دعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين المؤسسات الإعلامية الدولية والمنظمات الحقوقية إلى المطالبة بمحاسبة شركة غوغل على تورطها في عقد دعائي مع إسرائيل، بهدف تزييف الحقائق حول التجويع في قطاع غزة، مؤكدا على أنه يتزامن مع تصاعد موجة الاحتجاجات والإدانات العالمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، جراء سياسة ارتكابه التجويع الممنهج بحق المدنيين في غزة.

كما دعا المنتدى، في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، الإعلاميين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية والصحفيين وسائر الناس في العالم إلى مقاطعة أدوات وخدمات غوغل، والبحث عن بدائل إعلامية وتقنية تحترم القيم الإنسانية، وحق الشعوب في الحرية والمعرفة، بعيدا عن الدعاية المضللة للاحتلال الإسرائيلي، وفق ما جاء في البيان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محاولات "غوغل" تبييض وجه إسرائيل تثير غضبا بالمنصاتlist 2 of 2إسرائيل تدفع 52 مليون دولار لغوغل وإكس ويوتيوب مقابل تبييض جرائمهاend of list

واعتبر المنتدى أن خطوة غوغل التي وصفها بالمشينة، تمثل انحيازا فاضحا لآلة الاحتلال الإسرائيلي الدعائية، وتواطؤا مع سياساته الإجرامية، في ظل الحصار المشدد على القطاع ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود.

بينما يموت الأطفال في #غزة بالتجويع.. غوغل تبرم عقدا مع مكتب نتنياهو بـ45 مليون دولار لإخفاء أزمة الجوع بالقطاع، وفق ما كشفه موقع "دروب سايت نيوز" | تقرير: عبد القادر عراضة#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/hPjLohjHtJ

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 6, 2025

وأطلقت حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة للجنائية الدولية- حملة دولية على مواقع التواصل الاجتماعي بتكلفة 51.8 مليون دولار، بهدف تبييض جرائمها، والترويج لمبرراتها في مواصلة الحرب على القطاع.

وشملت الحملة إبرام مكتب نتنياهو عقودا ضخمة مع شركات كبرى، للتقليل من شأن المأساة الإنسانية في غزة، من بينها شركة غوغل التي كشف تحقيق استقصائي لموقع "دوب سايت نيوز"، عن حصولها على 45 مليون دولار، في إطار المحاولات الإسرائيلية لقلب الحقائق، عبر تكذيب مظاهر التجويع في غزة.

 

 

وشدد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين على أن الحملة تكشف عن حجم التزييف الإعلامي المنظم، الذي تسعى حكومة الاحتلال لتمريره عبر شركات عملاقة، محذرا من خطورة تحول شركات التكنولوجيا الكبرى إلى أدوات بيد الاحتلال الإسرائيلي لتلميع صورته والتغطية على جرائمه.

إعلان

وتأتي الحملة بعد الفضح العالمي لجرائم الحرب الإنسانية التي لا تزال تقترفها إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة قبل نحو عامين، في حين تكثف تل أبيب أساليب الدعاية لترويج روايتها مع تزايد الإدانة الدولية لسياسة التجويع.

وتغلق إسرائيل معابر قطاع غزة أمام شاحنات المساعدات، منذ مارس/آذار الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء، نتيجة سوء التغذية الناجمة عن التجويع إلى 393 شهيدا، بينهم 140 طفلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الإعلامیین الفلسطینیین ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

آسيان وحرب غزة.. بين دعم الفلسطينيين وحسابات المصالح مع إسرائيل

تُعدّ رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) واحدة من الكتل الإقليمية الأكثر تأثيرا في العالم بما تملكه من ثقل سكاني واقتصادي، حيث يشكّل المسلمون ما يقارب نصف سكانها.

ورغم هذه الأهمية، ما زالت الدراسات العربية حول مواقفها من الصراع العربي الإسرائيلي محدودة، في وقتٍ تحرص فيه إسرائيل منذ عقود على نسج علاقات متينة مع عدد من دولها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تحولت تونس إلى منطلق للهجرة؟list 2 of 2أردوغان في البيت الأبيض.. تساؤلات حول الأهداف الخفية لحفاوة الاستقبالend of list

وفي لمحة عن رابطة الآسيان، فقد تأسست في 8 أغسطس/آب 1967، وتضم 10 دول، هي: فيتنام وكمبوديا وإندونيسيا والفلبين وماليزيا وميانمار وسنغافورة وتايلند ولاوس وبروناي، وتنتظر تيمور الشرقية الحصول على العضوية الكاملة للانضمام.

واليوم ترتبط إسرائيل بعلاقات دبلوماسية كاملة مع 7 دول من آسيان، أبرزها سنغافورة وتايلند والفلبين وفيتنام، في حين تظل إندونيسيا وماليزيا وبروناي على موقف رافض للتطبيع.

هذا التباين في المواقف يعكس معادلة معقدة تجمع بين اعتبارات الدين والرأي العام والمصالح الاقتصادية والسياسية.

ويستعرض هذا التقرير أبرز ما ورد في دراسة نشرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان "رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وطوفان الأقصى"، للدكتور وليد عبد الحي، شرح فيها مواقف رابطة دول الآسيان من طوفان الأقصى.

خريطة المواقف

قسمت الدراسة مواقف الرابطة إلى 3 مجموعات استنادا لرأيها في الصراع العربي الإسرائيلي عامة، والحرب على قطاع غزة خاصة:

أولا: المجموعة الأقرب للموقف الإسرائيلي: وهي سنغافورة وتايلند وكمبوديا والفلبين وميانمار، فهذه الدول لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتؤيد "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وتتصدر سنغافورة مواقف التأييد، فقد كانت الأكثر حدة في انتقاد عملية "طوفان الأقصى" ووصفتها بالهجوم الإرهابي، لكنها في المقابل أيّدت منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في مايو/أيار 2024، وتتمسك بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو موقف يعكس توازنا بين علاقاتها الوثيقة مع تل أبيب وحاجتها للشراكات العربية.

إعلان

أما الفلبين فتتأرجح بين ارتباطها باتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة التي تؤثر في موقفها من إسرائيل، وبين ضغوط الكنيسة الكاثوليكية ومنظمات المجتمع المدني التي تدفعها لتبني موقف أقل انحيازا.

في حين تظهر دول أخرى تاريخا متقلبا في علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بين الاعتراف المبكر مثل ميانمار التي لها علاقات مع إسرائيل مستمرة منذ 1953، ولاوس التي قطعت العلاقات سابقا عام 1972 بعد 11 سنة متواصلة ثم أعادتها مرة أخرى عام 2019.

ثانيا: المجموعة الأقرب للموقف الفلسطيني: وهي ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، التي تُعدّ ذات الأغلبية السكانية المسلمة، وليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتنتقد المواقف الإسرائيلية وتؤيد إقامة دولة فلسطينية.

تتخذ ماليزيا موقفا صلبا في دعم القضية الفلسطينية، يبرزه رئيس وزرائها أنور إبراهيم بعلاقاته المباشرة مع قيادات المقاومة، رغم وجود تقارير عن علاقات تجارية محدودة مع إسرائيل قبل طوفان الأقصى.

أما إندونيسيا فتتبنى سياسة أكثر براغماتية، إذ تسعى للاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في مجالات الأمن السيبراني والمياه والزراعة، إضافة إلى اتصالات غير مباشرة ذات طبيعة تجارية وأمنية، لكنها تبقى رافضة للاعتراف بإسرائيل.

وقد عمل البلدان معا في مارس/آذار 2024 على تحريك محكمة العدل الدولية لإعلان أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، ومطالبة تل أبيب بإنهائه وتعويض الفلسطينيين.

في الوقت نفسه، تكشف استطلاعات الرأي في دول آسيان ذات الأغلبية المسلمة عن تصاعد الاهتمام الشعبي بالعدوان على غزة، مدفوعا بالهوية الدينية المشتركة ومخاوف من أن تفضي السياسات الإسرائيلية إلى تعزيز نزعات التطرف في المنطقة بما يهدد استقرارها.

ثالثا: المجموعة البراغماتية: وتتمثل في فيتنام، التي تُعد ثاني أكبر اقتصاد في آسيان وثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان (98 مليون نسمة).

تاريخيا، جمعتها علاقات قوية مع منظمة التحرير الفلسطينية، لكن بعد اتفاق أوسلو عام 1993 أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل شهدت تطورا سريعا خاصة في التجارة والتكنولوجيا والدفاع. ووصل حجم التبادل التجاري إلى 3.24 مليارات دولار عام 2024 بمعدل نمو 20% سنويا، وأصبحت فيتنام الشريك التجاري الأول لإسرائيل في آسيان.

كما توسعت الاستثمارات الإسرائيلية في قطاعات الزراعة الذكية والأمن السيبراني، مع توقيع اتفاقية تجارة حرة عام 2023.

في المقابل، لا تزال فيتنام تؤكد دعمها حق الفلسطينيين في تقرير المصير وحل الدولتين، لكن سياستها الخارجية تتسم بـ"دبلوماسية الخيزران"، التي تعني "الانحناء دون بلوغ مرحلة الكسر" أي توازن بين المصالح والالتزامات الأيديولوجية، مما يجعل مواقفها من حرب غزة قابلة للتأويل.

آسيان وإنهاء الحرب

أظهرت نتائج تصويت دول آسيان في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بطوفان الأقصى خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى سبتمبر/أيلول 2025 قدرا من التطور، فقد ارتفعت من 8 أصوات في القرار الأول (الهدنة الإنسانية) إلى 10 بالإجماع على القرارات الثلاثة الأخيرة (دعم وكالة الأونروا، ووقف إطلاق النار الدائم والفوري، وحل الدولتين).

إعلان

وفي البيان المشترك الصادر في مايو/أيار 2025 بين دول آسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وبحضور الصين، تم التأكيد على المبادئ السابقة نفسها، مع دعم الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية.

قمة مجلس التعاون الخليجي ودول آسيان في مايو/أيار الماضي دعت لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية (الجزيرة)الرأي العام في دول الرابطة

تعكس استطلاعات الرأي في دول آسيان اهتماما ملحوظا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى، مع تأثر المواقف الشعبية بالهوية الدينية والسياسات الحكومية.

أظهرت هذه الاستطلاعات قوة الدعم الشعبي للفلسطينيين، حيث يرى 41.8% أن إسرائيل ذهبت بعيدا في مستوى ما تعدّه ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وارتفعت هذه النسبة في الدول ذات الأغلبية المسلمة، كما لعبت المؤسسات الدينية، مثل مجلس العلماء في إندونيسيا والكنيسة الكاثوليكية في الفلبين، دورا محوريا في توجيه الرأي العام ودعم المبادرات الإنسانية والسياسية المؤيدة للفلسطينيين.

في المقابل، تسعى إسرائيل لاستغلال البُعد البراغماتي في السياسات الآسيوية لتعزيز نفوذها عبر التكنولوجيا والمساعدات الاقتصادية والدبلوماسية، بما في ذلك التسهيلات لإندونيسيا للانضمام إلى مؤسسات دولية مقابل المشاركة في اتفاقات تطبيع.

من هذا المنطلق، خلصت الدراسة إلى إظهار أهمية حاجة فلسطين لتعميق حضورها في المنطقة من خلال التواصل مع القوى السياسية والدينية المؤثرة، واستثمار النسبة الكبيرة من السكان المسلمين في الرابطة، وربط مصالح دول آسيان بالعالم العربي.

كما يُعدّ تطوير الدراسات العربية حول البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الدول ضروريا لتصميم إستراتيجيات فعالة للتواصل والدعم، وضمان تعزيز موقف الفلسطينيين على الصعيدين الشعبي والدبلوماسي في جنوب شرق آسيا.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 21 مليار دولار تدفقت من واشنطن لتسليح إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: العدو الإسرائيلي يواصل حملة مداهمات واعتقالات في الضفة والقدس المحتلة
  • آسيان وحرب غزة.. بين دعم الفلسطينيين وحسابات المصالح مع إسرائيل
  • إسرائيل تخصص 145 مليون دولار لتسليح وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.. أكبر حملة دعائية
  • صندوق قطر للتنمية يقدم 10 مليون دولار لدعم خدمات وكالة الأونروا
  • حزب الخضر البريطاني يدعو لحظر الجيش الإسرائيلي واعتباره جماعة إرهابية
  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين: تزايد خطير في جرائم إسرائيل ضد الصحفيين
  • أرقام تكشف آلية التجويع الممنهج لسكان غزة
  • الكشف عن تورط مسؤولة أممية بالتواطؤ مع إسرائيل والتماهي مع سياسة التجويع
  • وفاة نتيجة التجويع ما يرفع عدد الوفيات إلى 460 من بينهم 154 طفلا