دعاء القنوت وحكمه وصفته في صلاة الفجر
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
تعددت أقوال العلماء حول القنوت في صلاة الفجر، وبيان أقوالهم آتيًا: القنوت في الفجر سنةٌ: ذهب الشافعية والمالكية إلى القنوت في الفجر سنةٌ، واستدلوا على ذلك بما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقنُتُ في الفجرِ حتى فارَق الدُّنيا)، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقنت في صلاة الصبح بحضور الصحابة وغيرهم.
عدم جواز القنوت في الفجر: ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنّ القنوت لا يُسن في صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات المفروضة إلا في النوازل، ويقتصر القنوت على صلاة الوتر فقط، واستدلوا أنّ القنوت في الصبح يكون للنوازل فقط، بما رواه أنس -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو علَى أَحْيَاءٍ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ).
كما تعددت أقوال العلماء في محل ومكان دعاء القنوت؛ هل يكون قبل الركوع، أو بعد الرفع من الركوع؛ لأنّ الأمرين قد وردا عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتمثّلت أقوالهم في الآتي: القنوت بعد الرفع من الركوع: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ القنوت يكون بعد الرفع من الركوع، وقول سمع الله لمن حمده، وهو الأشهر ووردت فيه نصوص أكثر.
القنوت قبل الركوع: ذهب الحنفية والمالكية إلى أنّ المندوب الأفضل أن يكون القنوت قبل الركوع بعد الانتهاء من القراءة قبل التكبير للركوع، وأجازوا أن يكون القنوت بعد الركوع، لكنّ الأفضل عندهم أن يكون قبله. وأما صفة دعاء القنوت؛ فيُقال جهرًا، ويؤمّن عليه المصلون، ويُستحب رفع اليدين عند الدعاء، وأما مسح الوجه بعد الانتهاء من دعاء القنوت، فلا يُستحب؛ لأنّه لم ترد فيه أحاديث تدل عليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دعاء القنوت دعاء القنوت وحكمه صلاة الفجر القنوت في الفجر دعاء القنوت القنوت فی فی الفجر فی صلاة
إقرأ أيضاً:
الحكمة من النهي عن قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة هي أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، وأن من أرقى وأفضل أركانها الركوع والسجود، لما فيهما من خضوعٍ كامل، وخشوعٍ تام بين يدي الله.
استشهدت بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الوارد في صحيح مسلم: «إن أفضل الصلاة الركوع والسجود»، وهو ما يعكس مكانة هذين الركنين في تحقيق روح العبادة، والركوع مقام لتعظيم الرب جل جلاله، أما السجود فهو لحظة القرب الأعمق، حيث يلتقي القلب بالدعاء والتضرع والتسبيح في أسمى صوره.
أوضحت دار الإفتاء أن الركوع والسجود ليسا موضعًا لقراءة القرآن، بل للتسبيح والذكر والدعاء، وذلك استنادًا إلى نصوص صريحة من السنة النبوية، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في هاتين الحالتين، مبينًا أن الركوع لتعظيم الله، والسجود للاجتهاد في الدعاء.
هذا النهي كان أساسًا لإجماع العلماء قديمًا وحديثًا، حيث اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود، مؤكدين أن موضع القراءة هو القيام فقط، لأن ذلك هو الموضع الشرعي لتلاوة كتاب الله.
آراء المذاهب الأربعة.. اتفاق على الكراهة
جاءت نصوص الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة لتؤكد اتفاقهم على كراهة القراءة في الركوع أو السجود:
الحنفية: نص ابن عابدين على كراهة القراءة فيهما بإجماع الأئمة.
المالكية: أكد الخرشي في شرحه لمختصر خليل كراهة القراءة في الركوع والسجود والتشهد.
الشافعية: بيّن زكريا الأنصاري أن القراءة مكروهة في غير القيام لأنه ليس موضعًا لها.
الحنابلة: ذكر ابن قدامة أن القراءة في الركوع والسجود مكروهة باتفاق أهل العلم.
هذا الاتفاق الفقهي يعكس مكانة الركوع والسجود كمواضع خضوع لا يناسبها تلاوة القرآن.
تعظيم القرآن وتكريم القارئ
بيّن العلماء أن القرآن الكريم هو أشرف الكلام، وقراءته تحتاج حالًا يتناسب مع علوّ قدره، ولذلك، كان القيام هو الموضع اللائق بتلاوته، أما الركوع والسجود فهما حالان من الانخفاض والذل، يناسبهما الذكر والتسبيح والدعاء فقط.
وأشار بعض العلماء إلى أن منع القراءة فيهما هو تكريم للقرآن الكريم، وحفظٌ لمقامه السامي، وتعظيمٌ لشأنه، فضلًا عن أن السجود خصوصًا هو مقام الدعاء الذي تُرجى فيه الإجابة.
لفتت دار الإفتاء إلى أن الكراهة متعلقة بمن يقرأ القرآن في الركوع والسجود بنية التلاوة. أما إذا قرأ المصلي آيات تتضمن دعاءً بقصد الدعاء نفسه لا بقصد التلاوة، فلا كراهة في ذلك.
ويأتي ضمن ذلك الأدعية القرآنية المشهورة مثل: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا» و«ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين».
هذا الاستثناء أجازه المالكية والشافعية وغيرهم، باعتبار أن المقصود هنا هو الدعاء المشروع في موضعه الصحيح، لا تلاوة القرآن في غير محلّها.