هل ولد رسول الله وتوفي في نفس اليوم؟.. انتبه لـ3 أسرار
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
رغم انقضاء ذكري المولد النبوي الشريف، إلا أنه لا تزال الأسئلة عنه مطروحة إلى نهاية الشهر بل وكل العام، ومنها هل ولد الرسول وتوفي في نفس اليوم ؟، وذلك ليس فقط لأنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- والحبيب المصطفى من رب العالمين، ولكن لأن مولده شهد كثير من البركات والمعجزات، كما أن وفاته -صلى الله عليه وسلم- كان لها بالغ الحزن والشوق في النفوس ، من هنا ينبع سؤال هل ولد الرسول وتوفي في نفس اليوم ؟.
ورد في مسألة هل ولد الرسول وتوفي في نفس اليوم ؟، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولد يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام الفيل الموافق 20 أبريل سنة 571 م، وتوفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ الموافق 8 يونيه عام 632 م .
متى ولد الرسول محمدورد فيه أن المولد النبوي الشريف هو أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية جميعها؛ وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية.
كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره قال تعالى: «هو الذى بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم».
ورد أنه وقد ولد النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- في يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور في احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك في عام الفيل، في السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته في شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصاري رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه».
وقال الإمام محمد بن إسحاق -كما حكاه عبد الملك بن هشام "السيرة النبوية" (1/ 158، ط. الحلبي)-: [ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل]، وقال الحافظ ابن كثير فى "البداية والنهاية" (3/ 374، ط. دار هجر): [وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين.
اتفق الجمهور على أن ذلك كان في شهر ربيع الأول؛ فقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لثنتي عشرة خلت منه؛ نص عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة في "مصنفه" عن عفان، عن سعيد بن مينا، عن جابر وابن عباس رضى الله عنهما أنهما قالا: "ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل، يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات". وهذا هو المشهور عند الجمهور].
اتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين، واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول. واختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول.
ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين. وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف - على الرأي الراجح - يوم 12 ربيع الأول.
متى ولد الرسول ميلاديذكر الشيخ صفي الدين المباركفوري في كتاب الرحيق المختوم: ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م، ويُقدِّرُ أهل السِّيَرِ ميلادَ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِشهرِ نيسان أو أبريل لعام خمسمئةٍ وواحد وسبعينَ ميلاديَّة.
نسب الرسولهُوَ أَبو القَاسِم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب بن هَاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غالِب بن فِهْر بن مالِك بن النَّضْر بن كِنَانَة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلْيَاس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدنان، ويختِمُ اسمُ قبيلَتِه قُريش.
و وَرَدَ في أصلِ قُريشَ قيلَ إنَّهُ فِهرٌ وهو الأكثر صحَّة، وقيلَ إنَّ قُريشًا هو النَّضَرُ بن كنانة وفي هذا النَّسبِ إجماعُ الأمَّة، ويزيدُ البَعضُ في نَسبِهِ لآدَم بعدَ كِنانة آباء أوَّلهم عدنان من نسلِ إسماعيلَ عليهِ السَّلام، ثمَّ إلى نبيِّ الله هود، ثمَّ إلى نبيِّ الله إدريس، ثمَّ إلى شيث بن آدمَ ثمَّ إلى نبيِّ الله آدم عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه.
أمُّ الرسول محمّد هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب، وبهِ يَلتَقي نَسَبُ آمنة بنسبِ عبد الله، وجدُّها عبدُ مناف بن زهرة سيِّد بني زهرة وأطيبهم شرفًا وأكرمهم نَسَبًا، ومنهُ خَطَبَها عبدُ المُطَّلب لابنِهِ عبد الله، ليجتمِعَ كريما النَّسَبِ في زواجٍ كانت ثَمرَته مولِدُ سيِّد الخلقِ محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام.
ورَضعَ الرسول الكريم بعد ذلك من حليمة السَّعديَّة أمّ كَبشة حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث السَّعْديّة، فَلَبِثَ في رِعايَتِها حتى أتمَّ رِضاعَتهُ، وفي رِضاعتِه منها أقوالٌ مختلفة، فقيلَ في ذلك عامين وشهر، وقيل أربع سنين، وقيل خمسٌ وشهر.
وكانت تروي ما أصابها وقومها من قحطٍ وضعفٍ وجدب، حتَّى كانوا لا يجدونَ ما يَكسر ضعفهم ولا ما يُشبع عيالهم ولا مواشيهم، ثمَّ تغيَّرت حالُهم بقدومِ الرَّضيعِ محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فحلَّت بهم وبأرضهم بركة ورزق وخير لم يعهدوه، فأرضعت معه ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا وعبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل: حُذَافة وهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ، وعندها كانت حادثةُ شقِّ صدره.
ويُذكرُ في رِعايتِه أنَّه عاش يتيمًا؛ وفي موتِ أبيهِ عبد الله أقوالٌ منها: إنَّ أباهُ ماتَ والرسول الكريم جنينٌ بِبطنِ أمِّهِ، وقيل: وهو ابنُ شهرين، وقيلَ ابن أربعةِ أشهرٍ، ومنهم من زادَ إلى سنةٍ ونصفٍ أو سنتينِ من عمرِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وماتَ عبد الله شابًا وهو ابن خمسٍ وعشرينَ سنةً.
رعتهُ أمُّهُ أعوامًا قليلةً، ثمَّ ماتَت عنهُ وعمره أربع أو ست سنينَ في رحلة عودَتِها من المدينة، فماتت في الأبواءِ قبلَ بلوغِ مكَّة، فحَضنتهُ أمَةُ والدِهِ عبد الله واسمُها أمُّ أيمن بركة الحبشيَّة، حتَّى إذا كَبُرَ أعتَقَها، فكَفِلهُ جَدُّهُ عبدُ المُطَّلب وكانَ مُعمِّرًا، وماتَ عن عمر يُناهز مئة وعشر سنين عندما بلغ رَسولِ الله ثماني سنينَ من عُمرِه، فكَفِلهُ عمُّهُ أبو طالب فضمَّهُ لأبنائه، وسارَ به في تجارتِه إلى الشَّام.
الرسول قبل البعثة ثمَّ اشتَغَلَ رسول الله في تجارةِ خديجة مع غُلامِها ميسرة، فلمَّا رأت ما كانَ من بَركتِه وأمانتِه عَرَضت عليه فتزوَّجها، وكانت تَكبُرهُ بخمس عشرة سنة، إذ كانت تبلُغُ الأربعين من عُمرها فيما كان عمره خمسًا وعشرين، وشَهِدَ بنيانَ الكَعبة وهو في عمر الخامسة والثلاثينَ، واستُحكِمَ في وضع الحجر الأسود وكان أهل مكة على خِلافٍ فيه، حتَّى إذا كانَ حكمه رضوا.
بعثة الرسول الكريموبُعِثَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ نبيًا لمَّا أتمَّ الأربعين، فآمَنت به خديجةُ، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصِّديق، وزيد بن حارثة، ومعهم عثمانُ بن عفَّان، وطلحة، والزُّبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن وقاص، وأبو عبيدة بن الجرَّاح، فأسرَّ دعوتَهُ ثلاثَ سنينَ، ثمَّ أذِنَ اللهُ لنبيِّهِ أن يُجاهِرَ دعوتَه، فلَقيَ من أذى الكفَّارِ وتصدِّيهم لِدينِه أمرًا عظيمًا، فكانَ أبو طالبٍ يذودُ عنهُ، وتخفِّفُ خديجةُ من حزنه، وتشدُّ من عزيمتِه، وما زالوا على ذلكَ حتَّى ماتا في عامِ الحزنِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ولد الرسول محمد نسب الرسول صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله علیه وسلم من شهر ربیع الأول یوم الاثنین رسول الله عام الفیل بن عبد ال عبد الله خلت من
إقرأ أيضاً:
الحناء.. جذور تاريخية واستعــــــمالات اجتماعية وصحية
كتبت - خلود الفزارية
الحناء زينة ورفيق للمرأة في المناسبات والاحتفالات. وهو من النباتات التي ارتبطت بالعادات العمانية منذ قرون؛ ليس بوصفها وسيلة للتجميل وحسب، وإنما كجزء من الموروث الاجتماعي والطبي الشعبي. وكان للحناء مكانة خاصة في الثقافة العمانية؛ حيث ارتبطت بمناسبات مختلفة من أعراس إلى أعياد، وشكلت رمزا جماليا للمرأة، ووسيلة علاجية في الطب الشعبي. وما يزال هذا الموروث متكيفا مع التحولات الاجتماعية والثقافية الحديثة.
النشأة والانتشار
ترجع أصول الحناء إلى مناطق واسعة من آسيا وإفريقيا. ويرجح أن وصولها إلى عمان ارتبط بالنشاط التجاري البحري والبري الذي ميزها منذ العصور القديمة، خاصة عبر موانئها التاريخية. ومع مرور الوقت استقرت زراعتها في عدد من الولايات الزراعية كنزوى وبهلا وصحار وصور حيث توفرت التربة الخصبة والمياه الجوفية.
زينة الحناء
المرأة العمانية تستخدم الحناء في كل مراحلها العمرية؛ فالحناء وسيلة طبيعية للزينة منذ زمن بعيد. ولم يقتصر استخدامها على العروس فقط، بل امتد ليشمل الفتيات، والنساء المتزوجات وكبيرات السن. ومن استعمالات الحناء الأخرى تلوين الشعر وتقويته، وله فوائد كثيرة للشعر والجلد. كما تشكل الحناء ركنا أساسيا في طقوس الزواج؛ حيث تخصص ليلة في العرس العماني تعرف بـ«ليلة الحناء» للعروس تزين فيها يديها وقدميها برسوم دقيقة تتفاوت بين البساطة والتعقيد. وتعد هذه الزينة علامة على الجمال والخصوبة، والاستعداد للانتقال إلى الحياة الزوجية. كما يوضع للعريس في بعض المناطق مقدار رمزي من الحناء.
الاستخدامات الطبية والشعبية
إلى جانب بعدها التجميلي شغلت الحناء موقعا مهما في الطب الشعبي العماني؛ حيث استخدمت في علاج الجروح السطحية والالتهابات الجلدية، وتقوية الشعر، والحد من تساقطه، والتقليل من القشرة بالإضافة إلى خفض حرارة الجسم في حالات الحمى بوضعها على باطن القدمين أو الكفين، وتسكين بعض الآلام مثل آلام المفاصل أو الصداع عند وضع معجون الحناء على مواضع الألم. كما ثبتت فعالية أوراق الحناء ضد التقلصات المعدية، ووقف الإدماء والنزيف الدموي الداخلي، وفي علاج صداع الرأس، وتضخم الطحال، وتعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع.
فوائد الحناء
يستخدم الحناء في عصرنا الحالي في نطاقات عديدة أهمها تقوية الشعر، وتلوينه، وإزالة تقصفه وأمراضه، ومعالجة الأمراض الجلدية، وتشقق الجلد وفطريات الجلد التي تصيب الجلد، وعلاج الأظافر المتشققة والمصابة بالتهابات فطرية، وعلاج الجروح والقروح المزمنة، وعلاج الصداع. كما أن مغلي الأوراق يستعمل غرغرة لآلام الحلق، ولتشقق الأظافر، والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن. وزهره إذا سحق وخلط مع خل سكن الصداع، ويفيد في منع تقصف الأظافر. وقد انتشر استخدام الحناء في أنواع الشامبوهات ومستحضرات الشعر ودهونه بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة؛ نتيجة لانتشار الفوائد الطبية للحناء للشعر والجلد. وأظهرت الدراسات أن الحناء يحتوي على صبغة طبيعية مؤقتة للشعر تكسبه لمعانا وبريقا، وتمنع تقصف نهايات الشعر، ولا يسبب الحساسية، كما تفعل الصبغات الأخرى الصناعية.
الحناء في الأثر
عرف الحناء في مناطق واسعة من الشرق الآسيوي، وكان التأثير على الموروث العماني من الاندماج التجاري والاجتماعي، والثقافي، وخير ما ذكر عن الحناء في الأثر أحاديث كثيرة؛ فقد ذكر عبد الملك بن حبيب أن الحناء دواء رسول -الله صلى الله عليه وسلم-، وإذا أصابه خدش أو جرح أو قرحة وضع عليها الحناء حتى يرى أثره على جلده. وكان إذا صدع غلف رأسه بالحناء. وكان لا يشتكي إليه أحد وجعا برجليه إلا أمره بالحناء يخضبهما به. وذكر حديثا عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من دخل الحمام فأصاب هذه النورة، ولم يصب شيئا من حناء فأصابه وضح فلا يلوم إلا نفسه».
وقال أبو هريرة كان رسول الله -صلى عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي صدع فيغلف رأسه بالحناء. وفي الطب النبوي عن سلمى -رضي الله عنها- قالت: «ما شكا أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا أمره بالحجامة ولا وجعا في رجليه إلا قال أخضبهما بالحناء». وعن أبي رافع رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بسيد الخضاب الحناء يطيب البشرة..». وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «كان لا يصيب النبي قرحة ولا شوكة إلا وضع عليهما الحناء».
زراعة الحناء
تتميز طبيعة سلطنة عمان بتنوع مناخها، وهناك العديد من الولايات الزراعية التي تتميز بخصوبة أراضيها، وتنوع محاصيلها الزراعية. وتعد شجرة الحناء من الأشجار التي تتميز بها القرى العمانية، وتناسبها جميع أنواع التربة في سلطنة عمان. وتعد أشجار الحناء من الأشجار دائمة الخضرة، وتستمر لعدة أعوام تصل لعشر سنوات، ويصل ارتفاعها لثلاثة أمتار. وهي من الأشجار الطبية والعطرية، ولها فوائد دوائية بالإضافة إلى استخدامها في الزينة خاصة في المناسبات. وتحافظ ولايات وقرى سلطنة عمان على زراعة الحناء باعتبارها جزءا من ثقافة المجتمع، وتفضل النساء الحناء الطبيعية؛ نظرا لنقائها وجودتها. ومع الطلب المستمر على الحناء العماني بقي تراث زراعة الحناء موجودا في العديد من الولايات العمانية محافظا على حضوره في القرى العمانية بجودة عالية من حيث اللون والثبات. وتجلب الحناء المستوردة عادة من الهند والسودان واليمن، وتستخدم في النقوش ورسم الحناء على اليد والرجل.
المرأة العمانية والحناء
ما تزال الحناء تحافظ على مكانتها ورونقها بالرغم من انتشار مستحضرات التجميل الصناعية، إلا أنها حاضرة بقوة في المجتمع العماني. وتتنوع نقوش الحناء متأثرة بالزخارف الهندية والخليجية، وظهور فنانات في نقش الحناء. كما توسع حضورها التجاري من خلال الملصقات الجاهزة، وهي رسوم يمكن تعبئتها بالحناء لتسهل عملية التزيين، ناهيك بمنتجات تسريع التلوين أو تثبيت اللون.