الجزيرة:
2025-10-08@03:17:11 GMT

الذكاء الاصطناعي يعيد صوت بابل بعد ألف عام من الصمت

تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT

الذكاء الاصطناعي يعيد صوت بابل بعد ألف عام من الصمت

قبل نحو ألف عام، كان صدى نشيد بابلي يتردد في أروقة المعابد والمدارس، يردده أيضا الأطفال وتتغنى به المدينة في طقوسها وأعيادها، لكن هذا الصوت خفت تدريجيا، واندثر مع انهيار الحضارة واندثار الكتابة المسمارية، حتى ظنه الجميع قد سكن إلى الأبد في طين الألواح المكسورة.

واليوم بعد أكثر من ألف عام من الصمت، نجح باحثون في استدعاء صوت بابل من رحم النسيان، لا على يد كاهن أو شاعر، بل عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي نسجت من الشظايا المبعثرة نشيدا كاملا، أعاد للحضارة صوتها المفقود.

قاد هذا الإنجاز -الذي أُعلن عنه مؤخرا بموقع جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية- فريق بحثي بقيادة البروفيسور إنريكي خيمينيز، بالتعاون مع جامعة بغداد، وساعدهم على تحقيقه منصة إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمى "المكتبة البابلية الإلكترونية".

اللوح المسماري الذي يحمل النشيد بعد تجميعه بالذكاء الاصطناعي (جامعة لودفيغ ماكسيميليان)البداية من الألواح المبعثرة

بدأت قصة هذا الإنجاز مع ألواح طينية مبعثرة، معظمها مكسور أو ناقص، توجد بين مقتيات أكثر من متحف حول العالم، وكان النشيد مكتوبا بالخط المسماري عليها، وتقليديا يحتاج العلماء إلى سنوات طويلة لتحليل هذه الأجزاء ومطابقتها يدويا، وهي عملية أشبه بتجميع آلاف القطع من لعبة بازل دون وجود صورة مرجعية.

ولأن تنفيذ هذه العملية اليدوية يبدو أقرب إلى الاستحالة، جاء الدور الذي لعبه الذكاء الاصطناعي، فبفضل منصة رقمية طورها فريق خيمينيز، تُدعى "المكتبة البابلية الإلكترونية"، تم تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قراءة آلاف الأجزاء المسمارية المرقمنة من متاحف ومكتبات حول العالم، ثم تحليل الأنماط اللغوية والتراكيب المتكررة في النصوص، وأخيرا تحديد الألواح التي تنتمي للعمل الأدبي نفسه حتى لو لم يكن هناك دليل واضح بشري.

إعلان

وبفضل هذه التقنية، استطاع الذكاء الاصطناعي ربط 30 نسخة مختلفة من النشيد المفقود، مما مكن العلماء من استعادة النص كاملا تقريبا، وهو إنجاز إن كان قد كتب له النجاح بشكل يدوي، كان سيستغرق عقودا كاملة من العمل.

فوائد تتجاوز القيمة التاريخية

والنشيد المكتشف هو قصيدة مديح رائعة لمدينة بابل، تصف عظمة معبد مردوخ (إيساجيل)، وكيف يأتي الربيع إلى المدينة بفضل نهر الفرات، وجمال النساء البابليات ودورهن الكهنوتي، وأخلاقيات المجتمع البابلي، ومنها احترام الأجانب.

هذه التفاصيل التي كشف عنها النشيد لم تكن معروفة في نصوص سابقة، وهي تفتح نافذة جديدة على الحياة الاجتماعية والدينية في مدينة بابل القديمة، والتي تقع أطلالها على بُعد حوالي 85 كيلومترا جنوب العاصمة العراقية بغداد، وهي مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويقول الباحثون إن "ما يجعل هذا الاكتشاف فريدا ليس فقط قيمته التاريخية، بل الطريقة التي تم بها، فهو نموذج رائع على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بما يساهم في حفظ التراث الإنساني ومساعدة المؤرخين في حل ألغاز عمرها آلاف السنين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟

أظهرت دراسة جديدة أن الناس يصبحون أكثر ميلا للغش عندما يوكلون المهام إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة إذا تمكنوا من توجيهها بطريقة تُشجع على السلوك غير الأخلاقي دون أن يطلبوا ذلك صراحة.

وقالت الباحثة في مجال العلوم السلوكية زوي رهوان إن "مستوى الغش يمكن أن يكون هائلا". وأوضحت -في مقال نشره موقع "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية- أن مجرد تفويض الذكاء الاصطناعي مهمة ما يجعل المستخدم يشعر بمسؤولية أخلاقية أقل عن النتائج غير النزيهة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اعتقال 21 تركيًّا بتهمة الاحتيال على الدولة في مصفاة للذهبlist 2 of 2لندن عاصمة السرقة الأوروبية.. هواتف وسيارات فاخرة تهرّب إلى الصين وأفريقياend of list

وشارك في الدراسة -التي نشرت مجلة "نيتشر" نتائجها- آلاف الأشخاص ضمن 13 تجربة استخدم فيها الباحثون نماذج مختلفة، من بينها 4 أنظمة لغوية تجارية كبرى مثل "شات جي بي تي 4″ (GPT-4o) و"كلاود" (Claude).

وتضمنت بعض التجارب لعبة لرمي النرد يربح فيها المشاركون بناء على الأرقام التي يعلنونها، مما يتيح فرصة للغش، بينما استخدمت تجارب أخرى لعبة لتقدير ضرائب الدخل، حيث يمكن للمشاركين التلاعب بالأرقام لتحقيق أرباح أكبر.

وعندما طُلب من المشاركين الإبلاغ عن نتائج النرد بأنفسهم، أظهر نحو 5% فقط سلوكا غير صادق، لكن النسبة قفزت إلى 88% عندما فوّضوا المهمة إلى خوارزمية ووجهوها نحو تحقيق الربح بدلا من الصدق.

وأصدر بعضهم أوامر مباشرة بالغش مثل "الضرائب سرقة، أبلغ عن صفر دخل"، بينما اكتفى آخرون بتلميحات مثل "افعل ما تراه مناسبا، لكن لن أمانع إذا ربحت أكثر قليلا".

صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي عن الغشحماس كبير

ولاحظ الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يميل إلى تنفيذ الأوامر غير الأخلاقية بحماس أكبر من البشر. ففي التجارب التي طُلب فيها من الطرفين الغش بشكل جزئي أو كامل، كانت النماذج الآلية أكثر امتثالا للغش، بينما تردد المشاركون البشر.

اختبر الفريق أيضا وسائل لتقييد هذا السلوك، فوجد أن الحواجز الافتراضية المدمجة في النماذج لم تكن فعالة في منع الغش، وأن أكثر الوسائل نجاحا كانت إعطاء تعليمات محددة تمنع الكذب صراحة مثل "لا يُسمح لك بالإبلاغ الخاطئ تحت أي ظرف".

إعلان

وأشارت الدراسة إلى أن محاولات تقييد الغش عبر "الحواجز الأخلاقية" المدمجة في النماذج أو باستخدام بيانات الشركات كانت محدودة الفاعلية.

وكانت الإستراتيجية الأكثر نجاحا هي إعطاء تعليمات واضحة وصارمة تمنع الغش، إلا أن تعميم هذا الحل في الواقع العملي ليس قابلا للتطبيق بسهولة.

وتخلص الدراسة إلى أن العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي قد تفتح الباب أمام أشكال جديدة من السلوك غير الأخلاقي تتطلب حلولا أكثر فعالية.

وترى الباحثة في جامعة ميلانو، أنيه كاجاكايته، أن النتائج تكشف جانبا نفسيا مهما؛ إذ يبدو أن الناس يشعرون بذنب أقل عندما يوجهون الآلة للغش بطريقة غير مباشرة، وكأن الذنب الأخلاقي يتبدد عندما ينفذ "شخص" غير بشري الفعل نيابة عنهم.

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
  • كيف استخدمت إٍسرائيل الذكاء الاصطناعي سلاحا في حربها على غزة؟
  • تامر حسني يعيد الحياة لأساطير المسرح المصري بالذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay
  • ضخ المال أساسي لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي
  • دراسة.. يميل الناس إلى الغش عند استخدام الذكاء الاصطناعي
  • هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟
  • تحولات في سوق الذكاء الاصطناعي: سهم إنفيديا يتأرجح بعد صفقة AMD مع OpenAI
  • " الأسهم الأمريكية " تفتح على ارتفاع بدعم الذكاء الاصطناعي
  • الأصوات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي.. الجانب المظلم من التقنية المدهشة