دور النشر تحمل أولياء الأمور خسائرها.. تغيير المناهج الدراسية وراء ارتفاع أسعارها فى العام الدراسي الجديد
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
حالة من الارتباك في المكتبات ومنافذ بيع الكتب الخارجية، قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد 2025-2026، بعد الإعلان عن تغيير المناهج بكافة الصفوف الدراسية من الأول الابتدائي حتى الثانوية العامة.
خسائر بالملايين أعلنت عنها «سناتر الدروس الخصوصية»، بعدما قامت بطباعة «الملازم» و«الملخصات» وبيعها أو توزيعها على الطلاب منتصف أغسطس الماضي، خاصة بالشهادات العامة والثانوية، حيث اضطرت بعد ذلك لسحبها وإعادة طباعتها بعد التعديل مما أحدث ارتباكًا كبيرًا.
في المقابل أعرب أولياء الأمور، خاصة ممن قاموا بشراء الكتب الخارجية منذ فترة، عن استيائهم الشديد، حيث اضطروا لشراء الكتب مرة أخرى، بينما قامت بعض دور النشر برفع الأسعار بأكثر من 30% لتعويض خسائرها.
أشرف هاشم - موظف - يقول: تبدأ الدروس الخصوصية في «السناتر» خاصة مع طلبة الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، منتصف شهر أغسطس كالعادة كل عام، وقبلها بأيام طرحت المكتبات، الكتب الخارجية الجديدة، لكن بعد أول أوثاني حصة أعلن وزير التعليم عن تغيير المناهج، فأصبحنا مطالبين بشراء الكتب مرة أخرى، ليس هذا فقط، فقد طرحت دور النشر الكتب الجديدة بداية شهر سبتمبر بأغلى من سعره السابق بـأكثر من 30% وكأن أصحاب دور النشر يعوضون خسائرهم من جيوب أولياء الأمور.
ويوضح أشرف هاشم أن غالبية أولياء الأمور يقومون بشراء الكتب الخارجية من ميزانية شهر أغسطس، بينما يقومون بدفع المصروفات ومستلزمات المدارس فى شهر سبتمبر، قائلا: لكن ما حدث هذا العام أمر صعب لا تتحمله ميزانية الأسر المتوسطة، خاصة أن المكتبات رفضت استرجاع الكتب القديمة.
ويقول صبحى عبد الرحمن - مهندس - دور النشر حملت الأهالي خسائرها وولى الأمر فى النهاية مغلوب على أمره ومضطر لشراء الكتب الخارجية مرتين وبسعرها المرتفع حيث يعتمد عليها الطلاب بشكل كامل لأنها تقدم المعلومة بشكل مبسط ومنظم وبأسلوب سلس فضلا عن الاسئلة المتنوعة ما بين اختيار من متعدد ومقالي ومقارنات ونماذج الامتحانات للسنوات السابقة، ولو وجدنا هذا فى الكتاب المدرسي لما اضطررنا لشراء الكتب الخارجية.
وتقول عبير فتحي صالحين - موظفة - أنها ام لثلاثة أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، وأن ميزانية الكتب الخارجية وصلت فى التيرم الأول لأكثر من 3 آلاف جنيه.. مشيرة إلى أن سعر الكتاب الواحد فى رياض الأطفال 250 جنيه، بينما وصل كتاب المادة فى الثانوية العامة إلى 600 جنيه غير ملخصات وملازم المدرسين.
ويقول خالد عمر صاحب مكتبة بالفجالة أن أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية هذا العام يرجع إلى تغيير المناهج، مشيرًا إلى أن دور النشر هذا العام تكبدت خسائر كثيرة، نتيجة الطباعة مرتين وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، مؤكدا على أهمية الكتب الخارجية التي تواكب العصر من خلال وجود مسح إلكتروني وربط بالمنصات الرقمية وتقديم المزيد من البدائل أمام الطالب الذى يستطيع الاستغناء عن الدروس الخصوصية والاكتفاء بالكتاب الخارجي.
رئيس شعبة الورق بالغرفة التجارية بالقاهرة يقول: إن ارتفاع تكاليف الورق والأحبار كانت سببًا رئيسيًا فى ارتفاع تكاليف الكتب الخارجية موضحا أن التكلفة تختلف من إصدار لأخر حسب نوعية الورق وجودته كما أن الأسعار العالمية للكتب فى سبيلها للانخفاض لنسبة قد تصل لـ٤٠% فى أوائل أكتوبر لتراجع أسعار الورق.
الجدير بالذكر أن الاتحاد العام للغرف التجارية يشارك فى معارض «أهلا مدارس» ومن خلاله يتم تقديم خصومات على الكتب الخارجية تصل لـ25% من هامش الربح تتحملها دور النشر والتجار ضمن جهود التخفيف عن كاهل الأسر المصرية.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يجري حوارا مع عدد من الطالبات حول المناهج الدراسية
رابط تحميل المناهج الدراسية على موقع وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2025
حقيقة تخفيف المناهج الدراسية خلال شهر رمضان 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدروس الخصوصية العام الدراسي الجديد تغيير المناهج الدراسية سناتر الدروس الخصوصية وزير التعليم المناهج الدراسیة الکتب الخارجیة أولیاء الأمور تغییر المناهج المناهج ا دور النشر
إقرأ أيضاً:
ماذا سيحدث فى العام الجديد
مع اقتراب العام الجديد، تقف مصر والعالم أمام لوحة متحركة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعضها بات واضح الملامح، وبعضها لا يزال ينتظر لحظة التشكل.
عام يفتح أبوابه على احتمالات واسعة، من موجات اقتصادية جديدة إلى تغيرات فى خرائط النفوذ الإقليمى، وصولا إلى تحولات مجتمعية وتقنية ستطال حياة المواطنين اليومية. السؤال: ماذا سيتغير فعلًا فى العام الجديد؟
فى مصر يدخل العام الجديد والبرلمان المصرى مقبل على تغييرات مهمة بعد إعادة الانتخابات فى عدد من الدوائر وحديث الرئيس السيسى الصريح عن «الخروقات» وضرورة ضبط الإيقاع الانتخابى.
من المتوقع صعود وجوه برلمانية جديدة من خارج الأحزاب التقليدية.
مع إعادة تقييم قوانين مثل مباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر.
ومن المرجح بدء حوار داخلى حول مستقبل الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
كل ذلك يضع السياسة المصرية أمام مرحلة «تصحيح مسار هادئ» بهدف استعادة الثقة وضخ دم جديد فى الحياة النيابية.
وفى الاقتصاد رغم التوقعات المتفائلة حول تراجع التضخم عالميا، إلا أن الاقتصاد المصرى سيظل يواجه اختبارات حقيقية، أبرزها:
ملفات أسعار الوقود التى قد تعود للارتفاع رغم تصريحات رسمية سابقة.بجانب ضغوط خدمة الدين والاحتياج لمزيد من الاستثمارات الخارجية.
لكن فى المقابل، ينتظر مصر تدفق استثمارات فى الطاقة الجديدة، خصوصا الهيدروجين الأخضر، وتعافى تدريجى لقطاع السياحة بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير، وقيام الحكومة فى التوسع فى سياستى «الرخصة الذهبية» و«توطين الصناعة».
السوشيال ميديا ستلعب الدور الأبرز فى تشكيل الرأى العام، وفى بعض الأحيان الضغط على مؤسسات الدولة نفسها بشكل أكبر من العام المنصرم على مستوى العالم فإن العام الجديد سيكون امتدادا لصراعات معلقة فى لبنان وغزة سيكون هناك استمرار لحالة اللاسلم واللاحرب بين إسرائيل وحزب الله، واحتمالات انفجار مفاجئ قائم دائما.
فى الخليج سوف تستمر التهدئة الإقليمية لكن مع تنافس اقتصادى شرس بين السعودية والإمارات وقطر لجذب الاستثمارات العالمية.
مصر لها مكاسب محتملة مع تصدر دور الوساطة وعودة ثقلها الإقليمى كضامن للاستقرار، أما أوروبا فسوف تواصل القلق من الحرب فى أوكرانيا والركود.
فى مجال التكنولوجيا من المرجح أن يشهد العالم ذكاء اصطناعى أكثر جرأة مع دخول العالم مرحلة جديدة من الذكاء الاصطناعى ستغير فى الإعلام والصحافة وأشكال الدعاية السياسية. وأنماط العمل والوظائف التقليدية.. وسيصبح السلاح المعلوماتى أقوى أدوات النفوذ الدولى.
أنه بحق عام تتشابك فيه المخاطر والفرص..العام الجديد كما هو واضح من مقدمات دخوله لا يعد المصريين ولا العالم بالهدوء، لكنه يعد – كعادته – بالتغيير. السؤال الحقيقى ليس: ماذا سيتغير؟
بل: كيف ستتفاعل مصر مع هذه التغييرات؟
هل ستستثمر موجة الإصلاح السياسى المقبلة؟ هل ستوازن بين الضغوط الاقتصادية وفرص الاستثمار؟ وهل ستنجح فى تعزيز موقعها إقليميا وسط عالم يتشكل من جديد؟
عام جديد... والدولة المصرية أمام لحظة تستحق أن تكتب بعناية، وأن تدار بجرأة، وأن تقرأ بوعى.
[email protected]