلُّه بقوله: «بقي كلُّها غير كتفها»، كما مثَّل ﷺ أرقى صور المسار الإنساني عندما قام لجنازة يهودي قائلًا: «أليست نفسًا؟»، وبلغتْ رحمته كلَّ المخلوقات حتَّى الحيوان؛ كما في حديث الجمل الذي حنَّ وذرِفَت عيناه حين رأى النبيَّ ﷺ وشكا له، فمسح عليه وقال لصاحبه: «أفلا تتَّقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إيَّاها؟».
وأشار فضيلته إلى أنَّ ذِكرى المولد النَّبوي كانت على الدَّوام موضع عناية العلماء الكبار الذين صنَّفوا مؤلَّفاتٍ خالدةً؛ مثل: (حُسن المقصد في عمل المولد) للسيوطي، و(عَرْف التعريف بالمولد الشريف) لابن الجزري، و(النِّعمة الكبرى على العالَم في مولد سيِّد ولد آدم) لابن حجر الهيتمي، و(المورد الهني في المولد السَّني) للحافظ العراقي، وكُتُب ابن كثير، والسَّخاوي، وابن دحية، وابن عاشور، وصولًا إلى مؤلَّفات المعاصرين؛ كالشيخ أحمد الدردير.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ إحياء ذِكرى المولد النَّبوي الشريف هو استحضارٌ دائمٌ لسيرة النبي ﷺ، واستلهامٌ لقِيَم الرَّحمة والعدل والإحسان، التي جسَّدها في حياته؛ حتَّى يبقى هاديًا للبشريَّة في كلِّ زمانٍ ومكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمين البحوث الإسلامي ة البحوث الإسلامي ة المولد النبوي الح سين البحوث الإسلامی
إقرأ أيضاً:
سواعد شباب سمائل تنجح في تطوير المسارات الداخلية لقرية سرور
سمائل- العُمانية
جسّد عدد من شباب قرية سرور بولاية سمائل في محافظة الداخلية صورة مميزة من المواطنة الفاعلة والمشاركة المجتمعية عبر إطلاق مبادرة تطوعية تهدف إلى تطوير المسارات الداخلية للقرية وتبليطها، إلى جانب تركيب الإنارة في عدد من المواقع.
وتعكس المبادرة حرص الشباب على صون الموروث المحلي وإبرازه كعنصر جذب سياحي وثقافي، وتطوير مرافق الولاية بما يبرز هويتها الأصلية.
ويقول معاذ بن عمر الندابي أحد القائمين على المبادرة: إن فكرة المبادرة كانت تراودنا منذ أكثر من أربع سنوات بدافع الانتماء لكل سكة وحارة فيها، وكانت واحات النخيل والأفلاج مصدر إلهام لنا، إلى جانب تجارب القرى المجاورة في صناعة هويات بصرية خاصة بها، وكلها أسباب دفعتنا لإطلاق المبادرة والعمل على تحقيقها.
ويوضح أن العمل بدأ بوضع خطة شاملة تضمنت إعداد توجه بصري متكامل للقرية وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورسم خريطة تفصيلية للمسارات لتكون مرجعًا لخطط التطوير، وصولًا إلى تنفيذ أعمال الرصف والتحجير والإنارة.
ويؤكد الندابي أن الهدف الأسمى للمبادرة هو إبراز قرية سرور كـ "متحف مفتوح" يعكس تاريخها ويحتفي بشعرائها وأدبائها وعلمائها، ويبرز عناصرها الطبيعية من أشجار ونخيل وأفلاج، بما يجعلها وجهة سياحية تستقطب السكان والزوار، بفضل طبيعتها الجبلية والسهول الخضراء والمعالم التاريخية التي تحكي تاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها.
وتتوزع المسارات الداخلية بين مسار الشريعة، ومسار سكة الحيلي، ومسار سكة الدروس، ومسار سكة الشعراء، ومسار سكة الأوسط، ومسار حارة العقر، وكلها مسارات تمتاز بمرورها بين واحات النخيل والأفلاج مثل فلج الحيلي وفلج الأوسط وفلج بو جدي.
ويذكر الندابي أن طول المسار يمتد إلى مسافة تتراوح بين أربعة إلى خمسة كيلومترات، مع إمكانية العودة عبر مسار مختلف تمامًا، مما يتيح للزوار فرصة المرور على مواقع تاريخية وتراثية داخل القرية.
ويلفت إلى أن كل فريق تطوعي تولى مسؤولية تطوير جزء محدد من القرية بأسلوبه الخاص بهدف بناء شبكة من المسارات المترابطة والمتنوعة تجمع بين الاستدامة والابتكار.
وبرز مسار سكة الشعراء كنموذج فريد يجمع بين العمران الحديث والقديم، حيث جرى توظيف التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والخرائط التفاعلية لتعزير تجربة الزائر وربطها بالتراث الثقافي للقرية.
ويطمح شباب المبادرة لمواصلة العمل على مشروعات مستقبلية تسهم في تعزيز المقومات السياحية للقرية ودعم حراكها المجتمعي.
وتتميز قرية سرور بتنوع مناظرها الطبيعية ووفرة أفلاجها ومزارعها الخضراء، وكانت تعرف منذ القدم بأنها "جنة خضراء وافرة المياه"، وقد تغنى بجمالها الشعراء والكتاب.