العفو الدولية تكشف عن عدد المفقودين والمخفيين في اليمن وتطالب بالكشف عن مصير الآلاف منهم في 4 دول عربية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
طالبت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الأربعاء، السلطات في أربع دول عربية شهدت نزاعات وصراعات واسعة بالكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين، تزامنا مع حلول اليوم العالمي للمفقودين والمخفيين قسرا.
وشددت "أمنستي" على ضرورة الكشف عن مصير المفقودين في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للأعوام التي أمضتها جميع أسر المخفيين في انتظار أي أنباء عن أحبائها المفقودين والنضال من أجلهم في هذه الدول الأربع، يصل إلى أكثر من مليون عام.
وقالت المنظمة في تقريرها إن "حكومات معظم هذه الدول لم تجرِ أي تحقيقات بشأن حالات الاختفاء ولا أعطت أي أعداد دقيقة للمفقودين أو المخفيين"، ما دفع المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى نشر إحصائيات تقديرية لعددهم.
وأضافت العفو الدولية أن "التقارير تشير إلى أن أعداد المخفيين في العراق تقترب من مليون و250 ألف شخص، جراء أزمات متتالية منذ 1968 في البلد الذي يعد أحد أكثر البلدان تسجيلا للمفقودين في العالم".
أما في لبنان، فيقدر العدد الرسمي بحوالي 17,415، وفي سوريا تقدر منظمات حقوق الإنسان أن عدد المخفيين يصل إلى أكثر من 100 ألف شخص، فيما وثقت 1,547 حالة اختفاء في اليمن، وفقا للمنظمة.
وقالت نائبة المديرة الإقليمية في منظمة العفو، آية مجذوب، في حديثها لوكالة فرانس برس إن "هذه الدول في الشرق الأوسط لديها عدد كبير جدا من المفقودين والمختفين".
وأشارت مجذوب خلال فعالية في بيروت حضرها أفراد عائلات مفقودين من كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، إلى أن "هذه الدول فشلت حكوماتها المتعاقبة في اتخاذ أي إجراء يضمن حقوق العائلات".
وفي ظل عدم اتخاذ أي إجراءات حكومية فاعلة من جانب الدول، فقد اجتمعت أسر المخفيين تحت لواء جمعيات مؤلفة من الأسر والناجين للمطالبة بحقوقها وإنشاء تحالفات تساعدهم على رفع الصوت عاليا للكشف عن مصير أحبائها المخفيين في الدول الأربع.
"مأساة مستمرة"
وقالت الناشطة العراقية في ملف المفقودين وداد شماري، وابنها مفقود منذ 2006: "كنت متظاهرة واحدة حتى التقيت بكثير مثلي يشاركون معانتي".
ومن سوريا، انتقدت المعتقلة السابقة فدوى محمود المجتمع الدولي "لعدم جديته" في ملاحقة قضايا المفقودين، في البلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ 2011 إثر اندلاع احتجاجات ضد النظام.
وأضافت: كانت لدينا أحلام كبيرة في 2011، لكننا دفعنا ثمنا باهظا.
وكانت قوات النظام اعتقلت زوج فدوى المعارض عبد العزيز الخير وابنها ماهر طحان في 2012، ولم يصدر عنهما أي خبر منذ ذلك الحين.
وفي هذا الإطار، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الحالي قرار إنشاء مؤسسة دولية للكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين في سوريا، لكن كثرا لا يعولون عليها.
ومن اليمن، قالت الناشطة في "رابطة أمهات المختطفين" نجلاء فاضل: "اتخذنا على أنفسنا عهدا أن نناضل حتى خروج آخر مختطف".
كما كشفت فاضل في حديثها لفرانس بريس، أن أعضاء الرابطة تعرضوا "للتهديدات والضرب" خلال تظاهرات للمطالبة بمعرفة مصير أحبائهم.
وأوضحت خلال المؤتمر أن الرابطة تعاني من تدني الوعي الحقوقي والقانوني، ما يمنع أهالي المفقودين عن التبليغ، فضلا عن انتشار ثقافة الإفلات من العقاب.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء أواخر 2014 وتفاقم الوضع منذ 2015 مع تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية، ما جعل البلاد تدخل في نزاع دموي.
وفي لبنان، لا تزال معاناة الأهالي مستمرة لمعرفة مصير أكثر من 17 ألف مفقود منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في سبعينيات القرن الماضي. وكان البرلمان شكل هيئة وطنية مستقلة لتقفي أثر المفقودين في عام 2018، لكن عملها يبدو مليئا بالعقبات.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المخفیین فی هذه الدول عن مصیر
إقرأ أيضاً:
بيروت.. عباس يبحث الملف الفلسطيني مع وفود عربية ومسؤولة أممية
بيروت – بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيروت، امس الأربعاء، تطورات الملف الفلسطيني مع ممثلي وفود عربية ومسؤولة أممية.
جاء ذلك بعد لقاء قمة مع نظيره اللبناني جوزاف عون، في اليوم الأول من زيارته إلى بيروت المستمرة 3 أيام.
وفي وقت سابق الأربعاء، التقى عباس بعون واتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكدا التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وفق بيان مشترك صدر عقب لقائهما في قصر بعبدا الرئاسي شرق العاصمة بيروت.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، إن عباس استقبل ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني غازي العريضي، وأطلعه “على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب من حرب إبادة جماعية، وقتل آلاف المدنيين بينهم نساء وأطفال، وحصار وتجويع خاصة في قطاع غزة”.
وجدد عباس تأكيده أن “الأولوية الآن لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، مع تولي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية في غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها القدس، والذهاب إلى عملية سياسية”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
كما أطلع عباس مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” في لبنان دوروﺛﻲ ﻛﻼوس، على مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك “عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المخيمات الفلسطينية، خاصة شمال الضفة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، وهدم المنازل، وتهجير المواطنين”.
وقال إن “استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعمل الأونروا مرفوض ومدان، ويشكل استفزازاً لشعبنا، وهو مخالف لقرارات الأمم المتحدة التي أُنشئت بموجبها الوكالة، ويهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، والذي هو خط أحمر لدينا، وأحد أهداف أي تسوية سياسية مستقبلية”.
وفي 28 أكتوبر 2024، صدّق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها، وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي دخل القرار حيز التنفيذ.
وخلال استقباله بمقر إقامته في بيروت، أطلع عباس وفدا من “المجلس الاقتصادي الإنمائي البيئي في لبنان” على الآثار الاقتصادية والبيئية الكبيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “حيث دمر الاحتلال البنية التحتية من مباني ومنشآت وجامعات ومدارس ومصانع وشبكات طرق ومياه وكهرباء واتصالات في القطاع”.
وأشار إلى تطلع دولة فلسطين إلى “المؤتمر الدولي للسلام” المزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل، لتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، وحشد الجهود لمزيد من الاعترافات الدولية والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك “المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين” والذي سيعقد في نيويورك مطلع يونيو/ حزيران المقبل، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
وفي لقاء مع وفد “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برئاسة الأمين العام فهد سليمان، أكد عباس “أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد”.
كما شدد على “الالتزام الفلسطيني بأمن واستقرار لبنان الشقيق وتعزيز التنسيق والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني”.
ومن المقرر أن يلتقي عباس خلال زيارته إلى بيروت، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس الوزراء نواف سلام، وفق تصريحات لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، الاثنين.
ويُقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأكثر من 493 ألف شخص، يعيشون في ظروف صعبة داخل مخيمات تُدار أمنيًا من قبل الفصائل الفلسطينية، بموجب تفاهمات غير رسمية تعود إلى “اتفاق القاهرة” عام 1969.
ويقيم أكثر من نصف اللاجئين في 12 مخيما منظما ومعترفا بها لدى وكالة الأونروا، ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات، بينما يفرض الجيش إجراءات مشددة حولها.
الأناضول