فحص بسيط يكشف عن الإصابة بالخرف قبل عقود من ظهور الأعراض
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن اختبار بول بسيط قد يكشف عن خطر الإصابة بمرض الخرف قبل عقود من ظهور الأعراض، حيث وجد الباحثون أن وجود بروتين معين في البول قد يكون بمثابة علامة تحذير مبكرة تشير إلى حدوث مشاكل في الذاكرة.
أجرى الدراسة باحثون من معهد كارولينسكا في السويد، ونشرت نتائجها في مجلة الطب الباطني في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي، وكتبت عنها صحيفة الإندبندنت.
على الرغم من أن التقدم في السن لا يزال يمثل عامل الخطر الأكبر للإصابة بالخرف، إلا أن الباحثين أظهروا أن أمراضا في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الكلى، يمكن أن تؤثر أيضا على صحة الدماغ.
تمكن الباحثون في الدراسة الجديدة، من خلال متابعة عينات لـ 130 ألف شخص تجاوزت أعمارهم سن 65 عاما، ولم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة، من إثبات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من بروتين الألبومين المتسرب إلى البول، وهي حالة غير طبيعية تعرف باسم بيلة الألبومين، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من حياتهم.
وكان هذا الارتباط أقوى في حالة الإصابة بالخرف الوعائي، ثاني أكثر أشكال الخرف شيوعا بعد مرض ألزهايمر، والذي يحدث غالبا بسبب حدوث السكتة الدماغية، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو أمراض الأوعية الدموية الأخرى، وفي حالة الإصابة بالخرف المختلط، الذي يجمع بين سمات الخرف الوعائي ومرض ألزهايمر.
وتبين أن صحة هذا الارتباط لا يعتمد على مدى كفاءة وظائف الكلى عند المشاركين، أي أن وجود البروتين في البول ينبأ بخطر الإصابة بالخرف بشكل مستقل، حتى إذا كانت نتائج فحوصات الكلى القياسية تبدو طبيعية.
ويوضح الدكتور هونغ شو، الأستاذ المساعد في قسم علم الأعصاب وعلوم الرعاية والمجتمع في معهد كارولينسكا في السويد " قد تبدو الكلى والدماغ عضوين مختلفين تماما، لكنهما يعتمدان على شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة والحساسة للعمل بشكل صحيح، فعندما تتضرر الأوعية الدموية في الكلى بسبب تسرب البروتين إلى البول، يمكن أن يقل أيضا تدفق الدم إلى الدماغ".
إعلانتعمل الكلى في الجسم كمرشحات، حيث تحافظ على البروتينات المفيدة في الدم وتصفّي الفضلات، وعندما تتضرر هذه المرشحات، يبدأ بروتين الألبومين بالتسرب.
ومن ناحية أخرى، يمتلك الدماغ حاجزا وقائيا خاصا به، يسمى بالحاجز الدموي الدماغي، مكوّن من خلايا متراصة بإحكام تمنع المواد الضارة في الدم من الدخول إلى الدماغ، وكما تسمح مرشحات الكلى التالفة بتسرب البروتينات إلى البول، فإن الحاجز الدموي الدماغي المتضرر يفسح مجالا للسموم والجزيئات المسببة للالتهاب للمرور من خلاله إلى أنسجة الدماغ، ومع مرور الوقت، يزيد هذا من خطر حدوث تلف في الأوعية الدموية والالتهابات وتراكم البروتينات الضارة المرتبطة بالإصابة بالخرف.
يفتح هذا الاكتشاف آفاقا واعدة للوقاية من الإصابة بالأمراض ومنع حدوث أضرار في الجسم، فالعديد من الأدوية المستخدمة بالفعل لحماية الكلى قد تحمي الذاكرة أيضا، حيث يمكن أن تؤدي هذه الأدوية التي تقلل بدورها من تسرب البروتين مثل أدوية ضغط الدم، دورا مزدوجا في الحفاظ على صحة الدماغ.
وتظهر أدوية طوّرت حديثا مثل الأوزمبيك التي تعالج في الأصل مرض السكري أنها تقلل أيضا من نسبة البروتين في البول، وإثبات إن كانت هذه الأدوية تمنع الإصابة بالخرف يحتاج لمزيد من البحث، ولكن المؤشرات المبكرة تدعم ذلك.
التدخل المبكر هو الخيار الأفضل
يتراكم تلف الأوعية الدموية على مر السنين، لذا فإن التدخل المبكر هو الخيار الأفضل، كما يعد الاهتمام في صحة الكلى والقلب عند بلوغ منتصف العمر فما بعد أمرا منطقيا، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى، أو السمنة، أو الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لهذه الحالات.
ويعمل الأطباء في الوقت الحالي على جعل فحص بروتين البول إجراء رئيسيا للأشخاص المصابين بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، لكن نتائج الدراسة تثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي إجراء فحص لكل من تتجاوز أعمارهم 50 عاما، وخاصة الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر متعددة، أي يوجد لديهم أكثر من عامل يزيد من احتمالية الإصابة بمرض أو حالة معينة.
ومن ناحية أخرى، لا توجد حاجة إلى انتظار إرشادات جديدة لاتخاذ إجراءات لازمة للحفاظ على سلامة الدماغ في هذه الحالة، حيث أن التغيرات في نمط الحياة التي تحمي الكلى تفيد الدماغ أيضا، فالإقلاع عن التدخين، والتحكم في ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، كلها عوامل يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى والخرف.
ويمكن أن يصبح فحص بروتين البول جزءا أساسيا من تقييمات مخاطر الخرف، في حال أكدت دراسات مستقبلية نتائج هذه الدراسة، فهو مجرد فحص بسيط غير مكلف ولا يتطلب تدخل جراحي ويمكن إجراءه في أي عيادة.
ويبقى الكشف المبكر عن الإصابة بالخرف والوقاية منه أفضل ما يمكن عمله في الوقت الحالي، في ظل غياب العلاج المناسب لمرض الخرف.
سيصبح من الممكن تحديد الأشخاص المعرضين للخطر وحمايتهم قبل وقت طويل من ظهور مشاكل في الذاكرة لديهم من خلال إدراك أن البروتين في البول يشير إلى أكثر من مجرد مشاكل في الكلى.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الأوعیة الدمویة الإصابة بالخرف خطر الإصابة فی البول ضغط الدم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
باحثون: السمنة المبكرة تزيد خطر الالتهاب الرئوي وتعفن الدم لاحقاً
10 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: أظهرت دراسة حديثة أن زيادة الوزن وضعف اللياقة البدنية في أواخر مرحلة المراهقة يرتبطان بارتفاع خطر الإصابة بالإنتان والالتهابات البكتيرية الحادة لاحقاً، إضافة إلى زيادة احتمالات الوفاة بسببها عند البلوغ.
وبيّنت الدراسة أن خطر الوفاة الناتجة عن تسمم الدم كان أعلى بأربع مرات لدى الفئة التي تمتلك وزناً أعلى.
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات السجل الوطني السويدي، التي تشمل نحو مليون رجل، وتمكنوا من تتبع المشاركين لأكثر من 30 عاماً من خلال ربط بيانات التجنيد العسكري بالسجلات الصحية وسجلات أسباب الوفاة.
عند التحاق المشاركين بالخدمة العسكرية، جرى قياس مؤشر كتلة الجسم ومستوى اللياقة البدنية، ثم تصنيفهم إلى مجموعات تمت مقارنتها لاحقاً من حيث احتمالات الإصابة أو الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي البكتيري، أو عدوى صمامات القلب، أو الإنتان.
وبحسب ما ورد في “ميديكال إكسبريس”، قام الباحثون بتعديل عوامل عدة في التحليل—مثل قوة العضلات، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والربو—للحصول على تقدير أدق للعلاقة بين الوزن، واللياقة، وخطر العدوى.
خلصت الدراسة إلى وجود “زيادة في قابلية الإصابة بالعدوى حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي لكنه قريب من الحد الأعلى”.
وقالت جوزفينا روبرتسون، الأستاذة في جامعة غوتنبرغ وأخصائية الأمراض المعدية في مستشفى سالجرينسكا: من المعروف أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وضعف اللياقة في سن مبكرة يرتبطان بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان لاحقاً، وقد ثبتت هذه العلاقة أيضاً مع كوفيد-19. لكن لم يُبحث سابقاً ارتباط هذه العوامل بخطر الإصابات البكتيرية الحادة في مرحلة البلوغ”.
وخلال فترة المتابعة، سجّلت الدراسة أكثر من 44 ألف إصابة بعدوى بكتيرية حادة، وكان الالتهاب الرئوي الأكثر شيوعاً، يليه تعفن الدم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts