مقاومة ذكية.. كيف تحوّل السترة المثقلة المشي العادي إلى تمرين فعال؟
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
في المدة الأخيرة باتت السترات المثقلة تبرز كأداة بسيطة وفعّالة في عالم اللياقة البدنية، بعد أن انتقلت من استخدامها حصريا لدى الرياضيين المحترفين إلى وسيلة شائعة بين الهواة والممارسين اليوميين. وازدادت شعبيتها بين النساء خصوصا في مرحلة انقطاع الطمث، لما لها من دور في دعم صحة العظام والعضلات والحدّ من آثار التقدم في العمر.
السترات المثقلة هي سترات مخصّصة للتمارين، تحتوي على جيوب تُضاف إليها أوزان صغيرة موزّعة حول الجذع بهدف زيادة المقاومة خلال الحركة. وهي تساعد على تعزيز القوة والتوازن من خلال دفع الجسم لبذل جهد أكبر بصورة طبيعية، وتستخدم على نطاق واسع في التدريب البدني وبرامج إعادة التأهيل. وقد ظهرت أول مرة في الولايات المتحدة خلال سبعينيات القرن العشرين كأداة تدريب للرياضيين والعسكريين ولاعبي كرة القدم، قبل أن تصبح جزءا أساسيا من برامج اللياقة العامة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا نفقد قوتنا بعد الأربعين؟ دليل عملي لاستعادة العضلاتlist 2 of 2تمرن على معدة فارغة لحرق الدهون.. احذر 7 نصائح رياضية مُضللةend of listفوائد السترات المثقلة تعزيز قوة العضلات والتحمليضيف ارتداء سترة مثقلة أثناء المشي أو التمارين الخفيفة المزيد من المقاومة للحركة الطبيعية مما يحفز العضلات على العمل بقوة أكبر، وهذا بدوره يمكن أن يسهم في تحسين قدرة التحمل العضلي وتقوية الألياف العضلية وكذلك تحسين التوازن وهو أمر مهم خصوصا لمن هم عرضة لمخاطر السقوط.
دعم كثافة العظاميُجمع الخبراء على أن من أبرز مزايا السترات المثقلة قدرتها على تحفيز العظام ميكانيكيا، إذ تدفع الأوزان الإضافية الجسم إلى الحفاظ على توازنه باستمرار. هذا الجهد الإضافي يفعّل إعادة تشكيل العظم، فتتكوّن خلايا عظمية جديدة وتندمج داخل النسيج العظمي. ويعد هذا التأثير مهما بشكل خاص خلال مرحلة انقطاع الطمث، لأنه يساعد على الحد من فقدان كثافة العظام والوقاية من الهشاشة المرتبطة بالتقدم في العمر.
إعلان رفع كفاءة الأنشطة اليومية بذكاءالسترات المثقلة تحوّل الأنشطة اليومية البسيطة كالمشي وصعود السلالم إلى تمرين فعال يعزز اللياقة ويزيد حرق السعرات. يمكن ارتداؤها أثناء المهام الروتينية مثل التنظيف أو الحمل الخفيف من دون تخصيص وقت للرياضة، لكن يوصى باستخدامها في الحركات المستقرة وتجنب الأنشطة السريعة أو المنحنية لتفادي الإصابات وضمان السلامة.
كيف تختار السترة المثقلة المناسبة؟1. تحديد الوزن المناسبيوصي الخبراء بالبدء بوزن خفيف لا يتجاوز عادة 5 إلى 7% من وزن الجسم، ثم زيادته تدريجيا مع الوقت. ويُفضّل ألا يتعدى الوزن الإجمالي للسترة 10% من وزن الجسم، لضمان تكيف العضلات والمفاصل وتجنب الإصابات أو الإجهاد الزائد.
2. اختيار تصميم مريح وتوزيع وزن متوازنالتصميم السيئ أو التوزيع غير المتساوي للأوزان قد يسبب ضغطا على الظهر أو الكتفين، أو يؤدي إلى اختلال في وضعية الجسم أثناء الحركة. لذلك يُنصح باختيار سترات مزودة بأحزمة قابلة للتعديل ووسائد داعمة، مع توزيع متوازن للأوزان حول الجذع.
3. اختيار سترات قابلة للتعديلتعد السترات التي تسمح بإضافة الأوزان أو إزالتها خيارا عمليا ومرنا، إذ تمنح المستخدم القدرة على البدء بوزن منخفض وزيادته تدريجيا وفقا لقدرة الجسم. كما يمكن مشاركتها بين أفراد العائلة، مما يجعلها استثمارا أفضل على المدى البعيد.
هل تفيد السترات المثقلة كامل الجسم؟أوضح الدكتور روجر فيلدينغ، الباحث في فسيولوجيا التمارين وكبير العلماء في مركز أبحاث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأميركية بجامعة تافتس، في حديث لصحيفة نيويورك تايمز، أن فاعلية السترة المثقلة تعتمد على عوامل أبرزها وزن السترة، وتكرار استخدامها، وطبيعة النشاط البدني المصاحب لها.
وأشار فيلدينغ إلى أن ارتداء السترات المثقلة قد يعزز قوة عضلات الجذع والجزء السفلي من الجسم، نظرا لزيادة الضغط الواقع على عضلات أسفل الظهر والساقين أثناء الحركة. ومع ذلك، وعلى عكس ما قد يعتقد البعض، فإن هذه السترات لا تستهدف بشكل مباشر عضلات الجزء العلوي من الجسم مثل الذراعين والصدر، ومن ثم لا يمكن الاعتماد عليها وحدها لبناء تلك العضلات، بل ينبغي استخدامها كجزء من برنامج تدريبي متكامل.
كيف تحقق أفضل استفادة من السترات المثقلة؟ ابدأ تدريجيا وراقب إشارات جسدكمن الأفضل البدء باستخدام السترة لفترات قصيرة تتراوح بين 10 و15 دقيقة فقط، ثم زيادة المدة تدريجيا حتى يتمكن الجسم من التكيف مع الوزن الإضافي. وينصح باستخدام السترة بعد امتلاك مستوى لياقة أساسي، مثل الانتظام في المشي أو الركض، ثم رفع الشدة والمدة خطوة بخطوة.
خلال التمرين، يجب الانتباه لأي إشارات غير طبيعية يرسلها الجسم، خصوصا الألم المفاجئ في الكتفين أو الركبتين أو أسفل الظهر. عند الشعور بأي من هذه العلامات، يُفضّل التوقف فورا، لأنها قد تشير إلى إجهاد زائد أو إصابة محتملة، وعدم تجاهلها يساعد على تجنب مشكلات أكبر في المستقبل.
استشر متخصصاإذا كنت تعاني من أي مشاكل صحية مثل آلام الظهر المزمنة، أو مشاكل في المفاصل، أو إذا كنتِ في مرحلة انقطاع الطمث، يفضل استشارة طبيب أو متخصص في العلاج الطبيعي قبل البدء في استخدام السترة المثقلة. سيساعدك ذلك على تحديد ما إذا كانت مناسبة لحالتك الصحية، وتحديد كيفية استخدامها بأمان.
لا تجعلها بديلا كاملا للتدريب المقاومرغم الفوائد المتعددة للسترات المثقلة، فإنها لا تُعد بديلا كاملا لتمارين المقاومة التقليدية مثل رفع الأثقال أو استخدام أجهزة القوة، فهي أداة تكميلية تعزز اللياقة وتزيد فاعلية الأنشطة اليومية، لكنها لا توفر التحفيز المطلوب لبناء العضلات بشكل شامل. لذلك يبقى الدمج بينها وبين التمارين الأخرى أمرا ضروريا لتحقيق أفضل نتائج بدنية ممكنة.
إعلان تجنب الاستخدام لفترات طويلةقد يؤدي ارتداء السترة المثقلة لفترات زمنية ممتدة إلى إرهاق المفاصل والعضلات، وزيادة احتمالات الإصابة، خاصة في الركبتين وأسفل الظهر. لذا يوصى بالاكتفاء باستخدامها أثناء التمارين أو الأنشطة المحددة مثل المشي وصعود السلالم، مع منح الجسم فترات راحة كافية. فالاعتدال يضمن الاستفادة من فوائد السترة من دون تحميل الجسم أعباء غير ضرورية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر المشي بعد تناول الطعام على السكر في الدم؟
يساعد المشي بعد تناول الطعام في خفض مستويات السكر بالدم، حيث تقوم العضلات بتكسير الطعام واستخدامه مصدراً للطاقة. ويُعدّ خفض مستويات السكر في الدم بعد الوجبات، أمراً بالغ الأهمية، خصوصاً بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».
مستوى السكر في الدم ينخفض عند المشي
يساعد المشي بعد تناول الطعام في خفض مستويات السكر بالدم، حيث تستخدم عضلاتك الغلوكوز مصدراً للطاقة أثناء ممارسة الرياضة.
يحتاج جسمك إلى الغلوكوز (نوع من السكر) للحصول على الطاقة. يأتي الغلوكوز من الكربوهيدرات الموجودة في الطعام الذي تتناوله؛ مثل الفواكه والخضراوات والحبوب. كما يوجد في كثير من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكر مضاف.
أثناء عملية الهضم، يدخل الغلوكوز إلى مجرى الدم، ويفرز البنكرياس هرموناً يُسمى الأنسولين لمساعدة خلايا الجسم في امتصاص الغلوكوز واستخدامه مصدراً للطاقة.
ومع ذلك، إذا تناولت كمية من الكربوهيدرات تفوق قدرة جسمك على الاستفادة، أو إذا لم يستجب جسمك للأنسولين كما ينبغي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
ارتفاع سكر الدم قد يسبب:
- ضبابية الرؤية.
- جفاف الفم.
- العطش الشديد.
- الرغبة المتكررة في التبول.
- الصداع.
- ضعف العضلات.
ارتفاع سكر الدم على المدى الطويل قد يُسبب تلفاً دائماً في الأعصاب والكلى والقلب والأوعية الدموية والعينين. وقد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كم من الوقت يجب أن تنتظر قبل المشي بعد تناول الطعام؟
تُشير الأبحاث إلى أنه كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام، زاد تأثيره على مستويات السكر في الدم، يُفضل المشي خلال أول 29 دقيقة من تناول الطعام.
قد تبدو هذه النصيحة مفاجئة، خصوصاً إذا كنت قد تعلمت الانتظار 30 دقيقة بعد تناول الطعام قبل ممارسة الرياضة، فالنشاط البدني يُعيد توجيه الدم بعيداً عن الجهاز الهضمي إلى العضلات، مما قد يُسبب تقلصات أو غثياناً.
ومع ذلك، من المرجح أن تحدث الآثار الجانبية السلبية لممارسة الرياضة، بعد تناول الطعام مع الأنشطة عالية الكثافة. ولحسن الحظ، ليس عليك المشي بسرعة لخفض سكر الدم بعد تناول الطعام. وتشير الأبحاث إلى أن توقيت المشي بعد تناول الطعام، له تأثير أكبر على مستويات السكر في الدم من شدة النشاط.
ما مدة المشي المطلوبة؟
لستَ بحاجةٍ لقضاء وقتٍ طويلٍ في المشي بعد تناول الطعام، للمساعدة في خفض مستويات السكر بالدم. تُظهر الأبحاث أن الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة بعد تناول الطعام على مستوى السكر بالدم، يمكن ملاحظتها بمجرد دقيقتين من المشي.
يمكن أن يساعد المشي لمسافاتٍ قصيرة - حتى لو كانت 10 دقائق - بعد تناول الطعام في ضبط مستويات السكر بالدم.