بوابة الوفد:
2025-10-08@01:48:22 GMT

يا رسول الله يا سندى

تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT

سبحان الذى فى السماء عرشه، سبحان الذى فى الأرض حكمه، سبحان الذى أطلع من لا ينطق عن الهوى بنبأ من سيأتى بعده فقد روى المعصوم لأصحابه خبر أويس القرنى إمام التابعين الذى قال فيه سيموت على الشهادة ويدخل فى شفاعته مثل ربيعة ومضر إلا من لقيه فليقرأه منى السلام،

بالرغم من أن أويس حرم من صحبة أشرف الخلق بسبب بره بأمه لكن حاله فى البعد كان تجسيدًا لتلك الأبيات العطرة يا رسول الله يا سندى * يا ملاذ الخائف الوجل *نظرة يا اكرم الرسل * وبغوث حل لى عقدى لذلك وصى الرؤوف بالمؤمنين عمر وهو من هو بان يطلب من هذا التقى النقى أن يستغفر له إذا لقيه وعندما أذنت الأقدار كان الميعاد لكن الشيء العجاب هو سؤاله عمر وعلى هل رأيتما رسول الله حقًا !! فقالا بلى فأخذ أحدهما يصف الصورة الظاهريّة، ولم يكن ذلك مراده حتى وجد ضالته عند بنت الصديق فقالت له نعم لقد رأيته مرة واحدة عندما كنت أخيط له ثوبًا على سراج فهبت ريح أطفأت السراج ووقع منى المخيط فلما لاح أنار وجهه الشريف ظلمة الليل الحالك فقال لها بحلم الورع إنكم لم ترونه إلا كما يرى السيف فى غمده وانه لنور من السماء إلى الأرض.

هذا العارف بالله كان منشغلًا بجوهر الحقيقة المحمدية لأنها باب الوصول الأعظم ولكى ندرك مغزى قصده كان لزامًا أن نستبين النور لغة واصطلاحًا فهو الضياء، الشيء الظاهر فى نفسه المظهر لغيره وقد ورد فى الذكر الحكيم على خمسة أوجه نور الرحمن، نور القرآن، نور الإيمان، نور الأكوان. نور النبى العدنان فمولانا بشرًا ليس كالبشر لانه سيد ولد ادم صاحب المقام المحمود والدرجة الرفيعة الذى أنقذ الله به الثقلين من التخبط فى ظلمات الجهل والشرك فكشف به الغمة، وهدى به من الضلالة، وعلم به بعد الجهالة، وجعله إمام الهدى إلى قيام الساعة هذه الصفات النبيلة والأخلاق العظيمة توجب على كل مسلم حبه وتعظيمه وتوقيره كما أمر الله «لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه» لا ريب أن الأدب مع المصطفى هو أدب مع الله جل وعلا «من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا» ولما كان الأدب سلوكًا يتعلق بالأعمال التى هى إما قلبية أو قولية أو فعلية أمّا القلبى منها فهو سنام جميع الآداب، وأصله الإيمان والمحبة والتعظيم مع اعتقاد تفضيله على سائر المخلوقات، أما القولى فهو يتعلق باللسان الذى هو مغرفة القلب كما قال ابن القيم بأن لا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهى، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو ويأذن، و ألا نذكر اسمه مجردًا دون ذكر السيادة «لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا»، أما الأدب العملى فهو ما يتعلق بالجوارح، ويكون بالعمل بشريعته، والتأسى بسنته ظاهرًا وباطنًا، والتمسك بها والحرص عليها، والدعوة إليها وأزيد على ذلك: ويل للقاسية قلوبهم الذين يحرمون الفرح به والاحتفال بمولده

اللهم صل على سيدنا محمد الذى سعدت بمولده الأزمان وتعطرت بعبيره الأكوان واهتدى به اهل الذوق والعرفان وسلم عليه واله وكل محب له ولهان.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مصر التى فازت وسوريا التى ضاعت!!

أمس الأول الإثنين الموافق السادس من أكتوبر، احتفلت مصر بذكرى الانتصار على إسرائيل وبفوز الدكتور خالد العنانى بإدارة منظمة اليونسكو كأول عربى يصل لهذا المنصب الرفيع بعد معركة حاسمة حصل فيها على 55 صوتًا مقابل صوتين لمنافسه.. وفى نفس اليوم كانت سوريا شريكة مصر فى الحرب تحتفل بيوم النصر على طريقة نظامها الجديد، فقد ألغى الرئيس السورى الإجازة الرسمية فى هذا اليوم العظيم للأمة العربية، لتتحول ذكرى النصر،عندهم، ليوم نكسة جديدة!

الحدثان اللذان صاحبا هذا اليوم فى يوم 6 أكتوبر المجيد يكشفان ما وصلت له مصر بدولتها الوطنية من انتصار ثقافى وعلمى وقيمى، وما سقطت فيه سوريا بسلطتها الثيوقراطية القادمة من مشروع (هدم الدولة القائمة على فكرة المواطنة) إلى إقامة (الدولة المستندة إلى تصنيف المواطن) وتقسيم البلاد قبل العباد!!

هذا هو الفارق الذى نتحدث عنه منذ سقوط الجيش السورى وسيطرة قوات مارست الإرهاب علنًا على دمشق لتتحول من عاصمة حضارية عتيقة إلى مدينة تؤوى قوات وميليشيات قتلت ونهبت وأحرقت ودمرت من أجل الاستيلاء على السلطة حتى ولو على أطلال البيوت وجثث الأبرياء.

مصر التى تخلصت من الإرهاب تتصدى اليوم، عبر أحد أبنائها، لإدارة أهم منظمة دولية معنية بالثقافة والعلوم، وسوريا سقطت فى أيدى ميليشيات مسلحة تريد محو كل ماقبلها حتى لو كان انتصارًا عربيًا مجيدًا!!

العرب الآن فى اختبار الاختيار!! إما الإرهاب المُقنع الذى يرتدى ثياب الدين تدليسًا وكذبًا.. وإما الدولة الوطنية التى تحمى العبادات مرتديةً غطاء الثقافة والعلم الذى تكتسى به الدول القوية العفية القادرة!!

أحمد الشرع رئيس سوريا الحالى القادم من خلفية ميلشيات حاربت الجيش الوطنى، اتخذ قراره الثورى بإلغاء إجازة ذكرى انتصار أكتوبر فى دلالة على أن الدولة السورية الجديدة لا تعترف بالنصر الذى شارك جيش بلاده فى تحقيقه خلال ذلك اليوم.. الغريب أن الرئيس السورى الثورى دخل دمشق بغطاء أمريكى إسرائيلى تركى.. واتفق مع كل هؤلاء الشركاء لتحقيق هدف القضاء على الجيش الوطنى السورى ومخازن أسلحته وذخيرته ومدرعاته.. فأصبحت سوريا بلا درع أو سيف.. وإذا حاول الرئيس السورى تكوين أية نواة لبناء جيش حقيقى سيتم ضربها وتدميرها.. صحيح هو يقوم بالتفاوض مع إسرائيل، حليفته فى القضاء على الجيش السورى لمد جسور علاقات معها بعدما قام بأداء مهمته بنجاح ضد جيش بلاده.. ولكن إسرائيل التى تحتل نصف أراضى سوريا من ديسمبر 2023 لن تأمن لمن باع جيشه من أجل مقعدٍ وثير!

لقد فازت مصر بمقعد مدير منظمة اليونسكو فى يوم نصرها لتثبت أنها مصر المتماسكة المتقدمة التى لا تتخلى عن مساراتها وجذورها الثقافية.. وخسرت سوريا هويتها الوطنية فى ذكرى نفس اليوم الذى توجهت فيه قواتها المسلحة لتحرير مرتفعات الجولان عام 1973 لتتحول إلى بلادٍ ممزقة الجسد تعانى من غربة أبنائها هجرًا واغتراب سكانها قهرًا!

 

مقالات مشابهة

  • مصر التى فازت وسوريا التى ضاعت!!
  • الحكاية بالحلم
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو بعد افتتاح محلها الجديد: (أنا أول سودانية اسمها يتعلق ف شارع جامعة الدول العربية المهندسين واسم السودان شرف بالنسبه لي)
  • أدعية رددها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
  • الهدف الإبادة والطرد!!
  • طوفان النصر
  • لقاءات وندوات أدبية ضمن احتفالات ثقافة الفيوم بانتصارات أكتوبر
  • وفاة الكاتبة الشهيرة جيلّي كوبر عن 88 عاماً.. أيقونة الأدب البريطاني المعاصر
  • أكتوبر من جديد
  • سياسي كردي:صراع انتخابي بين حزبي بارزاني وطالباني