هل ركعتا صلاة الشروق تغني عن صلاة الضحى؟.. هل يوجد فرق بينهما
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
ورد سؤال من شخص يسأل: هل تغني صلاة الشروق عن صلاة الضحى؟.. وأجاب العلماء بأن صلاة الإشراق هي صلاة الضحى في أول وقتها، والأفضل فعلها عند ارتفاع الضحى واشتداد الرمضاء؛ لقول النبي ﷺ: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال"، رواه مسلم في "صحيحه".
والمعنى: حين تحتر الشمس على أولاد الإبل، وهذا هو معنى ترمض الفصال، ومعنى ترمض أي: تشتد عليها الرمضاء.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فقد ورد أن صلاة الضحى هي نفسها صلاة الشروق، ولكنها تسمى صلاة الشروق إن صليت بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح، وتسمى صلاة الضحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضا: صلاة الأوابين، وهي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار.
وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النفل، وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة.
ومن حيث كونهما من النوافل فلا فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فقد داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحث عليها الصحابة –رضوان الله تعالى عنهم–، فقد روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى في السفر والحضر»، وقد ورد في صلاة الضحى أسماء أخرى، منها: صلاة الإشراق.
ويمكن تمييز الفرق بينهما بأن صلاة الضحى قد سميت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سميت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التوابون، وقد جاء في الصحيح من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
في حديث النبي: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تامة تامة"، إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فهي كصلاة الضحى، لكن الفرق أن الشروق: أن تصلي الفجر في جماعة وتظل في مجلسك تذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم تصلي ركعتي الشروق، وهي أفضل من أن تصلي الضحى حين يشتد وقوف الشمس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الشروق صلاة الضحى وقت صلاة الضحى فضل الضحى عدد ركعات صلاة الضحى صلاة الضحى
إقرأ أيضاً:
إلقاء الموعظة قبل صلاة الجنازة وعند الدفن.. اعرف رأي الشرع
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم إلقاء موعظة أثناء انتظار المشيعين لحضور الجنازة للصلاة عليها، وعند القبر بعد دفن الميت؟ وما حكم رَمْيُ مَن يفعل ذلك بالابتداع؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه يستحب شرعًا إلقاء خطبة أو موعظة أثناء انتظار المشيِّعين حتَّى تحضر الجِنازة للصلاة عليها، وكذلك عند القبر بعد دفنها؛ فإن النفوس تكون في هذا الوقت مهيَّأةً للتأثُّرِ بالموعظة وقبولها؛ وتكون منقطعة عن الدنيا تتفكَّر في عاقبتها، وعينها على ذلك اليوم الذي تُحمَل فيه على الرِّقاب، لتُشيَّع إلى مثواها الأخير، مع مراعاة عدم الطول حتَّى لا يملُّ المشيِّعون.
وأوضحت دار الإفتاء أنه لا يجوز رَمْيُ من يفعل ذلك بالابتداع؛ بل إنَّ تضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم يُعَدُّ بابًا من أبواب الابتداع في الدين.
وذكرت دار الإفتاء أن الوعظ والتذكير ونحوه ممَّا يعمل على ترقيق القلوب، وهو من أهم المهمات، ومن آكد المطالب في الإسلام؛ يقول تعالى: ﴿يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٩٠]، ويقول تعالى آمرًا نبيه صلَّى الله عليه وآله وسلّم بوعظ قومه وتذكيرهم: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾ [النساء: ٦٣]، وفي الحديث المتَّفق عليه: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا».
الوعظ في الإسلاموذكرت أن الأمر بالوعظ والتذكير جاء مطلقًا؛ فيعمُّ كل الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال ما لم يرد ما يُقيِّده؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق، فإنَّه يُؤخَذ على عمومه وسَعَته، ولا يصحُّ تخصيصه ولا تقييده بوجهٍ دون وجه إلَّا بدليل، وإلَّا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويندرج تحت هذا العموم ما جرى عليه النَّاس من الاجتماع قبل صلاة الجِنازة؛ للجلوس بين يدي أحد الوعَّاظ يعظهم ويذكرهم بالله تعالى وبالموت والدار الآخرة حتَّى يتم تجهيز الميت، فيجتمعوا للصلاة عليه، وكذلك ما يجري من الوقوف بعد دفن الميت؛ لما في ذلك من الوعظ والتذكير، والدعوة إلى الاعتبار، وترقيق القلوب، وتهيئتها للتَّضرُّع إلى الله تعالى، وجمع الهمة في الدعاء.
وجاءت الأحاديث الصحيحة مُصرِّحةً بأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان يعظ أصحابه بعد دفن الميت وقبله؛ من ذلك ما رواه الإمام عليٌّ كرَّم الله وجهه في الحديث المتَّفق عليه، قال: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، قَالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ [الليل: 5-6].